المحرر موضوع: الماضي واحماله  (زيارة 1978 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الماضي واحماله
« في: 13:08 04/04/2007 »

  الماضي واحماله


الماضي هو ما مضى من الايام، وكل تدخل من الانسان فيه يعني تزويره لاخفاء ما يراد اخفاءه، لكل امة ماض ولكل مؤسسة ولكل شخص ماض، هذا الماضي يمكن ان يقراء قرائة مختلفة بحسب الثقافة والعمر والهوى، ولكن ان يتم صناعته او اعادة النظر فيه كما فعل النظام السابق في تاريخ العراق، فهو تزوير وتشويه.
التاريخ يعبر عن هذا الماضي، عن ما حدث ولماذا حدث، ونستفاد من الماضي وتجاربه بتراكم الخبرات ولكن الماضي ومساره اذا كان اساسا لما نعيشه حاليا فان ستحضاره لا يصنع المستقبل، بل يجعل الانسان يعيش اسير الاوهام ويخلط بين المقدرة وما كان وخصوصا لمن تمتع بقدرات عالية في ماضيه.
على مستوى امتنا الاشورية وبما لها من ماض، ولنقل يمثله حاليا ورمزيا على الاقل السنة الاشورية التي نحتفل بها هذه الايام وهي سنة 6757  والتي اتمنى لكم جميعا فيها اجمل الاوقات وان تتحقق لكل منكم امنياتكم الطيبة، ولكن لا تمثل ماضيا فقط السنوات، بل انجازات حضارية وبحق انجازات تأسيسة في الحضارة الانسانية فمن الطب والهندسة وعلم الفلك والرياضيات والكتابة والصناعة الى الانجازات العسكرية، ومن اريدو واور وبابل واكد ونينوى واشور ونمرود والكثير الكثير، ومن اورهي ونصيبين وجندي شابور وساليق طيسفون الى اللاهوت والترجمة والتبشير، امة تحمل كل هذا الكم الهائل من الانجازات الحضارية، واليوم تعيش واقعا مزريا منقسمة على ذاتها ومشتتة في بقاع الارض ولا تتمكن من ان تأخذ قرارا بل تحيل كل قراراتها للاخرين لكي يفتوا فيه، والدليل ما حدث في الدستور العراقي وما حدث في التوزير وما حدث في المجلس الامن القومي العراقي وما حدث ويحدث في الدستور الكردستاني وما حدث في المجلس السياسي الكردستاني عندما طالب فصيل سياسي بان يختار الاخوة الكورد ممثلينا في هذا المجلس.
ان امة لها هذا المجد، من الصعوبة لها ان تحاول ان تضع قدمها على الواقع لكي تنطلق منه وتبني مستقبلا افضل من الحال القائم، فالتطلع الى الماضي والحنين اليه والتوق لامتثاله في الواقع امر شائع ولكن لا احد يقول وباي امكنانيات ففي الماضي كانت امكانيات امتنا افضل او جعلت افضل من امكانيات ما جاورها ولذا فرضت ذاتها على الكل كصاحبة القرار، ولكن اليوم كل الجوار اقوى منا بما لا يمكن ان اخفائه عن العين العادية وليس البصيرة، وسيبقى البعض يمنون الناس والسذج بطروحات هي من التاريخ ولا يمكن تحقيقها باي حال من الاحوال فكل موازين القوى تقول باستحالة ذلك، وهذا البعض لا يهمه ان خرج من تبقى منا الى الهجرة او بقى بل يهمه ان يضرب غريمه بكل قوى ولتذهب الامة ومستقبلها الى الجحيم، فالمستقبل هول لنا كما يقولون ولكن دون ان يقولوا لنا كيف؟ ومن اي منطلق ينطلقون؟
الماضي يكاد ان يكون احد العوائق الكبرى من تلك التي تقف سدا منيعا في تطور شعبنا وتطور المراحل السياسية التي يمكن ان يمر فيها، فلا زال البعض يتعامل في مجال حقوقنا ودورنا بطريقة اما كل شئ او  لا شئ، وليتحول الامر الى ايدي الاخرين او الى الزمن، والاخرين شاؤا ام ابوا فهم سينظرون للامر من زاوية مصالحهم، فهذا الامر صفة انسانية، اما الزمن فهو الغدار الذي لا نوليه اهمية قط، فالجالسين في الغربة مثلي او البعيدين عن المسار والواقع يطرحون كل ما يخطر وما لا يخطر في بال انسان، اما ماذا يحيق بالذي يتواجد على الارض فليس مهما ذلك، المهم والاهم الشعار، وهذا الشعار قد استوردناه من الماضي والمؤسف من ماضي الفاشلين.
وعلى المستوى التنظيمات السياسية في شعبنا فالماضي اما مشوه او مبتور او يخاف الاقتراب منه او هناك تابو مفروض حوله .
 ها هو الحزب الوطني الاشوري وبكل اقتدار وبلا خوف وبلا خجل يعلن ماضيه كما هو لانه لا يخاف من الماضي فالماضي وكل السلبيات ان وجدت كانت سلبيات العمل اي لم تكن سلبيات مخطط لها، فالحزب الذي انحرط في عملية لتعليم السورث وفي اي مركز تواجد اعضاءه وفي اي موقع او قرية، هذا الحزب الذي جمع الطلبة الجامعيين الاشوريين في نشاطات قومية اعلت من شأن الوعي القومي ونشرته بكل السبل، الحزب الذي عمل على تطوير مؤسسات شعبنا دون ان يستولي عليها، الحزب الذي خدم اعضاءه المؤسسات القائمة باخلاص وتفان دون ان تصدر من قبل اعضاءه اي بادرة لتخريب او لتسيس كل الامور،الحزب الذي في مدرسته تخرج العشرات من الكتاب والشعراء والادباء لا بل حتى رجال دين من مختلف الرتب، الحزب الذي حاول الحفاظ على الاسيجة القومية ولم يحاول تدميرها لكي تتعري الامة وتبقى بلا اي حصانة او قيادة او مرجعية، هذا الحزب لن يخاف من ان يقول نعم ان السيد وليم شاؤول (الذي يقومون بتعيير الحزب به وكانه الوحيد ممن اختار مسارا اخر) ورعد ايشايا والمرحوم عمانوئيل بادل واكنس جبرائيل مرزا وروميل موشي وغيرهم وغيرهم الكثير كانوا اعضاء في الحزب الوطني او وكانوا قياديين ولعبوا دورهم وعندما اختاروا امرا اخرا فهم احرار ولكن الحزب سار وفق ما ارتضته الغالبية ، فالحزب حقا كان صاحب انجازات حزبية وقومية وبدون مساعدة الا من قلائل من ابناء شعبنا. وانجازات اعضاءه معروفة  وكل عضو فيه كان يستقطب الكثيرين، والحزب الوطني اذ حاول البعض صنع تاريخه بحسب ما يريدون فانه يقول للجميع هذا تاريخي وهذه هي اعمالي، ولا اعتقد ان هناك من يعرف ما كان يجري ويحدث اكثر من الحزب واعضاءه انفسهم، ويكفي الحزب فخرا انه لم يهن ولم ينشر ما يشوه سمعة اي كان، واذا كان بعض اعضاءه قد ذكر بعض الحقائق بحق الاخرين فهذا عمله هؤلاء اضظرارا، والحزب كونه مؤسسة مكونة من اعضاءه يمتلك الكثير من المعلومات الموثقة والغير الموثقة ويعرف كيف سارت الامور كل هذه السنين الا ان مستقبل الامة ووحدة قراراها والعمل الجاد من اجل تكثيف كل القوى في اتجاه واحد كان هم الحزب الدائم.
في مقابل هذا يقوم البعض بصنع تاريخ مزيف لهم وللاخرين، انهم يخافون من الماضي وحقائقه، ان نور الحقائق يعميهم ولذا تراهم في محاولات دائمة للتستر واخفاء كل شئ، وعندما يتسرب شئ من الحقائق ولو من قبل الاخرين تراهم يلجاؤن الى اتهام بعض ابناء جلدتهم باشنع التهم وابشعها وذلك لاخفاء عوراتهم، والا ما سبب كل هذه الاتهاما ولكل، وما سبب الوثائق التي لم يتأكد احد من صحتها.
الماضي بقدر ما هو مدرسة للتعليم والتطوير، وخصوصا ان استغلينا نقاط الضعف التي واكبت المسيرة، الا انه لدى البعض وكما اره انا بعبع مرعب لكي لا يتم الكشف عنه ولذا يلجا وبشكل دائم للتشويه سمعة الاخرين وكاني به يحتاط للمستقبل ويقول ان كنت كذا في حال الكشف فان الاخرين لم يكونوا افضل مني!
الماضي الشخصي، اي ماض اي فرد، من حق الفرد ان يتستر عليه لانه امر خاص به، ومن حقه نشره كما يعمل كبار رجال السياسة والقن والادب حينما ينشرون مذكراتهم لكي تتعلم منهم الاجيال الاتية ولكي لا تقع في نفس الاخطاء، ولكن عندما يكون احد ما  قد سرق   ولاخفاء الامر يتهم كل الاخرين بانهم لصوص فهذا امر حقا محير، ومرض مزمن لا يؤذي الفرد ذاته بل ينشر امراضا في الامة تجعلها تتقاتل وتتحارب وتزداد انقساما. ففي مرحلة الانتخابات للبرلمان العراقي مثلا ظهر السيد لنكن مالك ناشط داعم للحركة الديمقراطية الاشورية كان سابقا مسؤول فرعها في اميركا، وهو يكيل الاتهامات لشخصيات شعبنا وباكاذيب مفضوحة، ولكنه تناسى تاريخه الشخصي كاحد نشطاء داعمي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حينما كانت في اوج نشاطاتها الارهابية والمتحالفة مع النظام الصدامي، شخص مثل السيد لنكن مالك سيعمل الكثير من اجل طمس ماضيه باتهام الاخرين باشنع التهم. وهذا التعامل ليس ببعيد ففي 19 ايار 1979 شارك السيد لنكن مالك بصفته هذ اي ناشطا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في احتفال الذكرى الرابعة لانتصار فيتنام والذي اقيم في كنيسة تذكار كلايد في كاليفورنيا. وقد استمر في نشاطه مع هذه الجماعات الى ان انتقل الى تمثيل الحركة الديمقراطية الاشورية، وهذه خطوة جيدة ولكن ان يعير الاخرين فهو اخر من يجب ان يفعل ذلك.
لقد حاول الكثيرين الادعاء بانه من اصحاب انجازات ولكن وقت الحقائق لابد ان يأتي ولكن المؤسف ان هذا الوقت يأتي بعد ان يكون الشعب قد دفع الكثير من ماله وجهده ووقته في امر جله كذب ان لم يكن كله، ولنا امثلة لا تعد ولا تحصى عن الاكاذيب والكذبة عن الانجازات الوهمية وسرقة الانجازات الحقيقثية للاخرين، فصدام كامثولة لما قلنا يفيد ويكفي.
فهلا نكون ابناء اليوم، ونعمل من اجل بناء مستقبل افضل لشعبنا بازاحة الماضي من التاثير على قرارنا السياسي ولتكن المصلحة التي سنتفق عليها اي مصلحة شعبنا كما نراها اليوم والنابعة من قدراته وامكانياته وبدون انتقاص او تضخيم لننطلق نحو المستقبل؟



betkanno@web.de

 


ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ