المحرر موضوع: النيل يهدي دجلة كتاب  (زيارة 676 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رسل جمال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
النيل يهدي دجلة كتاب
« في: 22:35 17/05/2017 »
النيل يهدي دجلة كتاب

رسل جمال

العلم نور، ونوره ساطع لا تقوى خفافيش الظلام على العيش فيه، والنظر اليه، لهذا راحت تحرقه وتدمره وتحاول طمس اثره، ولعل اﻷمر ليس بجديد على بلاد مابين النهرين.

منذ قديم العصور واﻷخبار تحكي، لنا كيف اصطبغ دجلة بلون الحبر، عند غزو المغول لبغداد، وتحول الى اللون القاتم.

الذي شابه همجية ووحشية تلك الامم التي يزعجها مظهر الالواح والكتب والقراطيس، اذ ترى فيها قوة خفية تعري ضعفها، وﻷن التأريخ يعيد نفسه مرارآ وتكرارآ.

جاءت وحوش اﻷرض مره اخرى"داعش الارهابي" لتعيث باﻷرض خرابا وفسادآ، فاقدمت على حرق المكتبات وتدمير اﻷثار والمعالم الحضارية، ومنها مكتبة اشور بنيبال التي تعود للقرن السابع قبل الميلاد.

استمدت اسمها من الملك آشور بنيبال، اخر ملوك اﻷمبراطورية اﻷشورية، واحتوت المكتبة على اﻻف اﻷلواح الطينية، وبقايا نصوص نسبة كبيرة منها باللغة اﻷكدية.

لتحرق بذلك تأريخ عميق ﻻمم قد خلت، ومخطوطات نادرة، وامهات الكتب التي كانت تزخر بها المكتبة، وبعد تحرير الموصل من دنس داعش.

تظافرت المساعي السامية ﻷعادة الحياة الثقافية، ومن اهم اركانها المكتبة المركزية التابعة لجامعة الموصل، مما لها من اهمية في رفد الطلبة بالمادة العلمية.

قامت مشكورة مكتبة الاسكندرية بأهداء مكتبة آشور بانيبال(1500) كتاب كخطوة أولى، ومن المتأمل ان يرتفع العدد مئة الف كتاب وصوﻵ الى مليون كتاب، في خطوة لدعم الثقافة والجانب التعليمي في العراق، والموصل بعد تحريرها من الارهاب الجبان.

ان خطوة كهذه ترينا ان العلم اقوى من الجهل، وان النور مهما خفت سيتوهج مرة اخرى ليزيح الظلام، الذي خيم على الحدباء، وها هو النيل يهدي دجلة كتاب، كأني اعيد قراءة كتاب التأريخ من جديد، واتوقف عند سطر كيف كانت حضارتي النيل ووادي الرافدين يتبادلا الهدايا.