المحرر موضوع: منتجعات التزلج على الثلوج تحت رحمة التغيرات المناخية  (زيارة 878 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بنيامين يوخنا دانيال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 677
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

منتجعات التزلج على الثلوج تحت رحمة التغيرات المناخية


بنيامين يوخنا دانيال


من آثار ظاهرة الاحترار العالمي و تغير المناخ التي تضرب كرتنا الأرضية : تراجع التساقطات الثلجية و انحسار مساحات الغطاء الثلجي و تقلص حجم الكتل الجليدية و تغير توقيتات بدء و انتهاء موسم الثلوج , الامر الذي انعكس سلبا على النشاطات السياحية و الرياضيات الشتوية التي تمارس في المحطات و المنتجعات الثلجية المنتشرة في الجبال بأمريكا الشمالية و أوروبا  و غيرها , و خصوصا تلك الموجودة على مرتفعات منخفضة , مثل التزحلق على الثلوج ( السكي ) و الانتقال بالتلفريك و ركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب و غزلان الرنة و الهبوط بالمظلات و ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة و مشاهدة مختلف المسابقات و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية . و قد استخدمت قاذفات الثلج العملاقة العالية الكلفة في الكثير من المحطات و مناطق التزلج على مستوى العالم لتوفير الثلج الصناعي اللازم و بخاصة لمسارات التزلج ( نحو 95 % منها ) , و للتغلب على هذه المشاكل او التخفيف منها و لتدارك الخسائر الجسيمة التي تمنى بها سنة بعد سنة , كما تفعل ( 80 ) في المائة من محطات التزلج السويدية غير المرتفعة خلال العقود الثلاثة الماضية بحسب ( الجمعية السويدية لمحطات التزلج  2015 ) التي تضم ( 200 ) منتجع و محطة موزعة في ( لابلاند , يامتلاند , أوه , دالارنا , هارييدالن ) و غيرها , اما المحطات التي لم تتحمل التكاليف الباهظة لهذه القاذفات فقد أقفلت و صارت تستقبل بعض السياح من هواة التزلج على الجليد , ولكن من اجل القيام بنزهات و الخروج بجولات اعتيادية فقط , لاسترجاع الذكريات بين ربوع الجبال التي اعتادوا على مشاهدتها موشحة بالثلوج البيضاء الخلابة , كما حصل بالنسبة لسبع محطات تزلج من اصل ( 30 ) في منطقة ( داليكارلي ) و منذ عام 2008 . و يؤخذ على عملية تصنيع و توفير الثلوج على هذا النحو استهلاكها العالي للطاقة الكهربائية و المياه , و احتمالية تأثيرها سلبا على الغطاء النباتي و التربة . اما الولايات المتحدة الامريكية فقد شهدت عمليات اغلاق  نحو ( 600 ) منطقة تزلج خلال العقود السبع الماضية , و بنسبة ( 20 % ) من اجمالي مناطق التزلج خلال ال ( 20 ) سنة الماضية بعد خسارتها لمساحات شاسعة من الثلوج  . اما جبال الالب السويسرية فقد شهدت في شهر كانون الأول من العام الماضي 2016 جفافا غير مسبوق منذ قرن و نصف , و صارت تستقبل موسم الثلوج متأخرا بعدة أيام  بالمقارنة مع السبعينات من القرن الماضي بحسب ( معهد أبحاث الثلوج و الانهيارات الثلجية ) , و قدرت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن انحسار السياحة الشتوية في البلاد ب ( 1,2 – 1,6 ) مليار دولار امريكي . و هكذا هو الحال في بقية سلسلة جبال الالب الممتدة عبر ( النمسا , سلوفينيا , إيطاليا , سويسرا , ليختنشتاين , المانيا , فرنسا ) . و بحسب صحيفة ال ( نيويورك تايمز 2014 ) فان الرياضات و الأنشطة الشتوية تدر سنويا نحو ( 66 ) مليار دولار على اقتصادات ( 38 ) دولة , و تولد فيها ما يقارب ( 960 ) الف وظيفة مختلفة .
bindanyal@hotmail.com