المحرر موضوع: المؤتمر الشعبي العام ..... امال واوهام واحكام عرفية!  (زيارة 1491 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المؤتمر الشعبي العام ..... امال واوهام واحكام عرفية!
كوهر يوحنان عوديش

اختتم المؤتمر الشعبي العام المنعقد في عنكاوة ( 12-13/ 3 /2007 ) اعماله باصدار بيان ختامي ومذكرات بشأن تعديل الدستور الى الحكومة العراقية وحكومة الاقليم اضافة الى نداءات وتوصيات، وكل هذا يعتبر شيئا طبيعيا لمؤتمر بهذا الحجم وهذا التنوع الفكري والثقافي والاثني الذي شاركت فيه شخصيات من مختلف البلدات والمدن والقصبات التي يسكنها ابناء شعبنا اضافة الى الكثير من المثقفين والمهتمين بالشأن القومي المغتربين ..... لكن الشيء اللاطبيعي والمؤلم والمخجل ( حسب اعتقادي ) هو كل هذه التهم والصفات الغير الحميدة التي الصقت بلجنته التحضيرية والاعضاء المشاركين فيه.
كنت قد نوهت في مقالي المنشور في:

(http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,79758.0.html )
و
(http://www.shaqlawa.com/forum/viewtopic.php?t=19342 )

الى بعض السلبيات او الجوانب المعتمة من ناحية طريقة انعقاد المؤتمر واولها واكبرها اهمية هي قلة المشاركة من قبل الكتاب والمثقفين والسياسيين من ابناء شعبنا بارائهم ومقترحاتهم لتقوية دعائم المؤتمر ومساعدة هيئته التحضيرية في صياغة شعارات واهداف المؤتمر. فبدلا من الاشتراك وانتقاد السلبيات والاخطاء لاحقا، انزوى اغلبية الكتاب والمثقفين وحشروا انفسهم في زوايا مظلمة وبداءوا بكتابة خطابات تشبه خطب المقبور صدام من نواحي كثيرة والتي تعلن فشل المؤتمر.
وفور انتهاء المؤتمر ومباشرة خرج الكثير من جحورهم واطلقوا العنان لاقلامهم وافكارهم المزينة والمنقوشة بالافكار القومية العنصرية يتهمون المؤتمرين بشتى انواع التهم ويصفون المؤتمر بالفاشل والمروج للدكتاتورية والمخطط المدروس من قبل اصحاب القرار لمحو الاسم القومي لشعبنا.
اغلبية المقالات التي نشرت والاراء التي عبرت عن نفسها كانت لشخصيات لم تشارك في المؤتمر ولم تقترح على المؤتمر واعضائه – قبل انعقاده - بشيء لاغنائه, بل عبروا عن تصوراتهم وشعورهم ومواقفهم بطريقة عفوية وفورية دون انتظار النتائج التي ستتمخض عن هذا المؤتمر, وهذا يدل بان مقالاتهم كانت جاهزة وافكارهم عن المؤتمر ستكون هي هي مهما حدث. هذا التعصب الاعمى دفع البعض ممن انتقدوا المؤتمر بادعاء النبوءة بفشل المؤتمر حتى قبل انعقاده ورؤية منجزاته او اخفاقاته.
لكن هذا لا يعني بأن كل الذي كتب وكل الافكار كانت فقاعات تطلق في الهواء لا تقدم ولا تؤخر، بل ان الكثير من الاراء ركزت وانتقدت السلبيات بموضوعية وتمام الشفافية وبهذا نبهت المؤتمرين الى الاخطاء التي يجب تفاديها وعدم تكرارها مستقبلا.
معروف ان من ضمن الانتقادات والسلبيات المحسوبة على المؤتمر هو ابعاد الاحزاب والاتحادات والمؤسسات المدنية والاجتماعية والثقافية عن مركز القرار وعدم فسح المجال امام كوادرها للتعبير عن ارائهم... وحصر الحضور بالمؤيدين والمطبلين والاشخاص المسيرين حسب السيناريو!!! وان غالبية من حضروا لا يهمهم من الامر والنتيجة شيء سوى ان لهم القابلية في ترديد كلمة نعم والتصفيق عند الضرورة !!
وهنا أقول، رغم ان حضور ممثلين عن الاحزاب والكتل السياسية والمؤسسات الثقافية كان ضروريا للمؤتمر لما له من تأثير نفسي على قاعدة شعبية لا يستهان بها، ولما له من فائدة واغناء لافكار واراء المؤتمرين، حيث ان لبعض الاحزاب تجربة عمل سياسي لفترات مختلفة، الا انه يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار كل هذه السنين من عمر هذه الاحزاب والتي بقى فيها البعير على التل، سنين هدرت فيها مساعدات فقرائنا واستغل اسمنا بشكل رخيص لمنافع خاصة وكبرت الكروش من جوعنا وبنيت القصور من عظامنا، سنين فرقتنا قبل ان توحدنا، سنين ارجعتنا الى الوراء الاف الخطوات دون ان تقدمنا خطوة.
هذه السنين جعلت الكثير من ابناء شعبنا يشعرون باليأس من الاحزاب وشعاراتهم بل حتى اصبحوا يشمئزون من سماع كلمة ( السياسة ) واصبحوا يقارونها بالتجارة، لذلك وللاسباب المذكورة ( حسب اعتقادي لانني لم اكن عضوا بلجنته التحضيرية ) سمي المؤتمر ( بالمؤتمر الشعبي العام )  بدل ترقيمه وتسميته بالمؤتمر الحزبي الفلاني.   
الشيء المؤكد والغير محتاج الى برهان ان لكل الازمنة واماكنها متملقيها ( الذين غزوا مواقع الانترنيت والجرائد بكتاباتهم الفارغة من اي معنى سوى عنوانها الجذاب والذي لا يمت الى المحتوى باية صلة ) من  الذين يطبلون ويصفقون ويرعدون ولا يمطرون ويصنعون الهة بشرية في سبيل الوصول الى غايتهم.
اما الذي جرى في المؤتمر فعكس ذلك تماما، فاغلبية الذين حضروا المؤتمر كانوا من المثقفين والواعين قوميا واناس نزيهين، لم تتلوث نفوسهم واياديهم بأعمال وممارسات يعرفها شعبنا جيدا ولم يأتوا لاستحصال منصب حكومي او حزبي، ( علما ان كان بين الحاضرين البعض الذي حضر فعلا وكل امله وهدفه استحصال منصب ما مهما يكن، او حضر ليتباهى ببطاقة المؤتمر، كونه عضوا لانه لا يعرف لماذا حضر اصلا )، الأغلبية حضرت المؤتمر وكلها امل بأن يكون هذا المؤتمر مؤتمر توحيد واثبات حقوقنا ووجودنا... لذلك، ( ومع احترامي لكل الاحزاب وقادتها ) كان ذلك سببا اضافيا لعدم  توجيه الدعوة الى الاحزاب وغيرها من المؤسسات التي تاجرت بقضية ومصالح هذا الشعب لسنين كثيرة.
الكتابة ( حسب اعتقادي ) مهنة مقدسة، لذلك على الكاتب ( وقبل ان يحاسبه القراء ويعاتبوه وينتقدوه ) ان يحاسب ضميره قبل ان يبدء بتوزيع انواط التهم والخيانة وغيرها من الصفات الغير الحميدة باناس لا يعرفهم.
اتهام المؤتمرين بغير المثقفين وغير المهتمين بقضايا هذا الشعب الذي اجتمعوا باسمه او وصفهم بشخصيات مسيرة – بالريموت كونترول – صفات ان وجدت في شخص ما، فيكون الذي وزعها والصقها بالمؤتمرين اول حامليها... وهم نفسهم  من كتبوا ونعتوا هذا المؤتمر بالفاشل، او مؤتمر القنابل الصوتية، او مؤتمر للعرض فقط، مثل سيارات اللاند روفر المعروضة في المعرض الاسترالي !!!!
اعيد واكرر فلو كانوا قد استجابوا لنداءات الهيئة التحضيرية وبعثوا بشيء – مهما يكن هذا الشيء قيما او تافها – لمناقشته او تثبيته في مقررات المؤتمر وتوصياته لكان الامر اهون، وكنا نقول بان فلان الفلاني قد شارك بمقترح او عبر عن رأيه بهذا الخصوص، ايمانا بجهود المؤتمرين واخلاصا منه لقضية هذا الشعب.
اما ان ياتي اناس بعيدين عنا وعن معاناتنا ( مع احترامي - واعتذاري اذا كان كلامي قاسيا نوعا ما – لكل المخلصين من ابناء شعبنا والذين اثبتوا بمواقفهم بانهم يحملون معاناة شعبهم اينما كانوا ) ليعلمنا كيف نعمل وما هو المطلوب، واخيرا يتهمنا بالغير مثقف والببغاء المردد لكلمة نعم، فهذا شيء غير معقول وغيرمقبول بتاتا. فلو كانوا هؤلاء اكثر ثقافة منا واكثر اخلاصا منا لقضية هذا الشعب المعلق بين مصالح قادته ورجال دينه، لكانوا حملوا معاناة هذا الشعب وساعدوه ليقف على رجليه في محنته – محنة الوجود او اللاوجود – ولم يكونوا لينسوا لغة ابائهم واجدادهم ويبدلوها بلغات اخرى والتي كثيرا ما يتباهون بها ويستعملونها مع اطفالهم عندما يزورون الوطن الام!!!!
ربما لم ينجح هذا المؤتمر بنسبة 100% ( وهذا أمر طبيعي وشيء مستحيل  ليس لهذا المؤتمر فقط بل لكل المؤتمرات )، وذلك لان المؤتمرين مهما كان عددهم لا يستطيعون اختصار تاريخ وافكار تربى عليها اصحابها لقرون عديدة... لذلك نجاح المؤتمر يعتمد على جهود وتضحيات الذين قاموا بهذا  المهمة وعاهدوا ان يكملوها رغم الظروف الغير متكافئة وتعقيداتها الكثيرة.

 أخيرا، وقبل الحكم على فشل المؤتمر ونجاحه، ولكي لا نستبق الاحداث قبل حدوثها ومن ثم نشعر بالندم على مواقفنا وكتاباتنا وخطابتنا، تعالوا ايها السادة  المخلصين حقا، لنتآمل قليلا ومن ثم ندعو ونصلي لكل ما هو خير لهذا الشعب!

كوهر يوحنان عوديش