المحرر موضوع: ريح صرصر عاتية  (زيارة 740 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رسل جمال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ريح صرصر عاتية
« في: 20:35 22/06/2017 »
ريح صرصر عاتية
رسل جمال

للانفتاح ثمن باهظ، ربما يجعل البعض منا يترحم، على ايام الظلام والتعتيم، الذي كان مخيمآ على سمائنا، وبالاخص لو كان انفتاحآ، اهوج وعشوائي، قد يكون ربح من جهة اﻷ انه خسارة كبرى من جهة اخرى.

اذ يصبح اشبه بمسرح بأدارة الشيطان، يتبارى به  بعض بني البشر، لاستعراض قدراتهم الدنيئة، أيهم اسرع في نشر فضيحة اخيه، وهتك عرضه.

هذا ما نشهده اليوم، من انتشار مخيف لتلك الظواهر على مواقع التواصل الاجتماعي، اذ تطفو على السطح، بين فترة واخرى "حادثة" سرعان ما تنتشر في صفحات الفيس بوك، كالنار بالهشيم.

اذ اصبحت سنه المتفاعلين، على هذه المواقع، ايجاد فضيحة اخلاقية، والامعان بنشرها على اوسع نطاق، وبأسرع وقت ممكن.

ان تقوم بنشر او المساهمة بنشر تلك الامور، ولا تعمل على اخماد تلك النار، اعلم انك القادم، فالحياة قصاص ولسنا بملائكة ، يكفينا قوله تعالى" بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القي معاذيره" .

بغض النظر عما نشر، ولست بصدد الدفاع عن اصحابها، بقدر الوقوف على ظاهرة، "المسابقة والمشاركة بنشر الفضيحة"، فاذا اصبح عدد الاعجابات" اللايك" والتعليقات هو سقف طموح، البعض فهذة كارثة كبرى، وان يضرب بعرض الحائط كل الاعتبارات الاخلاقية، والانسانية، اضف الى ذلك روحانية ما نعيشه من ايام مباركة، فقط من اجل نشر فضيحة ما.

انه انحدار حاد ومأساوي، بمنظومة اخلاقية، للمجتمع "فالمجتمع المنشغل بالتنقيب عن عيوب بعضه البعض، هو مجتمع متأكل من الداخل، يسهل تقسمه الى دويلات، ولا نبالغ ان قلنا قد يصبح بغضون سنوات بخبر كان" اذ ارتباط الامم الانساني ليس بما تبنيه من حضارة صماء، بل البناء يرتفع بالاخلاق! انما الاخلاق مابقيت، فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.

ان الملفت ان البعض يتبارى ويتسابق بنشر الفضائح، ويتعامى عن النماذج المشرقة، بل ويجتهد بأخفاءها، هنا السؤال لماذا نفتخر بل ونجهد انفسنا بنشر السيئات، ونتجاوز عن الحسنات.

فهناك شباب منتج، ونخبوي، ومثال مشرف يحتذى به، لا ارى اهتمام يذكر بهم او بتسليط الضوء  على ما ينجزونه من اعمال، واختراعات، اذ اصبحت تلك الامور لا تثير الذائقة العامة مع الاسف!

اخشى القول، اذا لم تتخذ الحكومة اجراءات حقيقة، لمثل هكذا جرائم الكترونية، تعيث بالارض وبالعقل خراب، ففي غضون بضع سنون، نجد انفسنا على اعتاب جيل، لا يملك اي وازع او رادع ديني، او اخلاقي، يمنعه من نشر الرذيلة، والتفاخر بها.

جيل يلعب الهاتف الذكي، بمقدراته، واعرافه، وتقاليده!