المحرر موضوع: الموسم الثالث لمهرجان "تركيب".. تحدٍ وثقافة  (زيارة 877 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تضامن عبدالمحسن

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 516
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الموسم الثالث لمهرجان "تركيب".. تحدٍ وثقافة
الحسن طارق
اختتم مهرجان "تركيب" فعالياته للموسم الثالث على التوالي، الاحد 7/5/2017، بعد ثلاثة ايام من الجمال والبهجة في تقديم اوجه الفن الحديث المتعددة، قدم خلاله 16 فنانا شابا اعمالهم هذه السنة، وبالتعاون مع السفارة الالمانية وجمهورية السودان، فضلا عن العديد من الشركات والمنظمات العالمية.
جاء المهرجان على شارع ابو نؤاس وسط بغداد، ليمثل تحديا كبيراً للواقع الذي تعيشه البلاد بصورة عامة، كما انه نقل الوجه المضيء لهذه العاصمة من خلال ستة عشر مساحة ابداعية تتضمن اكتشاف الهوية الثقافية ورسائل حب موجهة للعقل الناقد.
وجاء هذا الموسم بمساحات جديدة بعيدة عما هو تقليدي من مكان وفضاء فيجمع الزوار والفنانين ليتعاملوا مع بغداد ويفهموها بشكل مختلف، وبما ان الفن يفتح افاق اوسع للعقل والقلب فجمعت الصوت والصورة والاجسام والالات والفيدوات لتخلق جو جمالي مبهر ينقل المشاهد الى روح المتعة الحقيقة.
الاعمال المشاركة اكرم عصام (الحياة للجميع- لاتخسر انسانيتك)، يمثل هذا العمل تساؤلا مهما، وهو مالذي يجعلك تخسر ايمانك بالانسانية؟ في الوقت الذي شابت هذه الخاصية تغيرات اعترت انسانية المجتمع العراقي.
جمانة رضا (يجب تركيز كل شيء على الانسانية) وهي مقولة للفنان العالمي يانس كونيليس عام 1936، تقدم جمانة من خلاله الاحداث المتمثلة بابرز المعارك والحروب الدائرة منذ مائة سنة مضت وحتى اليوم، بشكل مجموعة من اللوحات الفنية، ويجسد فيه ان لاخيار امام الانسان سوى الانسانية التي لم يجد لها بديل افضل منها حتى اليوم.
حسام محمد يعالج في عمله الطرق الوعرة والشاقة التي تعترض المواطن العراقي لانجاز معاملة ما في الوزارات والمؤسسات الحكومية العراقية مهما كانت بسيطة، فهي تستهلك جهد ووقت المراجع بشكل كبير.
امين مقداد (الموسيقى هي رسالتي لداعش) فلا يمكن سرقة الامل ابدا، يستمر امين بتأليف وعزف الموسيقى على الرغم من احتلال داعش لمدينته الموصل لأكثر من عامين.
سجاد محمد (فاجعة الكرادة)، جسد الفنان الفاجعة التي راح ضحيتها اكثر من 500 مواطن بريء، معبرا من خلالها على ان الهواء في الكرادة لايلوثه الرماد فقط، وبامكانك ان ترى الحزن والفجيعة والغضب في الشارع لطالما كان مزدهرا على طوال الكرادة داخل، وجه من خلاله رسالة تعزية لأصدقائه وزملائه الذين التهمهم الحريق على فقدان احبتهم، املا ان يملئ السلام المنطقة وان تمر الاعياد بلا عنف.
ياسر سعد (العالم الرقمي) يحاكي في عمله الايام التي شهدت تحولات كبيرة باتجاه العالم الرقمي والتقنيات الحديثة وماتلعبه من دور في مجتمعاتنا والتي ستتسع مع الاجيال القادمة وسيظهر التساؤل جليا حول ايجابية وسلبية التأثير الالكتروني على حياتنا الاجتماعية، متسائلا من خلال عمله هل تدمر وسائل الاتصال الالكتروني الحياة الاجتماعية التي يتقابل بها الناس ويتواصلون فيها بشكل واقع؟
 قادر فاضل: ايجاد الطريق الواضح للانتقال من الفوضى الى الوضوح، واهم ما جاء في عمل الفنان قادر هو تعيين الحكومات من قبل شعوبها لإدارة شؤون بلدانها وتتضمن مهامها تحقيق الامن وفرض القانون وحماية مصالح الناس وتقديم التعليم والرعاية الصحية للمواطن. ويوضح الخراب الغالب على المشهد العراقي بينما يعترض المواطنون العديد من الخطوط الحمراء.
نور الوائلي) تغيير الواقع) يجسد العمل الواقع المعاش والذي يتوجب علينا مواجهته، في هذا العمل يقف المجتمع العراقي متمثلا بامرأة امام مشاهد حروب ملونة وامام مشاهد احلام وحياة غير واقعية تظهر باللونين الاسود والابيض.
مصطفى الصميدعي يروي قصة لأمرأة عجوز، يبدأها بـ(كان ما كان...).
زيد سعد (حماية الاطفال) هذا العمل جاء فيه الاستهداف المفرط الذي يتعرض له الاطفال على الرغم من ان الحماية هي حق لجميع الناس.
حيدر فاخر: الكلاسيكو العمل يجسد اي مباراة يخوضها خصمان في خضم الحياة المختلفة، لكن عمله " الكلاسيكو"، يرمز لسياسيي العراق وحلفائهم.
عمار سالم (ابادة الايزيدين) جسد العمل الابادة التي تعرضت لها الطائفة الايزيدية من قبل عصابات داعش الارهابية، من خلال الرعب المصاحب للاسيرات والاثر النفسي الذي تركه في نفوسهن.
علي كويش (لحظة او ثانية لحظة او ثانية)، جسد هذا العمل الفني واقع الجيل الجديد الذي كانت اول بصيرة له مشاهدة سقوط الصنم في ساحة الفردوس والاحداث التاريخية التي جرت بعده مثل (الحواسم) والطائفية الى ركوب البحر والهروب الى اوربا.
مهند طه (التعايش السلمي) جسد العمل التعايش السلمي في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره عليه من خلال تفاعل المجتمع مع الاحداث.
 
ايام المهرجان الثلاثة..
اليوم الاول:
تضمن اليوم الاول من مهرجان تركيب عرض موسيقي قدمته (مؤسسة الفن للسلام)، بادارة كريم وصفي مع امين قادر وسالي محمد، قدما عروضا موسيقية مميزة وسط بهجة وحب وطمأنينة سيطرت على جميع الحاضرين، ثم تلته الكثير من العروض الموسيقية التي اعلنت بدورها ابتداء المهرجان.
اليوم الثاني
قدم مهرجان تركيب تجربة جمالية جديدة حملت عنوان "انستاليشين الشعر"، وهي عبارة عن نصوص شعرية كتبتها مجموعة من شاعرات عراقيات ابرزهن (حوراء عصام، هولي مطر، سليم رأفت، نادية الكاتب، اسرار عكاوي، امال ابراهيم، ونظمها "مركز بيتنا للخدمات الثقافية"، فيما بقت الاعمال الفنية معروضة طيلة ايام المهرجان.
اليوم الثالث
طيلة ايام المهرجان كان التوافد للمهرجان كبير من مناطق وبغداد ومختلف المحافظات العراقية، والكثير من الشخصيات الثقافية في العراق.
 قدم تركيب في يومه الاخير مجموعة افلام وفيديوهات عراقية تمثلت بالتجريبية والواقعية والروائية والخيالية، استطاعت ان تثبت قدرة الفن على مواجهة الارهاب والالم والتحمل والتذكر والنسيان.
 
اراء الزوار
 كل الاعمال التي تقدمها البشرية تكون عرضة للرأي سواء أكان سلبيا او ايجابيا، ومن خلال متابعتنا للمهرجان الذي استمر لمدة ثلاثة ايام استطعنا ان نأخذ مجموعة من الاراء المهمة التي كان من بينها مدير دائرة العلاقات الثقافية العامة فلاح حسن شاكر الذي اثنى على الجهود المبذولة في المهرجان عادا اياه "مهرجانا يمثل وجهات نظر جديدة ومغايرة لمعالجة المواضيع المطروحة، ويهب صوتا لمن لا يسمع سوى ازير الرصاص والقنابر، ويروج لمشاهد وصور من الجمال لمن لا يرى سوى القتل والدم، كما انه رسالة واضحة وانسانية عميقة ضد لغة الكراهية والطائفية".
فيما قالت السيدة هيلا مفيس الممثلة عن السفارة الالمانية "لم اتفاجئ بالاعمال التي قدمها المهرجان لأنني كنت على يقين، ان هنالك طاقات ابداعية عراقية كبيرة يمكنها ان تواجه هذا الكم الكبير من القبح بالفن والجمال"، معربة عن "سعادتها لأن بلدها يقدم يد العون لهكذا فعاليات مهمة" مؤكدة على انها ستمضي مع الشباب الى مهرجان رابع وخامس الى ان يتحقق السلام في بلاد الرافدين.
الصحفي حسين العطية الذي جاء من مدينة الناصرية قاصدا المهرجان قال "مبهور لما رأيته من عروض فنية وطاقات شبابية يحق لنا الفخر بها، وكنت انتظر بفارغ الصبر حضور هذا المهرجان بعد ان اعلن عنه في مواقع التواصل الاجتماعي"، متمنيا ان " تطبق هذه التجربة في محافظته ومحافظات العراق كافة، لكي يعلو صوت الفن ولا يعلى عليه"، حسب تعبيره.
8/5/2017