المحرر موضوع: عـلـم الـعراق مهمة التنويريين  (زيارة 2271 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
               
      عـلـم الـعراق مهمة التنويريين......
                                رشيد كَرمة                                 
كان العراق من بين دول كثيرة تسعى للخلاص من تركة الدولة العثمانية ’ وكان العراق أول دولة عربية تحصل على { الاستقلال } بعد الحرب العالمية الأولى، وبمقدم الجيش الإنجليزي بقيادة الجنرال ( مود ) دخل العراق مجددا ً في قائمة ممتلكات الدولة البريطانية , رغما عن شعار جئنا محررين لا غازين , وبتقاسم المصالح خضع العراق ارض وفضاء  ومياه الى الإنتداب بالطريقة التـأريخية  المعروفة , ولابد لمن يريد ان يتعرف على طبائع الشعوب  ان ينتبه الى ـ لقاحية و صوفية ـ  القوى النيرة للشعوب أيا ً كانت وأنى تـكون , والمقصود هنا رفض قاطع من لدن التنوريين لكل اشكال السلطة  ,, سلطة دين ’’ سلطة دولة ’’سلطة مال ’’ إلخ  وهنا اتحدث حصرياً على القوىالنيرة للشعب العراقي عربا ’ كوردا ً تركمانا ً وبإختلاف ديانتهم ومذاهبهم التي حركت  ـ الناس ـ  وآلفتهم في النجف وكربلاء والسماوة والرميثة  والفلوجة والرمادي والسليمانية .                                                                        ولذلك كان من الطبيعي ان يٌقتل ( لجمن ) وكان من الطبيعي ان يكون للعراق مجاهدا ً فطريا مثل ( شعلان ابو الجون ) يقود العراقيين للتحرر من تبعات المحتل الجديد  في عشرينات القرن المنصرم ’ وأزاء تنامي الوعي الإجتماعي والشعورالوطني الذي رعته الطلائع ( المتنورة )والتي اسفرت عن تأسيس مرحلة مهمة من تأريخ العراق إتسمت بالقراءة الجادة للواقع العراقي وترجمة أمهات الكتب ونقلها الى بيوت العراقيين , والتي أفضت في نهاية المطاف الى إصطفافات جديدة في مجتمع ينوء بكل أشكال التخلف والأمية والفقر .
وكتحصيل حاصل لثورة النجف وثورة الأكراد وثورة العشرين وثورة البلاشفة* تأسست الدولة العراقية  مع بدايات عقد العشرينات من القرن العشرين الزاخر بالكثير من الهبات والإنتفاضات ممهدة الطريق لأستنهاض الشعوب وبالتالي ثورتها من أجل الإستقلال  وكان لابد من  (( عَلَم )) يرمز لهذه الدولة الفتية  و أن يكون علمها الأول "عراقياً". لكن العراق لم يكن سوى نموذج لدولة عربية وعد بها الإنكليز الشريف حسين بن علي، فكان علمه الذي رفعه في الثورة العربية، هو أول علم يرفع لدولة هاشمية على أرض العراق، وقد سن القانون العراقي حينذاك شكل العلم العراقي كما جاء في الدستور الذي صدر في 1925 علم الدولة العراقية  للفترة من 1921 ولغاية 1959 تصميم العلم وفكرته مستوحاة حرفيا من قصيدة صفي الدين الحلي "بيض صنائعنا سود وقائعنا خضر روابينا حمر مواضينا". فعند استقلال العراق عام 1921 تم الاقرار الدستوري على اتخاذ العلم العراقي الهاشمي علما رسميا للمملكه العراقيه بترتيب الوانه الافقي, الاخضر والابيض والاسود, من الاعلى الى الاسفل, فيما احتل الجانب الايسر من العلم المثلث الاحمر المقطوع ذو النجمتين السباعيتين حيث يشير عدد رؤوسها الى الألوية( المحافظات  المقاطعات , البلديات )  العراقيه التي  كانت اربع عشر لواء آنذاك......
       وعند تاسيس الجمهوريه العراقيه عام 1958, بفعل ثورة 14 تموز  اقر العلم الجمهوري الجديد الذي تضمن تغيير ترتيب الالوان  من افقي الى عمودي رمزا للاحتفاء بولادة الجمهوريه الشعبيه الفتيه وعلى غرارعلم جمهورية الثوره الفرنسيه. وقد احتوى هذا العلم الجديد على النجمه الآشوريه الحمراء التي تضمنت قرصا اصفرا يرمز  الى اللون الوطني للقوميه الكرديه , ويشير ايضا الى راية القائد الاسلامي صلاح الدين الأيوبي , ولتأثير بصمات \لفنان العراقي جواد سليم دلالتها الفكرية فرغم إبداعه ألا انه وبالتشاور مع مثقفين وزعماء سياسيين **ووطنيين تمكن من كتابة التأريخ على شكل علم, حيث أشار الى تأريخ العرب والكورد والتركان ولآشوريين , ولابد ان يمثل العلم بالإضافة الى كونه رمزأ للدولة الى ضرورة الوحدة الوطنية ومكونات شعبها وتأريخها 
   
 علم الجمهورية العراقية للفترة من 27حزيران 1959 ولغاية 1963
    وبعد ان إستطاع القطار الأمريكي في 8 شباط من عام 1963  ان ينقل علي صالح السعدي ورهطه من البعثيين  الى سدة الحكم بمساعدة ومباركة جمال عبد الناصر وبدعاء ومباركة المرجعية الدينية التي تزعمها سيد محسن الحكيم وفئة الإقطاعيين المتضررين من قانون الإصلاح الزراعي ’و تحت يافطة الجهاد ضد المد الأحمر الشيوعي وبناء الوحدة العربية التي لم تتحقق رغم كل الزعيق العربي , تم إلغاء العلم العراقي وإصدارعلم جديد في 17 نيسان من عام 1963 وهو علم بكل الأحوال ليس عراقيا ً بل صمم في مصر على اساس قيادتها للوحدة العربية ’ الوحدة التي لم ولن نرفضها  كشعوب.. ولكنها ليست إلا سرابا حتى هذه اللحظة ولقد إعتمد العلم بألوان ثلاثة وبشكل افقي مع إحتلال مساحة في الللون الأبيض ( لنجمات )  تشير الى مصر وسورياوالعراق ’               
    ولقد تخلت مصر عن العلم ومنذ زمن بعيد , ونسوا الناس الوحدة العربية التي طبل لها اللصوص وأضحى العلم العراقي ومنذ 1963 مرتبط بالغدر والحروب والإرهاب والمقابر الجماعية وإبادة الجنس البشري والتغييب والتعذيب والإغتصاب وعبادة البشر والقسوة والتنكيل والرشوة والفساد والحصار وشراء الذمم والتهجير والدمار الذي اصاب البشر في داخل العراق وخارجه حيث غزا دكتاتور العراق المقبور دولة الكويت وأضطر بطريقة خسيسة ومُذلة  التراجع معلنا عن عورة الأنظمة القمعية وهنا كان لابد من التعكز على شماعة الدين ولا بد من بدعة ووسيلة (  ويا لكثرتها هذه الأيام )   وليس هناك ماهي اسهل منها وأمضى التجارة بإسم الدين  إذ إضاف بيده النجسة تماما عبارة الله أكبر وكأنما هي الدواء الشافي لأمراضنا وكأنها إكتشاف جديد يشبع الجائع ويشفي المريض وكأنما لم نعرف هذه الكلمة من 1400 عام  .....
ولقد أثبتت الأحداث بطلان إدعاءات الجماعات والأحزاب القومانية وخونة القلم والحقيقة التي بان تشدقها وكذبها وزيفها أزاء العبارة المضافة للعلم العراقي التي خطها طاغية العراق ..                                                                                                                                                                                                                                                                                                         
  العلم العراقي المشوه الذي فرض بتاريخ 1991 على الناس عربا وكوردا وتركمانا مسلمين ومسيحيين ويهود وصابئة وأيزيدين وشبك وكاكائيةوكلدانيين وآشوريين وسريان , هو العلم الرابع للجمهورية العراقية , وكان الأولى بالقيادات السياسية التي إرتضت العملية السياسية بعد 9نيسان معالجة العبارة التي كتبها الطاغية ,,,ولكن بات الجميع يعلم ضعف ( اولي الأمر ) فلقد رحلوا المشكلة بقضها وقضيضها الى المادة12 التي ستعالج هذه المشكلة التي تهم الجميع اذ ان العلم الوطني هو رمزاً سياديا ًومعنويا ً وأخلاقيا ً    ....
                      عش هكذا في علوٍ ايها العلم ـــ فإننا بك بعد الله نعتصم
لقد دعاني الى كتابة هذه الخاطرة أكثر من موقف ,,, حبي لبلدي الذي لايدانيه ولا يضاهيه  اي حب  فلقد اوصيت رفاقي واهل بيتي في حالة رحيلي الأبدي من الدنيا  ان يترك معي في القبر علم العراق خال من دنس الدكتاتورية البعثية ..
والموقف الآخر حدث في النادي العراقي في /بوروس/ احدى مدن السويد حيث لابد ان يكون في قاعة النادي العلم الوطني العراقي اضافة للعلم السويدي , وقد إعترضتُ ومعي بعض المتنوريين على العلم العراقي الذي لوثته الأيدي البعثية وكان  ( النقاش ) قد دار قبل سقوط الصنم وقبل إحتلال العراق , وقد تبنت الهيئة الإدارية حينذاك  العلم العراقي بألوانه الأحمر والأبيض والأسود __ من ألأعلى الى الأسفل  __ مع خط عبارة ’’العراق للجميع على طول المساحة البيضاء وهكذا رحلنا المشكلة الى ماستفضي عليه الأفكار التي يقترحها ( البديل الديمقراطي ) البرلمان العراقي وبشكلها القانوني ووفق السياق الديمقراطي   ألا ان الإعتراض لم ينتهي وخصوصا ممن إرتبط مع النظام البعثي ولقد أثير الموضوع مجددا وكأنما إعادة الله أكبر الى العلم ستعيد عقارب الساعة الى الوراء ويعيد لهم القائد والحزب حتى وان أضطروا الى إنتحال إسم جديد كـ( حزب العودة ) وهو اسم حزب البعث العربي الإشتراكي ـ العراق
 على أية حال سنناضل من أجل ان يكون العراق للعراقيين ولابد من تنظيف وإزالة آثار صدام حسين على المناهج الدراسية والمؤوسسات العلمية والأكاديمية  وسنعمل على إلغاء وشطب وحذف  ( الله أكبر ) من العلم العراقي كونه من بقايا طغيان جلاد...
ولابد ان تكون التسميات على شوارعنا ومدننا وجامعاتنا مقرونة بقانون وضوابط  ولاتمت بصلة او أخرى لأي رمز او إشارة دينية أو طائفية فلدينا حضارة مليئة بالشواهد المهمة التي أحكمت بناء الوحدة الوطنية العراقية .
الموقف الأخير الذي دفعني للكتابة عن العلم العراقي كان في إجتماع الأمانة العامة لأحياء ذكرى المقابر الجماعية ,في يوتبوري / السويد  حيث تشعب النقاش , وطُرحت اكثر من وجهة نظر بخصوص العلم العراقي , وبات في حكم المؤكد اننا امام معضلة حقيقية لابد من الولوج إليها , والحقيقة المسلم بها ان الشيوعيين العراقيين ومعهم كل ابناء شعبنا من الوطنيين ينظرون الى العلم العراقي نظرة تبجيلية ًوكرمز ٍ من رموزنا الوطنية ( المقدسة ) التي لابد من العمل تحت لوائها .
 ولقد عدت بذاكرتي الى اعوام خلت وكيف كنا في الطوابير الصباحية في مدارسنا نحي العلم وكيف كان المعلم الشيوعي يلقننا حب الوطن ’  وكيف نرفع العلم على السارية وكيف نؤدي التحية ’ وكيف ولماذا ننشد*** لرمز العراق وسيادته ؟ وحدث في العام 1968 وكنت ضمن وفد رياضي كبير يمثل لواء كربلاء  للإحتفال بذكرى 14 تموز في ملعب الشعب الدولي في بغداد  حيث تجمعت الوفود الرياضية من مختلف أرجاء العراق وكان المفروض ان نقدم فعالية رياضية امام المنصة التي سيحضرها رئيس الجمهورية عبد الرحمن عارف أو نائبه آنذاك رئيس الوزراء طاهر يحي , حيث يتقدم رتلنا الإستعراضي وهو ـ عبارة عن مسيرة راجلة منتظمة بفصيل يتكون من 50 رياضيا ًبإيقاع عسكري  ـ مجموعة مؤلفة من 24 رياضيا ًيتوزعون الى صفين  يحملون علما عراقيا أعد لهذا الغرض طول العلم 24 مترا ً وعرضه 12مترا , وما ان نصل الى المنصة حتى ( يراوح ) حملة العلم مع رفع العلم الى الأعلى ليصبح  مسير رتل المشاة تحت ظل العلم العراقي ولقد جرى التدريب على ذلك أيام معدودات وتحت إشراف المسؤولين عن يوم الإحتفال ,
ولكن ماحدث كان غير متوقعا إذ أبلغ مؤيد البدري رئيس الوفد جعفر صادق الدهان ان أمرا من جهات عليا قد صدر وينبغي على وفد نادي الطف الكربلائي عدم تنفيذ الفعالية ((  لأنكم شيوعيون وترمزون لهذه الفعالية لغاية في نفس يعقوب )) علما ان العلم كان علم الوحدة العربية الذي فرض على العراق في 1963 , في حين قدمت بعض الوفود فعاليتها التي كانت على رمزية واضحة للسلام عبر إطلاق عددا من حمامات السلام امام المنصة .
 ولكن لغة المخاطبة بالعلم الوطني العراقي من لدن الشيوعيين شئ والتمسك بدلالته شئ آخر ....
ولابد والعودة الى جذور الوعي والى ماهية الإستقلال والسيادة التي لا يرمز لها أحد إلا العلم , وهذا ماينتقص له العلم العراقي الذي شوهته الأيدي القاتلة المجرمة ...
 
     رشيد كَرمة     السويد 5 نيسان 2007
 الهوامش
ــــــــــــ
* أنظر كوتلوف وثورة العشرين
** علم العراق في العهد الجمهوري ( 27 حزيران 1959 ولغاية 1963 )
قد نال رضا جميع أطراف جبهة الإتحاد الوطني ــ الحزب الوطني الديمقراطي ’’ حزب الأستقلال ’’ الحزب الشيوعي العراقي ’’ حزب البعث العربي الإشتراكي ’’ الحزب الديمقراطي الكوردستاني 
 
*** لقد قاد المقبور المجرم عدي صدام حملة لتغيير العلم العراقي والنشيد الوطني من  ((   نشيد موطني الى نشيد وطني مدَ )) وطرح مسابقة إشترك فيها المطرب كاظم الساهر الذي أعلن فيما بعد أنه عمل على هذا النشيد سنوات عدة .