المحرر موضوع: حسين قدوري .. خسارة للثقافة الموسيقية  (زيارة 828 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كاظم السيد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 737
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حسين قدوري .. خسارة للثقافة الموسيقية

  كاظم السيد علي      
                                                       
رحل الفنان القدير حسين قدوري ، وقد يكون بذلك لم يتم تحقيق طموحاته وأمنياته وهي أن يكون بذلك لم يتم تحقيق طموحاته وأمنياته وهي أن يكون للتربية الموسيقية مكان واضح ومتميز بين مفردات التعليم العام سواء في المدارس أو خارجها ، أجد من المفيد أن يعرف القارئ إن حسين قدوري من الفنانين الرواد في حقل الموسيقى ، فكان له حضور متميز في العزف على آلة (الجلو ) فضلا عن انه خبير وباحث موسيقى وملحن لأغنية الطفل .
 والراحل قدوري.. بقي مضيئا وذلك لقمة عطائه وخصب تجاربه التي مكنته من الحصول على جوائز عالمية وعربية إلى جانب حصوله على الأوسمة منها : الجائزة الأولى لأحسن أغنية طفل في العراق عام 1976 من خلال لحنه لأغنية (تحيا بلادي ) .. وكذلك الجائزة الأولى لأحسن أغنية طفل في دمشق عام 1978 وكذلك الجائزة الأولى لأفضل أغنية طفل في العراق ، من خلال أغنية " الأم " وحصوله على الجائزة الأولى عام 1985 في منبر موسيقى وأغاني الأطفال في المؤتمر التاسع للمجمع العربي للموسيقى بتونس والجائزة الأولى في مهرجان " لايزبك الدولي" لأغنية الطفل التلفزيونية عام 1986 عن أغنية " سالم ياعراق " وكذلك حصوله على وسام الثقافة اليماني ودرع الثقافة الأردني وجائزة الإبداع في العراق  . وتجدر الإشارة إلى إن الفنان حسين قدوري بدأ رحلته الفنية عام 1948 ومنها اتجه واختص بأغنية الطفل ، وكانت أول أغنية قام بتلحينها ، وبرزت له في عالم الإلحان هي " طيري ياطيارة " حتى كانت له الحافز في تحقيق خطوات متقدمة ، حتى استمر في هذا المضمار جاهدا لتقديم الأفضل فكان رصيده اللحني فيه أكثر من ألف أغنية للاطفا ، موجودة في إذاعة وتلفاز بغداد  والدول العربية وكذلك عشرة قصص مغناة للأطفال ، ناهيك عن تقديمه لموسيقى والحان لثلاثة مسلسلات تلفزيونية للأطفال كانت من إنتاج شركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني آنذاك  .
 ولم تقتصر تجربته على تلحين أغاني الأطفال . بل أغنى الموسيقى بالكثير من البحوث والدراسات في التربية الموسيقية ، فقد ألف مجموعة من الكتب الفنية منها : موسوعة " لعب وأغاني الأطفال الشعبية في الجمهورية العراقية " بأربعة أجزاء ، إلا انه ينبغي أن نشير إلى إن الفنان حسين قدوري مارس العزف على آلة " الجلو " في العديد من الفرق الموسيقية في مقدمتها الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية وفرقة خماسي الفنون الجميلة والتي أنشأها بنفسه والتي ضمت نخبة من الموسيقيين أمثال : روحي الخماش عازف العود وغانم حداد عازف الكمان وسالم حسين عازف القانون وإبراهيم خليل ضارب الرق بالإضافة إلى الراحل " قدوري " عازفا على آلة الجلو .
 هذا وبرحيل حسين قدوري قد خسرت الثقافة الموسيقية العراقية منبرا من منابرها القديرة وطاقة فنية لم يمتلكها غيره في مجال أغاني الأطفال .. وأخيرا ..نأمل من الجهات المسؤولة وخاصة وزارتي الثقافة والتربية العمل على تحقيق ما تمناه هذا الفنان في حياته ، وكلنا أمل أن يتحقق بعد مماته ، بأن يكون للتربية الموسيقية مكان متميز بين مفردات التعليم في عراقنا اليوم .