من آدب النزوح
مقاطع على أعتاب الظلام
د. بهنام عطاالله
أشجارنا تنفض كل يوم أوراقها
فيتساقط معها الشهداء ثمارا ً
شهداؤنا لا مواسم لهم
لأن كل الأيام أصبحت
مواسم للرحيل
وتلك الباقات من الصبيات
ما زلن يمرحن كالملائكة
مع زقزقات الحمام
متجهين نحو السماء
***
خلف الحاسوب
جلس الشاعر
ماذا يفعل؟
لا يدري!
ربما يبدأ بكتابة سيرته الذاتية
تلك التي رسمها فوق طرق متربة
ثم ...دنسها الغزاة بأقدامهم
* * *
يتأرجح الموت على أعتاب الرحيل
يلملم ما تبقى من خواصي
يسرد كل أخطائي
بخاتمة ترتعش من التأنيب
خواصي التي لا أعرف معناها
مثل ابوة متأرجحة
فوق أقاصي الجبال
تلك التي إستقبلت نور الأبدية
وغسلت شوارعنا بالرماد والأسى
وتلك النايات المتخمات بالحنين
فهي ما برحت تصمت عند الرحيل
وتترك أثرها بعد حين
معلقة أذيالها على أطراف القصيدة
***
بعد كل فاصل تلفزيوني
تعود المذيعة الى الشاشة
والشهداء لا يعودون
حينها إنطفأ وجدان العالم
ومر الظلام من هنا
ختم على أفواههم
لا وقت للحب بعد الآن
فمتى يخرج من أبراج المدافع زهوراً ؟
ومتى يخرج من فوهات البنادق حباً ؟
***
رهائن ينتظرون الموت عند الحدود
سجون خالية من الضمير
زعماؤنا نائمون في القمم
أحلامهم سعيدة
وأحلامنا كئيبة
فالباء بائي
والعين عراقي
وهم بين الباء والعين
يهرعون باتجاه الحدود
بلا أقدام
***
عندما طلبوا من الأطفال
نطق الشهادتين
رددوا ببراءة
أبانا الذي في السماوات
ليتقدس إسمك
ليأت ملكوتك
لتكن مشيئتك
حينها إنهمرالرصاص
على أجسادهم الغضة
فطارت أرواحهم مع الملائكة
باتجاه السماوات
* نشرت في جريدة سورايا العدد (62) الأحد 4 حزيران 2017.