المحرر موضوع: ﻷدم علينا حق!  (زيارة 617 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رسل جمال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ﻷدم علينا حق!
« في: 19:20 10/05/2017 »
ﻷدم علينا حق!
رسل جمال
كثيرآ ما نتغنى بأﻻم وعن عظم شانها في قلوبنا، كأبناء وبالمجتمع عامة، كما ابرزت الكم الهائل من الاحاديث النبوية الشريفة، ووصايا اﻷولياء والحكماء، تلك المكانة الخطيرة، وقد يتبادر للذهن ان هناك، أهمال ربما او ظلم او حتى قلة اهتمام بدور اﻷب، و ان الادبيات لم تنصفه.
لهذا اخترت ذكرى وفاة والدي مناسبة، ﻷتحدث عن أدم "الاب" ذلك الجندي المجهول، الذي يصارع صعاب الحياة ويتحمل اقسى الظروف، لتوفير لقمة كريمة لعياله، في بلد مثل العراق يعاني من بطالة موروثة!
بسبب عدة عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية، تظافرت فيما بينها لتقلص سوق العمل، جعلت الكثير منهم يقدمون على وظائف، قد تكون خطرة، او لا تليق بمستوى التحصيل الدراسي، ولكنهم استبسلوا للكسب الحلال.
لذلك كثيرا مااطيل النظر لتلك السواقي التي حفرت لها مجرى في جبين مسن ما، اما تلك الخطوط الغائرة حول العين فلها قصة اخرى.
اذ معها استذكر ذلك الوجه الذي غادرنا منذ سنين، لكن صوته رفض المغادرة، وضل يتردد في اذني، واسمعه وهو يناديني " رسل كومي صبيلي غدة جوعان" لم يكن يجيد التودد لنا.
لكن عيناه كانت تقول ما بخلت به شفتاه، له هيبة اسد، اجش الصوت، لكن ببراءة طفل يهديك ما لديه، ذلك ابي الحنون العصبي.
قد يتذمر احدهم ويصرخ سائلا، ماذا قدم والدي لي؟ وكثيرا ما نسمع هذا السؤال المتخم بالجحود، وهو يتناسى ان كل ما متوفر لديه، قد كلف ابيه تجعيدة وجه، وانحنائه ظهر، وتغير ملامح.
فليس الفتى من قال ذاك ابي، على الفتى يوما ما ان يقول هذا انا، وان يقدم ويغرس، كي يحصد غيره مثلما غرس ابائنا لناكله، هنيئا مريئا، وحتى لا تستجدوا نظرة من اشيب يمر في الطريق، استرضوا ابائكم، احبوهم، تزودوا منهم قبل ان تفقدوهم.