المحرر موضوع: البطل الآشوري: أوديشو دبي باريتا  (زيارة 1584 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ashur Giwargis

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 880
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البطل الآشوري
أوديشو دبي باريتا

آشور كيواركيس - بيروت

قبل سنوات من بداية الإبادة الجماعية بحق الآشوريين على يد الدخلاء الأكراد والأتراك، جاء صبي في الثالثة عشرة من عمره إلى الزعيم الآشوري مالك خوشابا وطلب منه بندقية ليشارك في الدفاع عن قريته ضد الإعتداءات الكردية المستمرة، فرفض مالك خوشابا كون السن الأدنى للتسلح عند عشيرة "طياري" الآشورية كان الخامسة عشر. فقرر الصبي التصرّف بنفسه لإثبات قدرته على القتال وبدأ بمراقبة إحدى الطرق التي تعبرها قوافل الدخلاء الأكراد إلى أن شاهد في أحد الأيام قافلة كردية قادمة من جنوب شرق تياري السفلى، فتسلل إليها من بين الصخور وانتظر حارسها (الكشاف) الذي كان يسبقها بمئات الأمتار إلى أن اقترب منه مسافة قصيرة جدا فانقض عليه وطعنه بخنجره وأسقطه عن فرسه واكمل عليه حتى قتله، ثم أخذ بندقيته وفر بين الصخور تحت نيران رفاق القتيل، وتابع حتى وصل إلى قريته "مرغي"، فسمع مالك خوشابا بالحادثة بعد أن قدم الأكراد إليه واشتكوا بخصوص الإعتداء، فقام مالك خوشابا بالإستفسار بين أبناء عشيرته عن هوية الفاعل فقيل له بأنه أوديشو بي باريتا، ذالك الصبي الذي رفض مالك خوشابا تسليحه قبل فترة، وعندها تفاجأ وزاره في منزل أهله وهنأه على شجاعته وسمح له بحمل السلاح في سنه، وقام بتعويض القافلة الكردية ببعض رؤوس الماشية.

بعد الإبادة الجماعية بحق الآشوريين على يد الأكراد والأتراك، استقرت عائلة بي باريتا في ناحية نالا في آشور المحتلة، بين أبناء عشيرتها "بني لكبــّــا" (طياري السفلى) وفي نهاية عام 1959 قتل البرزانيون في الموصل زعيم الزيباريين أحمد آغا الزيباري الذي مرّ موكب تشييعه في أراضي قرية دورية، وقد كانت من عادة العشائر الآشورية استقبال مواكب التشييع التي تمر في أراضيها ومسك رسن حصان عربة النعش حتى مغادرة الموكب لأراضي العشيرة، فرفض أوديشو باريتا ذلك وكان حينها في السبعينات من عمره ويترأس القرية، وقد تسبب هذا بعد فترة بمهاجمة الدخلاء الأكراد (قبائل الزيبار والسورجي والهيركي) قرية دوريـّـة بمئات المقاتلين فتصدّى لهم أوديشو بي باريتا مع أبناء عمومته وكانوا فقط 10 مسلحين وذلك بسبب نقص الأسلحة، ورغم ذلك قتلوا العديد من المهاجمين الذين فرّوا بعد ثلاثة أشهر من المعارك المتقطعة، تاركين قتلاهم وراءهم.

وفي إحد المجالس عام 1974 ، أكــّـد الآغا صابر السورجي بأنه في نهاية العام 1959 كان يرسل يوميا 500 مقاتل من عشيرته ليقاتلوا قرية دورية، هذا عدا الهركيين والزيباريين، وقد ذهل حين عرف أن من واجهه وصدّه كانت مجموعة صغيرة من الآشوريين الطياريين.

دورية اليوم هي إحدى قرى ناحية نالا التي تم تهجير أغلب قراها بأوامر البعث المقبور، وقد استكمل التهجير على يد الدخلاء الأكراد فيما بعد لكافة نواحي وقرى آشور المحتلة رغم وجود الرجال الأشداء، وذلك بسبب إنهزامية الساسة الآشوريين امام الدخلاء الأكراد مما منع تسليح الآشوريين من جهات خارجية .

توفي البطل الآشوري أوديشو دبي باريتا عام 1979 (إنظر الصورة أدناه)