المحرر موضوع: تجري الرياح بما لاتشتهي السفن  (زيارة 614 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صادق الهاشمي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 803
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
بقلم: صادق الهاشمي
في كل مرحلة من مراحل الحياة عبر الازمان فترات تهز كيان المجتمع البشري في بقاع العالم  وفِي منطقة معينة ينهض حتما مفكر أو فيلسوف أو الأصح بعض المفكرين والفلاسفة ينادون بمبادى يعتبرونها أساسا لاصلاح المجتمع الذي اعتراه الخلل ويجب النهوض ب مجتمع فاضل أو أفضل من الواقع على الأقل... فعلى سبيل المثال كان الوضع المضطرب الذي عرفته(( أثينا )) في الرابع قبل الميلاد هو الذي حدا بأفلاطون ان يكتب (( الجمهورية)) ................
وانحلال السلطة العباسية ابتدا في القرن الثالث الهجري- العاشر للميلاد-  هو الذي حدا بالفيلسوف العربي الفارابي ان يكتب(( آراء أهل المدينة الفاضلة))  والظروف التي دفعت كل من هاتين الفكرتين لهذين الفيلسوفين الى محاولة إصلاح مجتمعهم في ظروف متشابه حسب وضع كل من المجتمعين النمساوي والعربي.................
والمصدر الذي رجع الية كل من أفلاطون والفارابي ليستقي منه المبادى التي يجب ان يقوم عليها المجتمع الفاضل هو مصدر متعال على البشرية... والطريق المودي اليه هو طريق العقل المجرد من كل نزعه(( انانية))  اذ الهدف هو إصلاح المجتمع بكامله ... أفلاطون والفارابي فيلسوفان سياسيان اجتماعيان بامتياز على مااعتقد فلسفتهما في هذا الميدان فلسفة مثالية يتوقان الى تحقيقها ولكنهما في نهاية المطاف يرجعان الى الواقع الأليم المتشرذم... ويشاهدون بحسرة بالغة ما يناقض تماما ماكان يتمنيانه من تطبيق نظرياتهم السياسية والاجتماعية.. كما كان يتمنى الفيلسوف الكبير(( المتنبى)) فنتابه الضجر والملل بسبب الانحلال السياسي في عصره الذي كان يطلق علية في حينه (( العصر الذهبي)) تمجيدا لملوكه وامراءه  مما اضطر للقول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه...................... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن