المحرر موضوع: الإيزيديون يعيدون بناء قببهم ومزاراتهم الدينية التي فجّرها “داعش القسم الثاني  (زيارة 767 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإيزيديون يعيدون بناء قببهم ومزاراتهم الدينية التي فجّرها “داعش”


متطوعون وحفاة أقدام يعملون تحت المطر ويسابقون الزمن
القسم الثاني
عنكاوا دوت كوم -الصباح الجديد- نينوى ـ خدر خلات:

بغياب مطلق للدعم الحكومي والرسمي، وبمبادرات فردية تحولت الى جماعية، بدأ الايزيديون اعادة بناء مزاراتهم وقبابهم ذات الطراز العمراني الفريد، في سهل نينوى، بعدما قام تنظيم داعش المتطرف بتفجير 39 قبة ومزاراً او “نيشاناً” في بلدتي بعشيقة وبحزاني ذات الاغلبية الايزيدية.
يقول المتطوع الايزيدي صباح خدر حسن، البالغ نحو 64 سنة، والذي يدير امور العشرات من المتطوعين العاملين باحد المزارات الواقع بين بلدتي بعشيقة وبحزاني المتجاورتين “اعادة بناء قبة ايزيدية بالاعتماد على تبرعات الخيرين مسالة صعبة الى حد ما، لكن برغم ذلك فانني واشقائي تكفلنا بسد اي عجز قد يحصل في اثناء بنائنا لهذا المزار”.
واضاف “الكلفة التقريبية لاعادة بناء قبة ايزيدية وفق الطراز المعروف قد يتراوح بين 15 الى 20 مليون دينار عراقي، مع التذكير ان الايدي العاملة مجانية”.
واشار حسن الى ان “التبرعات تردنا من هنا وهنالك، بعض المواطنين يزورون القبة برغم انها ليست مكتملة، لكنهم يضعون على عتباتها اموالاً لا بأس بها، اليوم قامت سيدة بوضع مبلغ 10 الاف دينار، فيما قام مواطن آخر بوضع 50 ألف دينار، ونحن نفهم انهم يضعون اموالاً أكبر من المعهود وأنها تبرعات لإكمال العمل”.
وتابع “منذ بضعة اسابيع وصلتنا تبرعات 3 خرفان لذبحهما كاضاحي وتقديم لحومها للمتطوعين من العمال في وجبات الغداء”.
وحول الانقاض التي سبقت اعمال التنظيف واعادة الاعمار للقباب الايزيدية، اوضح حسن “تم جمعها في احدى باحات بلدة بحزاني بجانب القرية، حيث من المؤمل ان يتم تسييج المكان وتحويلها الى ما يشبه المتحف الطبيعي لابراز جرائم داعش ضد الايزيديين ومزاراتهم الدينية”.
مبيناً انه “تم توثيق حجم الدمار الذي اصاب مزاراتنا الدينية من قبل نشطاء، قبل ان نباشر باعمالنا، باعادة اعمارها، ولم يكن بمستطاعنا ان ننتظر الدعم الحكومي، فرؤية قبابنا المهدمة امر مؤلم جداً بالنسبة لنا”.
ويشار الى ان اغلب المزارات الايزيدية هي مقابر ايضا، حيث ان عدداً من العشائر الايزيدية يدفنون موتاهم بمحيط القبة المقدسة لديهم، ولا يمكن ان يتم دفن أحد الموتى الا بجوار اقرباء له بمحيط المزار على وفق اتفاق قديم ومعقد بين الايزيديين.
في الجهة الغربية من بلدة بحزاني، يقوم العشرات من المتطوعين ومعهم متطوعات بالعمل على بناء احدى قبابهم (شيخوبكر).
يقول المتطوع دخيل مراد “لن يهدأ لنا بال الا عقب ان نرى قبابنا شامخة”.
واضاف “انها ليست المرة الاولى التي يتم تهديم قبابنا من قبل اعداء الله واعداء الانسانية، نحن ايزيديون نؤمن بالله ولا نعبد سواه، لكن الاخرين لم ولن يفهموا ذلك”.
ومضى بالقول “انها رسالة للدواعش، نحن باقون، وقبابنا ستعود شامخة، ولن تهتز قدسيتها في انظارنا وقلوبنا، لكن داعش زائلة وهي في طريقها للزوال”.
احدى المتطوعات البالغة نحو 16 عاما، اسمها دنيا، طالبة اعدادية، قالت للصباح الجديد “هذه الايام هي عطلة دراسية، وانا استغلها للمشاركة بهذا العمل الخيري” لكنها رفضت التصوير.
في جانب موقع العمل المكتظ وسط صياح العمال، تقوم 3 نساء متطوعات باعداد الطعام على موقد طيني، والوقود كان خشب الزيتون، حيث ان عشرات الالاف من الاشجار قتلها العطش طوال عامين ونصف العام من سيطرة داعش على المنطقة.
تقول احدى المتطوعات وهي تحرك البرغل المطبوخ “لا يمكن لاخواننا المتطوعين من الرجال انجاز كل شيء، فهنالك اعمال هي من اختصاص النساء، ونحن هنا لنفعل ذلك كعمل خيري لوجه الله، ونحن نطبخ ونغسل اواني الطعام”.
من جانبها، قالت النائبة الايزيدية في البرلمان العراقي، فيان دخيل للصباح الجديد ان “القباب الايزيدية ليست بناء ذات طراز عمراني فحسب، بل انها تشكل جانبا من الذاكرة الايزيدية وهي جزء من الهوية والثقافة الدينية والمجتمعية، ولا يمكن ان يتم اعمار قرية ايزيدية بدون اعمار القباب فيها”.
واضافت “ربما لدينا تحفظات على الاسراع باعادة اعمار القباب الايزيدية المهدمة، لكن لا يمكن الوقوف بوجه رغبة الاهالي القريبين من تلك المزارات، وربما انه ليس بمقدورهم الانتظار ربما لبضعة سنوات قبل ان يحصلوا على الدعم المالي اللازم من الحكومة الاتحادية لاعادة بناء القباب الايزيدية”.
ودعت دخيل “حكومة بغداد، والحكومة المحلية بمحافظة نينوى الرسمية المعنية الى دعم الجهود الذاتية للمتطوعين الايزيديين، وتوفير المواد الاولية وغيرها باسعار رمزية، كي يشعر الانسان الايزيدي بشيء من الاهتمام الرسمي بمقدساته وبمعاناته”.
اما خيري بوزاني، مدير عام الشؤون الايزيدية بوزارة الاوقاف في حكومة اقليم كردستان العراق قال للصباح الجديد ان “اعادة اعمار القباب الايزيدية، وبقية دور العبادة، أولا محكوم بتحرير كافة المناطق المحتلة من قبل ارهابيي داعش، ثانياً الامر مرتبط باعادة بناء البنية التحتية والمنازل المهدمة وتأمين الخدمات.. لكي يتمكن الاهالي للعودة الى مناطقهم ، بعدها تأتي مرحلة بناء دور العبادة”.
مبينا ان “المفروض ان يكون الانسان قبل كل شيء، اذن هنا ، اعادة الحياة بكافة متطلباتها الى تلك المناطق، واجب على حكومة بغداد واربيل وأيضاً المجتمع الدولي”.
وبحسب بوزاني فانه “منذ بداية تشكيل لجنة اعمار المناطق المتحررة من احتلال ارهابيي داعش، نحن كمديرية عامة لشؤون الايزيدية ، اتصلنا بها وابلغناهم بالاضرار الملتحقة بدور العبادة الايزيدية وزودناهم باعداد المزارات التي تم تفجيرها”.
واعتبر ان المتطوعين الايزيديين (الخلمةت كارين) لم يستعجلوا باعادة بناء القباب المهدمة بل “قاموا باعادة بناء المزارات بشكل طوعي”.
وتم افتتاح مزار “شيخ بابك” امس الاربعاء، في بلدة بحزاني، وسط حضور رسمي وجماهيري كبير.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية