المحرر موضوع: القمة العربية الامريكية ومخاطر التوسع الايراني  (زيارة 577 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sajed Alkatan Al-katan

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 21
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت تعلم فتلك مصيبه وان كنت لاتعلم فالمصيبه اعظ
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لاشك أن الحديث عن القمة العربية الامريكية المزمع انعقادها غدا في مدينه الرياض في المملكة العربية السعودية والمصادف 21/5/2017 سيجرنا للحديث عن مواقف وأحداث سابقة فبعد الارتياح الذي ساد في الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن تحالف معها من الدول للتصريحات النارية التي ادلى بها دونالد ترامب في فترة ترشيحه للانتخابات الرئاسية الامريكية وكذلك بعد توليه رئاسة الادارة الامريكية بالضد من المملكة العربية السعودية حيث لم يدم هذا الارتياح طويلا فسرعان ماتغير الموقف بناء على تحديد الاولويات في الاهداف الاستتراتيجية الموضوعة من قبل الادارة الامريكية فالتصويت على قانون (جاستا )مثلا الذي يلزم أن تتحمل المملكة العربية السعودية كافة التعويضات لضحايا حادثة البرجين وكذلك حرب الخليج وغيرها....وبالفعل فقد كان هذا القانون بمثابة ورقة ضغط للادارة الامريكية بعد شعورها بان التحالف الخليجي الذي أنشئ للتدخل بصورة مباشرة في ملف اليمن ومواجهة الحوثيون هناك فالاعتماد على القدرات الذاتية  وانشاء جيش (خليجي )لتلك الدول أدى بطبيعة الحال الى حرق ورقة الضغط التي لطالما استخدمتها الادارات الامريكية السابقة لابتزاز المملكة حيث يتلخص ذلك في وجود(البعبع)الايراني ومايشكله من مخاطر على دول الخليج وبحسب مقولة برجنسكي(لايمكن لاي دولة مهما بلغت من القوة  أن تخرج على اطار الستراتيجية الامريكية)فعلى الجميع أن يسبح في هذا الفلك وهذة الدائرة والمهم هنا ان اصدار قانون جاستا جعل من المملكة العربية السعودية ان تدخل مرة اخرى الى ذلك الفلك وتتاخذ من الادارة الامريكية شريكا مهما في ملفات عديدة في المنطقة وبالخصوص الملف العراقي وملف لبنان واليمن فالاهداف واحدة ومشتركة وهو (الحد) من توسع النفوذ الايراني في هذة الدول وعلى العكس من ذلك في مايخص ملف سورية فان كل من المملكة العربية السعودية وتركيا تعمل على عرقلة التدخل الامريكي في هذا الملف وهذا يعني أن الادارة الترامبية تسلك طريقا جديدا في التحالفات يقوم على تجزئة المصالح والمواقف فهي تريد أن تعمل على تأمين مصالحها خصوصا بعد التقارب الحاصل مع روسيا من جهة وبروز الصين كقوة اقتصادية هائلة عملت على استغلال حالة الفراغ بعد احداث ماعرف ب(الربيع العربي)والامر الاخر الذي يفوق خطورة هذة القوة الاقتصادية هو ماتشكله كوريا الشمالية من تهديد مباشر لامن الولايات المتحدة ولكي لانذهب بعيدا
ففي الاشهر القليلة الماضية كثفت اللقاءات بين شخصيات مسؤولة في الادارة الامريكية الجديدة وضباط رفيعين المستوى مع شخصيات سعودية ومجلس التعاون الخليج العربي ومنها اجتماعين يوم 10و11 من ابريل في مقر الامانة العامة للمجلس في الرياض وكانت هذة اللقاءات ضمن برنامج لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الامريكية للاطر القانونية ولادراج المنظمات الارهابية وتنفيذ عقوبات(FDI)الاكثرتوسعا حيث اعلنت وزارة الخزانه الامريكية التي كانت حاضرة في هذة الاجتماعات عن حزمة من العقوبات طالت أشخاص داعمين للارهاب(داعش) وهيئات وشخصيات ايرانية وجزائريا وليبيين وهذة القرارات تمنع المستهدفين من التعامل مع الكيانات في داخل امريكا وتجميد اصولهم المالية وكان من بين اهم الشخصيات الايرانية هو سهراب سليماني شقيق القائد في حرس الثورة الايراني قاسم سليماني الذي يشغل منصب نائب مدير امن مصلحة السجون الايرانية ومن هنا تبرز الاهمية للقمة العربية الامريكية حيث حددت لها ثلاث اهداف رئيسية تتمثل في
1-ضرورة التصدي لداعش وللتوسع الايراني ومنعها من التدخل في عدة دول عربية .
2-الثبات في حالة الشراكة الاقتصادية بين دول الخليج والولايات المتحدة.
3-ضرورة الاستمرار في التعاون العسكري وتفعيل التعاون الامني واللوجستي.
أن مايهم الولايات المتحدة الامريكية في هذة القمة هو تحقيق اهدافها بدون اية خسائر وضمان مصالحها في الاقتصاد والامن القومي الامريكي  فقد عملت على تفكيك العلاقة الروسية الايرانية من خلال التقارب الحاصل بينها وبين روسيا وخاصتا في ملف سورية ونتيجة هذا التقارب دفع كل من تركيا، وايران، والسعودية للبحث عن دور رئيسي للبقاء داخل اللعبة بعد أن فقدت هذة الدول دورها في هذا الملف بالتحديد ناهيك عن ملف الطاقة الذي لايقل خطورة عن بقية الملفات الاخرى فبعد المقررات المهمة التي صدرت في مؤتمرقمة المناخ في باريس حيث وضعت قوانين صارمة تلزم الدول الصناعية الكبرى بدفع مبالغ طائلة كغرامات نتيجة الانبعاثات في ثاني أوكسيد الكاربون ومايترتب على الانبعاث الحراري في الكرة الارضية مماجعل هذة الدول تبحث عن مصادر جديدة للطاقة وكان الغاز اهمها كبديل مهم عن النفط وهذا يتطلب بطبيعة الحال أن تبقى منطقة شرق البحر المتوسط هادئة وضرورة انهاء ملفات مهمة قد تعرقل مهمة السيطرة على مصادر الغاز الطبيعي مستقبلا مثل ملف سيناء ،وليبيا ،وفلسطين ،ولبنان ،وقبرص ولان الانطلاقة الاقتصادية في المستقبل ستكون من هذة المنطقة فيجب ان تكون هادئة ومؤمنه لذا فالمتوقع ان تكون هذة القمة هي قمة مؤثرة وذات اهمية كبيرة في المنطقة فمن المؤكد ستصدر قرارات مهمة تحد من حالة الصراع الخليجي الايراني من جهة وستضع ملامحا جديدة للشراكة الخليجية الامريكية من جهة اخرى.