المحرر موضوع: اغنية : لما يوت يا يلتا توتا قم سَرنا ....؟!  (زيارة 2467 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف ﭘولا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 283
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
      اغنية : لما يوت يا يلتا توتا قم سَرنا ....؟!
              ( ايتها الفتاة لماذا وحدك في البيدر ؟)

جمال قرانا وبلداتنا وطيبة اهلها والعلاقات الاجتماعية الراسخة والقوية كانت جميعها مستمدة من طبيعية الحياة الفلاحية البسيطة والعريقة المحصورة بين الحقل والبيدر ,غايتها الاساسية توفير رغيف الخبز المعجون بعرق الجبين مثلما كانت توفر المستلزمات المادية لأعرق حضارة عرفتها البشرية ألا وهي حضارة وادي الرافدين. وطبيعة هذه الحياة كانت تتطلب التعاون والمحبة والعمل الجماعي, متضامنين في عملهم ,في افراحهم واتراحهم. حتى أعراسهم  كانت تتميز بالرقص الجماعي ,كذلك مواكب عزائهم كل شيء كان يجسد التضامن والتعاون والتضحية . ومن عاش ذلك الواقع الجميليشعر بندم قاتل لزواله لأنه   يعاني اليوم من متاعب الحياة والغربة وهو يرى التشتت والضياع والانانية السائدة هذه الايام ,والسبب الاساسي في كل ذلك هو زوال ذلك الواقع البسيط والعمل الجماعي ليحل محله هذه التعقيدات في اسلوب الحياة والطمع والمنافسة والصراع التناحري على المادة وسيطرة المظاهر الفارغة على البساطة والطيبة والبراءة . وفي قصيدتي هذه اجسد مشهدا من تلك المشاهد التي غدت أحلاما .يتألم الشاعر على فتاة آثرت العمل والكدح في البيدر على المشاركة في مراسيم الفرح لعرس  حصل في قريتهم. وفي ايام الاعراس كان أهل العريس والعروسة وأصدقائهم وأقاربهم ,بل والقرية كلها, تشارك في الفرح.. فكان أهل العريس يوزعون الحِنـّاء الى المشاركين في الفرح ,رجالا ونساءا ,صغارا وكبارا, ليخضـّبوا بها أياديهم من الكف والأنامل , بالاضافة الى الملابس الجميلة الزاهية والمطرزة وحتى حلاقة الرأس كانت على حساب اهل العريس اذ يستدعون الحلاق الى بيت العريس ويقوم بحلاقة شعر كل من يرغب من شباب وشيوخ واطفال الآهل والأقارب .. وكان الفرح يستمر أياما ,في تحضير الملابس والمشروب والخبز ترافق هذه التحضيرات الرقص والاغاني وبمشاركة القارب والجيران . والشباب والشابات ينتهزونها فرصة للتعبير عن نشاطهم وأهوائهم وتحقيق غاياتهم وامنياتهم في الرقص الجماعي مع الأغناني التراثية المتوارثة  .. ولكن كان هنالك من هو محروم من هذه الافراح ,خاصة اذا كان الفرح في موسم الصيف ,موسم الحصاد والبيادر إذ  أبناء الفلاحين الكادحين يقضون جلَّ وقتهم في البيد ر , او في الحقول وفي نقل الحصيد .. وهنا الشاعر قد لفت نظره مشهد فتاة جالسة عند ( السَرنا ) ومعناها ( المحور ) وهي دائرة الحصيد في البيدر بعد نقله من الحقول يبدأ الفلاح بترتيبه على شكل دائرة امام الة الجرجر التي يجرها بغلان  تساهم في سحق  الحصيد.. وهنا يتساءل الشاعر لمَ أنتِ جالسة هنا وحدك في البيد ر ايتها الشابة بملابس العمل ولم تتزيني ولم تخضبي يديدك بالحناء  في وقت كل صديقاتك يشاركن في العرس, يبتهجن بالرقص على صوت الطبل والزورنا ؟
واليكم قصيدة الأغنية مع الفيديو:   
             لما يوَت يا يـَلتا ..؟!
لما يوَت يا يلتا توتا قم سَرنا     لا يوَت مسوقـَلتا ولا بيذخ حـَنـّا ؟!(1)
خرياثاخ كولـَّي بـَربوَت بخـِﮕا     كمنشَي حِـشَّي بـﮕو داول  وزَرنا
                          ***********
ايذخ بـﮕو ايذي يا يلدتا دريلا      دوني بـَطلتا دﭼو  ناشا ليلا
دا ديوخ جونقي واثوالن خيلا     كاسَن من حشا ومن درد  مليلا
                        ************
خشكل  كل علما قو نـﭘوص خصيرا     ﭘاثـَخ بد مشويا لكل بدرا بهرا
قو  لوش  ﭘوشيا  وحَمللا  وكيرا         درقذي كل ميثي لـﭼَﭼَنتا دشير ا
                          ***********
شمشا دﭘـَلكوديوم من شـﭘرخ دأخلا       وان قرون اللَّخ بد ياقذ دَخلا
مشَرسشل  دولا بـﮕو بيرا دمَرﯖا      دمـﭼَزﭼز لبي بـﮕو ماي دگرنا
                         ***********
ان يوت يا يلدتا بسـﭘارا لـﮕورا         لا كخزيت خواثي نيريا دطور
خذا خيرتا من اينخ بد مبَربر نورا      ديـَﭘـَيت بـﮕو بصي لخما دتـَنورا
                         ************
مبجمنت صـﭘرا ان گان ِ يوما          بد خاور كوسخ ومخلخل او قوما
واو شـﭘرخ دها دلا يـبِه ﭼو موما        بخيرت بـﮕو مِرِّ  وبخيَت تا حـَنا
1ـ سَرنا =محور ( تلفظ في القوش ( صَرنا )  . وهي دائرة من الحصيد في  البيدر يمر من فوقها الجرجر تجره البغال لسحق السنابل .
 واليكم ترجمة الأغنية من السريانية الى العربية :

      ايتها الشابة لمَ انت وحيدك في البيدر ؟

        (مترجمة من السريانية الى العربية )
              شعر ولحن وغناء وتوليف :وغناء لطيف ﭙـولا

لمَ  انت ِ وحدك في البيد ر أيتها الشابة ؟!
فلم تتزيني بملابس الفرح ,ولا بيدك الحناء !
صديقاتك جميعهن مدعوات الى  العرس
يرقصن ويبتهجن على صوت الطبل والزورنا
                 ************ 

ضعي يدَك بيدي  أيتها  الفتاة !
الدنيا فانية , ولم يمتلكها أحد
الان ..! طالما نحن لازلنا شبابا
لقد شبعنا من الاحزان بما فيه الكفاية
         *********** 
أظلم َ العالم بعيني,  فانهضي أنتِ  قمرُهُ !
ليشعُ وجهكِ على كل ألبيادر  نورا
وارتدي الحِلي وملابسَ  قريتنا الجملة
لتجعلينَ الموتى يرقصون على رنين سوارك ِ
              ********** 
جمالك ِ أطفأ شمسَ الظهيرة ِ
وإذا دنوتُ منك ِ يحترق ألحصيد
القي بالدلو  في  بئر ِ المَرج ِ
وبرِّدي قلبي في ماء ِ الجـِرن ِ
         *********** 
واذا كنتِ   تنتظري فارس احلامك
فلن ترين مثلي بين أيائل الجبال
ونظرة  واحدة منك تكفي لتذكي  ناري
لتخبزي على جمراته  خبز  الرقاق
         *************   
ستندمين غدا إذا افلت شمس شبابك ِ
 ليغزو شعرَك الشيب ويذبل قوامك
ووجهك الذي ليس فيه اليوم أي عيب
تنظرين الى المرآة وتتحسرين الى الحبيب

شاهد الفيديو
http://www.ankawa.org/vshare/view/10393/latif-pola-albayder/