المحرر موضوع: ما حدث في المينيا وسيدة النجاة وحلب يثبت أن الشرق مهد المسيحية!!  (زيارة 1041 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ما حدث في المينيا وسيدة النجاة وحلب يثبت أن الشرق مهد المسيحية!!
أوشـــانا نيســـان

يبدو ان المواطنين المسيحيين في الشرق على موعد مع فصل جديد من الهولوكست على وقع قرار اعادة صياغة خارطة الشرق الاوسط، تلك التي قررت عواصم الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية تدشينها رغم تداعيات هذا القرارعلى الوجود المسيحي في الشرق. بحيث أصبح من الصعب علينا فصل معاناة المواطنين المسيحيين في كل من مصروسوريا وأخرها جريمة المينيا عن معاناة الاسر المسيحية التي ذبحت أبناءها في سهل نينوى، بعدما نجحت السيناريوهات الدموية في تعميق الاستقطاب المذهبي بين المسيحيين والمسلمين ووضعت ملف التعايش الاخوي بينهما على المحك.

لقد حان الوقت على أدانة الهجوم الارهابي الجبان الذي تعرضت له حافلة تقل أقباط مسيحين أثناء توجههم الى دير الانبا صموئيل في المينيا جنوب مصر يوم الجمعة المصادف 26 مايو 2017. حيث قامت جماعة مسلحة ملثمة تابعة لمرتزقة ما يسمى بالدولة الاسلامية، بفتح النارعلى المسيحين الابرياء بينهم النساء والاطفال وقتل أكثر من 29 شخصا وجرح أكثر من 24 بينهم عدد كبير اصاباتهم خطيرة.
علما ان الجريمة التي وقعت في مصر ليست الاولى، وسوف لن تكون الاخيرة بسبب السكوت المطبق على ضميرالمجتمع الغربي حيال كل هذه المجازرالدموية التي ترتكب ضد مسيحي الشرق وعدم اتخاذه لاي اجراءات رادعة ضد التنظيمات الارهابية باعتبارها صناعة غربية بامتياز. حيث أن الاقباط تعرضوا وعلى مدار العقود الماضية على سلسلة من احداث دموية واعتداءات منتظمة بما فيها جريمة أحد الشعانين قبل أقل من شهرين والتي قتل 43 شخصا في انفجارين ضربا كنيستين بشمال مصر. رغم أن الاقباط يمثلون أكبر تجمع للمسيحين في منطقة الشرق الاوسط، طبقا لجميع التقديرات المصرية ويصل عددهم الى أكثر من 10 في المئة من أجمالي عدد سكان مصر والذي يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة.

يا ضمير العالم اصحى..
لقد أحترقت الانسانية في بلدان الشرق الاوسط  بنيران ما سمي بالربيع العربي المضطرب، انطلاقا من مصر ومن المنهج السلفي الجهادي للاخوان المسلمين الذي رفع راية الشريعة الاسلامية واقامة الدولة الاسلامية في الشرق طبعا بعد تفريغه من مسيحيه، طبقا لخطابهم الديني. كل ذلك على مرأي ومسمع من جميع  ديمقراطيات الغرب، أن لم نقل بتشجيع ودعم مادي ومعنوي منه.
لذلك بات اليوم ضروريا أن نكرر ما قاله الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب من أن "المسيحيين يقتلون بأعداد كبيرة في الشرق الأوسط"، لربما جاء اعتراف ترامب بالواقع المروع بعد قراءته لكتاب هيلاري كلينتون " الخيارات الصعبة" وهي تكتب وتعترف أن " داعش صناعة أمريكية". ثم تابعت " دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدا، وفجأة قامت ثورة 30/6 - 3/7 في مصر وكل شيء تغير خلال 72 ساعة". وأضافت: تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5/7/2013، وکلنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورا".

اليوم وبعد قرون من فكر وتراث يكّرسان العنف والتدمير وانتهاء بجرائم تنظيم الدولة الاسلامية  بحق أقدم مكون عرقي شرق اوسطي وهو مسيحي الشرق في مصر، العراق، سوريا، لبنان وغيرها من دول الشرق، بات لزاما على دوائر صناعة القرار السياسي في بلدان الغرب أن تكف عن ذرف دموع التماسيح على ما تجنيه من الحصاد المر من وراء سياساتها الغبية في تفريغ الشرق من مسيحييه، أثر تصعيد النزاعات الطائفية والمذهبية في بلدان الشرق الاوسط، وتبدأ فورا في وقف دعمها المادي والمعنوي للمنظمات الارهابية والتيارات الاصولية والسلفية، والقيام بدلا عن ذلك بدعم أجندة القوى الوطنية والعلمانية وتشجيع المنظمات الليبرالية العربية في سبيل دمقرطة المجتمعات في بلدان الشرق الاوسط عامة وفي العراق على وجه الخصوص.

وفي الحالة هذه سيكون بامكان الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الامريكية تحت زعامة الرئيس الجديد، اللجوء الى بنود استراتيجية حل المشكلات في سبيل وقف الفتنة والعنف المتصاعد بين المسلمين والمسيحيين في بلدان الشرق الاوسط ، وبالتالي ايقاف موجات الهجرة غير الشرعية نحو بلدان الغرب وعلى راسها البلدان الاوربية المطلة لشواطئ البحر الابيض المتوسط.
ومن أهم أولويات استراتيجية حل المشكلات:
- دعم جهود الاقباط الاحرار في مصر ونضالهم الوطني المشروع في سبيل تاسيس الدولة القبطية غرب مصر، ولاسيما بعدما أثبت النظام السياسي العربي خلال المائة سنة الاخيرة أنه في أزمة موروثة بحيث باتت مسألة تطبيق مبادئ وقواعد الحريات العامة والخاصة أمر مستحيل ضمن جميع بلدان الشرق بما فيها جمهورية مصر العربية.
- دعم دعوات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في المطالبة بضرورة اقامة حكم ذاتي أو أقليم خاص به في سهل نينوى ضمن اطار الجمهورية العراقية. كل ذلك يمكن تحقيقه قبل تحديد واستقرار الملامح النهائية لخارطة الشرق الاوسط الجديد والانتظار لسايكس بيكو جديد.
- على الغرب أن يغيير خارطة تحالفاته مع بلدان الشرق الاوسط ويبن تحالفات جديدة على أساس قاعدة التفاهم والبناء والتطور ولا الاستمرار على المصالح الاستعمارية وحدها. أذ على سبيل المثال يستعد الاتحاد الاوروبي على دعم المجلس الرئاسي في ليبيا في الوقت الذي يستهجن قصف طائرات القوة الجوية المصرية لمواقع ارهابية وعلى رأسها المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة شرق ليبيا ردا على هجوم الارهابين على حافلة للاقباط بمنطقة المينيا.

بهذه الاجراءا ت يمكن لدول الغرب دعم القوى العلمانية في الشرق وتشجيعها نحو تصعيد مرحلة بناء الوطن من خلال الانتقال من مرحلة الحرب الى مرحلة السلام والاستقرار بهدف مواجهة التحديات التي تنتظر مستقل الحداثة والعولمة ضمن ديمقراطيات الغرب، بدلا من الاستمرارفي دعم الانظمة الشوفينية التي تعمل ليل نهار في سبيل رفع نسبة البطالة بين الشباب وبالتالي تشجيع الهجرة غير الشرعية الى بلدان الغرب.