المحرر موضوع: الاستدامة من خلال السياحة منخفضة الكربون .. مملكة بوتان نموذجا  (زيارة 1084 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الاستدامة من خلال السياحة منخفضة الكربون .. مملكة بوتان نموذجا
                        Sustainability through the Low Carbon Tourism ..
                                 Take Bhutan Kingdom as an Example                                                                                                                   

بنيامين يوخنا دانيال

تمثل مملكة بوتان الواقعة على جبال الهيمالايا بين الهند و الصين وجهة سياحية بكر على خارطة السياحة العالمية , اذ لم تفتح أبوابها امام السياح الأجانب الا في عام 1974 , و باستقبالها لعدد خجول من السياح الأجانب هو ( 287 ) سائح فقط , ارتفع في عام 1999 الى ( 7158 ) سائح دولي بعد خصخصة القطاع السياحي في عام 1991 , و ( 23480 ) سائح في 2009 و ( 41000 ) سائح في 2010 و ( 64000 ) سائح في 2011 , و بحدود ( 100000 ) سائح دولي سنويا في الوقت الحاضر . اما الإيرادات المتأتية من السياحة فقد بلغت ( 2 ) مليون دولار امريكي في عام 1980 و ( 3,3 ) ملايين دولار في 1992 و ( 8 ) ملايين دولار في 2002 بعد رفع التعرفة السياحية في 1989 , و ( 42 ) مليون دولار في 2009 و ( 47,7 ) مليون دولار في 2011  , مع مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة ( 10% - 2011 ) , و توفيرها ( 21000 ) فرصة عمل مباشرة و غير مباشرة في عام 2011 ( بلغ عدد السكان في السنة المذكورة نحو 729000 شخص ) وفقا لاحصائيات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة و منظمة التجارة العالمية و مجلس السياحة في بوتان ... اما اكثر انماط السياحة انتشارا في بوتان التي في طريقها لتصبح ( وجهة سياحية منخفضة الكربون ) في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري و تغير المناخ التي يعيشها العالم الان فهي : السياحة الايكولوجية و السياحة الايكوثقافية و السياحة المجتمعية و سياحة مشاهدة الاحياء البرية و سياحة مراقبة الفراشات الملونة ( 800 – 900 نوع من الفراشات ) , بالإضافة الى ( السياحة منخفضة الكربون ) , و جميعها من انماط ( السياحة المستدامة ) القائمة على صون و حماية الموارد البيئية و الثقافية ..... التي تزخر بها , و  منها 10 محميات طبيعية تغطي 43 في المائة من مساحة البلاد وفقا لقسم الغابات و المنتزهات و اكثر من 5600 نوع نباتي و نحو 200 نوع من الثديات و نحو 700 نوع من الطيور و غيرها من الاحياء البرية , و ثمانية مواقع مرشحة لتأخذ مكانها على لائحة التراث العالمي لليونسكو وعشرات الاديرة و المعابد و المزارات البوذية و العديد من المهرجانات و الفعاليات الفنية و عدد لا يحصى من المنتجات الحرفية اليدوية .. الخ , و توظيفها في الأنشطة السياحية على نحو عقلاني بمنأى عن كل اشكال الهدر و التبذير , مع احترام الخصوصيات الاجتماعية و الثقافية و الدينية للمجتمعات المحلية , و السعي لأشراكهم في هذه الأنشطة على نحو مباشر و غير مباشر من اجل الانتفاع الدائم من الفوائد و العوائد الانية و المستقبلية , و تحسين وضعهم الاقتصادي و الاجتماعي و الصحي , و تحقيق الاستدامة البيئية , مع التركيز على موضوع موازنة و تحييد الكربون و تقليص البصمة الكربونية لقطاع السياحة الوطني و البصمة الكربونية للسياحة الوافدة و البصمة الكربونية لكل سائح اجنبي و البصمة الكربونية لكل خدمة سياحية مقدمة بهدف انجاز ( سياحة منخفضة الكربون ) قائمة على استحداث و توفير منتجات سياحية منخفضة الكربون مع اعتماد استراتيجية كفاءة استخدام الطاقة و اللجوء الى الطاقة المتجددة في المشاريع السياحية ( الاستخدام الفعال للطاقة ) , و قد توجت هذه المساعي باطلاق برنامج سياحي شامل منخفض الكربون في عام 2012 و انتهى في 2015 بهدف الحد من الانبعاثات الكربونية في القطاع السياحي بمقدار ( 3000 ) طن سنويا , و ترسيخ قواعد و مبادئ الاستدامة المعرفة فيه مع تطوير ( 20 ) منتج سياحي منخفض الكربون , و بدعم و تمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج ( سويتش آسيا ) , و بمشاركة اكثر من ( 400 ) من منظمي الرحلات السياحية و ( 1500 ) مرشد سياحي و ( 119 ) فندقا و دار ضيافة و ( 70 ) مؤسسة حرفية و ( 40 ) موظفا حكوميا , مع إقامة ( 50 ) ورشة عمل لغرض التوعية , و في اطار ( اقتصاد منخفض الكربون ) , يشمل جميع القطاعات و الأنشطة في البلاد , و في مقدمتها قطاع الطاقة , و قطاع الغابات ( مستودعات – مصائد الكربون ) التي تشكل بحدود ( 69,1 ) في المائة من اجمالي مساحة البلاد الكلية , و تخزن ( 336 ) مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون وفقا لمنظمة الأغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة ( الفاو ) , و هو من اخطر انواع الغازات الدفيئة ( غازات الاحتباس الحراري ) الكامنة وراء ظاهرة الاحتباس الحراري و تغير المناخ , علما خلفت مملكة بوتان في عام 2013 نحو ( 2,2) مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون مقابل ( 10 ) ملايين طن خلفته دوقية ( لوكسمبورغ ) الأوروبية كما ورد بمقال ل ( بريان بالمر 2015 ) في ( ان ار دي سي ) تحت عنوان ( اذا كانت بوتان تستطيع , فانت تستطيع ) , و بحسب البنك الدولي فان معدل الانبعاثات الكربونية للفرد الواحد في بوتان هو ( 0,8 ) طن متري سنويا . و تشير الاحصائيات و البيانات الوطنية الحديثة الى تراجع الانبعاثات الكربونية السنوية لمملكة بوتان الى ( 1,5 – 2,2 ) مليون طن يقابلها امتصاص و خزن اكثر من ( 6 – 6,3 ) ملايين طن سنويا عن طريق الغابات التي تزداد مساحتها كل سنة بفضل حملات التشجير و ترميم المتضررة منها , فاصبحت ليس فقط دولة محايدة الكربون بل دولة سلبية الكربون على حد قول ( كول ميلينو 2016 ) , مع وجود خطة مفعلة لتصبح البلاد خالية من النفايات تماما بحلول عام 2030 , و أيضا معتمدة على الزراعة العضوية كليا بحلول عام 2020 . علما كانت بوتان قد قدمت الى مؤتمر باريس بشأن المناخ 2015 خطة جريئة و متميزة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري و تغير المناخ التي أدت الى جفاف عدة انهار صغيرة في البلاد مع حدوث الانهيارات الثلجية و الفيضانات العارمة و انحسار المستجمعات المائية التي تساهم في توليد ( 90 ) في المائة من الطاقة الكهرومائية , و هو النسخة ال ( 21 ) من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية حول تغير المناخ . كما استقبلت في عام 2011 قمة انعقدت في ( لانجوفاخا ) ب ( تيمفو ) العاصمة حول تغير المناخ , و بمشاركة اربع دول من رابطة جنوب شرق آسيا للتعاون الإقليمي ( السارك ) هي ( النيبال , بنغلادش , بوتان , و الهند ) . للمزيد من الاطلاع , ينظر ( السياحة منخفضة الكربون : مقالات و بيبليوغرافيا ) للباحث , مطبعة بيشوا , أربيل – العراق 2017 . 
 bindanyal@hotmail.com