المحرر موضوع: الإرهاب والحجر !  (زيارة 1186 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 306
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإرهاب والحجر !
« في: 16:09 30/05/2017 »
الإرهاب والحجر !
بقلم: گابريل گابريل 
منذ ان تم زرع فايروس جديد في قلب الشرق الاوسط، وبعد ان تمكن هذا اصابة العراق وسوريا بداء "الذبح"، فان عجلة الحصاد ومنجلها اخذ الكثير من الارواح البريئة، ولا يزال، فلم يسلم منها لا الاطفال، ولا الشيوخ، ولا النساء، ولا العذارى، ولا حتى الحجر!
حتى الحجر اصابه هذا المكروه، وهو الذي كان ابدا الدهر صامداً امام تغيرات الزمن القاسية، فراحت رياح هذا الداء تقضم وتكسر وتجرف وتفجر كل الاحجار الناطقة بالتاريخ... انها هجمة على التاريخ بدأتها القاعدة عندما فجرت تمثال بوذا، وخربت داعش الاثار الآشورية، وجرفت نمرود، وخربت مدينة الحضر الاثرية، والآثار السورية في تدمر، وسوف لن تنتهي هذه الظاهرة الجديدة ما دام الفكر المعادي للتاريخ يأخذ نصوصه من المقدس ويؤّوله لنشر عقيدته الصماء بالقوة، بعيدا عن العقل، وقريباً من النص، الذي يأبى مناقشته، ونقده حتى وان طار "الفيل" فيه، اي في النص.
انهم يريدون اسكات التاريخ كي لا يعريهم، ويكشف عورتهم !
انهم يعلمون بان الحجر برغم صمته فانه ينطق بالحقيقة، التي يصم المتوحشون أذانهم عنها، خوفا على ادعاءاتهم، وفتاويهم، وفقههم المزيف، البعيد كل البعد عن العقل والمنطق. فحقيقة الطوفان، والاينوما ايليش المنقوشة على الحجر ازاحت الستار عن ما لا يستسيغه عقل المؤمن من حقائق، وفي ان الاسس الفكرية للأديان الثلاثة، انطلقت من هذه الملاحم الفكرية، ولم تكن يوماً من السماء.
هذا التصادم ما بين العقل الاصم والحجر الناطق، جعل الاصم يشن حربه الضروس على الحجر "المسكين" الذي لا حول له ولا قوة الا صلابته، فسقط شهيدا يتفتت امام معاول العنجهية "المقدسة"، واضحت متاحف الموصل، وتدمر، تغرق "برذاذ" كنوز التاريخ، رذاذ يأبى ان يتوشح بالأحمر، منادياً:
ـ مهما فعلت ايها الارهابي، فان رذاذي هو دمي، وسيظل ابيضاً، يملئ الفضاء داعيا الى الحقيقة، والسلام بين بني البشر !
ربما سائل يسأل: هل القيم والاخلاق الغربية تحمل مثل هذا الحقد على الحجر ؟
قد يفكر البعض، بخبث السؤال، لأنه يوحي، بان الثقافة الغربية تحمي الحضارات، على عكس قيمنا الشرقية.
 لكن حقيقة القول هي ان شعوبنا قلبية في فهمها للحضارة وهي تنطلق من العاطفة، والقلب، وليس كما للغربي الذي عندما "سرق" آثارنا، وهي جزء من حضارتنا، ونقلها الى بلده، فانه قد استخدم العقل والمنطق، وحافظ عليها، وانشأ لها متاحفاً، يفتخر بها، وجعل العالم يتعرف على حضارتنا...حضارة صرنا نفتخر بها كنتيجة للفعل الغربي الذي اكتشفها وكشفها، وللفعل الايجابي لتأثيرها على الثقافة التاريخية العالمية. فالغرب والعالم، اخذ يفتخر بالإنجازات الحجرية التاريخية في حضارات وادي الرافدين، كإنجازات انسانية رائعة، لها مدلولاتها الفكرية والعلمية والفنية والثقافية للبشرية جميعاً، فهي تعبر عن مراحل التطور البشري على هذه البسيطة... اما ثقافة تكفير التفكير، فبالإضافة الى شرها مع الانسان نفسه من خلال اتهامه اولاً بالكفر والارتداد ليتم قتله تحت وازع اهانة "المقدس"، فان شرها طال الحجر ايضاً بالرغم ان للإرهاب قلباً من حجر !
   


غير متصل حكمت كاكوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 371
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الإرهاب والحجر !
« رد #1 في: 12:04 31/05/2017 »
الاستاذ كابريل كابريل المحترم
تحية وتقدير
شخصيا لقد قمت بزيارة الى المتحف البريطاني، ومتحف برلين، ولاحظت مدى الاهتمام العالمي بآثارنا الآشورية والبابلية، ومدى معرفتهم بتاريخنا واهتمامهم بتفاصيل لا نعير لها اهمية.
انني متأكد وبعد اتساع الفكر القاعدي والداعشي لو ان آثارنا وكنوزنا الموجودة في متحاحف العالم، لو انها كانت في المتاحف العراقية، لتم نهبها، او تخريبها… الفكر القائم حاليا في بلداننا هو فكر عدواني، شمولي، لا يؤمن لا بالفن ولا بالتاريخ ولا حتى بالعلم، انه يؤمن بالحوريات والغلمان المخلدون، والوصول الى حيث يتواجدون فيه… الى حيث الجنة الموعدة، بحسب قناعتهم. مع الشكر والتقدير

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الإرهاب والحجر !
« رد #2 في: 14:20 31/05/2017 »
الصديق كابريل كابريل  المحترم
تحية
شكراً على المقالة المرسومة على الحجر والذي قمت حضرتك بنقشها وبقلمك الموزون على الورق
لكن سؤالي من  هم الذين زرعوا  هذا الفيروس الجديد في الشرق الأوسط  ؟
وهل هم نفسهم من يتغنون بالحضارة الانسانية وأشكالها  ؟
ام غيرهم ممن يقرأون كثيراً  ؟ 
ام ان المصالح السياسية لا تتطابق مع القيم الانسانية ؟ 
لهذا فالكل يبحث عن مصالحه  وأحيانا يشترك الأعداء ويكونون حلفاء في سبيل اهدافهم العقيمة البغيضة 
ونحن وغيرنا ندفع الثمن ونكون الوقود .
تقبل التحية
والبقية تأتي 
  جاني

غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 306
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الإرهاب والحجر !
« رد #3 في: 23:03 31/05/2017 »
الاستاذ والأخ العزيز حكمت كاكوز المحترم
تحية طيبة وشكرا لمرورك الكريم. أود ان اذكر انني كنت قبل شهرين تقريبا في لندن وقد زرت المتحف البريطاني وانبهرت بالآثار الآشورية وبحجم الإقبال على مشاهدتها ومن كافة أنحاء العالم. الملاحظ كان معرفة المرشدين السياحيين للدول المختلفة بتفاصيل محتوى هذه الاثار. وقد التقيت بأحد أبناء شعبنا الاشوري في لندن وهو الدكتور القس خوشابا ملكو اخو الاستاذ والكاتب عوديشو ملكو وقد أوضح وبحكم اتصاله بالجامعات البريطانية بوجود آلالاف من القطع الاثرية الآشورية والبابلية  في مخازن المتحف لكنها لم تعرض لعدم وجود كادر يكفي لترجمة الكتابة المسمارية الموجودة على هذه الاثار.
تخيل لو ان هذه الآلاف من القطع كانت لا تزال موجودة في العراق وفي زمن داعش، ماذا كان ستبقى منها؟
بالتأكيد كانت ستكون تحت معاول داعش ... وتقبل شكري وتحياتي

غير متصل Gabriel Gabriel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 306
  • الجنس: ذكر
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الإرهاب والحجر !
« رد #4 في: 10:59 01/06/2017 »
صديقنا العزيز جان يلدا خوشابا المحترم
تحية طيبة... آثرت ان اتريث قليلا في ردي اليك، فكل سؤال من اسئلتك يحتاج الى مقالة منفردة، لكنني سأحاول ان اربط ما بين اسئلتك حتى لا يأتي الرد مطولاً ومملا للقارئ.
عزيزي جان: ارى انك من المتابعين الجيدين للأخبار وفي ضوء هذه المتابعة أُذكرك بان هيلاري كلينتون هي التي اعلنت وبعظم لسانها ان اميركا هي التي زرعت هذا الفايروس. زرعوه ليس حبا وتغنيا بالحضارة وانما لوقف دور الحضارة في الشرق الاوسط، مبتعدين عن انسانية الانسان في اقبح صورة. كل هذا لغرض ابعاد شبح الارهاب عن اميركا واستقطابه في الشرق، ليتقاتلوا مع بعضهم، ومن ثم الانشغال عن مخططات اميركا، التي يهمها مصالحها على حساب مصالح الاخرين. من هذا نرى ان القيم الانسانية تقف بعيدا جداً المصالح السياسية، لان السياسة الأميركية سياسة عاهرة، بعيدة كل البعد عن القيم والاخلاق والانسانية، وما مر بالعراق بوجه عام وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري، بوجه خاص، وما حصل للمتحف العراقي من تدمير للأثار الاشورية والبابلية، اكبر دليل على عدم اهتمام اميركا بالقيم الانسانية والحضارية لبقية الشعوب... تحياتي وشكري الجزيل لمرورك الكريم