فلاحو الشيخان يشكون صعوبة تسويق محصول الحنطة وتأخر مستحقاتهم
13 حزيران 2013، مركز لاستلام الحنطة (سايلو)، تصوير كركوك ناو
كركوك ناو – مهند السنجاري
تزامناً مع موسم الحصاد، تعالت اصوات عدداً من الفلاحين في قضاء الشيخان، تشكو من عدم استلام مستحقاتهم من ثمن محصول الحنطة للأعوام السابقة، وامتناع سايلو الشيخان عن استلام محاصيلهم هذا العام بالشكل المطلوب.
السايلو من جانبه اكد ان هناك تعليمات صدرت هذا العام تنظم عملية استلام المحصول.
وقضاء الشيخان ( 60كيلومترا شمال مدينة الموصل) ومركزه مدينة عين سفني على مدى قرابة ثلاثة اعوام الماضية تعرض لهجمات تنظيم الدولة “داعش” التي فشلت من السيطرة عليه.
وقال الفلاح شيخ محمود، من مجمع مهد التابع لقضاء الشيخان لـ(كركوك ناو)، “هناك بطئ في استلام محصولنا من قبل ادارة سايلو قضاء الشيخان، وهذا ما يثقل كاهلنا بأجور شاحانات نقل المحصول التي تبقى لايام طويلة في طابور التسليم الى السايلو”.
وأضاف ان العديد من للفلاحين اضطروا الى التوجه إلى سايلوهات أخرى مثل سايلو بازوايا لتسويق محاصيلهم وهذا “يزيد من تكاليف النقل وايجار سيارات الحمل”.
وشدد في حديثه، ان “ادارة سايلو الشيخان ترفض استلام محاصلينا بحجة انها لا تتوافق مع معايير ونظام الاستلام المعتمد في تسويق المحصول”.
من جهته، اكد مدير سايلو الشيخان طيب طاهر حسن لـ(كركوك ناو)، ، ان تعليمات هذا العام وضعت معايير محدد في نوعية الحنطة، حيث تصنف الى ثلاثة درجات، وهذه “التعليمات تشير إلى رفض استلام الحنطة المصنفة ضمن الدرجة الثالثة”.
واكد حسن ان هذا العام للأسف 75% من المحصول صنف من حيث النوعية الدرجة ضمن الدرجة الثانية او الثالثة، على العكس تماما من العام السابق.
ويعرف عن قضاء شيخان كما اغلب مناطق سهل نينوى بزراعة الحنطة، التي تزرع بطريقة ديمية أي تعتمد على سقي بواسطة مياه الامطار، او مروية بالطريقة الاعتيادية.
وفي تصريح اخر، وقال عضو الجمعية الفلاحية في قضاء الشيخان عيدو سليمان لـ(كركوك ناو)، ان “الواقع الزراعي في مناطق قضاء الشيخان في تراجع ملحوظ بسبب الاهمال وعدم ايلاء الاهتمام بالواقع الزراعي ودعم الفلاح”.
وأوضح أبرز المعوقات التي تواجه الفلاحين، هي “عدم صرف صكوك تسويق محاصيلهم للعامين الماضيين”، مؤكدا ان “عام 2015 تم صرف 50% من ثمن محصولهم اما عام 2016 فقد تم صرف 37% من ثمنه فقط”.
وأشار سليمان إلى ان الفلاح في مناطق قضاء الشيخان يعاني من بطئ في ألية التسويق وهذا ما يضطر به الى زيادة تكاليف نقل محصوله للسايلو، حيث في بعض الاحيان تبقى شاحنات النقل لـ”اكثر من اسبوع في طابور الاستلام وهذا ما يثقل كاهل الفلاح”.
من جهته، وضح مدير السايلو طيب طاهر حسن، ان “السايلو يعاني منذ ثلاثة اعوام من ضغط اكثر من طاقته في استلام محاصيل الفلاحين بسبب بتسويق محاصيل الفلاحين من اغلب المناطق في سهل نينوى بعد احداث داعش التي عصفت بالمنطقة، وحالت دون تمكن الفلاحين من تسويق محاصيلهم الى سايلو بازوايا في ناحية بعشيقة وبقية المناطق في سهل نينوى”.
واستطاع تنظيم داعش من الاستيلاء على مناطق عديدة في سهل نينوى مثل بعشيقة وتلكيف وغيرها في شهر اب 2014، ومنذ ذلك التاريخ توقفت السايلوهات في تلك المنطقة عن استلام الحنطة من المزارعين.
وأضاف حسن ان “ما لا يدركه الفلاح في الوقت الراهن باننا مقيدين باستلام كميات محددة قررتها وزارة التجارة في حكومة المركز، حيث اضافت حصة الشيخان الى حصة اقليم كوردستان فاجمالي حصة الاقليم من الاستلام تبليغ 442.705 طن وتبلغ حصة محافظة دهوك 55.981 طن من ضمنها قضاء الشيخان”.
وشدد في حديثه، “نضطر الى استلام نصف الكمية 50% مقارنة مع الاعوام السابقة”
.
13 حزيران 2013، سيارات محملة بالحنطة تنتظر امام مركز لاستلام الحنطة (سايلو)، تصوير كركوك ناو
اما بخصوص مستحقات الفلاحين، قال حسن: هذا تقرره حكومة المركز بالتنسيق مع حكومة الاقليم، ونأمل ان يتم فتح بقية سايلوهات محافظة نينوى ومناطق دشت الموصل لرفع الضغط عن سايلو شيخان، وايضا لأجل تسهيل تسويق محاصيل الفلاحين اسوة بسايلو بازوايا في ناحية بعشيقة الذي باشر في استلام المحاصيل من الفلاحين.
وقضاء الشيخان كان من اكثر المحاور سخونة واكثر المحاور التي تعرضت لهجمات مسلحي تنظيم داعش الذين فشلوا في احتلال القضاء، بسبب موقعه الجغرافي المطل على مناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم ومنها ناحية بعشيقة.
ويتالف سكان القضاء من نسيج اجتماعي يضم الايزديين والمسلمين والمسيحيين ومن مختلف القوميات، وهو ضمن المناطق المتنازع عليها، لكنه يخضع منذ عام 2003 لسلطة الاقليم ولكن جميع المؤسسات الحكومية تابعة اداريا لمحافظة نينوى.
