شكرا للسيد علاء الموسوي لكن لماذا ؟ ونتأسف لموقف احد نوابنا من الموضوع !!
----
انتقد غبطة مار ساكو ومعه عدد كبير من كتاب ومفكري ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر وهذا من حقهم الطبيعي وتضامن معنا بعض الاخوة الكتاب من المنصفين والمؤمنين بوجودنا القومي والديني والتاريخي في الوطن وهم قلة من المسلمين السيد علاء الموسوي رئيس الوقف الشيعي في العراق لتكفيره (المسيحيين واليهود والصابئة) ويمكن نسى الاخوة الايزيدية (المكونات غير المسلمة)
بقوله (ان أحكام الإسلام تجاه المسيحيين واضحة وهي إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو القتل، ويجب قتال اليهود والنصارى لإرغامهم على الدخول في الدين الإسلامي .. كما يجب قتال الصائبة والمجوس.) واني شخصيا لا انتقد الرجل ولا اطلب منه الاعتذار ولا اطالب بمقاضاته رغم اختلافي الفكري والعقائدي العميق معه كليا بل اسجل شكري له لكن لماذا ؟
1 - لانه نطق بشكل علني برأيه وبقناعته الحقيقية وايمانه الداخلي وعبر عن عقيدته الفكرية المستندة على التراث الاسلامي بكل صراحة ووضوح بعيدا عن كلمات المجاملة المعسولة والكاذبة وعبارات الاحترام والحب الزائف المفتعل لغير المسلمين ومنهم شعبنا والذي ننخدع به احيانا والرجل لم يأتي بجديد من عنده وهو ليس الاول في توجيه هذا الاتهام القاسي والفظ ولن يكون الاخير
ثم هل يستطيع النائب جوزيف صليوا ؟ صاحب الموقف المثير للجدل والاستغراب من الموضوع ان يضع حدا او يمنع من تداول هذا الفكر المتطرف التكفيري داخل الندوات الخاصة والقاعات والمدارس الدينية المغلقة ويمحيه من داخل كتب التراث الاسلامي الجواب طبعا كلا لذلك لم يكن هناك ضرورة لما قام به النائب جوزيف بالترويج اعلاميا ان وفدا من الوقف الشيعي زار مكتبه وقدم الاعتذار !! يا اخي انت كافر (غير مؤمن) فلماذا الاعتذار ؟
اني شخصيا ارفض الاعتذار من احد لانه كاذب وهدفه امتصاص الغضب والاستياء واقول للنائب جوزيف هل تعلم ان السيد علاء الموسوي في خطابه التكفيري التقى وتبنى موقف فكر عصابات داعش الارهابية والقاعدة ؟!! والتي تتخذ من اتهامات الكفر لغير المسلمين مبررا لقتلهم !! فكيف لك ان تزوره علاء الموسوي في مكتبه برفقة السيد ريان الكلداني وتحاول التبرير وانت احد ممثلي شعبنا الخمسة !! ثم لماذا تنسق مع ريان الكلداني ولا تنسق مع نوابنا الاربعة الاخرون ؟ واللبيب من الاشارة يفهم
2 - اما الحل وحسب رأينا وهذا قدرنا في وطننا ماذا نعمل ؟ حيث لا حلول دائمية ومقنعة ومنطقية بغير مجتمع المواطنة ودولة المؤسسات والقانون وحقوق الانسان والذي يرمي الية المسلم والمسيحي والايزيدي والصابئي وغيرهم في العراق او منطقة الشرق الاوسط لضمان حقوق الجميع بالتساوي والعدالة بصرف النظر عن العقيدة الدينية لانه يجب ان تبقى شأناً خاصاً بكل انسان لا تؤثر في تعاملاتنا الحياتية اليومية مع بعضنا
علما ان قيام دولة المواطنة والقانون في وطننا العراق ليس بالامر الهين حاليا او في المستقبل القريب او حتى المتوسط في ظل الظروف العصيبة الحالية لوطننا وترسيخ نظام المحاصصة المقيت واستشراء الفساد المالي والاداري اذن حاليا لا بد من تعزيز اواصر العيش المشترك والتأخي بين المسيحيين والمسلمين واتباع الديانات الاخرى حيث هناك مفاهيم مشتركة بين الاديان رغم ان المفاهيم المختلفة اكثر وأعمق
لذلك يجب التصدي للمتطرفين والمتعصبين من المسلمين (سنة وشيعة) فكريا وعمليا ابتداءا من المناهج الدراسية والمدارس والمنابر الدينية والاعلامية المختلفة وغيرها من اجل تعزيز المسؤولية الاسلامية تجاه المكونات غير المسلمة لان خطر المتطرفين والمتعصبين لا يقع على المسيحيين فقط وانما على المسلمين كذلك والمثل واضح في العراق حيث ان التفجيرات الارهابية تحصد ارواح الابرياء من المسلمين اكثر من المسيحيين لكن الخسائر تبرز اكثر عند المسيحيين بسبب تناقص اعدادهم
لذلك ادعو حكماء وعقلاء المسلمين والمسيحيين والديانات الاخرى من المراجع الدينية والرموز الوطنية والسياسيين والمثقفين والاكاديميين تحمل المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية وتنقية الاجواء وتكريس اسس الحوار والوفاق والتقارب والتفاهم ومد الجسور وتعزيز العيش المشترك وقبول الاخر وتبادل الثقة في وطن واحد ليكون اساسا وحيدا لمعالجة الاختلافات والتقاطعات لحين بلوغنا مجتمع المواطنة ودولة المؤسسات والقانون
انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com