المحرر موضوع: العبادي يصطدم بعصيان الحشد في المنعطف الأخير من حرب داعش  (زيارة 1278 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
العبادي يصطدم بعصيان الحشد في المنعطف الأخير من حرب داعش
اقتراب الحرب على تنظيم داعش في العراق من نهايتها، وبدء التفكير في مرحلة ما بعدها، يؤذن بقرب افتراق المصالح بين أطراف شيعية عراقية خاضت تلك الحرب جنبا إلى جنب لكن بخلفيات متعدّدة وأهداف مختلفة، وهو ما بدأ يتجّلى في توتّر العلاقة بين رئيس الوزراء حيدر العبادي المحسوب ضمن معسكر “الاعتدال الشيعي” وكبار قادة الحشد الشعبي المحسوبين على محور التشدّد الإيراني.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/06/29،]

العامري يرأس دولة إيرانية داخل الدولة العراقية
بغداد - تمر العلاقة بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وقيادات الحشد الشعبي بمرحلة توتر، سلطت الأضواء عليها تصريحات متشنجة تبادلها الطرفان خلال الأيام القليلة الماضية.

وكما توقع المراقبون، فإن اقتراب القطعات العسكرية العراقية من استعادة كامل مركز مدينة الموصل، وبدء الحديث عن تحضيرات عملية استعادة تلعفر، سيضعان العبادي في مواجهة الحشد الشعبي، إذ تتقاطع مقاربة الطرفين لعملية استعادة القضاء الذي كانت تسكنه أغلبية تركمانية شيعية.

وخلال شهر رمضان المنقضي، صرح العبادي بأنه وجه الحشد الشعبي قبل أربعة شهور، بتحرير المناطق المحيطة بتلعفر، وانتظار الأوامر بشأن خطة اقتحام مركزه، لكن قادة الحشد اختاروا الذهاب في طريق آخر، في إشارة إلى وصول الحشد إلى مناطق الحدود بين العراق وسوريا، ومحاولته بسط نفوذه على مساحات واسعة منها تنفيذا لخطّة إيرانية تقوم على تأمين طريق طهران سوريا عبر العراق، وهو ما أغضب شخصيات بارزة في هذه القوة التي يفترض أنها تخضع للقائد العام للقوات المسلحة، هو العبادي نفسه، ولكن فصائل نافذة فيها لا تخفي ولاءها للمرشد الإيراني علي خامنئي.

وقال العبادي، أمام صحافيين دعاهم إلى مكتبه لتناول وجبة إفطار، أواخر رمضان، إنه أصدر توجيهات عسكرية لقوات الحشد الشعبي بمحاصرة قضاء تلعفر وتحرير المناطق المحيطة، لكن الأوامر لم تنفذ.

وأكد العبادي أن “قوات الحشد لم تنفذ الخطة المتفق عليها التي تتضمن تحرير المناطق المحيطة بقضاء تلعفر حيث صدرت لهم الأوامر بذلك منذ أربعة شهور لقطع إمدادات داعش من سوريا”.

وتابع “أنا أعرف لماذا لم تتحرك بعض قيادات الحشد على هذا المحور. وعندما أبلغتهم بأنني أعرف التزموا الصمت وذهبوا باتجاه آخر”، في إشارة من رئيس الوزراء إلى معرفته بخطة الحشد الأساسية، وهي الوصول إلى حدود العراق مع سوريا لتأمين طريق بري يصل إيران بالبحر المتوسّط عبر الأراضي العراقية.

وتمكّنت قوات الحشد الشعبي من الوصول إلى الحدود السورية نهاية الشهر الماضي، لكن ظهور قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني مع مقاتلين أفغان في المنطقة الحدودية التي وصل إليها الحشد، أثار جدلا واسعا في بغداد بشأن نوايا الحشد الشعبي والدوافع التي تحركه وهل هو موال لبغداد أم طهران.

ويقول مقربون من العبادي إن رئيس الوزراء يلتزم باتفاق أبرمه مع أطراف عراقية وعربية ودولية بشأن الامتناع عن السماح للحشد الشعبي بدخول قضاء تلعفر، خشية تجاوزات متوقعة بحق السكان الموجودين فيه، والذين ينتمون في معظمهم إلى الطائفة السنية، بعدما نفّذ تنظيم داعش عملية تطهير ممنهجة ضد السكان الشيعة فيه، قتلا وتهجيرا.

خلاف العبادي مع الحشد قد يصل إلى صدام مباشر بين أجهزة الدولة والميليشيات مع اقتراب موعد الانتخابات العامة
ويقول العبادي إن “قضاء تلعفر ستدخله القوات العسكرية الرسمية حصرا”، بعدما كان من المفترض أن تعزز قوات الحشد الشعبي انتشارها في المحيط المرتفع حول تلعفر.

ولم يتأخر رد الحشد على العبادي كثيرا، وتناقلت وسائل إعلام محلية سلسلة تصريحات لقيادات متوسطة الأهمية في الحشد، في هذا الشأن. لكن الرد الأوضح جاء على لسان هادي العامري زعيم منظمة بدر أكبر فصائل الحشد الشعبي.

وقال العامري، ردا على العبادي، إن رئيس الوزراء “وضع فيتو على دخول الحشد إلى مدينة تلعفر”، موضحا أن قادة الحشد حاولوا إقناع العبادي بأن تحرير المناطق المحيطة بالقضاء من دون دخول مركزه، سيعرّض قوات الحشد لخطر التعرض لنيران عناصر تنظيم داعش المتمركزين في تلعفر، وهو استنزاف لا يمكن تحمله. وأضاف “رجونا العبادي أن يتفهم الموقف، لكنه لم يفعل”.

واتهم العامري العبادي باستخدام “سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الحشد الشعبي”.

وقال إن “رئيس الوزراء يطلب مشاركتنا في تحرير الكرمة والصقلاوية، في الأنبار، لكنه لا يسمح لنا بدخول الفلوجة”.

وفي يونيو من العام الماضي، أثير جدل مماثل بشأن القوات التي يسمح لها بدخول مدينة الفلوجة، التي صنفت على أنها أهم معاقل تنظيم داعش في الأنبار، إذ منع العبادي دخول قوات الحشد الشعبي إليها.

ويقول العامري إن “العبادي قال اذهبوا حرروا البعاج، وهي منطقة سنية وفيها مدنيون (غرب الموصل)، لكن لا تدخلوا تلعفر، وهي منطقة شيعية سنية ولا يوجد فيها مدنيون”.

ويضيف أن “رئيس الوزراء في أحد الاجتماعات مع الإعلاميين يقول أنا قلت للحشد اذهبوا إلى تلعفر.. نعم قال اذهبوا إلى عملية تحرير تلعفر لكن مهمتكم تنتهي عند حدود المدينة، والأجهزة الأمنية هي التي تدخل المدينة”.

وأضاف “قلنا لرئيس الوزراء نحن مستعدون وطلبنا جيشا وشرطة لدخول المدينة، لكن العمليات المشتركة قالوا لا يوجد عندنا جيش وشرطة”.

وزاد “تحدثت مع رئيس الوزراء وقلت له إذا وصلنا إلى حدود المدينة ولا يوجد جيش أو شرطة، قطعا ندخل المدينة لأن من غير الممكن أن نبقى في تماس مع العدو ونتحمل الخسائر والدماء من دون أن ندخل”، مؤكدا أن العبادي “رفض دخول الحشد الشعبي إلى داخل تلعفر”.

ويرصد متابعون للشأن العراقي تصاعد التوترات بين العبادي والحشد خلال الفترة الأخيرة معتبرين أنّها مجرّد مؤشّر على طبيعة العلاقة التي ستجمع بين الطرفين في مرحلة ما بعد الحرب على تنظيم داعش.

وفي دليل واضح على هذا التوتر، تخلف العبادي عن حضور احتفال كبير، خلال رمضان، في ذكرى تأسيس الحشد.

ويقول المراقبون إن التقاطع بين العبادي والحشد الشعبي يسلط الضوء على أجواء التنافس الانتخابي المبكر داخل الخارطة السياسية الشيعية.

وبينما يُحسب رئيس الوزراء حيدر العبادي على “قوى الاعتدال الشيعي” القريبة من الغرب والولايات المتحدة، يصنّف الحشد ضمن لائحة “التشدّد الشيعي” المحسوب على المحور الإيراني.

ويتوقع المراقبون أن يأخذ هذا الخلاف أشكالا أوضح، وربما يصل إلى صدام مباشر بين أجهزة الدولة والحشد الشعبي، مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي المقرر في أبريل من العام القادم.

ويعتقد هؤلاء أن رئيس الوزراء العراقي ربما يصعّد من لهجته ضد أطراف قيادية في الحشد مستخدما سجل الانتصارات التي تحققها القوات العراقية في الحرب على تنظيم داعش.


غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
في الاخير سوف يتقاتل الحشد والجيش وسوف تضحك عليهم امريكا وايران . والخاسر الوحيد سيكون الشعب العراقي .