المحرر موضوع: كيف يفكر المسلم  (زيارة 591 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف يفكر المسلم
« في: 18:11 22/05/2017 »
كيف يفكر المسلم
Oliver كتبها
لماذا لا يفهمنا المسلم؟ ليس السبب مرتبط بالذكاء مطلقاً لأن منهم عباقرة و كثيرون أذكياء ,الأمر أبعد من الذكاء لأن القدرة على التفكير مرتبطة بأدوات غير الذكاء. التفكير نشاط عقلى لكنه لا يعتمد على العقل وحده بل ينبع من العقل و القلب(المشاعر) و الإيمان (المفاهيم الروحية) و المعرفة ( تراكم الخبرات و الثقافة و العلم ).و لكل إنسان مقدار من هذه كلها. طريقة التفكير هامة جداً لأنها تحدد مدى قرب أو بعد أى إنسان عن الله وعن نفسه و عن الحقيقة و عن الناس.لذلك تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
التفكير النقدى للمسلم: ليس مصرحاً للمسلم أن ينقد دينه و الحديث ينصحه ألا يسأل. فماذا تكون النتيجة؟ أنه يستسهل نقد المسيحى و إنجيله .فنقدنا مباح و لا يحتاج لمجهود.فإذا إفترض فى نقده أننا كافرين يصبح كل ما يقوله حلال. هنا المشكلة كمن وقع فى الفخ. لأنهم يعلنون النتيجة أولاً ثم يحاولوا أن يثبتوها. يبدأ المسلم المناقشة بالتكفير ثم يتجه للتفكير فلا يكون للتفكير قيمة بعد التكفير . وقتها يكون التفجير أسهل من التفكير بعد التكفير. يبدأ المسلم بالحكم علينا ثم ينتظر دفاعنا بينما عليه أن يخبرنا أولاً كيف توصل إلى أحكامه قبل أن يسمع منا و إن إستشهد بآياته نعود و نسأل عن إثبات ما جاء فيها. الأدلة المقنعة تؤدى إلى نتيجة مقنعة أما النقد من غير دليل فهو عجز و أكاذيب يمكن للضعفاء إختلاقها ما داموا ليسوا بحاجة إلى إثبات إدعاءاتهم ساعتها يستطيع أى إنسان أن يدعى النبوة أوالألوهية ما دام لن يقدم برهاناً قاطعاً. يحتاج المسلم  منهج الإستدلال و المنطق أكثر من القراءة أو السمع عنا.هذا  التفكير المعكوس نتاج كتبه وخطب شيوخه لذا يجد صعوبة شديدة ليغير طريقة تفكيره و يحتاج صبرنا و إحتمالنا ومحبتنا و صلاتنا.
التفكير المادى: هو إنحصار المعانى فيما هو مادى.لغة كتب الإسلام كلها مادية.فالمكافآت مادية و العبادة كالصلاة و الفروض شكلية و المفاهيم عن الجنة و الآخرة مادية و الحسنات بالعدد و السيئات مثلها.المسلم محاصر بين مادية المعانى و مادية الحياة لذلك يتعثر حين يقرأ فى إنجيلنا أو يسمع عنه.فاللغة مختلفة و تبدو صعبة عليه.فهو يفكر بغير ما نفكر.و يفهم الأمور فى الإيمانيات بغير ما هى عندنا.و حين تتصعب عليه المعاني يفسرها باللغة المادية لذلك تجده ينتقد سفر النشيد و أمثال المسيح و يجد غرابة شديدة فى آيات المحبة و الغفران و الكلمات الرمزية في الكتاب المقدس و ما أكثرها . التفكير المادى يعتم الروح و يمنع إنفتاح القلب.
التفكير الحَرفى: كانت هذه اللغة سائدة في عهد السيد المسيح.كان الكتبة و الفريسيون يستخدمون هذه المدرسة ليفسروا بها الناموس و التعليم و يشرعوا للناس بنفس هذا المنهج الحرفى لذلك كانوا منشغلين بحرفية الوصية فصار السبت عبادة أكثر من عبادة رب السبت.و صار الفهم ضيقاً لمعني الصلاة و القرابين و صارت الرموز كالطلاسم عندهم فمارسوا الطقوس بغير حياة وإنهمكوا فى النص لا فى دلالاته وعاشوا بلغة الحرف حتى ماتت الروح. هذه كانت المدرسة و هذه كانت نهايتها لما تجسد إبن الله المسيح يسوع . تكلم وعلم و عاش ليصحح المفاهيم .أحيا الرموز و حققها فى شخصه. و لأنهم تمسكوا بلغتهم تجدهم أكثر من إصطدم بالمسيح حتى هيجوا عليه الجميع و قتلوه.التفكير الحرفى هو العائق الأكبر فى عدم إقبال المسلم على مناقشة حقيقة التجسد أو التثليث أو الفداء.فهو ينفر منها لأن الإستعانة بمهارات اللغة لا تسعفه على فهمها.بينما يسعفه الإستغناء عن الحرفية و قبول نعمة الروح فتتغير طريقة التفكير و تنفتح طاقات القلب و العقل.
العقل الجمعى: أن تقبل فكرة أو عقيدة لمجرد أن الأغلبية تقبلها لا يسعفك على إثبات الحقيقة.فأغلبية العرب يدخنون فهل هذا يثبت أن التدخين ليس ضاراً بالصحة؟ يجب أن تقف وحدك بعيداً عن العقل الجمعى.السلفية شكل من اشكال الإنسياق خلف العقل الجمعي.فالسلفيون كالإخوان لا قيمة للفرد بل للجماعة.المسلم يجد الإسلام يهتم بالأعداد جداً.يفرح بتزايدها , يختبئ خلفها الفرد و ليحمى ذاته من التغيير.ليس يسيراً أن يتجرأ المسلم و يخرج عن العقل الجمعي.فعلها فرج فودة فقتلوه و إسلام البحيري فسجنوه و لم يناقشه أحد بل كفروه.هذه مشكلة التفكير الجمعى أنها لا تطلق طاقة الفرد و القدرة على الإختلاف.ليت كل مسلم يتعلم أن يبحث الأمر بنفسه.فى إنجيلنا كثيرون خرجوا عن العقل الجمعي فكان خروجهم خلاصاً.عندنا شاول الذى ظهر له المسيح فتجرأ أن يخرج عن طائفة الغيوريين الذين يدافعون عن الناموس بالسيف .عندنا تلاميذ المسيح الذين لم ينضموا للقطاع الأكبر من الشعب و تبعوا المسيح حين لم يكن قد صار معروفاً عند الكثيرين من اليهود.عندنا بعضاً من اليونانيين جاءوا ليتعرفوا على المسيح حين كان من المستبعد على أصحاب الفكر الرفيع و الفلسفة أن يأتوا إلى يهودى و يتعلموا منه شيئاً.العقل الجمعى يخفى أخطاء الفرد لكنه لا يعالجها و لا يدفع ثمنها بل كل واحد يدفع ثمن إنسياقه خلف العدد الغزير من غير تفكير.الوقوف قدام الله فى الدينونة فردي مع أن الدينونة لجميع البشر مما يجعل كل واحد مسئول عن نفسه بلا عذر أو إحتماء بالآخرين.
 هذه كانت ملامح تفكير المسلم فينا.تحكمه أمور لا تحكمنا حين نفكر فى عقيدته أو عبادته.نعم نحن مختلفون جداً ليس لأننا الأفضل لكن لأن الإبن حررنا فصرنا أحراراً. أعظم حرية هى أن تفكر بنفسك فى نفسك و تنتمى إلى ما يملأ القلب سلاماً و راحة.
ايها الإبن الوحيد الجنس الذى وهبنا  النعمة و أودع فينا طاقات كامنة توجهنا نحوك .نشكرك على حرية المجد التى ما عرفنا قدرها إلا لما وجدنا كيف صارت الحياة مع المحرومين منها.نعم لسنا متميزين عن أحد لكنك لصلاحك وحدك سكبت علينا من فيض جودك كل ما نحن فيه من مجد البنوة.إخترتنا و ليس فينا بر أو إستحقاق بل من برك تبررنا و بقداستك تستبدل آثامنا بغفرانك و ظلمتنا بنورك.يا إبن الإنسان إفتقد كل إنسان لكى يتحرك قلبه نحوك و يئن إليك فتسمع و تنزل و تخلص.نؤمن أنك الإله القادر على تغيير الجميع فتعال لكى نتغير كلنا إلى تلك الصورة عينها التى من أجلها أوجدتنا على صورتك و مثالك.إقرع القلوب و الضمائر.أسكت مقاومة الذات لعمل روحك فى كل إنسان و رد لنا القوة الداخلية فيحكم كل منا نفسه و لا يُحكم فيه من أحد. يا مخلص العالم خلص أخوتنا المسلمين.غير أذهانهم إلى فكرك فيتنقي الفكر و كل الكيان معه.إغرس فى قلوبنا لأجلهم حكمة و توج محبتنا لهم بالخلاص الأبدى لأننا لو تنقينا بيدك الطاهرة سنتيقن أننا جميعنا إليك مشتاقون.