المحرر موضوع: نيراريات -62 –  (زيارة 1109 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نينوس نيـراري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 127
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نيراريات -62 –
« في: 22:46 30/05/2017 »

                          نيراريات -62 –
سألني تلاميذي : "هل هناك حرّية للزنبقهْ " ؟
تردّد لساني وتلعثم وخرجتْ كلمة المشنقهْ
غيّرتُ الموضوع بتصويري لشمس مشرقهْ
فظهرت في الصورة ساحة دائرية للمَحرقهْ
كتبتُ على اللوحة بيت شِعرٍ بيدي المرهَقهْ
فنزل على رأسي قمعٌ يساوي ألف مِطرقهْ
قمتُ أنعي عصافيري بموت حرّية الزقزقهْ
وأنعي إيماني العميق الذي اتهموه بالهرطقهْ
ماذا أفعل في دنيا شرارية الأعصاب مُقلقهْ
 وشيوخ السياسة في وطني عقولهم مَرهقهْ

أفشي لكم سراً ، لقد ضجرتُ من الكتابهْ
الكتابة بندقية الشاعر ، لا أن تكون ربابهْ
أكره أن أكون بليغاً وأحترف فنّ الخطابهْ
وأجمع حولي شرذمة وكأني رئيس عصابهْ
يا شِعري كن مطراً شديداً ليس فقط سحابهْ
 إنّ الذي يحملُ بندقية لا ينوي صيد الذبابهْ

كيف تنقذونها من الغرق أمتنا المنكوبهْ
يا من تتباهون بزوارقكم المثقوبهْ
كيف تريدوننا أن تمشي وعيوننا معصوبهْ
في الأول استعدلوا يا من وقفتكم مقلوبهْ
 ثمّ فكّروا كيف تُصلحون أفعالكم المعطوبهْ

إنهم يذبحوننا ، وللذابحين ضوءٌ أخضرُ
 نثور على السكين ، للثائرين ضوءٌ أحمرُ
الوصايا االخمسة :
١- إذا صادفتم فارساً يبيع حصانه ، إرجموه
٢- إذا رأيتم قائداً يُضلّ أتباعه ، أسقطوه
٣- إذا قرأتم كِتاباً يشتّتُ شملنا ، مزّقوه
٤- إذا وجدتم كاتباً يخون قلمه ، إلعنوه
٥- إذا انتظرتم زرعاً ولم يثمر ، أحرقوه

كم مشيتُ في الظلام وكانت عيناكِ قنديلي
وكم تعبتُ وتصببتُ عرقاً ويداكِ منديلي
 ما أطهركِ يا أُمتي أيتها المقدّسة كإنجيلي

توصّلتُ إلى سِرّين : سرّ وجودي في هذا العالم الذي أشعر أنّه ميتافيزيقي من دونكِ ، وسرّ وجود هذا العالم الأخضر فيكِ .
السرّ الأول : هذا العالم أوجد وجودي لكِ .
السرّ الثاني : وجودكِ أوجد هذا العالم لي .


لماذا بعثتِ بالزهور إليّ في يوم مولدي ، وهل توجد مثلكِ زهرة عطّرتْ لي حياتي ؟ وهل ستقف على قبري زهرة سواكِ بعد مماتي ؟ .

"عيد ميلادك سعيد" ، ذكّرتيني بأيار-28- يوم ميلادي
قد أضاف والديّ ذرّة صغيرة إلى ذرّات تراب بلادي
ليتني أدري , هل في غدٍ ستتقلّص أم ستتمدّدُ أبعادي
وهل في الغد ستحتفظ بقوة الركض والصهيل جيادي
يا جوهرتي ، عيد حبك وعيد ميلادي أجمل أعيادي
في هذا اليوم من كلّ عام أقوم مثل المارد من رمادي
وأصرخ وكم ضاع صراخي كأنني أصرخ في وادي
ولادتي أولدتْ من بعدي أجيال من بنيني ومن أحفادي
هي قصائد غنّيتها لأمتي ووطني وهي صرح أمجادي
وقصائد فرشتها لعاشقات شِعري ومعجباتي كالسجادِ
أعتذر لهنّ جميعاً إذا أهملتهنّ وقد عانينَ من استبدادي
فالإعتذار قمّة أخلاقي إن جاء من إيماني أو من إلحادي
 شكراً يا حبيبتي على التهنئة بعيد ميلادي ، أنتِ عمادي

كُتبَ عنكِ وعني نصّانْ
عنكِ اكتمال وعني نُقصانْ
نصٌ يقول نحن لصّانْ
إلتقينا خفية وخلعنا القمصانْ
وبأننا كالشمس والقمر قُرصانْ
 وأنتِ على السرير سفينة وأنا القرصانْ


لا تُسقطيه , إنّ الذي في رحمكِ ليس أنا فقط , إنما تاريخ من الثورة والعشق والمنفى , هو أنتِ في أنا , هو أوّل شِعر أُنظّمه فيكِ .

لا تتذمّري , تمالكي وتمسّكي بأعصابكْ
لستُ كلمة شاردة لتُسقطيني من كتابكْ
أو شوكة جارحة كي تقلعيني من ترابكْ
تاريخي نحلة تدور حول تويجات أهدابكْ
لا تتسرّعي بالقرار في أوج اضطرابكْ
ولا تمنعي عن أرضي خيرات سحابكْ
أنا أحبكِ فلا تقفلي في وجهي كلّ أبوابكْ
إنّ التي رأيتيها معي ترتدي مثل ثيابكْ
هي زميلة جامعية , تخلّصي من اكتئابكْ
لا تكوني مقيّدة بالوهم , تحرري من سرابكْ
 أكررها ثانية , أنا أحبكِ , عودي إلى صوابكْ


بدأت أصابعكِ تنمو على أصابعي بعد سنين طوالْ
وبدأ شَعركِ يحصد سنابل جبيني كمنجل الهلالْ
وبدأت آثار شفتيكِ تظهر على شفتيّ بعنف الزلزالْ
وبشرتي تأخذ لون بشرتكِ السمراء كتربة الجبالْ
ماضيكِ الطيّب يشرق في حاضري ويدحر المحالْ
شوق حميم , جفاء بارد , لقاء حار , صلح وجدالْ
توهّمتُ بترككِ وما عاد بيننا جواب قبل السؤالْ
وما انتظرتُ مفاجئتكِ لي كبرق يشعل الإدغالْ
 أستسلم لكِ , ليس لي سلاح به أقاوم الإحتلالْ


أنتِ أعجوبة يا ذات الشعر الأصفرْ
أعجوبتكِ أنّ خريفكِ أخضر بأخضرْ
وربيعكِ بنفسجيّ وأبيض وأحمرْ
وبراعم مفاتنكِ دائما تزهرْ
أنتِ سنبلتي التي تكبر وتكبرْ
وأنتِ وردتي التي أشمّها فأسكرْ
وأنتِ سمكتي التي تشجّعني لأبحرْ
أيتها القلعة الحصينة التي لا تُقهرْ
أحاول اقتحامكِ ولا أقدرْ
أنا مطعونٌ بحبكِ من غير خنجرْ
أنا منتصرٌ عليكِ فقط على الدفترْ
أترجاكِ أن تسمحي لجمالكِ أن يحضرْ
بغيره أكرهُ الحياة وأُفضّلُ أن أُقبرْ
 هذا ما عندي لأقوله , لا أكثرْ

هذا الإله موهبة الشعر لي قد وهبْ
لو كتبتُ لكِ صارت حروفي ذهبْ
أو كتبتُ لأمتي صارت حروفي لهبْ
 تمتزج الحروف ببعضها فتتطاير الشهبْ


يدهشني أمركِ ، كلّ ليلة تأتين بجديد الخطّهْ
في ليلة ، وأنتِ هادئة ووديعة كطبيعة البطّهْ
وفي ليلة ، أنتِ صاخبة ومتوحّشة مثل القطهْ
إما أن تخضعي كما تخضع للريح سنبلة الحنطهْ
وإما أن تتمرّدي عليّ وتأخذي مني كلّ السلطهْ
كيف أتصرّف مع مزاجكِ ، أنا فعلاً في ورطهْ
في هذه الليلة يا ترى ماذا ستُخرجين من الشنطهْ
هل ستتقمّصين شخصية قمعية كجهاز الشرطهْ
أم ستكونين رائعة في غاية الروعة في كلّ لقطهْ
 سأنتظر الليلة قدومكِ المفاجئ ولا تهمّني السقطهْ



بالأمس أحببتكِ كما يحب الليلُ القمرْ
واليوم أحبكِ كما يحب الزرعُ المطرْ
وغداً سأحبكِ كما يحب النحلُ الزهرْ
وسوف أحبكِ حتى إذا احترق الشجرْ
وطالما بكِ يولد بين يديّ ديوان شعرْ
وسأحبكِ حتى إذا مُسختُ إلى حجرْ
إلى متى سأبقى أحبكِ ، أستفسر القدرْ
فيجيب ، بظهور علامة انقضاء الدهرْ
 وإلى أن نبقى على الأرض آخر البشرْ

دعيني أقولها لكِ في عبارة وجيزهْ
لا أكفّ عن ملاحقتكِ أيتها العزيزهْ
الشاعر كالنمر يطارد بنفس الغريزهْ
 لو فشلتُ ، يبقى الفشل للنجاح ركيزهْ

عندما أتحدّثُ إليكِ في هدوءٍ وحنانْ
يتغيّر صوتي إلى سمفونيات شوبانْ
فلا يكون لكِ أمسٌ ولا غدٌ إنما الآنْ
 ولا يكون لي إلا أنتِ ووهجة  نيرانْ


إبتدأتِ معي كعاشقةٍ في قمةِ الرومانسيهْ
وانتهيتِ بهيجانٍ كعاصفةٍ في ليلة منسيهْ
 لمْ أفهم حتى الآن هل كنتِ جنّية أم أنسيه‘


شاهدوكِ معي فقالوا لعبة جديدهْ
أتسلّى بكِ زمناً ثمّ ألقيكِ كالجريدهْ
 آهٍ ليتهم عرفوا أنتِ روح القصيدهْ

قطعتُ علاقتي الدبلوماسية مع الأخرياتِ وكلّ صِلاتي
فصرتِ أنتِ كلمة مقدسة أرفعها إلى السماء في صَلاتي
 وصرتِ أنتِ قوّتي العجيبة بكِ أنتصر وأفرض صولاتي

إقرأي في حذرٍ وتفصيلٍ خطوط يدي
وبشّريني بأنني بكِ مخلوق باقٍ أبدي
قبلكِ كنتُ عمراً قصيراً محدوداً عددِي
 أضفتِ على عمري عمرا وصرتِ سندي
أحبكِ يا من زلزلتِ عينيّ وقلبي وكبدي
 أنتِ يا حبيبتي منذ فجر الأمس غدي

كنتِ تستعيرين كتاباً مني , تحملينه معكِ وفيه قلبي , يعود الكتاب ويرفض قلبي العودة .


تسألينني إذا حزرتُ , أيّ الفساتين ستلبسينْ
إذا ما قلتُ الأصفر , تذكّرتُ خريف الياسمينْ
أو قلتُ الأحمر, لاح وطني الممزق بالسكاكينْ
أو قلتُ الأخضر , شممتُ حريق غابة الحنينْ
أو قلتُ الأزرق , تصوّرتُ جفاف بحر الأنينْ
أو قلتُ الأبيض , لا أسمع الأجراس والرنينْ
 أقول الأسود , فهو الذي يطابق واقعي الحزينْ

يوم أن لاقيتكِ كان دهراً في حياتي
وكالبذرة النائمة صحوتُ من سباتي
وفتحتُ دفتراً لتنامي بين صفحاتي
 بكِ شرعتْ تلمع كلّ قطرات دواتي

أعشق مشيتكِ الهادئة المغرية كالسحابْ
أعشق نظرتكِ الحارقة الخارقة كالشهابْ
أعشق في خارطتكِ السهول والهضابْ
وكلّ ما فيكِ مصنوع من ذهب الترابْ
وكلّ ما فيّ مصنوع من جسد الضبابْ
أظهر أحياناً وأختفي أحياناً مثل السرابْ
أنتِ يا من تحملين عنوان وفحوى كتابْ
قرأتهُ فأثارني وجرّني لعنفوان الشبابْ
 أعشقكِ لأنكِ طلسمٌ وسؤال بلا جوابْ

حروف في الحب خلقتها أصابعي , والحروف لم تسجد لأصابعي , سجدتْ لأصابعكِ التي مرّتْ عليها كنسمة ربيعية وأسقطتْ أصابعي من سماء الكتابة  .

أجيالنا القادمة سوف لن تشمّ رائحة أشجارنا إذا أحرقنا في عقولنا غابات الفكر .

العاجزون يرون حفنة من الحجارة المتراكمة جبلاً , والخائفون يرون بُركة الماء كوّنتها الأمطارُ بحراً .

الذي لا يُضيء نفسه من الداخل أولاً , لا تستطيع الشمس أن تُضيئهُ من الخارج .

سمّني جليلاً جاهلاً , ولا تُسمّني ذليلاً عاقلاً .

الشعوب التي لا تثور ولا تُثارْ
ستبقى جامدة في متحف الآثارْ

لا أتعجبُ من عميل يضع قبّعة قومه على قدمه ويضع حذاء الغريب على رأسه ويمشي متباهياً .

المرآة تعكس صورتكَ الخارجية , والمرأة تعكس صورتكَ الداخلية .


قصّتان في الحب تعقّدتُ منهما , في القصة الأولى سقطتُ , وفي القصة الثانية لم أقمْ .


اتأسف للقضية الآشورية التي أصبحت بين خطابات الأحزاب ومعاناة الأمة كالعملة ذي الوجهين ظهر بظهر لا يريان بعضهما .


إذا فكّر الزوج في أن يحكم زوجته , وفكّرت الزوجة في أن تسيطر على زوجها , فالمقبرة هي المستقبل القريب للعلاقة بينهما .


يرفض طبعي قبول اعتذار امرأة رومانسية حتى إذا أساءت إليّ , أنا الذي يجب عليّ الإعتذار لرومانسيتها .

اكملي دورانك ودورتك الانصهارية في ذاتي
انا رجل اتكامل بامرأة تغير لي مناخاتي
انا زهر وانت نحلة تمتص رحيق تويجاتي
ثم تلقيني جانبا بعدما تستنزف كل طاقاتي
 وبرغم موتي فيك وبك , فأنت دوما حياتي


ليلة الأمس أعطيت شعرك فترة استراحه
ولكنني ندمت أقولها لك بمنتهى الصراحه
بالأمس لم أكن فلاحا ولم أمارس الفلاحه
ولم تسقط من شجرة شعرك علي تفاحه
والأمس فقدت هيبة الملاح وفن الملاحه
وضاعت من لغتي روعة البلاغة والفصاحه
ليلة الأمس كان شكلي أقبح من القباحه
 فكرة التخلي عن شعرك اوقح من الوقاحة

سمعتك كلاما ذهبيا ليس كلام الورق
فارتبكت وتصبب من جبينك العرق
طفا شعورك على ماء الشعر وغرق
 كلامي كاللص باغتك وقلبك سرق


تخشين من دفع قدميك إلى مياهي
انا البحر والبحر أما سعادة وأما آه
لا تتعجبي من أمري وتقولي يا إلهي
 لا رادع لقرارات البحر ولا من ناهي


لماذا تشتكين من انفعالي ومن عنفي
الغلاظة والرقة مفروضتان رغم أنفي
لا اشذ عن الشعراء ومثل صنفهم صنفي
 قد اتقرب اليك , وفي الحقيقة أنا منفي

ما يميز عينيك عن عيون صديقاتي الجميلات
كالتمييز بين جفاف الصحارى ونداوة الغابات
وان عيونهن تكتفي بسرد قصص العاشقات
 وان عينيك منبع الأساطير وتوالد الحضارات

الحبر الأزرق ليس من لون السماء ولا من لون البحر , إنما من لون جفنيكِ , والحبر الأخضر ليس من لون الأشجار ولا من لون الأعشاب , إنما من لون عينيكِ , والحبر الأسود ليس من لون الليل ولا من لون حظي , إنما من لون خصلتيكِ , والحبر الأحمر ليس من لون الوردة ولا من لون الشفق , إنما من لون وجنتيكِ , أنتِ يا حبيبتي قوس قزح أرضي تحتضنين ألوان الطيف .


علمتُ بأنكِ في هذه الليلة سوف تطلين شفتيكِ بالأحمر, وها أنا أربط على عنقي الرباط الأحمر , وعلمتُ بأنكِ في هذه الليلة سوف تلقين على جسدكِ فستاناً أبيض , وها أنا أرتدي قميصاً أبيض , وعلمتُ بأنكِ في هذه الليلة سوف تنشرين على كتفيكِ شعركِ الأسود , وها أنا ألبس بدلة سوداء , وعلمتِ أنتِ بأنني سوف أنتظركِ بشوق عندما تدخلين من باب القاعة , ولكن ما لم أعلمهُ أنا , أنكِ سوف تدخلين بمصاحبة غيري .


أنتِ في السماء تطيرين كالسحابهْ
وأنتِ على الأرض تمشين كالغابهْ
وأنا لحنٌ محبوس في عنق الربابهْ
أطلقيني حتى أنجو من عقدة الكآبهْ


من أخبركِ عني وقال أنا أفضّل الهدوءْ
لو كان الأمر كذلك لما طلبتُ إليكِ اللجوءْ
ومن أخبركِ بأنني أتجنّب امرأة تهوى التدخينْ
 لو كان الأمر كذلك لما دخّنتكِ من غير أن تدرينْ

                *                  *                  *

نينوس نيراري           أيار / 30 / 2017