رسالتي الخامسة إلى راعي الكنيسة الكلدانية
د. صباح قيّاقد تتجاوز المعارك بين النسوة المناوشات الكلامية والتهديدات الوهمية لتصل التشابك بالأيدي وخرمشة الأظافر والتشبث بالشعر لحين قلعه عن فروة الرأس , وهذا ما يحدث عادة . ولا غرابة أن تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي وربما تتعزز أواصر العلاقة وتتعمق أكثر بعد برهة وجيزة من حدوث الصراع والإقتتال النسوي . فهكذا طبع المرأة , عموماً ’ تتقاتل بحنجرتها وتدافع بدموعها ويرق قلبها بسرعة خاطفة ثم ينسى عقلها ما حصل .... أتذكر حدثاً جرى لإحدى الزميلات برتبة " عقيد طبيب " حيث تجاوز عليها بكلمات نابية أحد المراجعين من الضباط الأحداث , والتي لم تستطع أن تتمالك نفسها وهي تشكيه لآمر المستشفى فانهمرت من عينيها الدموع بحرارة وغزارة . إمتعض الآمر في البدء لهذا المشهد موجها لها كلامه بحدة واضحة : كيف تبكين وأنتِ ضابط برتبة عقيد , ولكنه قهقه بضحكة عالية حال سماعه إجابتها : سيدي , نحن نبكي لأننا نسوان سواء نحمل رتبة عقيد أو عميد . يظهر أن كلمة " نسوان " أعجبته جداً . من دون شك أن الحال ليس كذلك عند الرجال حيث , بصورة عامة , تطغي المواقف المبدأية على علاقات البعض ببعضهم . وبالرغم من أن الرياء والتملق والمحاباة والمجاملات الفارغة والمصالح المشتركة وما شاكل , هي السمات السائدة حالياً في تحديد الكثير من العلاقات إلا أن المبدأية لا تزال تستنشق القليل من الهواء النقي من هذا المحيط الفاسد .
يقال " إن لم تستحي إعمل ما شئت " , وهذا ينطبق على مسؤول الرابطة الكلدانية في وندزر بدعوته لي عبر الهاتف لحضور افتتاح " فرع وندزر للرابطة الكلدانية العالمية " رغم كل الذي أوضحته في مسلسلي المنشور على الموقع والموسوم
" من يستحق التسجيل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية ؟ ألرابطة الكلدانية أم أنا ؟ -ألجزء 1-4 " .
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,821986.msg7492274.html#msg7492274 وحاول إقناعي بالحضور باسم " المحبة المسيحية " وهو أبعد الناس عن المحبة وعن المسيحية ... لقد كافح بشتى الوسائل أن يجعل من مكتب وندزر فرعاً كي يحقق حلمه بتقلد درجة " عضو قيادة فرع " والذي لم يفلح في الحصول عليها خلال وجوده ضمن صفوف الحزب الحاكم سابقاً حيث توقفت درجته عند حدود " عضو قيادة شعبة " .... نعم , ما لم يحصل عليه في الحزب أيام زمان حصل عليه في الرابطة الكلدانية العالمية الآن ’ فمبروك للرابطة بهذ المناضل الصنديد الذي لم يتعرف على الحزب إلا بعد أن استلم الحزب السلطة وتنكر لمبادئه حال فقدان تلك السلطة . أتساءل : كيف دخل كندا وهو مطلوب للمساءلة القانونية ومن ضمن المشمولين بالإجتثاث ؟ أنا أعرف الجواب ولكن لن أذكره في هذا المقال وهناك أمور متعددة أخرى ستأتي تباعاً , وسأكتفي حالياً بهذه الأبيات الشعرية من قصيدتي التي سأكملها لاحقاً بعنوان
" رثاء من لا يستحق الرثاء " :
أسأتَ لشخصي إليك مني قصاصي سأجعلُ منك نكتةَ الداني والقاصي
توهمتَ تواضعي ضعفاً وفاتكَ أنه سمةُ القويِّ من الأشخاصِ
وظننت بساطتي ليناً فلمْ تعِ أنها ثقةٌ جاءت من ربِّ الخلاصِ
سأبقى بسيطاً في الحياةِ تواضعاً والويلُ لمنْ يبغي بهما انتقاصي
سيلقى ما يستحقُّ غدرُ أفعاله فالقلمُ أشدُّ فتكاً من الرصاصِ إستبشرت مع الكثيرين عن دعوة غبطة البطريرك الكلي الطوبى لتنظيف الرابطة من الوصوليين والإنتهازيين ومن لف لفهم , ولكن , للأسف الشديد , لم يعلن لحد اللحظة عن تنفيذ توجيه غبطته . هل ذلك يعني خلو الرابطة منهم ؟ بالتأكيد لا , وإلا لما جاء ذلك على لسان غبطته . ولكن . من خلال الخبرة الإدارية , يمكن القول أن تنفيذ التوجيه افتقر إلى المتابعة الضرورية للوقوف على مدى تطبيق أية تعليمات أو أوامر صادرة , وبذلك غدى توجيه غيطته , للأسف الشديد , مجرد كلام عبر الأثير .
سبق وأن نوهت في أكثر من مداخلة ومقال بأن الرابطة في المهجر ساهمت في تفريق الرعية وخلق الحساسيات بين الكلدان أنفسهم والحبل على الجرار . ألمهجر لا يحتاج إلى الرابطة الكلدانية فحق الكلدان مصان ومضمون قولاُ وفعلاً , يتمتع الكلدان بكافة الحريات المكفولة للجميع حسب الدستور والقوانين السائدة , ويتبوأ الكلدان مناصب مرموقة ومتقدمة في معظم بل كافة دول الشتات . ألمؤسسات الكلدانية متعددة ومتوفرة ومتنوعة قبل ولادة الرابطة بسنين طويلة , وتزدهر في شتى المجالات دون الحاجة للرابطة . ألوطن الجريح فقط من يحتاج ألرابطة الكلدانية بدعم الكنيسة بغية لم الشعب الكلداني والدفاع عن حقوقه ونيل ما يمكن من المكاسب العادلة , وحتماً سيحضى التنظيم الوطني بمؤازرة أغلبية القاطنين في المهجر . آن الأوان للإعلان عن الرابطة الكلدانية الوطنية بديلاً عن العالمية قبل أن ينتكس الكلدان مجدداً . بوادر إخفاق الرابطة العالمية واضحة كوضوح الشمس وإلا ما معنى طلب غبطته التبرع لها ؟ وما معنى دعواته المتكررة للإنتماء إليها ؟ وما مغزى طرح " المكون المسيحي " كتسمية مرحلية ؟ أليست هذه وغيرها دلائل الإخفاق والتي ستتوج بالفشل الذريع في الإنتخابات البرلمانية القادمة حيث لا تزال الكفة الراجحة لزوعا ومن ثم التنظيم القطاري شئنا أم أبينا , وسيظهر الشيخ الكلداني ببزة مغايرة لما حصل سابقاً بحسب المتغيرات الجديدة على الساحة . لأ بد من النظر إلى الواقع بعيداً عن العواطف وترتيب الجمل الطنانة فلن تفيد مقالات المجاملة في تبليط الطريق الوعر أو تصحيح المسار الخاطئ بل تزيده وعورة واعوجاجاً .
قد يتساءل غبطته عن ما حصل بيني وبين مسؤول رابطة وندزر . رجائي أن يطلع على الكتاب الصادر من مكتب الرابطة في وندزر والموجودة نسخة منه في المقر العام , لن أذكر تفاصيل ما كتبه " الدجال " عني , فإذا اقتنع غبطته بما ذكر فيه فإني سأقدم إعتذاري عن كل ما بدر مني , وإن لم يقتنع , أملي أن يتدخل لإعادة الحق لنصابه . وعند بقاء الموضوع معلقاً فحتماً القادم سيكون أسوأ ولن يمر الغدر بدون حساب .
كي أعيد إلى الأذهان بأني أقف على مسافة واحدة من كافة رعاتنا الأفاضل بغض النظر عن المنصب الوظيفي أو الروحي , وإني أكتب باستقلالية تامة ولن أقف مع أو ضد أي كان , ولكن ذلك لا يمنع من الإشارة سلباً أو إيجاباً لفعل أو لقول حسب وجهة نظري الشخصية وتحليلاتي الذاتية . وعليه أعيد نشر القصيدة ترحاباً بغبطة البطريرك الكلي الطوبى وما جاء فيها يمثل رأيي الصريح بتلك المرحلة .
توطئة
هذه أبيات شعرية ليست لأديب بل من طبيب... ليس فيها الغريب العجيب ... وانما مجرد كلمات استقبال وترحيب... سمح لي بها مشكورا مقص الرقيب ( ألمونسنيور الفاضل داود بفرو ) .... آمل أن تروق لكم وتطيب... رجائي الاصغاء اليها اجلالاً لغبطته ومرافقيه بصمت مهيب
: عنوان القصيدة
أهلاً غبطةَ البطريرك
تحييكَ وندزرُ تحيةَ الانسانِ وترحابنا بك لا لنْ يقاسَ بأطنانِ
أتيتنا سهلاً وحللت بنا أهلاً فلكَ من جموعنا قبلةَ الأوطانِ
ومنْ امهاتِنا زغرداتٍ يفوحُ صداها عبرَالنُسيْماتِ عبقَ ريحانِ
قدمتَ منْ بغدادَ عيونُنا صوبُها وقلبٌ لها يخفقُ بكلّ حنانِ
أطلقت َ أصالةً وحدةً تجدداً دربَ مستقبلٍ نوره أسمى الأماني
لها ابنُ الرافدينِ يطلُّ شامخاً من كلِّ حدبٍ وصوبٍ يهفو بوجدانِ
دعوتَ عودتَنا ومنْ لا تسرْهُُ لولا البلادُ يعوزُها بسطُ الأمانِ
حتّى الذي قبلَ البقاءَ مخيّرا لم يخلو عيشُه منْ ذعرٍ أو منْ هوانِ
أعلنتَ نكبتَنا فحقاً مصيبةٌ أنْ تغدو الكنائسُ صرحاً بلا صلبانِ
فكأنها سماءٌ تلاشى نجمُها أو جنائنُ خلدٍ تخلو منَ السكانِ
أوعزتَ رابطةً وجذرَ ثقافةٍ تاهتْ على أرضٍ لمْ تكنْ قبلاٍ مكاني
أملٌ لمنْ ملَّ السنينَ مهمّشاً ولمنْ في الشتاتِ عانى منَ الهجرانٍ
تلكَ التفاتةٌ ما أسمى مقاصدُها تشدُّ راحةَ القاصي بقبضةِ الداني
هي وحدةٌ للحاملين مشاعلاً يصدُّ بريقُها سطوةَ الذوبانِ
تشعُّ بعمقِها تاريخَ حضارةٍ كمْ منْ مآثرِها غابَ عنِ الأذهان
هذي الحقيقةُ لا يمكنْ تجاوزَها عذراً لمنْ أنكرَ أصالةَ الكلداني
يا غبطةَ البطريركِ شعبُك واثقٌ أنّكَ للرعيةِ لستَ محضَ قبطانِ
بلْ أنتَ أبٌ وامٌ وأختٌ وأخٌ ليومِنا هذا والآتِ منَ الزمانِ
وللكنيسةِ جذعٌ تنامى عودُه للأبرشياتِ كتفرّعِ الأغصانِ
هي المحبةُ لا منْ بديلٍ غيرِها يدعو بما تقرُّه دعوةُ الايمانِ
تلكَ الرسالةُ كمْ منْ أجلها نُحِرَتْ على مذبحِ الأخيارِ سِيقَتْ كحملانِ
جحافلٌ جُلَّ ذنبِها بُشرى المسيحِ الاهاً تسعى لمجدهِ دونَ نُكرانِ
هيَ المسيحيةُ ثالوتٌ يَسجُدْ لهُ منْ رسمَ الصليبَ علامةَ استئذانِ
صلاتَه أبانا الذي في السمواتِ يَصدحُ بها حيّاً أمْ لُفَّ بأكفانِ
كان الأمل أن تلقى القصيدة مع التوطئة مباشرة بعد القداس الأحتفالي لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ، حسب رأي راعي الكنيسة الجليل . ولكن , للأسف الشديد ، لم تدرج ضمن برنامج الزيارة الذي أعدته اللجنة المكلفة بذلك. هل حدث سهواً ؟ قصداً ؟ اجتهاداً ؟ أم ضحية التسلط الكنسي العلماني ؟. المهم ، أن الأب الجليل التقى ابنتي ، التي هي ضمن فريق جوقة الكنيسة ، بعد مغادرة البطريرك ، مستفسراً عني ومتسائلاً لماذا لم أقدم القصيدة ؟ أجابته أنها لم تكن مدرجة ضمن برنامج الزيارة ... أضاف ألأب أنه حاول البحث عني بعد القداس ولم يجدني .... ألحق معه.. لقد بدى لي متعباً جداً ... ولا غرابة من ذلك بعد أزمة الكنيسة في " تورنتو " ، والتي ، حمداً وشكراً للرب ، انتهت بسلام .... ألأمل أن تسود المحبة بين أبناء الرعية كافة ، والأهم التجرد عن صفة " ألأنا " التي تصيب عدواها البعض ، وأكرر البعض , من العناصر القريبة والمقربة من صاحب القرار ....