المحرر موضوع: الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن الجزء الثامن والأربعون  (زيارة 7354 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن
الجزء الثامن والأربعون

الوثائق التي تؤكد محاولة مؤيدي مارشمعون للتخلص من استغلاله لمأساتهم
« في: 13:09 23/12/2013

عندما كانت العائلة المارشمعونية في العراق ابان الانتداب البريطاني استغلت علاقاتها التبعية للانكليز بالاستحواذ على كافة المواقع التي من خلالها احكمت سيطرتها على الشعب المسكين الذي كان يناضل من اجل الحياة الكريمة وتامين لقمة العيش فبعد ان عملت هذه العائلة  بكل طاقتها لاقناع الانكليز بنفي اغا بطرس وسجن الرؤساء ووضع ملك خوشابا في الاقامة الاجبارية في مار ايشايا توجهت اخيرا الى تعيين افرادها ومؤيديها في المراكز الحساسة التي بواسطتها تتمكن من السيطرة الكلية على كافة  منافذ الحياة المعروفة آنذاك فتم تعيين شقيق سرمة خانم الاصغر (زيا) مفتش المدارس الاثورية (طبعا كانت هناك مدرسة واحدة والمهم كان هو الراتب ) وتم تعيين داود شقيق سرمة خانم ووالد مارشمعون قائدا لقوات الليفي وتعيين اولاد مالك اسماعيل ضباطا في الليفي بدرجة (رب تْرَمّا ) وهكذا تم توزيع المناصب على اقربائهم ومؤيديهم وكان يقبض مارشمعون (2000)روبية كمخصصات اما سرمة خانم فقد قبضت في شهر تموز مع المستحقات مبلغا قدره (7850) روبية حسب ما جاء في كتاب قوات الليفي العراقية تاليف (العميد جي كلبرت براون ) منح المطران الاثوري القائم باعمال مارشمعون (مئة روبية لكل شهر) اعتبارا من 1/5 / 1919 (نفس المصدر )... وحتى المطبعة التي اشتراها القس يوسف قليتا من الهند لخدمة الكنيسة والتعليم الاثوري تم تجريده منها لانه لم يكن يتفق معهم حول كافة الامور الكنسية والسياسية . هكذا كانت اوضاعهم في العراق بفضل حراب الانكليز والليفي المسلطة على رقاب ابناء كل معارضيهم وبعد نكبة 1933 وعبور المخلصين لهم الى سوريا ثم اعقبهم هجرة مؤيديهم الطوعية الذين تركوا اهلهم واحبتهم وضحوا بكل ما كانوا يملكونه من اجلهم قابل مار شمعون احسانهم كالاتي :

بعد ان تكامل وصول الاثوريين (القسم المؤيد لمارشمعون والذي لا تزيد اعداده عن ربع الاثوريين ) وبعد استقرارهم على ضفاف نهر الخابور اصيبوا باحباط كبير بعد ان اكتشفوا الاكاذيب والاشاعات التي كانت تصور لهم رحلتهم الى سوريا ستكون بمثابة الذهاب الى الجنة ولكنهم تحملوا ماساتهم على مضض حتى جاء اليوم الذي طفح فيه الكيل بعد اكتشاف قادتهم للخدعة التي سقطوا فيها على يد العائلة المارشمعونية (وبالذات على يد مارشمعون نفسه) حيث استغل ماساتهم وذلك بجمع التبرعات من الشعوب المتمدنة الرحومة باسمهم لمصلحته الشخصية فحاولوا التخلص من هذا الاستغلال بكشف كل ادعاءاته الكاذبة وتحايله وخداعاته وكان على راس هؤلاء القادة كل من :

1/ مالك دانيال مالك اسماعيل الشقيق الاكبر لمالك ياقو والرئيس الشرعي لعشيرة تياري العليا زوج خالة مارشمعون
2 / مالك لوكو شليمون بيداوي رئيس عشيرة تخوما والذي قاتل من اجل مارشمعون في معركة ديربون وجرح فيها وقضى حياته مخلصا لهذه العائلة حتى يوم اكتشافه لحقيقتها
3 / ليون دنخا الشمعوني وهو من وجهاء رعية فوجانس (نفس رعية مارشمعون) والذي تعرض لمحاولة الاغتيال بتدبير من سرمة خاتون وشقيقتها رومي زوجة شليمون مالك اسماعيل
4 / يوسف مالك التلكيفي والذي التحق بمارشمعون وعمل كسكرتيرا له بدافع ايمانه بقدسية ومصداقية هذه العائلة حتى اكتشف زيفها وادعاءاتها الكاذبة ومعروف عن هذه الشخصية ككاتب ومفكر وسياسي بارع ....
( هذا ما كتبه كل من يوسف مالك التلكيفي ومالك لوكو التخومي عن تحايل مارشمعون على المانحين لجمع الاموال على حساب بؤس الذين خدعهم ورحلهم الى سوريا وتم اسكانهم على ضفاف الخابور ) ....(كتيب الله والحق تاليف يوسف مالك سنة 1949 الصفحة 5 )
اقتباس : we are now authorized to give pyblicity to 3 appeals made by mar Eashai s Shimon for fund raising, the first calls for one hundred thousand dollars which is lilted (an opportunity for christianservice) and was supposedly intended for maintaining (schools) such schools and churches etc , do not exist, funds collected under this heading never reached their destination, we propose publishing in due course, names of persons who formed, commercial corporation, sat idly at their homes, received salaries at the end of each month and naturally signed the pay rolls, the second appeal is dated august 30 1940, titled (friends of the church of the east) which his beatitude the Mar Shimun launched in the U.S.A. soon upon his arrival ther from I England ,he begged an annual sum varying between fifteen thousand and twenty thousand dollars, in his third appeal dated april 16 1948, addressed (to the Christian people of America) he only asked for two hundred and fifty thousand dollars, it will be seen that these three appeals cover the following sums only  not much for any god of riches ?
 100000 / 1st aqppeal) , 135000 ( 2nd appeal for period 1940 , 1948 at the lower rate of the fifteen thousand dollars a year ) 250000 ( 3rd appeal ) total / 485000 …….. who received these sums ? was any statement at all issued ? this will remain a mystery under the ( feudal ) system as practiced by mar shimun underwhich no Assyrian has the right to ask for an account ………………………………………………………………………………………………
(رسالة الزعماء الاثوريين في الخابور الى من يهمهم الامر بقطع علاقتهم بالمارشمعون وعدم مصداقيته في مسؤوليته عنهم )
                                                                                                                                                                TO whom it concern : acting on the outhority vested in us vide attestation dated , 22nd February 1948 , by the foreign ministry at Damascus , Syria , we have the honour to transmit herewith a letter of repudiation , duly signed by representative members of the Assyrians living on river khabur ,northern Syria , for favour of your in formation and that of any other quarter or institution you deem lit ,
This document refers to a certain mar eshai shimun who does not possess the nationality of the Assyrians of any of the near or middle Eastern countries whom he falsely alleges to represent , his residence is at (6316 north Sheridan Road ,Chicago 40 illinois ,U S A .. he has no authority to speak in our names or on our behalf , for his sole ambition in life is to collect , illegally , as much money and as quickly as he can , at the expense of the miserable masses in order to gratity his greed which knows no limits , and play his comedy on the international scene , he can raise funds in his name and for himself , but we solemnly protest against his begriming our names ………
We would be very grateful if you would be good enough to take note of this letter of repudiation and make it known to any authority or institution that are likely to be misted by mar Eshai Shimun whose fictitious , yet harmful feudal authority the Assyrians refuse to acknowledge or admit ………
Mar Eshai Shimun is an irresponsible person , an anarchist and opportunist and no declarations ,appeals and utterances of is of whatevernature they may be , are in any way binding on the Assyrians ……….
Daniel  D  malik Ismail ( chief of upper Tiyari )
Loco Shlimon Badawi (chief of Tkhuma )
Leon Dinkha Shimunaya ( chief of Qochanis and others )……….

ماساتنا بدات بمسرحية مستر براون وانتهت بمسرحية كولونيل ستافورد (الفرصة الاخيرة)
« في: 19:30 13/12/2013  »

ربما يجدُ البعضُ غرابة في هذا العنوان وقد يذهب البعض الى اتهامي بالاستهانة بارواح عشرات ألآلاف من الشهداء الذين تم تقديمُهم على طبق من ذهب لعمومتنا الانكليز ابناء ضيفنا الكريم المدلل المستر براون , ولِما لا، فنحن مشهود لنا بتكريم الضيوف حتى ولو كان يكلفنا ذلك خيرة رجالنا وعوائلهم .... وهل كانت كل هذه السنين من 1914 الى 1933 مسرحية ؟؟؟؟ اقرأؤا كلمة الكولونيل ستافورد بامعان (المستشلر السياسي والاداري للواء الموصل) وستعلمون كيف بدات المسرحية بالآمال والوعود الشفهية الانكليزية لتنتهي بالواقع الذي صنعه نفس الانكليز ليضعوا اصدقاءَهم المنفذين للمسرحية في عنق الزجاجة ويكون الضحية طبعا كالمعتاد ابناءُ العشائر ومعهم بقية ابناء الشعب .... لقد قالها المستر ستافورد في خطابه بصورة غير مباشرة يا ايها القوم (ان اللعبة انتهت) وما عليكم الا التفاهم مع الحكومة العراقية وانقاذ ما تستطيعون انقاذه ولكن البعض الذين اخذتهم العزة بالاثم لم يرضخوا للواقع واستمروا في غيهم وعنجيتهم الفارغة على حساب دماء الابرياء والتي تكللت بمذبحة سميل وما تبعها عام 1933 ثم عادوا في عام 1948 يتوسلون بالحكومة العراقية للسماح لهم بالعودة للعراق وفق شروطها التي تفرضها هي ....

بتاريخ 10 تموز 1933 عقد اجتماع في دار الحكومة في الموصل حضره كافة الرؤساء الاثوريين المدعوين وتمَّ فيه القاء الكلمات التوضيحية لموقف الحكومة من الاثوريين في ادارتهم وحقوقهم واسكانهم ولكنني هنا سوف انقل لكم كلمة الكولونيل ستافورد وكلمة الميجر تومسون:

كلمة الكولونيل ستافورد :
ثبت لي ان ما بينه وكيل المتصرف كان وافيا عن قضية الاثوريين ولم يبقَ لي الا اعطاء بعض ملاحظاتي الشخصية . اني اتيت الى هذا اللواء قبل شهرين لانني كنت اعمل في جنوب العراق حيث يسمع صوت ضئيل عن الاثوريين . وفي خلال وجودي في الموصل انشغلت دائما بهذه القضية والشيء المهم الذي شعرت به هو عدم وجود تقارب بين الاثوريين وبين موظفي الحكومة وحدث بسبب ذلك التباعد ووقوع سوء تفاهم بينهما، وشكَّ البعضُ بالبعض واني لا اقدرُ ان لا اتفق مع وكيل المتصرف بان سبب هذا التباعد كان من قبل قسم من الاثوريين انفسهم ويظهر انهم حتى لفترة قصيرة كانوا يعتبرون انفسهم غرباءَ في هذا البلد ويعيشون في مكان غريب معتقدين ان هذه الفكرة كانت افضل لهم، بان يبقوا بعيدين عن الحكومة وطبعا تالم موظفو الحكومة من هذا الوضع . واني اريد منكم أنتم زعماء الاثوريين جميعا المجتمعين هنا اليوم ان تفهموا جيدا وبطريقة قطعية بان هذه الحالة لا يمكن تحملها اكثر ويجب ان تنتهي فوراً، والان على الاثوريين ان يرضخوا لجميع قوانين البلاد ويحصلوا على كافة حقوقهم دون تمييز كالاكراد والعرب مسلمين كانوا او مسيحيين او يهود او يهيئون انفسهم لترك هذا البلد او الهجرة الى بلاد اخرى ولا يوجد طريق ثالث . والامر الثاني فان الميجر تومسون سيشرح لكم بصراحة وتفصيل عن السكن في الاراضي المفترحة . لهذا لا يوجد اكثر من ان اضيف الى ما قلته سوى ان اشدد بقوة على هذه الفرصة التي هي ممنوحة للاثوريين الذين لم يتم اسكانهم لحد الان ليصبحوا اصحاب اراضي زراعية في هذا البلد . وكل من يعطي رايا للاثوريين غير الساكنين بالامتناع عن المجيء وتقديم طلب الى الحكومة بخصوص السكن فهذا لا يعطيهم رايا صائبا من اجل مصلحتهم وبالنسبة الى الطريقة الثانية التي ذكرتها عن هجرة الاثوريين من العراق الى اماكن اخرى فاني اعتقد بان جميع الاثوريين لا يفهمون حقيقة الوضع بعد . ان الجملة المذكورة بان الحكومة العراقية ستمهد طريق هجرتهم من العراق الى بلاد اخرى معناه ان كل آثوري يرغب الخروج من العراق فالحكومة لا تمنعه ولكن الحكومة لا تتحمل مسؤولية ايجاد مكان للاثوريين الراغبين في الهجرة الى بلاد اخرى . ان هذه واضحة الفهم جدا لان العراق لا يتمكن من تنفيذ هذا العمل وليس العراق فقط غير قادر على ذلك ولكن حتى عصبة الامم غير قادرة على تنفيذه . هنا يتوقف الامر على الاثوريين انفسهم فعليهم ان يدبروا ذلك مع حكومات البلدان التي يرغبون الذهاب اليها وكذلك فيما يخص مصاريف السفر وغيرها وحتى الان لم يظهر علنا عن ترتيبات خاصة بهذا الخصوص مع الدول المجاورة حول قبول الاثوريين في اي جزء يمكن ان يكفي لسكناهم .
اولا / تركيا : لا يوجد اي امل مهما كان ضئيلا في تغيير فكرة تركيا الحاضرة عن الاثوريين اذ انها لا تقبلهم باي طريقة كانت . طبعا ان الاثوريين يتمنون العودة الى وطنهم الاول ولكن يجب ان يفهموا بان هذه القضية هي خارج موضوعنا في الوقت الحاضر .
ثانيا / ايران : اظهرت الحكومة الايرانية انها مستعدة لقبول عدد قليل من الاثوريين ولكن شروط قبولهم كانت صعبة جدا :

الشرط الاول : يجب ان يسلموا اسلحتهم
الشرط الثاني : لا يمكن اسكانهم في منطقة واحدة بل في مناطق متعددة بعيدة عن بعضها
الشرط الثالث : لا يحق لهم امتلاك الاراضي التي يسكنوها
الشرط الرابع : الحكومة الايرانية لن تمنحهم اية مساعدات مالية
ثالثا / سوريا : لا يخفى عليكم بان السلطات الفرنسية هناك مشغولة الان بتهجير الارمن ولا توجد لهذا البلد اراضي زائدة ليقدمها للاثوريين . انه صحيح يمكن ان يكون للشبان الاثوريين بعض الاشغال في جيش حكومة سوريا تحت ادارة سلطة الاحتلال الفرنسي الا انه دعوني اقول لكم بصراحة بان مثل هذه الاشغال ستكون صعبة جدا وبدون مستقبل مضمون ثم انه من الواضح بان الحكومة العراقية سوف لا تقبل عودة من يذهب الى هذه الدول المجاورة للعراق ثانية . واذا شئتم للحصول على معلومات اكثر عن هذه الدول فما عليكم الا الاستفسار من قنصليتي فرنسا وايران في الموصل. ولو نظرنا الى الحالة التالية لكافة الدول في هذا الوقت لا يمكننا ان نامل من اي دولة انها ترغب في هجرة الاثوريين اليها. وهكذا يتضح لكم مما قلته بانه افضل بلد ملائم للاثوريين في هذا الوقت ولمستقبلهم هو العراق. واني اعلم بان الحكومة العراقية مهتمة جدا باسكان الاثوريين وذلك من اجل الفائدة المشتركة واني متاكد من ان جميع العراقيين مثل الوزراء والموظفين الاخرين يرغبون كثيرا بان يعيش الاثوريون كرعايا عراقيين مخلصين . فمن الواجب على الاثوريين ايضا ان يشاركوا الشعب العراقي في هذا الشعور السامي .

وان فعلتم ذلك ففي استطاعتي الناكيد لكم بانكم ستنالون كل عطف ومساعدة ولكن قبل كل شيء يجب ان تنزعوا عنكم الروح الانعزالية. فلو كان اولادكم قد اهتموا في الماضي بتعلم اللغتين العربية والكردية الى جانب لغتهم الاثورية لكانوا اليوم يشغلون وظائف كبيرة وعديدة في الدوائر الحكومية وكما ذكر قبلي وكيل المتصرف فكل شخص يطلع على مشاكل الاثوريين يتاسف على ضياع فرصهم ويجب ان تعلموا بان الحكومة العراقية ليست مسؤولة عن هذه المشاكل ولكنها مع ذلك فهي مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة للاثوريين . وكما يجب ان لا يغرب عن بالكم بان تاسيس الحكومة العراقية لم يكن منذ مدة طويلة وانها ليست غنية ايضا فلِذا لا تستطيع مساعدة الاثوريين اكثر مما تعمله للعرب والاكراد واذا كنتم ترغبون ان تنجحوا يجب ان تهيئوا انفسكم للقيام باعمال شاقة وكلي امل بانكم ستعملون ذلك من اجل مصلحتكم ومصلحة اولادكم . ولقد قال لكم وكيل المتصرف مفصلا ما يخص مكانة المارشمعون، واني اود ان اؤكد لكم بانه لا يوجد في جميع انحاء العالم شخص يملك السلطتين الروحية والزمنية في آن واحد . ولذا لا يمكن ان يكون ذلك الشيء في العراق ايضا. وفي الختام اذكركم بان الوقت فد ادركنا وعليكم ان تفكروا جيدا وان تصمموا في قرارة انفسكم هل انتم باقون في العراق ام لا . انني قد بذلت اقصى جهودي من اجل مصلحتكم ورأيي الصريح لكم هو ان تبقوا في العراق لانه لا يوجد مكان آخر افضل منه تستطيعون العيش فيه ......

كلمة الميجور تومس في الاجتماع :
قال الميجر تومس( اني وصلت الى هذا البلد قبل شهرين للقيام بالترتيبات اللازمة لاسكان الاثوريين واتصلت بالمارشمعون مرتين وحاولت الوصول معه الى التفاهم والاتفاق حول قضية اسكان الاثوريين ووعدني بانه سيقوم بذلك تحريريا ولكنه كذب ومنذ شهرين وانا انتظره بدون نتيجة ) .....

ايها القراء الاعزاء من خلال كلمة ستافورد تتوضح جليا سياسة حكومة بريطانية في تلك المرحلة اي انها تكاد تقول صراحة يا ايها الاثوريين لقد ضحكنا عليكم كل هذه السنين ومررنا مصالحنا من خلال دماء ابنائكم والان لا علاقة لنا بكم فتدبروا اموركم ... ففي هذه المرحلة المصيرية التي كانت تتطلب استخدام الحكمة والعقل ولملمت الجراحات والاهتمام بتربية الجيل الجديد بعيدا عن افكار التعلق بالاجنبي وخدمته والابتعاد عن كل ما يسيء الى الروابط والعلاقات التي تجمعنا مع كل الشرائح التي تسكن هذا الوطن شراكة معنا ولكن الذي حدث كان عكس هذا المفهوم، فلقد استمرَّالبعضُ في خدمة الانكليز ورعاية مصالحهم سواء بالخدمة في قوات الليفي او العمل في سفارة بريطانيا وقنصلياتها ..... ولقد توضحت مواقف الذين كانوا يتبجحون بشعارات براقة يطلقونها للتمويه عن مصالحهم الشخصية التي من اجلها سالت دماءُ الابرياء في سميل وغيرها من القرى وكيف عادوا في عام 1948 يتوسلون بالحكومة العراقية لكي تقبل عودتهم موافقين على كل شروطها ومن ثم جاءوا مهرولين الى العراق في عام  1970 . وآخرون في عام 1973 من اجل الحصول على الدنانير العراقية وهنالك مثلا عراقيا يفول (مكدي كركوك خنجره بحزامه ) اي انه حتى في الإستجداء يضع الخنجرَ في حزامه وهكذا هي حال الاخوة الذين جاءوا عارضين خدماتهم (اللااخلاقية) من اجل حفنة من الدنانير مؤطرين هذه الخدمات بشعارات قومية .... فعلى ذقون من تضحكون ؟؟؟؟؟ ان الله يمهل ولا يهمل وان دماء الابرياء ستظل تلاحقكم الى يوم القيامة ....

الفرص الاخيرة لشعبنا كيف ضاعت ومن كان السبب ؟
« في: 14:36 04/12/2013  »

ايها الاخوة القراء كثيرا ما تردني اسئلة من بعض القراء حول الدافع الذي يقودني الى كتابة هذه الاحداث التي مرَّ عليها زمن طويل وحجتهم في ذلك انها تجدد جراحات ماضية وتخلق جوا من التوتر والتشرذم والانشقاق. واجابتي لهؤلاء هي: (انتم لستم خائفين على هذا الشعب من التوتر والتشرذم والانشقاق ولكنكم خائفون من ظهور الحقائق على السطح فان ابناءنا لم يسمعوا او يقرأوا من تاريخهم سوى الاكاذيب والتلفيقات وتبرير الاخطاء والصاق التهم والخيانة بالذين كانوا اوفياء لشعبهم والذين ضحوا وقاتلوا على جبهتين العسكرية والسياسية ) وللاسف الشديد ان البعض جابهوا كتاباتي بردود مملوءة بالحقد الشخصي متمثلا باستخدام عبارات لا تطلق الا في الاماكن المعروفة ولم اقرأ اواسمع منهم ردا منطقيا موثقا يَدحض اقوالي وهذا الامر اصبح واضحا للقراء الذين ينظرون الى الامور بعينين بريئتين خاليتين من الحقد والانحياز لهذا الطرف او ذاك .....

الفرصة الاولى :
بعد الخسائر الفادحة التي لحقت بشعبنا واستقراره اخيرا في مخيم بعقوبة حيث كان العراق تحت الانتداب البريطاني تقرر عقد مؤتمر في فرنسا سمي (بمؤتمر السلام) والحقيقة ان هذا المؤتمر لم يكن مؤتمر سلام بقدر ما كان مؤتمرا لتقاسم غنائم الحرب بين الدول المنتصرة (الحلفاء) وكانت سيدة هذا المؤتمر بدون منازع هي (بريطانيا العظمى) وبما ان الاثوريين كان لهم النصيب الاكبر من التضحيات البشرية والمادية في تحالفهم (الشفهي) مع الحلفاء ارادوا ان يجنوا ثمار هذه التضحيات وذلك بتقديم طلب الى الحكومة البريطانية بارسال احد رؤسائهم الى مؤتمر السلام خاصة وان العائلة المارشمعونية لها صلات وثيقة بالفيادة البريطانية في العراق الا ان طلبهم رفض من قبل الحكومة البريطانة لاسباب سياسية ... ولقد كان الاثوريين قد انتخبوا اغا بطرس ليكون ممثلا لهم في مؤتمر السلام لثقتهم باخلاصه وجراته وثقافته والمامه بالامور السياسية ..... يقول اغا بطرس في مذكراته بهذا الشان ما يلي (الامة كلها من كافة العشائر واورميا انتخبوني انا اغا بطرس . الم يختارني جميعُ الاشوريين للسفر الى باريس لتمثيل الامة ترافقني بذلك سرمة خانم كممثلة للرئاسة الدينية البطريركية ؟ ولاجل هذا جمعت العشائرُ المبالغ المطلوبة لذلك ولكن تم رفضُ الفكرة وسافرت سرمة خانم لوحدها الى لندن دون اذن واقامتْ في دار الرهبنة عازفة عن حضور حتى مؤتمر السلام .. وفي حينها تساءل الجميع , ترى ما شانُ هذه الراهبة في مؤتمر السلام ؟ لربما كان سفرها لقضاء حاجاتها الخاصة، أَجَلْ، هذا هو الواقع فعلا ... انها سلمتْ زمامَ امورنا بيد الانكليز وبصمتْ على دخول الامة في خدمة مصالحهم في العراق عكس ما كان في تطلعات ذلك الشعب المشرد الذي سفك الدماءَ من اجل العيش بحرية وكرامة على ارض محررة تمتد من اورميا شرقا حتى جزيرة بوتان غربا)  انتهى الاقتباس . لقد تمَّ ابعادُ اغا بطرس من مخيم بعقوبة وتم تسفيرُه الى بغداد لغرض ابعادِه عن الامة لقوة شعبيتِه والتفاف الشعب حوله والحاحِه في المطالبة بحقوق الاثوريين مما احرج الانكليزَ واصدقاءَهم وبعد ذلك قام البطريرك مار بولس بارسال رسالة الاستنجاد بالحاكم الانكليزي لينقذه من الاحراج الذي اوقعوه الانكليز فيه .....

رسالة البطريرك مار بولس الى المندوب السامي البريطاني نشرت في نشرة رسمية في بغداد وهذا نصها :
الى صاحب السيادة الافخم (كولونيل ا ت ولسون الحاكم العام / بغداد)

تحيات وتبريكات من المارشمعون بولس بطريرك الكنيسة الاثورية الشرقية باذن الله ... وبصفتي رئيسا للملة الاثورية اعلمكم بانكم قد ارتكبتم خطا عندما اوعزتم لي بانه لم يكن من المصلحة (سؤالي هو لمصلحة من ؟) ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام .. الا انه بامكان الحكومة البريطانية ايجاد حل لهذه القضية فكما انها قد سمحت للاكراد والعرب والارمن بارسال ممثليهم الى هذا المؤتمر يمكنها كذلك السماح للاثوريين ايضا لارسال ممثلهم . وعند ذلك سيعم علينا الفرح الكبير جميعا واذا ما كنتم تعتقدون بان هذا الطلب مصيره الرفض فاني اطلب تحقيق احد هذين المطلبين 1 / مما لا يخفى عليكم بان هناك تذمراً بين الاثوريين من جراء عدم موافقتي على ارسال اي ممثل الى مؤتمرالسلام تنفيذا لاوامركم . وعليه طلبَ رؤساء الاثوريين ان ارسل احدهم سرا فرفضت ذلك . لذا اخذ القسم الاكبرُ منهم بالتذمر مدعين بانني لا اهتم بمصلحة الاثوريين وانما تهمني مصلحتي الشخصية الخاصة فقط . وعليه ارجو ان تكتبَ لي رسالة مبينا فيها بان طلبي حول ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام قد رفض من قبل الحكومة البريطانية لاسباب سياسية لكي يتسنى لي ابراز هذه الرسالة للاثوريين لتبرئة ساحتي .
2 / او السماح بارسال برقية الى اسقف كانتربري ليقوم هو بعرض مطاليب ملتنا على مؤتمر السلام والتي هي :
اولا / عدم اشتراك الارمن مع الاثوريين في اي حل يُعطى للقضية الاثورية .
ثانيا / ضرورة وضع جميع الاثوريين بصورة دائمية تحت حكم بريطانيا العظمى على ان يتم اسكانهم في مناطقهم الاصلية التي كانت مسكنهم منذ القدم والواقعة في غرب كردستان اي من منطقة باشقلعة الى جزيرة بن عمر بالاضافة الى سولدز واورميا وسلامس حتى الجبال الممتدة على الحدود التركية .
ثالثا / الطلب من الحكومة البريطانية وليس من مؤتمر السلام ان تنصبني رئيسا للاثوريين الجبليين لانهم قد اعتادوا على هذه الرئاسة .انتهى الاقتباس.

وفي شهر آذار ارسلت برقية الى لندن بخصوص ارسال ممثل للاثوريين الى مؤتمر السلام فجاء الجواب بعدم الموافقة وباخبارالاثوريين بان الحكومة البريطانية هي التي سوف تحفظ لهم حقوقهم في مناطقهم . وفي شهر ايار ازداد التذمرُ في صفوف الاثوريين لذا وردت برقية اخرى من لندن بالموافقة على ارسال ممثل عن الاثوريين الى مؤتمر السلام في باريس . وفي 21 تموز سنة 1919 ارسلت سرمة خانم على اساس انها منتخبة من دون ان ينتخبها احد ولم تذهب الى مؤتمر السلام بل انها ذهبت الى لندن (وفق مذكرات اغا بطرس) فسافرت بباخرة انكليزية ونزلت في دير للراهبات الانكليكان وبقيت فيه ثمانية اشهر . وهكذا استمتعت هذه الملكة الاثورية بسفرتها التي كحل بها الانكليز عيون الاثوريين واسكتوا صوتهم من اجل حريتهم وكرامتهم . وبعد ذلك عادت سرمة خانم الى الموصل باوامر جديدة من الانكليز ..وهكذا ضاع امل الامة بالحصول على حقوقها القومية لقاء التضحيات التي قدمتها من اجل نصرة الحلفاء .....

الفرصة الثانية :
في شهر شباط سنة 1920 عاد اغا بطرس فجاة الى مخيمات بعقوبة من بغداد ومعه عقيدان انكليزيان لنصب تمثال تخليدا لذكرى خمسة عشر الف اثوري ماتوا في تلك المخيمات من جراء الامراض الفتاكة وويلات الحرب علما بان اغا بطرس كان مبعدا من تلك المخيمات من قبل الانكليز بطلب من العائلة المارشمعونية واتباعها . وعند وصوله اجتمع بممثلي العشائر الاثورية واثوريي اورميا وعرض عليهم خطة الانكليز لاعادتهم الى مناطقهم الاصلية الممتدة من اورميا في ايران حتى جبال حكاري في شمال العراق وتركيا فيما اذا تمكنوا من الاستيلاء عليها بقوتهم بعد تسليحهم من قبل الانكليز . فوافقت الاغلبية الساحقة منهم على تلك الخطة ما عدا عائلة المارشمعون وبعض العشائر الموالية لها والتي لم تتجاوز نسبتهم الخمسة بالمائة من مجموع الاثوريين . وهنالك سؤالان يطرحان نفسيهما حول موقف الانكليز الغامض والمتناقض من هذا المشروع: اولهما هو: كيف ولماذا حدث هذا التبدل الفجائي في السياسة المعادية لاغا بطرس الذي كان يهدف الى انشاء وطن قومي للاثوريين؟ وبعد ان ابعدته السلطات الانكليزية ومنعته من التدخل في شؤون الاثوريين بناءً على رغبة المارشمعون واتباعه. ولماذا جاءت به ليتبنى قضية الاثوريين مجددا ويتفق مع العشائر التي لم تكن على وفاق مع المارشمعون لاستعادة مناطقهم الاصلية ؟ وثانيهما هو: لماذا وكيف آمن كل من اغا بطرس وملك خوشابا واتباعهما بصدق نوايا الانكليز نحوهم ونحو هذا المشروع الكبير , ولماذا اناط الانكليزُ هذه المسؤولية بهما ولم يعطوها لاصدقائهم ؟ وبعد مراجعة عدة مصادر ومذكرات الذين عاصروا هذه الاحداث ندرج ادناه بعض الحقائق حول هذه المسرحية الانكليزية المارشمعونية التي لم يغفل عنها كل من اغا بطرس وملك خوشابا لتجاربهم السابقة مع غدر الانكليز الا ان ثقتهم العمياء وايمانهم المطلق بمقدرة مقاتليهم الابطال من تحقيق هدفهم بالرغم من كل العراقيل والمؤامرات التي يخططها الانكليز في افشالها ....

كان المخطط الانكليزي كالاتي :
1 / اراد الانكليز التخلص من هذا العدد الهائل من البشر الموجود في مخيمات بعقوبة الذي كان يكلفهم مئات الالاف من الباونات سنويا ولا سيما ان ميزانيتهم كانت قد ارهقتها الحرب مما حدا بهم الى اعتماد سياسة التقشف .
2 / قصد الانكليز من وراء تجهيزهم لتلك الحملة ثم العمل على افشالها هدفين :

اولهما هو الايقاع بالشخصيات الاثورية الوطنية التي لا ترتاح اليها السياسة البريطانية مثل اغا بطرس وملك خوشابا وذلك بتحميلهما مسؤولية فشل تلك الحملة واتخاذها ذريعة للقضاء عليهما سياسيا ليخلو الميدان امام اصدقائهم الحقيقيين ليسيروا الاثوريين وفق مصالحهم ومصالح بريطانيا العظمى .اما الهدف الثاني فهو اشغال الاثوريين بهذا المشروع الذي كانوا قد خططوا لافشاله مسبقا وذلك لالهائهم به وعدم فسح المجال لهم للاتصال بجهات اخرى كي تتبنى قضيتهم .وكان ممثل تركيا في مؤتمر القسطنطينية قد عرض رغبة تركيا لقبولهم في اوطانهم الاصلية ومنحهم الحكم الذاتي بشرط ان لا يسمحوا للاجانب بالتدخل في شؤونهم وعلى ان تلحق ولاية الموصل بتركيا . والى الجزء التاسع والأربعين قريباً.

الشماس د. كوركيس مردو