المحرر موضوع: الكابتن احمد جاسم .... ودردشة على مائدة رمضانية في عمان  (زيارة 1012 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نمرود قاشا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 407
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكابتن احمد جاسم .... ودردشة على مائدة رمضانية في عمان
كتابة : نمرود قاشا
احمد جاسم السامرائي , مواليد 4 أيار 1960 , 0 من الحراس الذين حفروا لهم اسماً في ذاكرة الكرة العراقية مع الجيل الذهبي الذي حقق كل شيء للعراق بما فيه التأهل لأول مرة الى كأس العالم ,  لم يحصل على البطاقة الحمراء طيلة مسيرته  كلاعب في الدوري العراقي أو المنتخب الوطني ,  لعب ل (18) موسماً في الدوري العراقي ، وكذلك لأكثر من (50) مباراة دوليةٍ مع المنتخب العراقي .
وشق طريقه بثبات نحو النجومية لاعبا ومدربا لحراس المرمى , عمل مع المنتخب العراقي فترة ليست بالقصيرة وحقق معه انجازات لازالت الجماهير العراقية تتغنى بها , بعدها احترف مع فريق النشامى , مدربا للفريق الوطني الأردني ( حراس المرمى ) , وفريق نادي الوحدات .
إنسان بسيط , طموح , عنيد وصبور , يؤمن بقضاء الله هذا ما اكتشفته عنه خلال الفترة القصيرة التي جمعتنا معا على مائدة إفطار رمضانية , عن طريق  صديق له " بهنام ككا " رافقه في الملاعب الشعبية في سبعينات القرن الماضي في بغداد , ولأنه  وجد بان الرياضة " ما توكل خبز " فاختار الأعمال الحرة وقد كان متميزا فيها .
صفاته أعلاه يجب أن يتحلى بها كل حراس المرمى , فهم طموحون بان لا يخترق احد مرماهم وعنيدون وصبورون ان تبقى ساحتهم نظيفة أبدا ,لهذا بين عامي  (88-89)  لعب احمد جاسم 14  مباراة دولية  سجل ضده خلالها (7) أهداف فقط ..أي بمعدل نصف هدف في المباراة  , أذن كيف لا تريده أن يكون عنيدا وصبورا .
**  رمضان مبارك عليك أيها الكابتن الجميل , أقول جميل ليس فقط بالحسن وإنما جمال الروح وطيبتها , وأنت لا تشبه احمد جاسم الأسد وهو يقف بين الخشبات الثلاثة   وهو يدافع عن عرينه وينفعل جدا مع صيحات الجمهور كلما اقترب " العدو " الى شباكه , وهو يردد احمد ,  احمد  , احمد ...فوضعيتك في الساحة لا تشبه أبدا وأنت  على يميني  تحمل  كل  الطيبة والجمال والهدوء .
سعيد جدا وإنا مع نخلة عراقية شامخة ونهرا صافيا اختلطت قطرات عرقه مع هذا الصفاء ليشكلا وطن نحلم به , وطنا نغادره ولا يغادرنا , وليس وطنا ضاق بنا وغادرناه اضطرارا.
* كابتن احمد , نبدأ من حيث بدأت أنت , فريق 14 تموز كان محطتك الأولى في بداية السبعينات , بعد نصف قرن من مسيرتك الرياضية , ماذا يمثل لك هذا الفريق ؟
- نعم , فريق 14 تموز عام 1977 وكنا نسميه فريق جيفارا في شارع فلسطين - بغداد , وهو فريق محترم يلعب بالدوري يضم الشباب الموجودين في المنطقة وله جمهوره الكبير الذي يتابعه , في هذا الفريق تعلمت الكثير , وكان الأساس لنا في السلوك واللعب النظيف .

**  كنت حارس مرمى لفرق : الزوراء , الرشيد , النفط , الطلبة , والنجف ... لو طلبنا منك ان تضع توقيعك على واحد من هذه الفرق , لمن تعطيه ؟
- لكل فريق من هذه الفرق نكهته الخاصة به , 1977  كنت مع الطلبة , وكان اسمه فريق الجامعة  , وكان فائزا ببطولة آسيا في إيران , وعمري حينها لا يتجاوز ال 17 عاما , وكان د . جمال مدرب الفريق , وهو فعلا مدرسة تضمنا في فكلية التربية الرياضية في الكسرة , وهو بداية الانطلاقة الجماهيرية ولا يزال سنويا يؤكد  مقدرته ومن نجومه فلاح حسن وجلال عبدالرحمن .
نادي الزوراء ونادي الرشيد , كانا محطة قاسية كونهم يضمان افضل لاعبي المنتخب الوطني , وكانا أفضل ناديين في  الوطن العربي .
محطة  نادي النفط  كانت مثالية كونه حديث الصعود من الدرجة الثانية إلى الأولى ولديه ملاعب خاصة به وخلال اربع وخمس سنوات استطاع أن يجد له موطئ قدم في الساحة الكروية العراقية .
ثم عدت للزوراء مرة أخرى سنتين , واختتمتها بنادي النجف وكانت من أروع السنتين , ولكن لو سألتني عن أكثر الفرق تأثيرا , سأقول لك نادي الزوراء لأنه الأكثر تأثيرا وكان متسيدا للفرق العراقية في اغلب المواسم .
** منتخب  " ناشئة العراق " ( 1977 - 1979 ) وجودك مع  هذا الفريق أعطاك  دفعة قوية للوصول إلى فرق الدرجة الأولى ومن ثم المنتخب الوطني .
- ناشئة العراق بدأت معها عام 1977, وفي حينها لعبت لنادي الجامعة وكذلك لعبت لتربية الرصافة وكنت في عمر صغير ولم يكن هذا الفريق سببا في انطلاقتي .
** لو طلبنا منك أن تعرف هذه الأسماء بعدة  كلمات , فماذا تقول عنهم :
- عمو بابا : فخامة الاسم تكفي
جلال عبدالرحمن : حارس مشاكس ذكي
كاظم شبيب : اللاعب الذي يعجبني في الملعب وخارجه , له مواصفات رائعة
كاظم خلف : لم يستطع ان يؤخذ فرصته
فتاح نصيف : نال الشهرة في نهاية عمره الكروي
كاظم شبيب : أكثر حارس مرمى أحبه , لكنه غير محظوظ
حسين سعيد : لاعب كبير وهداف من طراز خاص
حارس محمد : لاعب كبير ومهاري ممتع
رعد حمودي : شخصية رائعة , قائد في الملعب
ناطق هاشم : شديد الغيرة ولا يقبل إلا بالفوز
** وما هي رسالتك لحراس المرمى , يا كابتن ؟
- رسالتي لحراس المرمى. ….. عمل حارس المرمى صعب شاق بدنيا ونفسيا وذهنيا لذا من الضروري أن يكون الحارس جاهزا دائما ولا يكتفي بوحدة تدريبية واحدة خلال اليوم. بصورة عامة حارس المرمى خلال 6 أيام في الأسبوع يحتاج إلى 9 وحدات تدريبية موزعة صباحا ومساءا بطريقة علمية صحيحة يراعي فيها مدرب الحراس ما يحتاجه حراسه في هذه التدريبات ومستوى الشدة والحمل التدريبي بالإضافة إلى الموازنة الغذائية وعمليات الاستشفاء. على حراس المرمى متابعة المباريات العالمية والاستفادة من كل صغيرة وكبيرة يراها في هذه المباريات. الطموح والرغبة وحدها لا تكفي ولكن يبقى الهدف الذي يريد أن يصل إليه حارس المرمى هو الأهم وعليه ولأجل ذلك أن يتعلم ويجتهد ويكون صبورا لأبعد الحدود.
** وماذا عن الغربة ؟
-  الغربة عندي ليس بالأرض وأنا لست بغربةٍ الآن من حيث المكان بل هي افتقادي لأناس أحبهم وقد ابتعدوا عني ولا مجال للقائهم إلا يوم يبعثون !!
** كان بودي أن يستمر الحديث مع الكابتن احمد جاسم , ولكن حان وقت الفطور , وقد امتلأت المائدة بالسمك والمشوي العراقي , فلا بد من تأجيل الكلام  , أو التحدث بأمور أخرى حياتية قد لا تكون الرياضة قريبة منها , ولكننا نتحول عليها شئنا أم أبينا وقد أصبحت تجري في عروق محبيها .
عرفت خلال الجلسة بان الكابتن فقد اثنين من أشقائه من خلال حوادث العنف في بغداد مما اضطر عائلته إلى تتخذ من الموصل مستقرا مؤقتا لها ضع الغير طبيعي في وطن عشقناه ,غادر جاسم إلى عمان ليتخذها مستقرا مؤقتا له , ليكون رقما آخر في دوائر الهجرة , واقفا على رصيف رياضية الانتظار وهو يعمل في المؤسسات الرياضية الأردنية  .
احمد جاسم يتألم كثيرا مما أصاب الكرة العراقية من أمراض السياسة , فلهذا جاءت بعض النتائج سلبية , وفي هذا الموضوع كتب على صفحته الشخصية في الفيس بوك يقول " نتألم لنتائج منتخبنا الوطني لأننا شعب يحب بل مهووس بكرة القدم ولأنها ومنذ الاحتلال اللعين أصبحت متنفسا لجمهورنا الرياضي وكل شعبنا الكريم ..... بعد كل إخفاقه نحتج ونطالب ونهاجم ونريد إسقاط الرؤوس المسئولة وتصحيح الأوضاع للعودة بكرة القدم لمسارها الصحيح ....... دائما ردود الأفعال تأتي متأخرة ويكون الفأس قد وقع على الرأس .... مشكلتنا إننا أصبحنا طوائف وفرق في كل شيء ونستطيع أن نرى الخطأ بسهوله ولكن نعمي أعيننا أمام مناصرة أو جهل أو غباء " .
لأنّه ومنذ اعتزاله اللعب ، كان طموحه أن يعمل في حقل التدريب ، خادماً لبلده أولاً ومن ثم تكوين بصمته الخاصة ليقول للآخرين أن المدربين العراقيون قادرون على العطاء حال توفّر الأرض الصالحة لطرح ما لديهم .. نجح مع الكرة العراقية وتبع ذلك نجاحات مع الكرة الأردنية .
الآن لم يعد هناك بلد لم يزره إلا القليل والكثير من الحضارات والثقافات شاهدها , عشرة سنين في الأردن , خمسا منها مع المنتخب الوطني الأردني .
بعد حوالي الساعتين مع هذا النهر العراقي الصافي , أفضل المدربين العراقيين والعرب وأصبح من الأفضل على المستوى الأسيوي عندما أشرف على الحارس نور صبري وحصل معه على لقب بطولة آسيا عام 2007 مع الجيل الذهبي , هذا هو احمد جاسم الكابتن والإنسان .
وخلال حوارنا مع الكابتن احمد جاسم كان اللاعب نشأت أكرم  أحد أبطال  المنتخب الأولمبي الفائز بالمركز الرابع لأولمبياد أثينا عام 2004 والفائز بالوسام الذهبي لألعاب غربي آسيا في الدوحة عام 2005 وكان أخر إنجازاته الفوز بكأس آسيا عام 2007 فضلا على تتويجه بجائزة أفضل لاعب دولي في آسيا عام 2009، وجاءت آخر مباراة رسمية له مع المنتخب العراقي أمام عُمان في عام 2013 , ويبدو انه اتخذ من الأردن محطة له .
** لم يبق أمامنا إلا أن نقول لكم , شكرا لأنكم وافقتم على أن نكون ضيوفا لمائدتكم , رمضان مبارك عليكم , مع تمنياتنا أن تكون في دائرة الضوء دائما نخلة عراقية شامخة , تمنح الحب والدفء للآخرين , وووومع السلامة .