المحرر موضوع: ظاهرة لازاروس !  (زيارة 1259 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رعد الحافظ

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 673
    • مشاهدة الملف الشخصي
ظاهرة لازاروس !
« في: 22:26 05/05/2017 »
ظاهرة لازاروس !

مقدمة:
من ضمن المُعتقدات الدينيّة الخُرافيّة الرائجة ,العودة للحياة بعد الموت!
كعودةِ أهل الكهف من موتهم بعد مئات السنين!
[وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً] الكهف 25
كذلك قصة الرجل الغني لازاروس (أو ليعازر) الذي أعادهُ يسوع المسيح الى الحياة بعد موتهِ ببضعةِ أيام!
بالمناسبة ,بعد الثورة الفرنسية ببضعة عقود كتب الأديب الفرنسي (جوستاف فلوبير) صاحب الرواية الشهيرة (مدام بوفاري) عن (لعن لازاروس) الذي مارسه العوام هناك ضدّ الأغنياء ,فقط لكونهم أغنياء (لكن هذا موضوع آخر)!
في العصر الراهن يُطلقون عليها (ظاهرة لازاروس) الحالة الطبيّة التي يعود فيها (مَنْ يعتقدون بموتهِ) الى الحياة بعد فترة معيّنة!
ونسمع على الدوام خصوصاً من (جماعة العصر الجديد) التي تحاول عبثا التقريب بين طريقي العِلم والأديان ومنهم (أوبرا ونفري) عن أموات عادوا الى الحياة وتجارب طبيّة (غريبة) لمعرفة مشاعر الموت!
إنّما الذي يحدث علميّاً وواقعيّاً هي أنّ المريض كان قد تعرّضَ لجلطة قلبيّة أو دماغيّة أوقفت تنفسه وبدا المرءُ ميّتاً!
وهو ميّت بالفعل لولا التقدّمات الطبّية التي سرعان ما تُعيد المريض للحياة ثانيةً (بإستخدام أجهزة الإنعاش الحديثة)!
نعم طريقان رئيسان في هذه الحياة / العِلم أو الأديان!
***
صورة !
 

***
الرغبة في البقاء!
كلّما إقتربَ الموتُ منّا نرى أغلب الناس يرغبون بالبقاء على قيدِ الحياة!
لكن حتى غريزة حبّ البقاء  (إيروس) تقابلها غريزة ليست معروفة على نطاق واسع لدى الغالبيّة إسمها غريزة الموت (ثاناتوس)!
غريزة الموت تحدّث عنها عالم النفس الأشهر (سيگموند فرويد)!
وحسبه تعمل هذه الغريزة على تدمير وتفكيك المترابط .ويظهر عملها في سلوكين مُحددين هما :
الرغبة في إيذاء الآخر .. الساديّة !
و الرغبة في إيذاء النفس .. المازوخيّة ! (الرابط أدناه)
السؤال المهم الآن :هل هناك أدنى إحتمال بأنْ يصيبنا المَلَل لو دامت حياتنا الى الأبد؟ (سواءً حياتنا الأرضيّة التي نحياها الآن أو تلك المُتخيّلة في السماء)!
بالطبع لايتوّفر جواب مؤكد ,كونه لا يوجد البتّه إنسان مرّ بهذه التجربة وعاش الى الأبد ,أو عادَ من السماء ليحكي لنا عن تجربته الغريبة!
حتى نوح (المُفتَرَض) حفيد آدم (المُفتَرَض) الذي عاش زهاء ألف عام ,
لم تذكر لنا النصوص شيئاً عن مشاعرهِ وسعادتهِ ورضاه. أم أنّ اللعنات طالته أواخر حياتهِ وربّما أُصيبَ بالشلل والملل والكآبة والحُزن والجنون!
على كلٍّ بعض أفلام الخيال العِلمي عالجت موضوع الخلود ,أحلامهِ وتداعياتهِ ,هل هو نِعمة أم نقمة على صاحبهِ؟
***
عِلميّا ,هل هناك حياة أخرى؟
يقول عالم الفيزياء الموسوعي الأمريكي (روبرت لي پارك) في كتابه (الخرافة /  Superstition) ص 100 مايلي :
تقدّر مقالة متميّزة في تقرير (أخبار أمريكا والعالم عام 1997)
أنّ عدد الأمريكان الذين مرّوا بتجربة القرب من الموت بـ 15 مليون !
يبدو أحياناً كأنّهم جميعاً قد كتبوا كتاباً عن ذلك يتضمن قصص متشابهة .
إن كنتَ تبحث عن المُتشابهات فهي تتضمّن أحياناً ,أن تكون في نفق طويل مع ضوء لامع في النهاية وشعور بالإرتياح !
كانت قصص خِبرات القرب من الموت موجودة منذُ آلاف السنين ,لكن تقنيات الإنعاش الحديثة جعلتها أكثر إنتشاراً !
إنّما بالنسبة (لعالِم) يصعب تخيّل دليل أوهى من هذا .كونه يقوم على الذكرى فحسب دون أيّ دليل مادي !
الأسوء من ذلك أنّها ذكرى عن وقتٍ لم يكن فيه (الشخص) غير واعٍ فحسب ,بل كانت خلايا دماغهِ تموت وتطلق إشارات عمياء !
***
الخلاصة :
أغلب البشر في هذا الكوكب (العرب في مقدمتهم) يعشقون الخرافة!
لأنّ الخرافة بدأت كحاجة بشريّة للشعور بالأمان والعدالة (لاحقا)!
لو مرّ غراب أسود مثلا ,ثمّ حدث موت لأحدهم ,سيعتبرون الغراب عموماً نذير شؤوم الى الأبد ..وهكذا !
نظرية المؤامرة الكونيّة  conspiracy theory (بالأخّص على المسلمين  من دون الناس لا أعرف لماذا؟) هي خرافة!
هذه تشبه فكرة المُنظمة الدوليّة السريّة التي تحكم العالم كما يزعمون! (بالمناسبة هذه من صناعة العقل الهوليودي الأمريكي ذاته)!
وهذه الأخيرة تشبه بدورها قصّة  وثيقة (بروتوكولات حكماء صهيون)!
تلك الوثيقة المُزيفة التي تتحدّث عن خطة يهوديّة لغزو العالم وتتضمن 24 بروتوكولاً .كتَبَها مُزَوِر ومُخبر من الشرطة السياسية الروسيّة القيصرية ,إسمهُ (ماثيو جولوڤينسكي) عام 1901
إستوحى الفكرة من كتاب [حوار في الجحيم] بين مونتسكيو وميكافيللي للكاتب الفرنسي موريس چولي!
هذا الأخير كان قد أشارَ في كتابه إلى وجود خطة زائفة ومُسبقة أعدّها (نابليون الثالث) لغزو العالم .لكن تم تطويرها من مجلس حكماء اليهود بهدف تدمير المَسيحية والهيمنة على العالم !
تعتمد الخطة على العنف والحِيَل والحروب والثورات وترتَكز على التحديث الصناعي والرأسمالية لتثبيت السلطة اليهودية!
على كلٍ ,يستطيع الإنسان أن يعيش طوال عمرهِ مؤمناً بالخرافات حذراً مغرغراً مقرقراً يخشى الحياة نفسها ,مقابل حُلم أو أمل بحياة ثانيّة خالدة مليئة بالطيّبات مع مَن يُحّب .ذلك هو طريق الأديان في أجمل صورهِ!
(مع ذلك نجد أغلب المتدينين يُصدمون عند سماعهم خبر موت قريب لهم /لا أفهم أين يختفي تأثير الأديان؟)
على الجهة الاخرى / العِلم لا يعدكم بالمعجزات التي تصنعها قوى ماورائيّة خارقة!
العِلم يقول الإنسان العادي يعيش حتى تصيبه الشيخوخة البيولوجيّة
بمعنى تبدأ أعضاء جسمهِ (الأهمّ) تتعب وتهرم الى أن تتوقف عن العمل!
فيتوقف التنفس وباقي الأنشطة الحيويّة (الأكل ,التفكير ,الحركة ..الخ)
فيموت الإنسان ويفارق الحياة ,ربّما وهو نائم مستريح على سريره!
وبعد (وقت قصير) تموت حتى الأعضاء التي كانت تعمل لحظة الوفاة!
ولا يُمكن للأجساد الميّتة العودة لمزاولة النشاطات الإعتيادية!
الآن :ما الفرق بمشاعرنا تجاه الموت لو كنّا دينيين أو علميين؟
أنا أقول فرق كبير يا عمري رغم أنّ الموتَ واحدٌ!
فرق كبير إنْ كنت تنتظر عذاب القبر وناكر ونكير والثعبان الأقرع.
أو أن تنعم بنومٍ هانيء طويل ,لا تشعر بشيء بعدهُ!
***
الرابط
عزّت القمحاوي / غريزة الموت في صيغتها النهائية !
http://www.almasryalyoum.com/news/details/837197



رعد الحافظ
5 مايو 2017



غير متصل Raad Dawood

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ظاهرة لازاروس !
« رد #1 في: 23:12 05/05/2017 »
وددتُ تعديل حركة في جملة رغم أنّ الموتُ واحدٌ / لتصبح ..رغمَ أنّ الموتَ واحدٌ
لكن طريقة التعديل إختلفت عن السابق / أرجو المساعدة
رعد الحافظ