المحرر موضوع: سنّة العراق يراهنون على الوجود الأميركي لجذب الدعم العربي  (زيارة 1150 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31322
    • مشاهدة الملف الشخصي
سنّة العراق يراهنون على الوجود الأميركي لجذب الدعم العربي
غياب الدعم الأميركي عن مناطق الأنبار سيسهل تغلغل النفوذ الإيراني والعرب السنة بحاجة إلى دعم خارجي.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/04/20 ]

مشهد مقبول الآن
بغداد - يمثل الجيش الأميركي حاليا ملاذا وحيدا للعرب السنة في العراق بعدما كان في سنوات ماضية هدفا لجميع المجموعات السنية المسلحة. ويأتي هذا الرهان في ضوء قناعة سنة العراق بأن واشنطن الوحيدة القادرة على لجم الهيمنة الإيرانية، فضلا عن أن وجود قوات أميركية يسمح بمرور الدعم العربي إليهم.

ولا يتردد سكان محافظة الأنبار، وهي من أبرز معاقل السنة، في الترحيب علنا بالوجود الأميركي في مدنهم التي كانت في ما مضى مثلث موت بالنسبة إلى الجنود الأميركيين.

ومنذ 2004 تحولت الأنبار إلى ساحة حرب بين مجموعات متشددة والجيش الأميركي الذي يقال إنه خسر نصف قتلاه الذين فقدهم في العراق على أرض الأنبار.

ووفقا لاتفاق أبرمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع البيت الأبيض، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، فإن شركة أميركية ستتولى تأمين الطريق الدولي الذي يربط محافظة الأنبار بالمملكة الأردنية، والذي يمثل شريانا حيويا لاقتصاد هذه المنطقة الخارجة توّا من ويلات الحرب.

وفي نموذج واضح على تحول مزاج سكان هذه المناطق يلوّح عدد من السكان هناك بأنهم قد يرفعون السلاح ضد كل من يهدد الوجود الأميركي في الأنبار، والذي ينظر إليه بوصفه مقدمة للرخاء الاقتصادي.

وخضعت محافظة الأنبار لاحتلال داعش مدة عامين قبل أن تتمكن القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي من تحرير مدنها الرئيسية ابتداء من فبراير 2016، فيما لا تزال الأجزاء الغربية منها تحت سيطرة التنظيم.

وينبع التحول في الموقف السني إزاء الوجود العسكري الأميركي في العراق من حقيقة أن العرب السنة “خسروا كبرياءهم في معظم المواجهات السياسية والعسكرية التي تورطوا فيها مع الشيعة والأكراد”، على حد تعبير نصيف العاني وهو المتحدث باسم “جماعة الوعي الجديد” التي تشكلت حديثا في محافظة الأنبار.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية نورالدين شامل، الذي درس سابقا في جامعة الأنبار، إن العرب السنة لا يعوّلون على الوجود الأميركي في حدّ ذاته بل يرونه مدخلا لجذب الدعم العربي لمناطقهم.

وفي ظل الهيمنة الإيرانية على معظم الفعاليات السياسية جنوب العراق يرى السنة أن من حقهم الاستعانة بالدعم الخارجي.

ويقول شامل إن سنّة العراق الذين لا يملكون ميليشيات مسلحة ولا أحزابا مستقرة ولا أمل لهم سوى في الدعم الخارجي، موضحا أن دول المنطقة، ولا سيما تركيا والسعودية، تستشعر حاجة هذا المكون إلى الدعم ليضمن التوازن في المشهد السياسي.

ودمرت الحرب على داعش أجزاء واسعة من المناطق التي يسكنها العرب السنة في العراق، فيما تعجز الحكومة المركزية عن توفير أموال لتعويض السكان عن منازلهم المهدمة وإعمار البنى التحتية.

وأدى احتلال مركز الرمادي من قبل داعش في مايو 2015، ثم تحريرها في فبراير 2016، إلى تدمير نحو 80 بالمئة من بناها التحتية و60 بالمئة من منازل المدنيين فيها.

وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تدمير أجزاء واسعة من الجانب الغربي في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، خلال عمليات استعادته من تنظيم داعش.

وتتجنب القيادات السياسية السنية الإجابة عن سؤال يتعلق بأسباب ثقتهم العالية في القوات الأميركية التي دمرت أكبر مدينتين سنيتين في غضون عامين.

ويقول سياسي في ائتلاف “للعراق متحدون” بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، الذي ينحدر من الموصل، إن “الخيارات السياسية أمام القيادات السنية محدودة لذلك وجدوا في واشنطن ملاذهم”.

ويضيف في تصريح لـ”العرب” أن “الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد تريد شركاء سنة ضعفاء، يسمعون ويطيعون، ويقبلون بأيّ حصة، في حين تضرب الأقوياء وتحاربهم، ولا بديل أمام هؤلاء عن الدعم الخارجي”. ويرى أن غياب الدعم الأميركي لهذه المناطق سيسهّل تغلغل النفوذ الإيراني فيها.

ويعتقد أن اتفاق العبادي مع الأميركيين على إعمار وتأمين الطريق الدولي الذي يمر عبر الأنبار نحو الأردن وسوريا، يستهدف وضع حد لمحاولات مجموعات عراقية مسلحة موالية لإيران إيجاد مواطئ قدم لها في مناطق العراق الغربية، على غرار ما تقوم به كتائب حزب الله في معسكرها قرب الفلوجة.

وتتحكم كتائب حزب الله، وهي جزء من الحشد الشعبي، بكل ما يخرج من الأنبار أو يدخل إليها عبر إحكام السيطرة على نقطة العبور الوحيدة بين هذه المحافظة وبغداد.

وتقع نقطة العبور هذه على الطريق الدولي قرب موقع سجن أبو غريب الشهير، إذ يضطر القادمون من الأنبار أو الذاهبون إليها للخضوع إلى إجراءات تفتيشية مشددة، تشمل انتظارهم ساعات في طوابير طويلة.

ويقول سكان المنطقة إن نقطة العبور هذه اختفت مرتين فجأة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وتبين لاحقا أن سبب اختفائها هو ظهور قوات أميركية في موقع قريب منها.