المحرر موضوع: “نيويورك بوست”: المسيحية في طريق الخروج من الشرق الأوسط  (زيارة 1671 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ترجمة "وطن" 15 أبريل، 2017 

أكدت صحيفة نيويورك بوست أن آفاق المسيحية وبقائها على قيد الحياة في مسقط رأسها بالشرق الأوسط تبدو قاتمة هذا الأسبوع، لا سيما وأن الجهاديين أعلنوا مرارا أن أحد أهدافهم المعلنة تتمثل في محو أي أثر للمسيحية في بعض المناطق.

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير ترجمته وطن أن الآفاق التي تواجه المسيحية في ثلاثة من معاقلها الأطول بالمنطقة في سوريا ومصر والعراق تختلف اختلافا كبيرا، حيث في مصر، يشكل المسيحيون الأقباط المصريون حوالي 10 في المئة من السكان، ولا يزالون هدفا للمتطرفين.

وقد أفاد القادة القبطيون أنه منذ فبراير 2011، بعد انتخاب زعيم جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي تفاقم الاضطهاد، ومنذ ذلك الحين فر ما لا يقل عن 200 ألف مسيحي من البلد، وعندما حدث انقلاب عسكري انتهى بالإطاحة بمرسي ألقى العديد من مؤيديه باللوم على الأقباط، ونتيجة لذلك ازدادت حوادث العنف ضد المسيحيين باطراد.

وبينما بذل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي جهودا متضافرة لحماية المجتمع القبطي، فقد شهد هذا العام حوادث من أعنف الهجمات ضد المسيحيين، بشكل خاص في منطقة شمال سيناء في مصر، حيث تتخذ الدولة الإسلامية هدفا مباشرا ضد المسيحيين، وقبل عام 2011 بلغ عدد هذه المجتمعات 5000 شخص.

أما في العراق، فإنه في عام 2003، كان عدد سكان العراق المسيحيين يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة، ويتمتع المسيحيون بحقوق مدنية كثيرة نسبيا، وكانوا قادرين على الارتفاع إلى مستويات عالية في الحياة الخاصة والعامة، وكانت منطقة سهل نينوى، والمعروفة أيضا باسم سهل الموصل، وطنا يرجع تاريخه إلى قرون للمسيحيين الكلدان والسريانيين والآشوريين، ثم غزت الولايات المتحدة العراق، وأطلقت العنان للعنف الطائفي الذي ضرب الكنائس وهرب المسيحيون من سهل نينوى، وحتى أواخر العام الماضي انخفض عدد المسيحيين في العراق إلى ما يقدر بنحو 275 ألف شخص.

وأحد أسباب ذلك هو داعش، حيث شنت الجماعة الإرهابية مذبحة ضد الكنيسة، بالإضافة إلى أقلية أخرى، لكن اليوم قام التحالف الأمريكي بالقضاء على الدولة الإسلامية في معظم أنحاء شمال العراق بما في ذلك مدينة الموصل.

وتتوقف آفاق المسيحية في البقاء على قيد الحياة في العراق الآن إلى ما إذا كان الكلدان والسريانيون والآشوريون سيسمح لهم بالعودة إلى أوطان أسلافهم أم لا، حيث قال جلال وهو آشوري من قرية كاراملز في ديسمبر الماضي: كل شيء لم يعد كما كان، المنازل احترقت بالنار، ليس هناك ماء، ولن يعود الناس إلا إذا كان هناك نوع من الوعد بالحماية.

ولفتت الصحيفة إلى أن أحد المقترحات هو إنشاء منطقة آمنة للمسيحيين، وهي منطقة يمكن أن تتطور إلى منطقة شبه مستقلة، لكن يقول ديفيد كاري الرئيس التنفيذي لشركة أوبين دورس أوسا، التي ترصد حوادث الاضطهاد المسيحي في جميع أنحاء العالم: من المبكر جدا التوجه نحو الملاذات الآمنة.

وفيما يتعلق بسوريا، فخلال غالبية القرن الماضي، كان لهذا البلد حضور مسيحي كبير نسبيا، يضم ما لا يقل عن 10 في المائة من السكان، وكثير من المسيحيين في سوريا معروفين بالأرثوذكس الشرقيين، وشهدت تاريخيا بلدهم واحة من الحرية الدينية بالمقارنة مع البلدان المجاورة، وقد سمح نظام بشار الأسد منذ فترة طويلة للكنائس بالتبشير ونشر المواد الدينية.

كما أن للسكان المسيحيين إمكانية الحصول على التعليم والعمل، وكثير منهم أكثر ماليا من نظرائهم المسلمين، ومع ذلك تزداد الأمور سوءا اليوم، فبينما العديد من المسيحيين السوريين لا يريدون أن يصبحوا لاجئين، إلا أن هناك خوفا أساسيا بين المجتمع بأن بلادهم يمكن أن يكون لها نفس القضايا التي ينظر إليها في العراق إذا تم إسقاط نظام الأسد.

 وآفاق مستقبل المسيحيين السوريين لن تشهد تغييرا إلا إذا لم يعد نظام الأسد قائما، وسيتوقف الأمر على ما إذا كانت الحكومة التالية للأسد سوف تحافظ على الكنيسة أم لا؟
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية