المحرر موضوع: الغابات لتحييد الكربون في السياحة  (زيارة 987 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


الغابات لتحييد الكربون في السياحة

بنيامين يوخنا دانيال

تغطي الغابات نحو ( 30 % ) من مساحة اليابسة على سطح كرتنا الأرضية مقابل ( 60 %  ) قبل عدة الاف من السنوات , علما ان ( 10 – 15 ) في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم مرتبط بإزالة  و تدهور الغابات وفقا للمصادر العلمية , و على المستوى الوطني تسببت إزالة و تدهور و تقليص مساحة الغابات في ( لام دونغ ) في فيتنام من ( 700,363 ) هكتار الى ( 565,317 ) هكتار في انبعاث ما مجموعه ( 57 ) مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون . و يعرف عن الغابات ايضا بانها جزء حيوي و مهم من دورة الكربون في الطبيعة , و ينظر اليها على انها ( مستودعات ) او ( مغاسل ) او ( معازل ) او ( مصائد ) للكربون الى جانب المحيطات و نظم الأرض , و ذلك لدورها الكبير في امتصاص و خزن و تحييد و توازن غاز ثاني أكسيد الكربون , و هو الاخطر بين انواع غازات الاحتباس الحراري , و قد ازداد تركيزه في الغلاف الجوي من ( 280 ) جزء من المليون الى ( 390 ) جزء . و تعتبر الغابات الاستوائية اكبر مستودع للكربون على وجه المعمورة , لامتصاصها و خزنها ( 15 % ) من غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن مختلف الأنشطة البشرية و بما يعادل ( 1,3 ) مليار طن سنويا . و لو اخذنا الغابات في الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال لوجدنا انها تمتص و تخزن سنويا من ( 10 ) الى ( 20 ) في المائة من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن حرق الوقود الاحفوري في البلاد بأنواعه . و عليه يتم التعامل مع الغابات كأدوات مثالية لتحييد الكربون في السياحة و السفر , و ذلك بالعمل على الاستخدام المستدام للموارد البيئية و الثقافية التي تزخر بها , و التشجيع على نشوء و تطوير انماط السياحية المستدامة فيها من جهة , مثل السياحة الايكولوجية و السياحة الايكوثقافية و سياحة تصوير الطيور و الفراشات الملونة و سياحة مراقبة و مشاهدة الحيوانات البرية . و قيام أصحاب المشاريع السياحية و السياح بدعم و تعضيد مشاريع المحافظة على الغابات و توسيعها و ترميم و إعادة تشجير المتضررة منها من جهة ثانية , و يتم ذلك بشراء ارصدة  الكربون المتوفرة في السوق الطوعية للائتمان الكربوني من قبل أصحاب المشاريع , او قيام السياح طوعا بدفع رسوم معينة تستخدم في انشاء و تطوير المشاريع المعنية بتوازن و تعويض و معادلة الانبعاثات الكربونية في بعض الدول التي تفتقر الى هكذا مشاريع , و منها مشاريع توسيع الغابات و إعادة استزراع المتضررة منها لا سباب عديدة و بطرق مختلفة  كالازالة و التجريف و الحرائق الطبيعية . مثل مشروع محمية ( تامبوباتا ) الوطنية في حوض الامازون و منتزه ( باهواجا – سونين ) الوطني في جنوب شرق بيرو بمساحة ( 573,299 ) هكتار من الغابات المطيرة الزاخرة بأنواع النباتات و الطيور و الثديات و الزواحف و الأسماك و الفراشات و التنوع الحيوي و النظم الايكولوجية المتميزة , و ذلك بهدف حماية ما تبقى من الموائل الطبيعية الحرجة و تنشيط النظم البيئية و خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المتأتية من الازالة العشوائية و المفرطة  للغابات من خلال قطع الأشجار و حرقها , و بمقدار ( 454,827 ) طن متري تقريبا من مكافىء ثاني أكسيد الكربون سنويا , أي اكثر من ( 4,5 ) مليون طن من مكافىء ثاني أكسيد الكربون خلال عشر سنوات تنتهي في 2020 . اما كوستاريكا فقد أعلنت حكومتها في عام 2007 عن خطتها لجعل البلاد محايدة الكربون بحلول عام 2021  من خلال العناية بغاباتها التي تشغل مساحة ( 2,605,000 ) هكتار و بنسبة ( 51 ) من المساحة العمومية للبلاد بحسب منظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) , علما بلغت انبعاثات الغازات الدفيئة فيها في عام  2002 نحو ( 5,8 ) مليون طن متري , و ذلك باتباع جملة من الإجراءات , و منها فرض ضريبة طوعية على الشركات السياحية و السياح لتعويض الكربون , و تستخدم ايراداتها  لتنمية و تطوير الحدائق الوطنية و المحميات البيولوجية و موائل الحياة البرية لدورها الريادي في تحقيق هذا الحياد . و أيضا مشروع حماية و تنمية الغابات في وادي ( ييدا ) على طول بحيرة ( اياسي ) في تنزانيا الذي اطلق في عام 2012 بهدف امتصاص و تخزين نحو ( 130000 ) طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا . و مشروع حماية الغابات في مقاطعة ( اتشيه ) في اندونيسيا الذي طورته شركة ( كوبون كونسيرفاتيون ) الألمانية , و يهدف الى حفظ و حماية مساحة ( 750000 ) هكتار من هذه الغابات من اعتمادات الكربون و على مدى ( 30 ) سنة ... عن كتاب ( السياحة منخفضة الكربون : مقالات و بيبليوغرافيا ) تحت الطبع , مطبعة بيشوا . أربيل – العراق , 2017 .
bindanyal@hotmail.com