المحرر موضوع: - قرى سهل نينوى – - تلكيف –  (زيارة 4321 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 714
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


-  قرى سهل نينوى –
      -  تلكيف –
      يعكوب ابونـــــا

 سهل نينوى يحتضن العشرات من قرى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ،، والتي قد يتجاوز عمرالبعض منها الاف السنيين ،تعكس تواجدنا القومي في شمال بلاد الرافدين( العراق ) ...وسوف نتحدث عن البعض منها :-
مدينة تلكيف :-
  سناخذ بعض الاراء فيما قيل عنها - يقول الدكتور مصطفى جواد بان اسم تلكيف مشتق من كلمتين ( تل – وكيف ) اي تل الكيف ، اي المكان الذي كان يتجمع به الشباب للشرب واللهو وغيره في الازمنة الماضية ومن ذلك اخذ اسم تل الكيف (تلكيف ).. مع تقديرنا للدكتورالا انه لم يكن موفقا في ما ذهب اليه ، لان تفسيره يستند الى تفسيرالمعنى بمدلول الغة العربية .. وهذا غير وارد لان اللغة العربية اصلا لم يكن لها وجود في بلاد الرافدين قبل الدخول الاسلامي الى هذه البلاد .. وتلكيف ليست ولم تكن عربية وموجودة قبل ذلك بمئات السنيين ..
وعن اللغة العربية يتحدث الكاتب المصري لويس عوض في كتابه ( مقدمة في فقة اللغة العربية ) يشيرالى أن أقدم نص عربى معروف يرجع الى عام 328 ميلادية وهو شاهد قبر امرؤ القيس بن عمرو المتوفى فى ذلك العام ويسمى صاحبه "ملك العرب كلهم ". ويسجل أن امرؤ القيس هذا كان نائب قيصر الروم أو بيزنطة فى بلاد العرب. العرب وفقا لهذا الرصد موجة متأخرة جدا من موجات بشرية هبطت شبه الجزيرة العربية من القوقاز والمنطقة المحيطة ببحر قزوين والبحر الاسود قبيل بداية الالف الاولى قبل الميلاد. ولعل عدم اقامتهم بالعراق أو الشام يعود الى وجود أقوام مستقرة أكثر قوة وتحضرا فذهبوا الى الفراغ الكبير فى شبه الجزيرة العربية حاملين لغتهم القوقازية…ويرجح الكاتب أن العرب هبطوا شبه الجزيرة على سكان "أصليين" منهم الهكسوس المطرودين من مصر فى القرن الخامس عشر قبل الميلاد حيث نقل الهكسوس الى شبه الجزيرة ما حملوه من مصر من معتقدات دينية ورواسب لغوية مضيفا أن المرحلة الهكسوسية ربما تمثل مرحلة الجاهلية الاولي."...
   وهناك اسطورة يتدوالها سكان تلكيف بان ملك المدينة اشترط على خاطبي ابنته الوحيدة ، ان ينجز مشروع اروائي لسد حاجة الاهالي من المياه ، ويكون ذلك الانجاز مهرا لابنته ومن انجزه من حقة الاقتران بها ... وقد حفز هذا الشرط ان انشئت فوق التل ، قرية تل كيف ، وانجز احد الشباب حفر البئر في اعلى التل وحفرساقية كبيرة منها تتفرع سواق ثانوية باتجاه الاحياء السكنية ، ومن المصادفة ان تعتمد هذه الخريطة في شبكة توزيع المياه التي انشئت حديثا في تلكيف  ..      ويؤكد المؤرخون ان مدينة تلكيف الحالية شيدة فوق تل كبير كان يتخذ كحامية عسكرية اشورية ، وجلبت الصخور الكبيرة من التلول المجاورة لرصها في صدرهذا التل تربته من الانجراف في موسم الامطار ..
   ويذكرالمؤرخ الدكتوربهنام ابو الصوف ان الاكتشافات التي تمت في عام 1886 ميلاد
بان هذا البئرقد حفر في القرن السابع قبل الميلاد ، وكان يلبي حاجيات القرية من المياه .. اما
 ( فكتور بلاس ) يرجع تاريخ هذا التل الى الادوار الاشورية والاكدية وهي  الادوار المعروفة بطبقة (نينوى الخامسة). " وهذا التل حسب وصفه تحول فيما بعد الى مدينة، وما هو إلا تل اصطناعي بارتفاع 18 مترا كان الآشوريين قد استحدثوه بمساحة واسعة تربو على 10 الاف متر مربع بمحيط يبلغ (383) مترا ليطوق خصر المدينة من جهاتها الشرقية والجنوبية والغربية يحف به سور طوله (175) مترا بارتفاع اربعة امتار.
وان وجود المدينة فوق هذا التل يقترن بقيام تأسيس القرى الاولى في بلاد مابين النهرين في الالفين الخامس والسادس قبل الميلاد حيث اقام قبل (8000) الاف سنة عدد من الفلاحين في جوار هذا التل، فتكونت المدينة من خلال تجمعاتها واستيطاناتها , ويضيف -. تلكيف هذه المدينة الاشورية العريقة التي يقطنها خليط من الاقوام المعروفة بحضارتها الراقية في بلاد مابين النهرين، عايشت حضارات، وتعاقبت على ربوعها اجيال السومريين والاكديين والاشوريين الذين مكثوا فيها حتى بعد سقوط عاصمتهم (نينوى) ليتجانسوا مع اقوام نزحوا اليها من الجهات الشمالية والغربية اثر الغزوات المتكررة التي قام بها تيمورلنك على الموصل وضواحيها "....
ويذهب الشماس يوسف حودي في بحثه عن نينوى والموصل المسيحية ، فيذكرعن :
تلكيف:ـ يتكون اسم تلكيف من لفظين {تل و كيفا }او كيبا الارامية بمعنى الحجارة ، فيكون معنى تلكيف تل الحجارة، وعرفت بذلك لوقوعها على تل اثري جوانبه مرصوفة بحجارة ضخمة يقال إنه كان حصنا قديما في ايام الاشوريين وهي بلدة قديمة يسكنها المسيحيون من الكلدان لغتهم السورث ، وقد نزح اليها في العقود الاخيره عوائل اثورية بسبب احداث الشمال .
 ويقول عنها السيد زياد عبدالله هذه المدينة الاشورية التي يقطنها خليط من الاقوام المعروفة بحضارتها الراقية في بلاد ما بين النهرين ، عايشت حضارات وتعاقبت على ربوعها أجيال السومريين والاكديين والاشوريين الذين مكثوا فيها حتى بعد سقوط عاصمتهم نينوى....وقد أنجبت عبر تاريخها القديم والحديث شخصيات عرفت بالتميز في مجال الدين والمعرفة والعلوم والاداب والفنون ويقدرالمطران ابراهيم ابراهيم  وهو من تلكيف ان عددهم يتجاوزالمائة الف نسمة ..
 اما الباحث حبيب حنوكا – في ص 23 من كتابه تاريخ الكلدان – يقول ان تلكيف تعتبر من كبريات المدن المسيحية في العراق ، تقع على بعد 15 كم من شمال الموصل / اهاليها يتبعون الكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق الاشورية ، وهي مدينة اشورية قديمة العهد ، قد تكون من العصر الاشوري المتاخر .. وربما كانت احدى القلاع الدفاعية عن العاصمة نينوى بحكم تجاورها ، وهي تقع ضمن مدينة نينوى الكبرى ايام اوج اتساعها والتي كانت تشمل الرقعة الجغرافية المتوازية الاضلاع والتي اركانها خورسباد – نينوى – كالح / نمرود – كرمليس ، ووصفها النبي يونان بان طول محيطها ثلاثة ايام ،،  ويضيف ان في تلكيف عدة مواقع اثرية .. وفيها ثلاث كنائس – كنيسة ماربطرس وبولس وكنيسة مريم العذراء وكنيسة قلب يسوع .. وتتكون من 12 محلة حسب تقسيم التي جرى عام 1890 م وهي محلة شنكو – وعبرو – وكيزي – شعيوثا – اسمر- اورو – قاشات – يلدا – دخو – شمامي – مارت شموني – وسامونا ......
يذكر بطرس نصري في ص 373 من كتابه ذخيرة الاذهان الجزء الثاني –  " اقامت العناية الربانية مرسلين غيورين لنشر الكثلكة ، وكان من اشهرهم ماريوحنا هرمزد ( من بيت ابونا) والقس كيوركيس الالقوشي بهدى نساطرة القرى القريبة من كركوك والموصل ، وهذا سعى في هداية القرى في اقليم البهدان من ذلك العمادية وزاخو ومنكيش وبرسفي ، اما الجزيرة التي كانت تدعى قديما بازبدى والان جزيرة بني عمر وهي الواقعة بين نهري الفرات ودجلة فلم يكن فيها نحو سنة 1787 سوى اربعة عائلات كلدانية ، وكان باقي سكانها النصارى يعاقبة او نساطرة قد هجروا الكثلكة بعد عبد يشوع ويوسف اسقفيها الكاثوليكيين ..."
وفي ص 363 يذكر واهتدى في القوش بعض العائلات وكان اشهرها عائلة الشماس خوشابا ، وهذا اسامه مار يوسف الرابع قسيسا وصار باكورة الكهنوت الكاثوليكي في هذه القرية نحو سنة 1763 ..... اما في زاخو فاهتدى  ايضا نحو اربعين عائلة بهمة الشماس حنا الجزري وكذا في تلكيف وبطناية وكرمليس فاهتدت كلها نحو سنة 1770 م ...."

 وفي موسوعة  تركمان  العراق – منشور –
كتاب ( من حوادث كركوك ) الذي يغطي الاخبار والاحداث التي وقعت في مدينة كركوك للفترة من 1700 م الى 1958 م  لمؤلفه نجاة شكر كوثر اوغلو ، يذكر في سنة 1749 – تم قبول مذهب الكاثوليك رسميا من قبل نصارى التركمان الذين يعيشون في كركوك . واطلق عليهم بعدها ب ( الكلدانيين ) وفي الاصل ينتمي هذه الطائفة الى قبائل الغز ( اوغور ) التركمانية .. وهم لايعتبرون من بقايا الكلدانيين القدامى الذين حكموا في كركوك وليس لهم اية صلة معهم . ( 276ص241-242 )

  وقد بينا في حلقات سابقة ان اسم الكلدان كان يطلق على من يعتنق الكاثوليكية من اتباع كنيسة المشرق .. فمن بقى على انتماءه لكنيسة المشرق بقى بعيدا عن الكلدان ، ومن التحق بكنيسة روما سمى كلداني ، فالتسمية  تدور وجودا وعدما مع الانتماء الكنسي لاغير ...وهذا ما يؤكده
المؤرخ الدكتورعالم الاثار بهنام ابو الصوف، في محاضرته ( علاقة كلدان اليوم بكلدان الامس ) يقول ان ( اهالي كل القرى التي تدعي كلدانية - تلكيف، القوش، باطنايا، تلسقف، كرمليس، قرقوش، وغيرها اخرى، ليس لها اية علاقة بالاسم الكلداني المعروف تاريخيا. بل ان التسمية هذه حديثة جاءتنا من الغرب ومن روما بالتحديد. وانتم اهالي القرى المذكورة اصلا اشوريين من بقايا الامبراطورية الاشورية. فأنا مثلا من مواليد مدينة الموصل ومن اتباع الكنيسة الكلدانية الا انني اشوري وكلنا، سريانا وكلدانا ومارونيين اشوريين)..
    (  للعقلاء نقول هل هناك راى اخر يرتقي الى راى هذا العلامة ليخالفه ..؟؟ )..
 يقول الدكتورالمطران سرهد جمو، مطرانا في سان دييغو/ بالولايات المتحدة الأمريكية: "
 إن الأسم " كلدي، كلدو، كلداني، كلدان " ظهر في وثائق التاريخ حوالي 900 قبل الميلاد.
في البداية نجد الكلدان كقبائل آرامية في بابل. وفي عام 625 قبل الميلاد فتحوا بابل وأسسوا إمبراطورية بابلية كلدانية عظيمة استمرت لغاية عام 539 قبل الميلاد حيث سقطت على يدّ كورش الفارسي". (( اذا الكلدان كما يقول هم قبائل ارامية اطلق على البعض منها التسمية الكلدانية ،فالتسمية ليست لانتماء عرقي لكي تشكل انتماء قومي ،كالقوميات الاخرى المعروفه.)).
  الا انه بعد سقوط النظام السابق في العراق 2003  ، وقع المطران سرهد جمو وثيقة الرؤية، مع مارابراهيم ابراهيم مطران الكلداني في ديترويت ، جاء فيها ان -
1- الكلدان المعاصرون هم احفاد سكان بلاد الرافدين الاصليون، وهم الورثة الحقيقيون لحضارتها واستمراريتها،....
2- منذ منتصف القرن السادس عشر وحتى اليوم، قامت الاغلبية الساحقة من مسيحيي بلاد الرافدين - العراق، بأعادة استخدام اسم شعبهم الكلداني العريق كتعبير عن هويتهم الاثنية والثقافية. هذه التسمية في الحقيقة ترتبط بآخر امبراطورية وطنية لبلاد الرافدين بعاصمتها الزهية بابل....
وفي محاضرة للمطران سرهد جمو على قاعة كنيسة مار أدَّي الرسول الكلدانية في أوكلند،في 17 تشرين ثاني 2006،. تناول (الكلدان اليوم)، ومن هم ؟ يسرد الأحداث التأريخية في {بلاد الرافدين} من السومريين، الأكديين، البابليين، الآشوريين، والإحتلالات المتعاقبة ..وقال نحن الكلدان أبناء العراق الأصليين، وجذورنا متأصِّلة من الشعب البابلي( الكلداني والآشوري )"، وأنَّ الكلدان هم الورثة الحقيقون لهذا الشعب.. ..... وأن الكلدان قوميَّة كباقي قوميَّات الشعوب العراقية. وأقرَّبأن الشعب الكلداني والآشوري والسرياني هو شعب واحد لعدة قوميَّات.
 ويذهب في بحثه  الوثائق التاريخية في الهوية الكلدانية ، ليستخلص الى القول ان الإسم الكلداني هو اسم الشعب .. وقد تجسّد هذا الشعور في التسمية الكلدانية كتعبير عن الهويّة القومية بما تعنيه من محتوى ثقافي وتتابع تاريخي.ويقول إن التسمية الآثورية وردت كذلك لمامًا في غضون القرن السادس عشر إلى جانب التسمية الكلدانية، ولكنها إذ وردت على لسان أصحابها وردت دومًا بمعنى الإشارة الى المنطقة الجغرافية التي انحسرت إليها المسيحية في بلاد النهرين عهدئذٍ ..) انتهى الاقتباس -  من جانبي لا تعليق -..
  ولكن لوالده المرحوم يوسف هرمز جمو- راى اخر في هذا .. رغم ان راى سيادة المطران كان رايه من راى والده ، عندما قام في عام 1993 باعادة طبع ونشر كتاب المرحوم والده الموسوم (اثار نينوى – او تاريخ تلكيف )..فان كان على خلاف منه لم يكن قد اعاد نشر وطبع هذا الكتاب الذي نحن بصدده .. لنقرأ ما جاء على غلاف الكتاب – طبعة ثانية منقحة ومزيدة – الناشر ابناء المؤلف -  المطبعة الشرقية – ميشيكن / اميركا – 1993 - يذكر الناشر وهو بلا شك سيادة المطران سرهد جمو شخصيا ..  في هامش الصفحة 27 من الكتاب - يقول منذ تاليف هذا الكتاب قبل ست وخمسين سنة حتى اليوم  خاض الموضوع نفسه باحثون عديدون نذكرمنهم المستشرق الكبير جان فييه –( في كتابه " اشور المسيحية " وهو بالفرنسية المجلد الثاني 1965 ص 355- 376 ، تلكيف ) – والعلامة  المرحوم كوركيس عواد (في مقاله" تحقيقات بلدانية- تاريخية –اثرية- في شرق الموصل،مجلة سومر، المجلد 17 ، 1961 ص 24 – 27 تلكيف ) –والقس الفاضل ميخائيل ججو بزي ( في كتابه بلدة تلكيف – ماضيها وحاضرها " 1969 )  والمهندس النابه حبيب حنونا – في مؤلفه –كنيسة المشرق في سهل نينوى – 1991 ص 46 – 57 ) وعلى قيمة ونفاسة المعلومات التي يقدمها كل منهم ،  فان القارى سرعان ما يتحقق ان مؤلف كتابنا هذا كان رائدا للذين تبعوه في معالجة الموضوع الذي تناوله ، وان العديد من نظراته الاساسية لاسيما فيما يخص اصل وتاريخ البلدة لقيت عندهم تثبيتا وتوضيحا ومتابعة ... (( الناشر )) هذا هو راى سيادته في 1993 وقبلها .... فهل اختلفت تلكيف بعد 2003 .. ؟؟ .. لنتصفح كتاب المرحوم والده - تاريخ تلكيف العريقة ....
يبدا المؤلف في ص 3  باهداء كتابه الى ابناء تلكيف البعيدين عن مسقط راسهم وراس ابائهم .... والذين لازالوا يفتخرون باصلهم ولغتهم وابائهم واجدادهم .. يعتزون بحسبهم ونسبهم ولا يرضون عنهما بديلا .( لهولاء الاصلاء يهدي المرحوم  كتابه )
 وفي المقدمه ص7 – يقول . تلكيف مدينة او بلده صغيرة في شمال العراق ، ..وهي البلدة الوحيدة الباقية من اثار نينوى العظيمة في تلك البقعة.... ويبلغ عدد الذين ينتسبون الى بلدة تلكيف نفسها نحو 30 الفا وليس هولاء فقط كل بقايا نينوى انما هناك قرى عديدة في تلك البقعة اكثر سكانها هم من بقايا الشعب الاشوري . ويقول اقتصرت على تاريخ تلكيف في هذا الكتاب لانها البلدة الوحيدة الخاصة التي تمثل نينوى في بعض التقاليد الموروثة لاهالي تلك المدينة العظيمة .. وفي ص19- يقول في سنة 612 قبل الميلاد سقطت نينوى عاصمة مملكة اشور وفي سقوطها تلاشت اخر قوة للشعب الاشوري الذي شيد امبراطورية عظيمة حكمت العالم المعروف في ذلك الزمن ستة قرون ..وبعد سقوطها قليل ما يرد ذكراسم ذلك الشعب الباسل الذي كانت فرائض الجبابره في العام ترتعد فزعا من ذكر اسمه ...وقد ذكر هيرودتس في تاريخه عند ذكر الحرب بين الفرس واليونان حينما وصف ابطال اشورالذين حاربوا تحت راية الفرس بازيائهم المهيبة واسلحتهم البديعة وخوذهم الجميلة ..( فالاشوريين اذا لم ينقرضوا بعد سقوط نينوى )..
 وعن المؤوخ فانيس ماير ( ان بسقوط اشور تحولت السيادة من الشرق الى الغرب ومن الشعوب السامية الى الشعوب الارية ) ... وفي ص 20 – يقول اسم المدينة ضاحي من ضواحي نينوى .. واسمها ماخوذ من اسم تل الذي اختطت المدينة بجانبه والتل حصن قديم شيد ايام دولة اشور ...كباقي الحصون للدفاع عن العاصمة نينوى .. وهو تل اصطناعي مرصوف بحجارة ضخمة فسمى تل كيف او ( تلكيبا )  وفي ص 21 كانت مدينة نينوى تحوى على نحو مليونين من السكان .والذي يريد ان يدورحول المدينة لايتمكن من انهاء دورته الا بعد ثلاثة ايام ، اذا كان راكبا فرسا ....فلا يمكن حسبان نينوى الا ان تكون ( تلكيف ) من مشتملاتها اي ضمن العاصمة ، وكذلك التلال والحصون.... ويضيف فمن الصواب ان نسمي هذا التاريخ تاريخ تلكيف لانها البلدة الوحيدة الوريثة لمدينة نينوى العظيمة ، كما ان الذين سكنوها من الزمن القديم هم احفاد اولئك الذين شيدوا نينوى فاجتمعوا فيها او تفرقوا منها . وسواء كان هولاء في تلكيف او حواليها فانهم من سلالة اهالي نينوى بلا جدال ..)) وفي ص 26 ان الذي يزور اليوم البقعة التي نقول انها موقع نينوى المدينة العظيمة لايمكن الا ان يقول ان تلكيف او قلعة تلكيف هي مؤسسة من يوم توسعت نينوى فشملت هذه البقعة ، فالتل الاصطناعي هو من اعمال الاشوريين القدماء كبقية التلال المنبثة هنا وهناك واهمها يذكر منها قي ص 28 -29 عدا تل كيف – تل يمثه او تل البحيرة وتل ديوان وتل سوريش او سبر يشوع وتل علي قوسي وهو تل اصطناعي كباقي التلول وتل يدعى تل سيخورنا وهي كلمة محرفة من ( نسروخ ) اله الاشوريين  وهو في سفح هضبة تشرف على دجلة ، ويقول الا ان اعجب كل هذه التلول هو تل كيف الذي وجدت فوق قمته بئر منذ 47 سنه اي بحدود ( سنة 1890 ميلادية )  عندما اكتشف هذا البئررجل كان يحفر قبرا لميت – لان التل الان عبارة عن مقبرة لدفن الموتى – فوجد حجرا كبيرا فلما رفع الحجر ظهرت تحته بئر مياهها غزيرة وعذبه ... ولقد كانت مدينة تلكيف موجودة بعد خراب نينوى واحراقها وذلك عندما مر زينوفون سنة 401 قبل الميلاد مع العشرة الاف يوناني لما انسحبوا بعد قتل قوادهم الذين قادوا هذه الحملة لمحاربة داريوس ملك الفرس (وكانوا ماجورين من قبل اخيه زركسيس او ارتحششتا ) فقادهم زينوفون وكان في الجيش المذكور وهو الذي ارخ حوادث الحملة  .. ويضيف منذ ثلاثة قرون ونصف قرن جاء آينسوورث المتوفي عام 1622 ،والكولونيل جيسني العالمان الانكليزيان الى العراق وتتبعا سير الجيش اليوناني فقالا " ان الجيش مر بتلكيف وهي قرية كانت ماهولة من بقايا الاشوريين ، وكانت غنية بمخازن الحبوب حتى اهلها قدموا حبوبا وطعاما بكثرة الى الجيش اليوناني المقهقر الذي انهكه السير ومطاردة العدو له وكان ذلك سنة 401 قبل المسيح اي قبل حملة الاسكندر باقل من قرن ..... ويقول الدليل الاخر على وجود تلكيف ماهولة من قرون عديدة ان اهلها تنصروا مع الكثيرين من سكان العراق ، منذ القرن الاول او الثاني للمسيح ...وفي ص 37 يذكر،ان تلكيف كانت موجودة من نحو ثلاثة الاف سنة ، لان وجود الحصن لم يكن الا في بدء ايام الامبراطورية الاشورية وذلك منذ تاسيس نينوى او بعدها بقليل .. فكانت الحصون الحالية موجودة حول نينوى من زمن سحيق ، ولما خربت نينوى هجرت تماما وغدت ركاما من الانقاض . واما تلكيف فقد  ظلت عامرة ، واذا  هجرت من سكانها عند سقوط نينوى فقد رجع هولاء السكان اليها وجاء غيرهم من اماكن مجاورة فسكنوها وتكاثروا وازدادوا على توالي الايام ...وفي ص 38 – يقول . تلكيف هي ضاحية من ضواحي نينوى وكون التل المسماة المدينة باسمه قديم وهو عمل الاشوريين .... ويستند الى ذكر هذه المعلومة الى المصدر الذي يسميه اكثر صراحة وهو الذي عثر عليه هو كتاب ( اناباسيس ) لزينزفون ، حيث يؤكد لنا الذين درسوا سير الحملة اليونانية في العراق وتتبعوا مراحل الجيش في ديار مابين النهرين " ان الجيش سار من قلعة بجانب مسبيلا ( الموصل ) اربعة فراسخ الى الشمال وهناك جمع له مؤونه وحل بجانب قرية فيها من الغلال شىء كثير "  والقلعة هي قرية ( يارمجة ) والى شمالها باربعة فراسخ  تقع تلكيف وهي من المواقع الاشورية القديمة ... ويضيف الكاتب  - اذا مدينة تلكيف كانت موجودة منذ اربعة قرون قبل المسيح ، اما تاريخ تاسيسها فلا بد ان يكون قبل التاريخ المذكور بعدة قرون . واما سكانها فمن المؤكد انهم من بقايا الاشوريين الذين دخلوا في حوزة المنتصرين تحت حكم الكلدان اولا ثم تحت حكم الماديين ،والدليل على كثرة سكان المدينة وكثرة الغلال فيها تموينهم عشرة الاف جندي يوناني ...وقي ص40 يقول والمعتقد ان الاثوريين الموجودين في روسيا هم من اشور او نينوى التجاؤا الى تلك الجبال بعد سقوط مملكة اشور ......ويذكر في ص 83 ان صوم الباعوث فرضته الكنيسة الكلدانية على المسيحيين من بقايا سكان نينوى او الاشوريين وهو صوم يونان النبي ..
واما تسمية تلكيف يقول بمعنى تل الحجارة والكلمة ارامية اطلقت كما اطلقت اسماء ارامية على القرى المحيطة بها ، واللغة الارامية التي حلت محل الاشورية القديمة ...وفي ص 45 – يتحدث عن الازياء فيقول ان زي نساء تلكيف يختلف عن الاخرين ، وكذلك يتحدث عن اختلاف لباس المراة المتزوجة عن العذراء ، بالاضافة الى ان المراة المتزوجة كما يقول تمتاز عن العذراء بوضع قبع على راسها من يوم الزواج وهدا القبع عبارة عن " طاقية " صفت على حواشيها قطع ذهبية فوق الجبين من ذات الدينار او اكبر وتشد المراة مقرمة او منديل حريرية فوق الطاقية ، وفي ص 47 – يقول ان اصل القبع تاج كانت ملكات اشور يلبسنه في القديم فاتخد الان للمراة المتزوجة دون العذراء التي لايجوز ان تضعه على راسها قبل الزواج ، والقبع المذكور انفا او التاج الملوكي الدي اقتبسته نساء تلكيف المتزوجات عن اجداتهن القديمات ( ملكات اشور ) تزين اطرافه بالحجارة من فيروز وعقيق ومرجان وخرز ثمينة ذهبية وفضية .. وشكل هذا التاج موجود في المتحف العراقي ...
   وفي ص47 ، يقول ان لون البشر لسكان تلكيف يشبه لون الحنطة ضاربا الى البياض او يكون اشقر..... اما ان كان هناك بعض الافراد من قبيحي الصورة او دميمي الخلقة ، ربما كانوا هولاء من نسل الاسرى او الارقاء الذين كانوا في نينوى جىء بهم من اقطار بعيدة وشعوب غريبة ..
  هذه الملاحظة المهمة تشكل نظرية يمكن ان تكون معيارا ومقياسا يستطيعوا الاخوة التلاكفة ان يتعرفوا على من هم الاصلاء من ابناء تلكيف الاشورية العريقة ،فان كانوا يتمتعون بالجمال ، فهم اصلاء من ابنائها ، علما ان التلاكفة نساء ورجالا يتمتعون بالجمال والجاذبية لحد يومنا هذا ... واما من  كان على خلاف ذلك اي قبيح الصورة ودميمي الخلق فهو من الذين كانوا ملوك اشور ياتون بهم اسرى او ارقاء ( عبيد ) الى نينوى وجوارها من القرى المحيطة بها ...
وفق هذه النظرية يكون من السهولة ان نتعرف على الاصلاء وعلى الدخلاء .. من يتطابق عليه الوصف الاول فهو اصيلا ومن يطابق عليه الوصف الثاني فهو من نسل الاسرى والعبيد .. فمن حقه ان يتنكرلانتماءه الى ارض الاباء والاجداد ارض اشورالتي ولد بها  .. وعليه ان يفتش عن انتماءه لاية قبيلة ارامية على قول المطران سرهد جمو ينتمى . وفي اي حملة عسكرية اسرى جده الاول من قبل الملوك الاشوريين ، وعندما يتعرف على ذلك سنكون ممن يساعدونه ، لكي يتبراء منه سهل نينوى قبل ان يتبراء هو من السهل ، لان الذي يشرب من البئرعليه ان لايرميها بحجر .. وهولاء القبيحين كما يصفهم الكاتب ناكرين لكل جميل ، وهم ذلك الزيوان في حقل الحنطة ، كما يقول عنهم السيد المسيح ..
  ختاما ننصح كل من يسعى للحقيقة التاريخية ان يقرا هذا الكتاب القيم  والثمين ، واقدم شكري لسيادة المطران سرهد جمو الذي قام باعادة نشرهذا الكتاب الذي اعتبره كنز لا يعوض بمال ..
 واامل من سيادته اذا قام باعادة نشر الكتاب ان تبقى تلك المعلومات القيمة التي خرزها وسطرها والده في كتابه القيم وتبقى تلك الملاحظات القيمة كذلك التي اوردها سيادة المطران على الكتاب .. لكي تبقى الحقائق التاريخية زاهية بوجه الساعين اليها من ابناء شعبنا .. ولكي لاتتلوث افكارهم ومعرفتهم الحقة بتاريخ شعبهم وامتهم  بالاباطيل والدجل الذي يسود زمنا الردى هذا من قبل الذي يسعون الى تحقيق مصالحهم على زرع تلك الاباطيل لتشويه حقائق التاريخ التي سعى والدكم الجليل المرحوم يوسف جمو في سردها في هذا الكنز الثمين .........
ومهما حاولوا المصلحيين والجهل تشويه تاريخنا فالشمس لا تحجب بغربال ..
والى حلقة اخرى لقرى شعبنا في سهل نينوى ................ 11 /2
يعكوب ابونا ...................................................... 6 / 4 /2007