المحرر موضوع: الإرهاب الديني وتحدياته للعالم والبشرية  (زيارة 951 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كتب المؤرخ وخبير نبوءات الكتاب المقدس الأمريكي مايكل دي فورتنر وله كتابين، ان الانجيل قد تنبأ بانتشار تنظيمات إرهابية وعن بدء الحرب الكبيرة على طول نهر الفرات وتدمير ثلث العالم واستدل في كتابه الى الاصحاح التاسع من سفر رؤيا يوحنا. الذي جاء (قائلاً للملاك السادس الذي معه البوق، فك الأربعة ملائكة المقيدين عند النهر العظيم الفرات فانفك الأربعة الملائكة المعدون للسلعة واليوم والشهر والسنة. لكي يقتلوا ثلث العالم). أشارت صحيفة ديلي ستار البريطانية ان هذا الكاتب لم يكن الوحيد الذي أكد ان الحرب العالمية الثالثة ستندلع من الازمة السورية. الإرهاب الديني المعاصر ظاهرة متجاوزة للحدود الدولية وأصبح تحدِ ومشكلة عالمية. ولم تعد الظاهرة مقتصرة على منطقة ما وإنما تتركز خطورتها في احتلالها الدّور الأهم في الصراعات لتحقيق الأهداف. ظاهرة الإرهاب ابصرت النور في الستينات من القرن الماضي، وقبل ذلك كانت المجتمعات البشرية تعيش في سلام ووئام وعلى حسن الجوار واحترام سيادة الدول وحقوقها وسلامة أراضيها. وعند ولادة النشاط الإرهابي، أسست الأمم المتحدة عام 1972 لجنة خاصة بمسألة مكافحة الإرهاب الدولي. ومن ثم بلغت أعمال التطرف الإرهابي اوجهاً في معظم دول الشرق. سواء في بنيتها التحتية او في اقتصادها وأمنها الاجتماعي والسياسي ومكتسباتها الثقافية والفكرية. الإرهاب لم يحدد مفهومه في التعريف، فمن يراه البعض إرهاباً يراه الآخر عملاً دينياً مشروعاً. وظل تعريف الإرهاب يمثل مشكلة كبرى أمام التعريف القانوني الدولي، وهناك بعض النقاط على عدم القدرة لإيجاد تعريف صريح يتفق عليه كل الأطراف منها: صعوبة التعريف وتحديد أسبابه، النتائج المترتبة على صعوبة التعريف كاختلاط الأمور وتبرير أعمال الإرهاب باعتبارها إرهاباً مضاداً او كفاحاً للقضاء على الإرهاب، واختلاطه بصورة العنف السياسي كالجرائم السياسية والحروب. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 واستفحال الإرهاب الديني المنظم الذي هو من صناعة بشرية كالحركات (القاعدة، داعش، أبو سياف، النصرة، طالبان، بوكو حرام وغيرها). هذه التنظيمات لديها أهداف (السلطة السياسية) وتستعمل الدين بمثابة أداة تجنيد قوية، وتعطي تابعيها شعوراً بالهوية المشتركة وتحدد الأعداء وتصلّبهم لارتكاب أفعال عنف غير طبيعية. أخذ خطورة التطرف الديني وإرهابه يزداد حين ينتقل من طور الفكر والاعتقاد والتصور النظري الى طور الممارسة والتطرف السلوكي الذي يعبّر عن أعمال العنف والقتل وقتل الاسرى والتصفيات والتهجير وسبايا النساء. فالعلاقة بين التطرف الديني والإرهاب علاقة بديهية فالتطرف هو أحد اسباب الإرهاب والمغذي الرئيسي له لتحقيق غاياتهم وزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي. وان ما تمر به دول المنطقة (العراق وسوريا ومصر وفلسطين) هي مأساة إنسانية وثقافية وحضارية وكارثة بفضل تلك التيارات وانحدار الإنسانية الى واد سحيق وعميق بعيداً عن الحضارات. والسؤال أين الدين من هذا الفكر؟ وهل الأديان تقر بهذه الأفعال؟ يخطأ من يضن ان الإرهاب ليس له فكر ولا عقيدة، عقيدته فاسدة فهولا يفرق بين الأديان ويوّظف الدين لتبرير افعاله اللاإنسانية. إذاً لابد من التدابير الصارمة لمجلس الامن الدولي للتصدي لأنشطة هذه الجماعات الإرهابية، ومن أهم التدابير: أولاً؛ تحريم التمويل المالي وتجميده دولاً واشخاصاً، مراقبة مصادر قوة التنظيم العسكرية والأسلحة المتطورة، فرض عقوبات لكل دولة تأوي الإرهاب والمساندة والملاذ الآمن ومراقبة معسكرات التدريب. ثانياً؛ الخطوة الأهم هي ضرورة شن حرب فكرية واسعة بالتوازي مع الحروب العسكرية الجارية. تجتث فكر التنظيم الذي يبقى موجودا او مؤثراً حتى وان تم القضاء على قدرات التنظيم العسكرية على الأرض. هذه هي الروح التي يجب ان يعوّد اليها المنظومة الدولية، ولا بد من اقفال المنافذ في وجه الذين يريدون تمزيق الكيان الدولي، وإلا فإن المنظومة الدولية ستضع السم بين ايديها فيما تحسبه دسماً. خروج مجلس الامن في قراراته من القانون الدولي أمر مقلق ومؤسف لأن فعالية المجلس والواجب القانوني والمعنوي في احترام قراراته والعمل بها مرتبط بمدى التزام المجلس والضوابط القانونية في ممارسة صلاحياته دون تمييز بين الدول وضمن إطار البند السابع من العقوبات الدولية. وتنفيذ قراره المرقم 1624 المتضمن: (على ان تتخذ الدول كافة في الأمم المتحدة كل الإجراءات اللازمة بموجب القانون الدولي على المستويين الوطني والدولي لحماية الحق في الحياة). مع تطبيق البند السابع من الفصل السابع بحذافيره مع تبديل الفقرة المتضمنة: (لا تطبق هذه المادة على الدول الدائمة العضوية او حليفها). ما المقصود بحليفها؟  واضح صانعو الإرهاب الديني والحروب من اجلها.
 الباحث/ ســــمير عســــكر