المحرر موضوع: قطيعة ألكلدان وألأشوريين.. هل من حل ؟  (زيارة 1558 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنان بيداويد

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 6
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قطيعة ألكلدان وألأشوريين.. هل من حل ؟   
                     

 عنان بيداويد
                                                                                               

كنت قبل أسابيع منصرمة٬ قد كتبت مقالين سابقين في هذه ألسلسلة ألثلاثية ألقصيرة.. كان ألأول حول مظاهر ألفرقة وألقطيعة بين أبناء هذا ألشعب ألواحد من ألكلدان وألأشوريين وأشكالها٬ وكان ألثاني حول ماأعتقدتها أسبابا لتلك ألقطيعة وألتي أرجعتها الى عاملين رئيسيين٬ ديني (مذهبي) أولا٬ وقومي حضاري ثانيا.. حيث أحدث ألأنشطار ألكاثوليكي ألنسطوري ألشرخ ألأول وألأكبر.. ليليه ألثاني وألذي أخذ بالنمو وألظهور بعد تصاعد حالة ألنزوح ألى ألمدن ألكبيرة٬ وماترتب على ذلك من تباين مدني حضاري وقومي..
وقد تلقيت - وكأي كاتب مقال - ردودا عدة حول ألمقالين ألسابقين.. وألمستغرب أن جلهّا تحدث عن ألعزل ألمذهبي فقط لاغير٬ وأهمل ألأسباب ألأخرى.. هذا ألعزل ألذي لا أنكر أنه أحد ألمسببين ألرئيسيين٬ لابل ألسّباق لتلك ألعزلة.. لكنه ليس ألوحيد في ذلك .
 ومتى ما كان ألأمر كذلك٬ فدعني أقول فيه شيئا٬ هذا ألعزل ألمذهبي٬ أو في إيجاد ألحلول له.. وألذي لارؤية واضحة لي فيه٬ أو ليس كمن كان مثلي (وأنا ألعبد ألفقير ألى ألله) أن يعرف ألسبيل أليه.. فحل معضلة كهذه لن يأتي إلا على يد من أوجدها وكان ألمسبب فيها.. وهم رجال ألدين منا.. نساطرة وكاثوليك سواء.. فعليهم ألأضطلاع بها٬ وهم من تقع عليهم هذه ألمهمة.. (فأهل مكة أدرى بشعابها).. وألحل فيها سيتطلب تضحيات جسام٬ لاطاقة لكل من كان عليها.. تضحيات جسام قد تهز عروشا.. وهذا ألذي يفسر حالة ألعزوف عنها.. عروشا أنبأت ألأحداث في أنها أطيب مقاما من سكنى ضمير منصف جبار٬ وأثمن قدرا من شعب تاهَ في أرض ألله ألواسعة.. عروشا لن يستطيع ألتخلي عنها إلا ألذي كان قدره أن يكون شفيعا لهذه ألأمة وقديسها ألمطوّب.. فأين تراه ألآن هو؟.. (حيث ألحصاد كثير وألفعلة قليلون.. فأطلبوا من رب ألحصاد أن يرسل فعلة ًالى حصاده) .
 ويدور همس بأن ألأيام حبلى بمشروع جرئ كهذا٬ فطوبى لمن جدّ في ذلك وسعى.. وأبناء هذا ألشعب ألمسكين ألمنقسم في ترقب وأنتظار ذلك ألقادم .
  وحين نفيق من حلم ألأسطر ألسابقة٬ نعود ألى واقعنا ألمعاش يوميا.. حيث ألعزلة ألقومية٬ ألسياسية ألأجتماعية ألثقافية.. وحيث ألحل يصحّ كثيرا إن أسميناه (دعوة الى ألحل).. تلك ألدعوة ألتي قد تظهر ساذجة.. لكن ألسذاجة كانت دوما هي ألأقرب ألى ألقلب.. لأنها ألأصدق .
  وقد كثر ألحديث (وعلا أللغط) في ألسنين ألأخيرة حول ترنيمة (الوحدة ألقومية).. وألتي ألهبت فينا حماسا كبيرا.. تلك ألترنيمة ألتي أتينا بها معنا٬ ضمن أمتعتنا٬ وألتي أوحتها لنا شعارات كانت تغرق ألشارع ألعربي.. ذلك ألذي قدمنا منه٬ وألذي لا تزال أثاره عالقة فينا.. فعبارات (ألوحدة ألعربية)٬ و(أمة عربية واحدة)٬ و(ألأتحاد ألعربي)٬ وكثير مثلها٬ وألتي وجدت أصلا للدعوة ألى وحدة (ألأقطار) ألعربية٬ وألتي ما دعت يوما ألى وحدة (ألأقوام) ألعربية٬ فالعرب نظروا دوما ألى أنفسهم كقومية واحدة٬ رغم فروقاتهم ألهائلة.. وبالتالي فقد سكنت تلك ألشعارات منطقة أللاوعي فينا نحن.. فأستمرأنا أستعمالها٬ لأنها كانت طبخات جاهزة٬ لم نتعب أنفسنا في إعدادها أو ألغور في مكنوناتها.. وكان أستعمالا فجا٬ً ذلك ألذي لم يعمل إلا على تعميق ألهوّة بيننا (كلدانا وأشوريين)٬ لأنه كرّس مبدأ ألقوميتين ألمنفصلتين ألمختلفتين وألمحتاجتين لأن تتحدا.. 
  فعلينا وألحالة هذه٬ نبذ ألدعوة تلك.. فالقوم ألواحد٬ ليسوا بحاجة ألى (وحدة قومية)..
 أما سعينا ألحثيث لمعالجة مشكلة ألتسميات وتوحيدها.. فنكون كالذي يعيد طلاء بيته لأصلاح خللا في أسسه.. لأن ألتسميات (ألكلدان وألأشوريين)٬ ماهي إلا ألناتج ألعرضي ألذي أفرزته ألمشكلتين ألرئيسيتين٬ كما أسلفت في مقالي ألسابق لهذا٬ وبالتالي فهي ليست ألمشكلة.. لكننا خلقنا منها واحدة. فأبناء بلاد مابين ألنهرين ألقدامى٬ تصح فيهم ألتسميات ألأكدية أو ألأشورية أوألكلدانية٬ لابل هي حق لهم٬ يتمتعون به أنىّ شاؤوا.. حيث أن لغتهم ألمحكية هي خير دليل على ذلك٬ وإن ترجّحت كفة ألتسمية ألأشورية لوقوف ألعامل ألجغرافي قويا ألى صفها..
 وحين لانملك عصا سحرية.. فالدعوة ألى ألحل بالتالي وببساطة ستكون.. ألى كل منظماتنا ألسياسية لأستخدام ألتسميات ألكلدانية وألأشورية مجتمعة٬ وألى كل أنديتنا ألأجتماعية وبدون أستثناء٬ قبول ألكلدان وألأشوريين أعضاءا فيها على حد سواء.. والى كل تجمعاتنا وبكل أشكالها٬ أن تشمل ألفئتين ألكلدانية وألأشورية في دعواتها.. وسيكون هناك (فرح عظيم في ألسماء) حين تكون هناك دعوة للصلاة معا كلدانا وأشوريين أينما كان.. إذ حينها سيكون عيد ميلاد حقيقي.. كالذي أوصى به ألمسيح٬ إذ قال (فإن قدمت قربانك الى ألمذبح٬ وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك٬ فأترك قربانك قدام ألمذبح وأذهب وأصطلح مع أخيك٬ وحينئذ تعال وقدم قربانك)..
 وحينها ستطل تلك ألبادرة برأسها (وألبادرة هي ألنبتة ألصغيرة).. تشق ألأرض٬ وينبثق وجودها.. ويستقيم عودها.. وسيضرب جذرها عميقا في أرض كانت قد أجدبت.. وصدور قد أوغرت.. وقلوب قد أقفرت.. وليبدأ معها عهد جديد.. ذلك ألذي سيكون هو حلا حقيقيا٬ وألذي لن يأتي سريعا مرتجلا.. فمحو قطيعة خمسمائة عام لن يأتي على صهوة مؤتمر٬ أوديباجة مقال٬ أو ألعثور على حل سحري لطلسم ألتسميات.. بل هو عمل دؤوب طويل.. علينا ألبدء به ألآن.. مخلصين وبنكران ذات.. وإن بدأنا فبأنفسنا أولا..
 ذلك هو حل..
  وكم كانت أمنيتي في طرحي كله٬ أن لا أمس شعور أي كان بأذى.. تلك ألغاية ألمستحيلة٬ وألتي لن يدركها أبدا من آثر أن يجعل ما أعتقدها حقيقة٬ وألتي قد لاتسرأحيانا٬ هي ألأسلوب وألمنهج .
وختاما.. أمنياتي من ألقلب لكم جميعا٬ كلدانا وأشوريين بأن تؤمنوا حقا بأنكم شعب واحد واحد.. وحينها فقط ستكونون كذلك .

                                                                                         ديترويت
                                                                                  March/ 20/ 2007