المحرر موضوع: الانبعاثات الكربونية للسفن السياحية  (زيارة 821 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الانبعاثات الكربونية للسفن السياحية

بنيامين يوخنا دانيال

يعرف عن سياحة الرحلات البحرية بانها من اقدم اشكال و أنواع السياحة التي عرفها الانسان , و قد شهدت نموا ملحوظا في السنوات ال ( 25 ) الماضية بفضل التطور الكبير في صناعة السفن , و ازدياد الرغبة لدى الناس بالخروج في رحلات بحرية ترفيهية حتى بلغ عدد السياح الذين خرجوا في هكذا رحلات ( 22,2 ) مليون سائح في عام 2015 , مقابل ( 20 ) مليون سائح في عام 2011 و ( 19,1 ) مليون سائح في عام 2010 و ( 9,3 ) مليون سائح في عام 2003  و ( 3,8 ) مليون سائح في عام 1990. و من المتوقع ان يرتفع الرقم الى ( 25,3 ) مليون سائح بحلول عام 2019 , أي بمعدل نمو سنوي ( 6,5 ) في المائة ( 1999 – 2019 ) . كما تشير الإحصاءات الخاصة بالرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية الى وجود ( 62 ) خط لتسيير الرحلات البحرية السياحية في عام 2015 , و قد شغلت ( 471 ) سفينة سياحية بسعة ( 466 ) الف سرير . و وفقا لتقرير نشرته الرابطة المذكورة في صحيفة ( ترافل ديلي نيوز ) 2016 فان حجم الانفاق الدولي على هذه الرحلات قد بلغ ( 117 ) مليار دولار سنويا .  و لكن يؤخذ على السفن السياحية بانها كثيرة التلويث للبيئة البحرية وعموم البيئة العالمية لما تخلفه من قمامة و مياه رمادية و مياه صرف صحي و مياه ملوثة بالنفط و غازات كربونية . و قد ورد بتقرير منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الموسوم ( تغير المناخ و السياحة : الاستجابة للتحديات العالمية 2008 ) ان الانبعاثات الكربونية ( البصمة الكربونية ) التي يتسبب بها الشخص الذي يخرج برحلة بحرية ترفيهية بواسطة سفينة سياحية قد تكون اكبر بألف مرة من الانبعاثات التي سيتركها فيما لو خرج برحلة على متن قطار . و بحسب ( جورج مارشال ) من شبكة معلومات التوعية بالمناخ ان خروج الشخص برحلة بحرية سياحية عن طريق سفينة الملكة اليزابيت – 2  لمدة ستة أيام من ميناء ( ساوثهامتون - هامبشاير – إنجلترا ) الى ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية ذهابا و إيابا سيتسبب بانبعاثات كربونية تزيد ( 7,6 ) مرات اكثر عن تلك الانبعاثات التي يتسبب بها فيما لو استقل طائرة ما . و بحسب ( روس كلين ) ان البصمة الكربونية لسائح على سفينة رحلات بحرية تزيد ب ( 36 ) مرة عن تلك البصمة عند استخدمه قطار اليوروستار و تزيد البصمة بثلاث مرات لو سافر على متن طائرة بوينغ 747 . اما ( فار و هول 2015 ) فقد اشارا في بحث مقدم الى ندوة علمية أقيمت في جامعة برايتون – المملكة المتحدة تحت عنوان ( الأثر البيئي لقضاء عطلة سياحية ) الى ان رحلة سياحية لمدة أسبوع يقضيها احدهم بين لندن و برشلونة على متن سفينة سيخلف انبعاثات كربونية تعادل أربعة اضعاف تلك التي سيخلفها لو نزل في فندق في برشلونة . و بحسب ( ايجكلار و آ خرين 2010 ) ان الغازات الدفيئة التي يخلفها احدهم جراء خروجه برحلة بحرية ترفيهية على متن سفينة الى القارة المتجمدة الجنوبية ( انتاركتيكا ) اكثر ب ( 8 ) مرات من تلك التي سيخلفها لو قام باي رحلة سياحية دولية أخرى . الامر الذي استوجب معه قيام شركات الرحلات البحرية بالبحث عن الطرق و الوسائل التي من شأنها ان تخفض البصمة الكربونية لهذه السفن , و البصمة الكربونية لسياحة الرحلات البحرية في اطار ( سياحة منخفضة الكربون ) , و بما يدعم الجهود الدولية باتجاه مواجهة التحديات و المخاطر المرتبطة بظاهرة الاحترار العالمي و تغير المناخ وفقا لقواعد الاستدامة . مثل قيام شركة ( كرنفال ) الامريكية , و هي الشركة الكبرى للرحلات البحرية في العالم باعتماد برنامج ( ايكو – اي جي سي . في ام ) و تحسين كفاءة الوقود المستخدم لإزالة الملوثات من غازات العوادم الصادرة عن سفنها و تخفيض انبعاثات الكربون بنسبة ( 20 ) في المائة ضمن خطة ( 2014 – 2020 ) و بما يعادل ( 12 ) مليار كغم , مع وجود اتجاه لاستخدام سفن سياحية هجينة بمحرك هجين كامل او بمحرك كهربائي مساعد و بتطبيق نفس التكنولوجيا المستخدمة في السيارات الهجينة تقريبا . اما شركة الرحلات البحرية ( ايكوفينتورا ) فقد لجأت الى تركيب الالواح الشمسية مع استخدام مولدات طاقة الرياح من اجل التعويض عن بعض الانبعاثات الكربونية الصادرة عن سفنها  المتوجهة الى أرخبيل ( غالاباغوس ) قبالة ساحل الاكوادور و بنسبة ( 10 ) في المائة , كما أنشأت في عام 2006 صندوق النوع البيولوجي البحري بالشراكة مع الصندوق العالمي للحياة البرية بهدف دعم النظام الايكولوجي الهش في الارخبيل .... عن كتاب ( السياحة منخفضة الكربون : مقالات و بيبليوغرافيا ) تحت الطبع , أربيل – العراق . 2017 .
bindanyal@hotmail.com