المحرر موضوع: أغلب النقد الموجه للبطريرك ساكو في محله؛ وإطلاق تسميات غير حميدة على معارضيه بدلا من مناقشتهم يؤكد صواب انتقاداتهم  (زيارة 4075 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أغلب النقد الموجه للبطريرك ساكو في محله؛ وإطلاق تسميات غير حميدة على معارضيه بدلا من مناقشتهم يؤكد صواب انتقاداتهم
ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد

توطئة

الكتابة النقدية الصريحة غير مريحة، لأنها تحرج متلقيها وتجعله يشعر بالدوار. وبدلا من الرد على النقاط المثارة فيها، يعرج متلقيها على العموميات.

ونحن كبشر نخشى النقد. وكشرقيين في الغالب نميل الى ثلاث طرق للتعامل معه.

في الأولى، نميل الى التهرب من النقد وذلك من خلال مديح أنفسنا او الفكر او الشخص الذي نسانده والذي هو مثار النقد.

وفي الثانية، نردد لماذا يأتينا النقد بينما لا يوجه النقد الى الشخص الفلاني.

وفي الثالثة، وهي الأهم، لا نتبنى أي موقف غير ترديد عبارات فارغة مثل القول: "هذا لا يجوز ... وهذا حرام ...وهذا قبض ثمن كتاباته ... وهذا معاد لنا ... وهذا أجير ... وهذا عميل". هذه عبارات جذابة وجميلة من الناحية الخطابية الا أنها فقيرة العقل والإبداع.

هذا ما خطر ببالي وأنا اقرأ بيان البطريرك ساكو الأخير وهو يرد على منتقديه (رابط 1).

فبدلا من التعامل مع النقاط التي يثيرها الذين ينتقدوه، هاجمهم البطريرك بعبارات عمومية مبهمة غير حميدة لا معنى لها ولا تليق بمقام صاحبها لا بل أنها تزيد في طينه بلة.

وعندما أشير الى النقد الموجه للبطريرك ساكو، اقصد ما يأتي به كتاب شعبنا في هذا الموقع وحسب.

وحسب وجهة نظري، إن الذين ينتقدون البطريرك لهم نقاط محددة يرددونها كثيرا وفي نظرهم مهمة جدا.

ولكن لا البطريرك ولا الأخوة الذين يناصرونه في مقالاتهم يحاولون الإجابة عليها او التعامل معها.

حرية التعبير

من حق البطريك ان يعبر عن رأيه ويقوم بالنشاطات التي يراها او التي هي من وجهة نظره مناسبة. ومن حق البطريرك ان يصور نفسه ونشاطاته وكتاباته على انها المنقذة لنا ولشعبنا وكنائسنا وان لولاه لكنا في خبر كان.

بيد ان من حق شعبنا وكنائسنا ومن حقنا أيضا ان ندلو بدلونا ونعطي الرأي الأخر.

ما الاحظه انه كلما انبرينا للإدلاء برأينا – نحن المختلفين عن البطريرك ونهجه وسياساته وإعلامه ونشاطه وغيره – انبرى البطريرك والأخوة الذين يناصرونه ليس مفندين النقاط التي نثيرها بل مركزين على النقاط الثلاث التي ذكرتها أعلاه.

ولقد وصل الأمر بأحد الأخوة الى درجة اتهام منتقدي البطريرك أنهم "اشرار" وأنهم "ذئاب" بلباس الحملان وغيره من التوصيفات غير الحميدة.

وأنا الخص النقد الذي يوجه للبطريرك ساكو في هذا المنبر، غايتي هي ان ادخل معه ومع أنصاره في حوار سمته الكياسة وأخلاق الكتابة واحترام الأخر قدر الإمكان.

الموقف من الثقافة

لم تهمش الثقافة الكلدانية الفريدة من نوعها بهذا الشكل الخطير مثل الذي حدث منذ اعتلاء البطريرك ساكو سدة البطريركية. هناك فوضى في اللغة والطقس. التعريب على قدم وساق وقد جرى اقحام نصوص رتيبة وباللغة العربية على حساب تراثنا ولغتنا. الكلدان في طريقهم الى خسارة ثقافتهم – أي وجودهم وهويتهم – وهناك ادلة كثيرة سأعرج عليها عند النقاش.

إن ذهبت الثقافة – وهي في طريقها الى الزوال والسبب والمسبب معروف – انتهينا كأمة وكنيسة ذات خصوصية.

ما يجمع الكلدان هو ثقافتهم وحسب وليس غير. وما يوحد وسيوحد شعبنا ليس وحدة التسميات ولا وحدة المذاهب.

 الثقافة – اللغة والتراث والأدب والشعر والفنون – هي التي توحدنا وتجمعنا وليس غيرها.

 مار افرام مثلا نملكه كلنا سوية بعظمته وفنه وأدبه وشعره ومياميره.

 الذي يهمش مار افرام – كما يحدث الأن والسبب والمسبب معروف – ونصوصه وشعره وآدابه ولغته ولغة ونتاج أقرانه – والسبب والمسبب معروف – يضرب وحدتنا في الصميم ويكذب علينا إن رفع شعار "الوحدة".

ما يربطني بالتسميات الأخرى والمذاهب الأخرى لشعبنا هو مار افرام ولغته وثقافته وشعره وفنونه. الذي يهمش هذه الثقافة يضرب وحدة الكلدان ووجودهم وهويتهم في الصميم ومعهم وحدة شعبنا وكنائسنا.

شخصية سياسية ام دينية!

النشطات الكثيرة للبطريرك واللقاءات التي يقوم بها وتتصدر اعلام الموقع البطريركي وأحيانا اعلام شعبنا أغلبها – في رأي – لا معنى لها.

كل لقاء سياسي ودبلوماسي – وما أكثرها التي يقوم الموقع البطريركي بتغطيتها على مدار الساعة – تبقى للمجاملة وحسب إن لم يصدر عنها بيان مشترك او مذكرة تفاهم.

من حقنا ان نسأل إن كان أي نشاط سياسي ودبلوماسي او رحلة مكوكية للبطريرك -وما أكثرها – قد خرج باتفاقية مشتركة او مذكرة تفاهم؟ بمعنى أخر ان أغلب هذه النشاطات والزيارات ما هي الا للمجاملة، تخرج من إطار المجاملة فقط في بيانات إعلامية على الموقع البطريركي وأغلبها يكتبها صاحبها لغرض لا يعلمه الا الله لأن لا معنى لها ولا تأثير لها ولا وقع لها.

عندما يصبح الإعلام وبالا

إن كان الإعلام وبالا على شخص او مسؤول او مؤسسة فهذا ينطبق على البطريرك ساكو وموقعه الإعلامي.

لقد قيل الكثير في هذا المجال بيد ان الموقع الإعلامي البطريركي يسير من وضع سيء الى اسواء.

خطابه إن أخذناه ضمن نظريات تحليل الخطاب والإعلام فهو بدائي فيه عبارات وتعابير غير حميدة لا ينطقها ولا يكتبها إنسان عادي، وفيه من التناقض الكثير، وفيه الدليل ان صاحبه لا معرفة له بالإعلام وحتى بأصول الكتابة كما هو شأنه في السياسة والدبلوماسية التي دخلها من أوسع الأبواب وهو لا يعرف شيء عن كنهها.

الإعلام البطريركي حسب النظريات الإعلامية يقع في خانة الصحافة التعبوية او الموالية حيث التطبيل والتزمير وعدم السماح للرأي الأخر ومن ثم الهجوم على كل من ينتقد دون ذكر النقاط المثارة في المادة النقدية، واستخدام تعابير غير حميدة لتوصيف الناقد والنقد بدلا من التعامل مع الملاحظات والنقاط المثارة.

إلا ان الإعلام البطريركي فاق في نظري سلبيات الصحافة التعبوية والموالية التي هي سمة من سمات الرأي والواحد الموالي للزعيم الواحد وغايته تعبئة الجماهير من اجله رغم سلبياته الواضحة للعيان.

الإعلام البطريركي يفوق في سلبياته الإعلام التعبوي والموالي لأن معظمه يكتبه صاحبه، أي هو يعبئ لنفسه؛ وهو الموالي لنفسه ونشاطاته وسياساته مولاة مطلقة، وهذا امر غريب ربما يحتاج الى تأطير نظرية جديدة في الصحافة.

غياب الشفافية

ونأتي الى الشفافية لا سيما في الأمور المالية.

أنظر كيف يطلق البطريرك على منتقديه مصطلح "الكتاب المأجورون" وهناك تسميات غير حميدة أخرى لا تليق بالمقام وهي من الإساءة بمكان قد لا يقبل بإيرادها موقع مدني ليبرالي مثل عنكاوا.كوم ولكنها شائعة في كتاباته وبياناته وموقعه المغلق في وجه الرأي الأخر.

 انا لن أطلق أي تسمية غير محببة للأخوة الكتاب من الذي يغدقون المديح على البطريرك ساكو تقريبا في كل شيء، بيد انني أقول إن "الكتاب المأجورون" لا وجود لهم الا في نطاق وتحت حماية ورعاية المسؤولين والمؤسسات التي لا شفافية لها وعلى الخصوص في الأمور المالية.

وإن كانت هناك مؤسسة لا شفافية لها في الأمور المالية هي المؤسسة التي يديرها البطريرك ساكو. فهو يوزع العطايا والمكارم هنا وهناك ويصرف ويجمع ويطرح بالمال الوفير – حسب أنصاره هو بعشرات الملايين من الدولارات والرقم مثبت ولا حاجة الى إيراده – على هواه. وهذا صحيح وله ادلة كثيرة.

أليس من حقنا ان نسأل أين الشفافية وأين الوثائق والسجلات بالصرف والواردات حتى وإن كانت رحلة على طائرة الى خارج العراق؟

اليس من حقنا ان نقول لشعبنا وكنائسنا ان الذي لا يؤتمن على المال (بمعنى غير شفاف في صرفه) كيف يؤتمن على الأنفس؟ (هذا قول للبابا فرنسيس).

أليس من حقنا ان نقول – ضمن حرية التعبير – ان الذي لا يحب ثقافتنا ويهمشها ولا شفافية له لا يستحق ان يتصرف وكأنه قائد لنا ولكنيستنا؟

إذا كان منتقدو البطريرك في نظره "كتاب مأجورون" فهذا قد ينطبق أيضا على الذين يمتدحونه لأنه صاحب مال ومال وفير يحصل عليه وينفقه دون شفافية تذكر (هنا لا اتهم أحدا ولكن الشيء بالشيء يذكر).

صراع مع الكل تقريبا

وهناك الكثير من الصراع الذي يثيره البطريرك. فهو لا يخرج من صراع الا ودخل في أخر.

ودعني هنا أركز أولا على صراعه المرير مع الفاتيكان متمثلا بالمجمع الشرقي الذي هو تابع له وتحت حكمه.

في البداية كنت من اشد المدافعين لنهجه الاستقلالي في الأمور التنظيمية لكنيستنا الكلدانية المجيدة ووقفنا معه وأظن اغلب الكلدان. وبعد فترة وجيزة وإذا بنا نكتشف ان هدفه لم يكن الحصول على حكم ذاتي في الإدارة والتنظيم الذي تستحقه الكنيسة الكلدانية بجدارة، بل ظهر انه مجرد تصفية حسابات مع هذا وذاك.

والفاتيكان مؤسسة من اقوى المؤسسات في الدنيا. دولة الفاتيكان أصغر دولة مساحة في العالم، إلا انها ذات تأثير بالغ سياسيا وماليا ومعلوماتيا وترقى سطوتها ومكانتها الى مركز دولة عظمى

 وبسبب تغبطه وتغبط سياساته، سرعان ما وقع البطريرك في الفخ الذي نصبه لغيره، بعد ان اكتشف الفاتيكان ان المسألة ما هي الا صراع داخلي يريد البطريرك بواسطته فرض نفسه وسلطته على الأساقفة والكهنة الكلدان بأي ثمن وليس ضمن إطار تحقيق حكم ذاتي كي تزدهر بواسطته كنيستنا الكلدانية المجيدة وتتخلص من تركتها الثقيلة.

وهكذا فشل في مسعاه لأن الفاتيكان لم يراه محاولة لتعزيز المؤسسة الكنسية بل مسألة شخصية في إطار حسابات شخصية.

واليوم نلاحظ تهميشا لم نشاهده في العصر الحديث لدور البطريرك الكلداني من قبل الفاتيكان والمجمع الشرقي خصيصا الى درجة ان المجمع لم يوافق في السنين الأخيرة على أغلب التوصيات التي قدمها البطريرك بعد المجامع التي عقدها ومنها ترشيحاته لتولي المناصب الشاغرة لدرجة الأسقفية التي مضى عليها زمن طويل.

وعلى أثره حدث ان السلطة البطريركية لم تكن مهمشة بهذا الشكل في العصر الحديث.

والتهميش هذا والفشل في إدارة العلاقة مع الفاتيكان حاول ويحاول البطريرك تعويضه بتهميش ثقافة كنيسته وحتى واجباته الدينية والهرع الى مزاريب السياسة والدبلوماسية والإعلام من أوسع أبوابها لأن أغلب الأساقفة الكلدان اليوم وكثير من الكهنة وغيرهم يسندون ظهورهم الى حائط المجمع الشرقي لحماية أنفسهم من الشخصنة والمباشرة في السياسة التي ينتهجها البطريرك.

استقلالية اغلب الأساقفة الكلدان ومعهم الكثير من الإكليورس ومنهم من له وضع خاص به لاسيما في المهجر حيث لا سلطة للبطريرك، أيضا جعلتهم لا يكترثون لما يقع فيه البطريرك من هفوات ومطبات التي تتكرر والتي رغم كل النصائح يتشبث بها ولا يغادرها رغم خطورتها.

وأخذت الشكاوى تتكدس لدى المجمع الشرقي بطريقة لما لم نشهدها في العصر الحديث، وأغلب الشكاوى تتناول السياسات البطريركية.

وما زاد في الأمر سوءا هو مناكفة البطريرك للمجمع الشرقي (وشخصيا لا اتفق مع سياسات هذا المجمع تجاه الكنائس المشرقية الكاثوليكية) وكذلك موقفه غير الودي لا بل المناوئ للرهبنة الكلدانية المجيدة التي كانت طوال التاريخ عصب وشريان الثقافة والهوية الكلدانية الفريدة من نوعها.

لا غرو ان البطريرك لا يحمل أي ود تجاه الرهبنة الكلدانية التي هي حبرية أي تتبع المجمع الشرقي مباشرة ووصل الأمر الى محاربتها علنا، مما زاد في تكديس الشكاوى ضده في الفاتيكان.

وفي سابقة لم يشهدها تاريخ سلسلة البطاركة الكلدان هو الموقف من الرئيس العام للرهبنة الكلدانية ونشاطاته التي لم يحدث – وحسب قراءتي – ان نشر الموقع البطريركي الإعلامي خبرا عنه وعن نشاطاته ونشاطات رهبنته ولم يحدث ان زاره في ديره كي يقدم التهاني له بمنصبه الجديد – في تحد واضح للرهبنة التي كانت على الدوام الشريان الذي يغذي البطريركية والكلدان بدماء جديدة.

المبالغة والغلو

ونأتي الى نقطة مهمة أخرى وهي تضخيم الدور الذي يقوم به.

 مثلا يعد النازحين انه سيعيد قراهم وبلداتهم المهجرة الى أفضل مما كانت عليه ولكن لا يقدم خطة وخارطة طريق. ومن ثم يصور دوره انه المنقذ للنازحين وهذا ليس صحيح.

 نعم قام البطريرك بنشاط ولكن هذا النشاط ما هو الا قزم امام ما قامت به كنائس أخرى وجمعيات خيرية قدمت اضعاف مضاعفة للنازحين مما قدمه البطريرك ولم تطبل وتزمر لما قامت به من خلال بيانات ومقالات.

واليوم هو يطلب من النازحين العودة وأظن ان دعوته لن يستجاب لها لانعدام الثقة بينه وبين النازحين حيث لا يصدق الكثير منهم بياناته ووعوده ويرفض لا بل يشمئز الكثير منهم اقحام نفسه في دهاليز السياسة والدبلوماسية العراقية الفاسدة أساسا.

 ونظرة واحدة الى ما يسطره أبناء وبنات شعبنا في مواقع التواصل من نقد للبطريرك ونشاطاته وتدخله غير المبرر في الشؤون السياسية والدبلوماسية والعلاقات العامة على حساب مسؤولياته الدينية والثقافية – التي هي جوهر ولب المركز الذي هو جالس عليه – تشكل دليلا ظرفيا على ما أقوله.

اختراق وتسرب خطير

ونأتي الى النقطة الأخيرة التي تخص الاختراق الخطير الذي احدثه المبشرون الغربيون في السنين الأربع الأخيرة وعلى الخصوص الأمريكيون منهم في صفوف الكلدان لا سيما النازحين منهم.

هناك ارقام خطيرة وردت في رسائل للبطريرك نشرها بنفسه وهي متوافرة تؤشر الى اختراق لا يحمد عقباه لما تبقى من الكلدان في العراق.

والتبشير الغربي على قدم وساق والله أعلم أين سيقودنا في عهد الإدارة الأمريكية الحالية التي تؤيده وتناصره وتدعمه بشتى الاشكال.

فقط اسأل، إن كان البطريك قد قام بكل هذه المنجزات لصالح النازحين التي يصدح بها موقعه الإعلامي ويعرج عليها مناصروه من كتاب شعبنا المحترمون، لماذا هذا الاختراق وهذا التسرب وبهذا الشكل الخطير؟

اما ما يحدث في المهجر من اختراقات لا سيما في مجال الثقافة فهنا حدث ولا حرج وقد نعرج عليه في مقال منفصل.

كلمة أخيرة

وختاما، أمل من القراء الذين يرغبون في المناقشة التي أرحب بها باي حال من الأحوال البقاء ضمن سياق الموضوع وابداء الرأي في النقاط – النقد – التي اثرتها.

واحد من اهم معايير الكياسة واخلاق الكتابة هو البقاء ضمن سياق الموضوع.
 
ولنتذكر كلنا: "إن الكتابة مسؤولية كبيرة وفرصة رائعة للحوار والتقدم نحو الأفضل والخير العام، وليس لتشويه الحقيقة ولصق الاتهامات ووضع العقبات. الكتابة بلا تفكير وهدف أسوأ أنواع الكتابة." ونعم القول وأظن أنه ينطبق على قائله قبل متلقيه.
===============
رابط
http://saint-adday.com/?p=17883




غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1079
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ الفاضل ليون برخو المحترم .
تحية مسيحية عطرة وبعد ..
المقدمة : نصحني احد الأخوة من المعلقين على احد مواضيعي من الذين تعنيهم في مقالكم نصيحة ثمينة جداً حيث قال لي (( خير الكلام ما قل ودل ...!! )) واجبته حينها لو كان كذلك لما حشو ادمغتنا وصدعونا على مدى ثمانية عشر عاماً وأكثر ليعطونا ورقة بعشرة اسطر كتب عليها الآن اصبح مؤهلاً ليكون كذا وكذا ... مقالكم يا سيدي يوضع على الجرح ولا اعتقد بأنكم ستحصلون على أي مداخلة من الطرف الثاني إلاّ محاولات اسقاط بعيدة عن الموضوع ... لذلك سأطبق المثل واحتراماً للذي طلبه مني على مقالكم التحليلي الجميل وأقول .
خير الكلام ما قل ودل : اجدت ... بارك الرب فيك ... شكراً
 حسام سامي     11 - 6 - 2017

غير متصل Nawar Hanna

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
ܫܠܡܝ ܘ ܐܝܩܐܪܝ ܫܡܫܐ ܡܝܘܩܪܐ
قبل عدة سنين وبالتحديد عند انتخاب غبطة البطريرك كان عدد كبير من هؤلاء الكتاب والمفكرين الكلدان ضد نهج وفكر غبطته والدليل المقالات الكثيرة ضده حينها من نفس الأشخاص الذين هم الْيَوْمَ مؤيدين لغبطته وكانوا مؤيدين للأسقف المتقاعد حينها عندما كان الخلاف قائم بينهما (سبحان مغير الأحوال )
.
نحن في زمن لا تعرف ولا تفهم  من هو معك ومن هو عليك . الْيَوْمَ الانسان منقلب على ذاته وبالأخص هؤلاء الأشخاص لان من كان له السلطة آنذاك واقصد به (الأسقف التقاعد ) كان هؤلاء يمدحون ويغزون الصفحات للمديح له ولأعماله وقوميته اما الْيَوْمَ لا احد من هؤلاء يتجرأ ان يكتب ولو سطرا واحدا عليه وما قام به خشية التهميش من المؤيدين الباقين (سبحان مغير الأحوال ).
فيا شماسنا العزيز هذا المقال كنت انتظره بفارغ الصبر لانه منطقي وتحليلي مئة في المئة ،الذي يفهم من التقلبات التي تصير بين ليلة وضحاها من رجال الإكليروس والذي مع الأسف بعض من الأشخاص يستغلونها هي ليست لخير هذه الأمة او الكنيسة .
الْيَوْمَ نهمش من الغريب وبنفس اللحظة من القريب ولكن بطرق مختلفة ،اكليروس الْيَوْمَ يريد ان يهمش لغتنا بحجة توصيل الإيمان والروحانيات وهؤلاء الأشخاص الذين يدعون القومية يمدحون بهذه الاعمال ،تناقضات غريبة من أناس بعيدين كل البعد عن ثقافتنا ولغتنا .
أنا اقترح الْيَوْمَ على جميع اكليروسنا ان يبدل اسم كنيستنا الى كنيسة عربية كلدانية كاثوليكية  لان المهم في كنيستي الكلدانية الْيَوْمَ كيف احيي اللغة العربية ولو كانت على حساب الجيل المستقبلي الذي لا يعرفها لا يفهمها ، هذه هي تناقضات اكليروس كنيستي ومع الأسف .
سؤال موجه للإداريين في عنكاوة كوم
هل كل المقالات التي تنزل وخاصة التي هي موجهة لغبطة البطريرك سواء كانت مؤيدة أم منتقدة يتم التعامل معها بهذا الشكل كمقال الأخ ليون ؟؟؟؟
أنا اتأسف على هذا التصرف من الإخوة القأمين على إدارة هذا المنتدى وبالتالي يعكس صورة ليست كالتي اعتدنا عليها من صفحتنا العزيزة.
اخوكم
نوار حنا بطرس
ستوكهولم

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ حسام سامي المحترم

ܫܠܡܐ ܥܡܟܘܢ
السلام معكم

ارتأيت ان احييك تحية مسيحية كما وردت في الإنجيل على لسان يسوع المسيح الذي كان ينطقها بلغتنا المقدسة الساحرة وكما كتبتها اعلاه، اللغة التي حملت ة وتحمل المسرة والبشارة في احشائها ولكن مع الأسف يتم تهميشها لا بل تحقيرها واستبدالها بالهجين والرتيب والممل والدخيل والأجنبي.

إن كان خير الكلام ما قلّ ودلّ فأقول وأخاطب القراء الكرام من خلالك إننا نمر في اسواء فصول كوميديا سوداء حلت علينا وعلى شعبنا وكنائسنا.

واكتفي بهذا القدر وأعلم علم اليقين ان حضرتك تعرف ما المقصود.

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

اكليروس الْيَوْمَ يريد ان يهمش لغتنا بحجة توصيل الإيمان والروحانيات وهؤلاء الأشخاص الذين يدعون القومية يمدحون بهذه الاعمال ،تناقضات غريبة من أناس بعيدين كل البعد عن ثقافتنا ولغتنا .
أنا اقترح الْيَوْمَ على جميع اكليروسنا ان يبدل اسم كنيستنا الى كنيسة عربية كلدانية كاثوليكية  لان المهم في كنيستي الكلدانية الْيَوْمَ كيف احيي اللغة العربية ولو كانت على حساب الجيل المستقبلي الذي لا يعرفها لا يفهمها ، هذه هي تناقضات اكليروس كنيستي ومع الأسف .
نوار حنا بطرس
ستوكهولم

الأخ نوار حنا بطرس المحترم

شكرا على تعقيبك الذي يتضمن نقاطا غاية في الأهمية.

اقتراحك لتغير تسمية الكنيسة الكلدانية منطقي. انا اقترح ان يرفع منها لفظة "الكلدانية" لأنها لا سيما في السنين العجاف الأربع الأخيرة لم يبق تقريبا شيء يدلل على كلدانيتها.

هناك حملة بدأت في اوائل الثمانينيات من القرن المنصرم - صاحبها معروف - كانت غايتها الغاء الثقافة الكلدانية ويبدو ان الغرض بدأ يتحقق في السنين العجاف الأخيرة.

لذا اقترح جعل التسمية "الكنيسة العربية- الكردية العراقية" ومن ثم جعل اسمها بإسم الثقافة في أي بلد تتواجد فيه، لأن التعليمات والتوجيهات هي استخدام اي ثقافة او لغة او نص موائم، بمعنى كل على راحته وهو على صواب طالما لا يتشبث بثقافتنا الأصيلة، من هنا الفوضى العارمة التي لم أشاهدها في هذه الكنيسة المجيدة التي احببتها والتي لم يعرفها تاريخها.

اما في السويد وأوروبا برمتها وربما في كل المناطق فحدث ولا حرج. ثقافتنا منبوذة ومستهجنة كما هو الحال في اغلب الأماكن ولم يبق من كلدانيتنا - ثقافتنا - الا الإسم والإسم بلا مسمى لا حاجة فيه لأنه خيال فقط.

وبقدر تعلق الأمر بالأخوة القوميين الكلدان او الناشطين الذين كانوا قد أقسموا أغلظ الإيمان على عدم خيانة النهضة الكلدانية حسب توجهات المطران سرهد جمو، فإنهم تركوه لوحده وهرعوا الى مناصرة البطريرك الذي يستهزىء ويهمش لا بل يحتقر ثقافتنا ويفضل كل ثقافة اجنبية دخيلة - عربية كردية فارسية مهما كانت - على ثقافتنا الأصيلة. انه حقا شيء لا يصدقه العقل.

بالطبع شخصيا لم أكن راضيا عن توجه النهضة الكلدانية في حينه لأن منطلقاتها لم تستند الى الثقافة الكلدانية الفريدة من نوعها، بيد ان خيانة الأخوة للمطران جمو حدثت عندما استوعب المطران ان الثقافة - اللغة - هي الهوية وأن الكلدان بلا ثقافتهم لا شيء عندها وفي اللحظة الحرجة تركوه لوحده رغم القسم الغليظ الذي ادوه.

أشكرك جدا على تعليقك المهم للغاية والنابع من محب لثقافتنا ومن معاناة على ما يحدث لنا.

تحياتي


غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الباحث الأكاديمي الرائع الأستاذ الدكتور ليون برخو المحترم
تقبلوا محبتنا مع أطيب تحياتنا الأخوية
قبل كل شيء نتمنى أن تكون والعائلة الكريمة بخير وسلام
نحييكم على هذا المقال النقدي المهذب الرائع الذي ربط بعلمية بحثية بين التراث واللغة والطقوس والثقافة ووجود الأمة الحي ... لقد قلنا وكررنا القول دائماً بأن اللغة والثقافة والأسماء والتقاليد والعادات والفلكلور الشعبي والزي القومي تشكل الهوية القومية لأية أمة ومتى ما زالت واندثرت هذه المقومات زالت واندثرت الأمة ، وبذلك يشكل التخلي عن هذه المقومات بشكل مقصود وممنهج خيانة بحق تلك الأمة .
صديقنا العزيز ..... بالرغم من أننا شخصياً بعيدين عن الدين ومذهبياته المصطنعة والتي باتت سبباً لتمزيق وتدمير كيان أمتنا تاريخياً ، وبالنظر لكون موضوع مقالكم هذا ذي خصوصية مذهبية وشخصية معينة الى حدٍ كبير ارتأينا التجنب عن التعقيب والمداخلة هرباً مما قد نتهم به من قبل بعض المتطرفين المذهبين بما لا وجود له في تفكيرنا وسلوكنا ، ولكن عندما قرأنا مقالكم هذا وتحسسنا بمدى معاناتكم مما يحصل على مستوى مستقبل أمتنا دفعتنا الرغبة في الوقوف معكم لأن نقول بحقكم هذه الكلمات إنصافاً وتعاطفاً وتأييداً لما تطرحونه في كل كتاباتكم البحثية .
نقول " يا دكتور ليون برخو .... مع الأسف أنكم في مكان وزمان الخطأ ... تكتبون وتصرخون بأعلى صوتكم في غابة موحشة وقد يبوح صوتكم وينال التعب من قلمكم الذهبي لناس لا يفقهون ماذا يقولون وإن فقهوا لا يفعلون وإن فعلوا يفعلون ويقولون الخطأ " .
صديقنا العزيز .... أمتنا سائرة الى الزوال والأنقراض وملامح ذلك بادية من خلال ممارسات البعض من السياسيين والكنسيين الذين ذكرتموهم في مقالكم .... تلك الملامح بدأت عندما تحولت ممارسة طقوسنا الكنسية لبعض كنائسنا في أرض الوطن من لغتنا القومية الى اللغة العربية واليوم وبحكم تأثيرات الهجرة العشوائية اللعينة في شتات المهجر لربما هنالك مساعي من البعض كما رصدناه من خلال كتاباتكم بشكل خاص وكتابات غيركم من الكتاب بشكل عام لممارسة تلك الطقوس بلغات أجنبية !!! .... الباقي من المآساة لا داعي لذكرها لأنكم تقرأون ما بين الأسطر بوضوح ، استمروا في نهجكم هذا بنشر الحقيقة وسيكون هناك حتماً من يفهمونكم ويدعمونكم ولو بعد حين يا دكتورنا العزيز ،  نأسف عن الأطالة ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

               محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا – بغداد 
[/b]

غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الأخ قشو ابراهيم نيروا المحترم

شكرا جزيلا لتعقيبك وبلغتنا الساحرة.

ما تذكره عن طبيعة العلاقة المؤسساتية بين الكنيسة الكلدانية ودولة الفاتيكان صحيح.

بيد ان – والشكر يعود الى بطاركة كلدان عظام مثل يوسف اودو – دولة الفاتيكان انسحبت من التدخل في الشؤون الثقافية والطقسية واللغوية للكنيسة الكلدانية والكلدان بصورة عامة منذ بداية القرن العشرين.

في الحقيقة ان الفاتيكان يشجع لا بل يأمر الكنيسة الكلدانية ان تتشبث وتحي وتعزز مكانة طقوسها وثقافتها ولغتها.

وهناك قرارات صادرة في هذ الصدد وقد عرجت عليها في مقالاتي السابقة.

الا ان ما حدث ويحدث لا سيما في السنين العجاف الأربع الأخيرة هو ما يشبه حملة كبيرة ومدبرة لإلغاء الثقافة والطقس واللغة.

وهذه الحملة التي مع الأسف يقودها البطريرك ساكو ليست وليدة اليوم. إنها بدأت بشكل مكثف في بداية الثمانينيات من القرن المنصرم وصاحبها وسببها ومسببها معروف.

تحياتي


غير متصل ليون برخو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2141
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ والصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم

انا أيضا احييك على ما سطرته في تعقيبك الرائع. ما تقوله في الاقتباس ادناه من تعقيبك هو الحق والحقيقة والواقع الذي نتهرب منه بحجج واهية. ما هي قيمة الأرض دون ثقافة وما هي قيمتنا كبشر إن فقدنا ثقافتنا؟

يريدون ان يدخلوا في عقولنا اننا سنكون أكثر مسيحية لو غيروا واستبدلوا ثقافتنا، او أكثر حفظا لوجودنا وعدم فنائنا لو نطقنا بألسنة غير لساننا المقدس. يا لبؤسهم. إنهم يضحكون على أنفسهم ولا يصدقهم ولا يمتدحهم غير البسطاء من الناس.

بإمكانهم أخذ أرضنا وتهجيرنا ولكن نحن سنبقى إن بقيت ثقافتنا أين ما كنا. لا يقتلنا ويدمرنا الا الذي يلغي ويهمش ويحتقر ثقافتنا ويستبدلها بالدخيل والأجنبي.

ما أروع قولك:


"(إن) اللغة والثقافة والأسماء والتقاليد والعادات والفلكلور الشعبي والزي القومي تشكل الهوية القومية لأية أمة ومتى ما زالت واندثرت هذه المقومات زالت واندثرت الأمة ، وبذلك يشكل التخلي عن هذه المقومات بشكل مقصود وممنهج خيانة بحق تلك الأمة." .

يعرفون هذه الحقيقة ويتصورون ليس هناك من حكيم في شعبنا باستطاعته كشفهم وفضحهم. الذي يهمش ثقافتنا كائن من كان يمثل الخطر الوجودي علينا كشعب وأمة وهوية وكنيسة مشرقية مجيدة.

ونعم إن ما تقوله ادناه في اقتباس أخر من تعقيبك الرائع صحيح ولكن مع كل هذا الواقع والحقيقة الصادمة هناك من يقف بصف هؤلاء الخونة ويصفق لهم. فقط الأعداء والخونة يهمشون ويلغون ويستبدلون لغة وثقافة شعوبهم وفقط الأعداء والخونة يقفون متفرجين (بعضنا يهتف ويصفق) على الهدم الممنهج للغة والثقافة أي الوجود الذي صار كما تقول على كف عفريت:


"امتنا سائرة الى الزوال والأنقراض وملامح ذلك بادية من خلال ممارسات البعض من السياسيين والكنسيين الذين ذكرتموهم في مقالكم .... تلك الملامح بدأت عندما تحولت ممارسة طقوسنا الكنسية لبعض كنائسنا في أرض الوطن من لغتنا القومية الى اللغة العربية واليوم وبحكم تأثيرات الهجرة العشوائية اللعينة في شتات المهجر لربما هنالك مساعي من البعض كما رصدناه من خلال كتاباتكم بشكل خاص وكتابات غيركم من الكتاب بشكل عام لممارسة تلك الطقوس بلغات أجنبية".

تحياتي