المحرر موضوع: شبح التفجيرات يكشف قصور المنظومة الأمنية في العراق  (زيارة 990 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31478
    • مشاهدة الملف الشخصي
شبح التفجيرات يكشف قصور المنظومة الأمنية في العراق
تفجيرات بغداد وهيت الدامية تبين هشاشة خطط تأمين المحافظات وسط تركيز مفرط على معركة الموصل.
ميدل ايست أونلاين/ عنكاوا كوم
 
اختراق متكرر للتحصينات الأمنية
بغداد – كشف تفجيران داميان وقعا في العراق الثلاثاء وشملا العاصمة بغداد ومنطقة هيت الواقعة في محافظة الانبار عن هشاشة المنظومة الأمنية فيي العراق وسهولة اختراقها من قبل الإرهابيين بما يعكس قصورا كبيرا في التعامل مع المستجدات والتركيز على معركة الموصل دون أخذ التدابير اللازمة لتأمين باقي المدن.

و قتل 42 شخصا على الاقل في ثلاث تفجيرات استهدفت بين ليل الاثنين وليل الثلاثاء بغداد وهيت الواقعة غربها وتبنى تنفيذ اثنين منهما تنظيم الدولة الاسلامية، ما يسلط الضوء على تصاعد هجمات الجهاديين مع مواصلة القوات الامنية تقدمها لاستعادة الموصل.

وتأتي هذه التفجيرات بعد أيام قليلة على بدء شهر رمضان، حيث يتوجه العراقيون عادة بعد الافطار لشراء احتياجاتهم وللاستجمام.

وتنفذ القوات العراقية منذ أكثر من سبعة اشهر عملية كبيرة لانتزاع الموصل من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية الذي كان سيطر على المدينة قبل نحو ثلاثة اعوام، لكن الهزائم التي لحقت بالجهاديين لم تمنعهم من القيام بهجمات دموية في بغداد ومناطق اخرى في البلاد.

وقال مراقبون إن هذه الهجمات تكشف هشاشة المنظومة الأمنية في العراق وأن القوات الأمنية والعسكرية تركز على معركة الموصل دون إعطاء بقية المدن الأهمية الأمنية اللازمة لحمايتها من تفجيرات الإرهابيين.

وتعرضت بغداد خلال الساعات الماضية لهجومين احدهما انتحاري، مما اسفر عن 27 قتيلا وأكثر من مئة جريح.

ووقع الهجوم بعد منتصف ليل الاثنين عند محل الفقمة للمرطبات، في منطقة الكرادة ذات الغالبية الشيعية، تبنى تنفيذه تنظيم الدولة الاسلامية.

واستهدف الهجوم مدنيين بينهم نساء واطفال في منطقة الكرادة ذات الغالبية الشيعية.

وأظهرت صور ومشاهد فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات عند وقوع الانفجار والحريق الذي اعقبه والدمار الكبير الذي خلفه.

وغطى الركام الطاولات والكراسي امام المتجر. واظهرت احدى اللقطات مشهد شخص ملقى على الارض فيما يحاول آخرون اسعافه.

ودان بريت ماكغورك المبعوث الاميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين في سوريا والعراق، الهجوم معربا عن تضامنه مع الشعب العراقي.

وقال ماكغورك في تغريدة على تويتر ان "ارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية استهدفوا هذا اطفالا وعائلات كانوا امام بائع مثلجات. نحن ندعم العراق في مواجهة الشر".

سيارة مفخخة ثانية
وفي هجوم ثان وقع صباح الثلاثاء بعد ساعات من الهجوم الاول، قتل وجرح عشرات جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، تبنى تنفيذه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ضابط في الشرطة "قتل 11 شخصا واصيب 40 على الاقل بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة استهدف مدنيين".

واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ان الهجوم كان ب"انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري".

واصدر تنظيم الدولة الاسلامية بيانا تبنى فيه مسؤولية الهجوم جاء فيه "تمكن الاستشهادي ابو حسين العراقي من الوصول بسيارته المفخخة وتفجيرها وسط تجمع للرافضة في منطقة الشواكة" في اشارة الى موقع الانفجار وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة ضحايا الهجومين.

ودان الاعتداءين الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريس واصفا اياهما ب"المخزيين".

كما دانت وزارة الخارجية الاميركية "الاعتداءين الهمجيين اللذين ارتكبهما ارهابيو تنظيم الدولة الاسلامية في بغداد".

واضافت الوزارة في بيان ان "هذين الاعتداءين الهمجيين اللذين راح ضحيتهما خصوصا اطفال ابرياء كانوا يتناولون افطار رمضان وعجزة اتوا لقبض معاشاتهم التقاعدية يظهران مرة جديدة الوحشية المجانية للعدو الذي نواجهه".

واكد بيان الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "تجدد التزامها دعم حكومة العراق وشعبه في حربهما ضد تنظيم الدولة الاسلامية".

وفي باريس اطفأ برج باريس انواره ليل الثلاثاء تكريما لضحايا الاعتداءين.

تفجير انتحاري في هيت
وليل الثلاثاء قتل 15 شخصا بينهم صحافي واربعة عسكرييين احدهم آمر فوج، واصيب 23 آخرون بينهم عسكريان، في تفجير انتحاري استهدف حاجزا عسكريا في هيت، المدينة الواقعة في محافظة الانبار على بعد حوالى 200 كلم غرب بغداد، كما افادت مصادر طبية وعسكرية.

وقال مدير اعلام صحة الأنبار انس قيس العاني إن "دائرة صحة الأنبار سجلت مقتل 15 شخصا واصابة 23 اخرين حصيلة تفجير هيت"، مشيرا الى ان "غالبية القتلى مدنيون، ومن بينهم أربعة عسكريين احدهم آمر فوج، اضافة الى مراسل قناة آسيا الفضائية صهيب الهيتي، والجرحى ايضا غالبيتهم مدنيون فهناك جنديان جريحان" والبقية مدنيون.

وبحسب ضابط في الجيش في هيت برتبة مقدم فإن "تفجير هيت عبارة عن انتحاري استهدف حاجزا عسكريا كان تتواجد فيه قوة من الجيش ومدنيون وصحافي يقوم بتغطية نشاط".

معركة الموصل
تاتي هذه التفجيرات مع مواصلة القوات العراقية هجماتها لاستعادة السيطرة على المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في الجانب الغربي من مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.

وتمثل احياء الشفاء والصحة والزنجيلي الواقعة الى الشمال من المدينة القديمة ، المناطق التي تسعى القوات الامنية للسيطرة عليها.

وقال العميد شاكر كاظم محسن الثلاثاء، ان القوات الامنية تتقدم ببطء في حي الشفاء لحماية البنى التحتية.

واوضح "المشكلة ان الحي يضم اربعة او خمسة مستشفيات" مشيرا الى ان قواتنا لديها "الوقت الكافي لحماية المدنيين والبنى التحتية".

ونبه محسن الى ان تنظيم الدولة الاسلامية فقد المواقع التي كان يستخدمها لصنع المتفجرات وقذائف الهاون، كما ان اعداد الجهاديين تنخفض، وباتوا يعتمدون حاليا بصورة اساسية على "القناصة والانتحاريين" للتصدي للقوات العراقية.

واشار الى ان "هناك 50 الى 100 مسلح يتنقلون من بناية الى اخرى" في حي الشفاء .

وحذرت مسؤولة كبيرة في الامم المتحدة الاثنين من ان نحو 200 ألف مدني معرضون لخطر كبير في المراحل الاخيرة من المعارك في الموصل.

وقالت ليز غراندي منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة لفرانس برس "نشعر بقلق عميق ازاء تعرض المدنيين الذين لا يزالون في مناطق داعش الى مخاطر كبيرة خلال المراحل الاخيرة من الحملة العسكرية لاستعادة المدينة".

واضافت غراندي ان تقديرات الامم المتحدة تشير الى ان هناك ما بين 180 الى 200 الف مدني في المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون في الموصل، اغلبهم في المدينة القديمة.

وتمثل المدينة القديمة، حيث تنتشر مبان متلاصقة وشوارع ضيقة، تحديا كبيرا امام القوات العراقية.

وذكرت غراندي ان العائلات التي تمكنت من الفرار من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، أخبرت الامم المتحدة بوجود نقص كبير في المواد الغذائية والماء والادوية، وقيام قناصة باطلاق النار على المدنيين الذين يحاولون الهرب.

كما اعلن برنامج الاغذية العالمي الثلاثاء في بيان انه "لاحظ اشارات مقلقة عن زيادة نسبة سوء التغذية بين الاطفال في الموصل الغربية الذين اجبروا على النزوح خلال الفترة الاخيرة".