المحرر موضوع: نيراريات – 63 –  (زيارة 1174 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نينوس نيـراري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 127
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نيراريات – 63 –
« في: 21:03 29/06/2017 »
نيراريات – 63 –

بعد تفجير منارة الحدباء في الموصل على ايدي داعش , هل يستفيق الموصليون ويعودون إلى رشدهم كي يعلموا بأن الموصل ما كان يجب أن تُسمّى مدينة الحدباء , إنما مدينة الثيران المجنّحة .

خدعونا بقولهم : " سوف نحميكم ونحصد منكم الهمومْ "
واكتشفنا أنهم يغتالوننا ويزرعون فينا كلّ أنواع السمومْ
 والنتيجة أننا تشرّدنا وخسرنا أراضينا على وجه العمومْ


لنتحرّك وإلا قضيتنا في نينوى بعد داعشْ
 سوف تبقى معلّقة كالنقطة في آخرالهامشْ

بروكسل تغدر بنا للمرة الثانية ، المرة الأولى كانت في تموز-١٨- ١٩٢٦ عندما همّشتنا ورسمت الحدود الجديدة بين الدولة العراقية والدولة التركية بمباركة إنجليزية وألحقت مناطقنا التاريخية في حكاري إلى تركيا ، والمرة الثانية ستكون في حزيران - ٢٨ - ٢٠١٧ بالأساليب السياسية التي تهمّشنا وتسلب إرادتنا الحرّة بإخضاعنا إلى القوى الديناصورية التي تحاول بلعنا رويداً رويداً ، ولكن تاريخنا يشهد بأننا كُنا وسنكون عظمة مستعصية في حلق الذين يحاولون ذلك .

لم أكن قبلا بقوانين الحركة خبيرْ
وكنتُ أتسائل كيف الطيور تطيرْ
كيف الغيوم من غير أرجل تسيرْ
لم تكن القناعة تقنعني مهما يصيرْ
ولم يبهرني جوهر الحكمة المثيرْ
حتى التقيتُ بك بعد الجهد الكبيرْ
وصرتِ لي القدر المحتم والمصيرْ
 والحب الأعظم والأخطر من خطيرْ

إذا قالوا أنّ الكتاب المقدّس , أي الإنجيل والتوراةْ
هو لهم كتاب الحياةْ
أقول أنّ كتاب شِعري الذي سرق من مقلتيكِ الدواةْ
 هو لي كتاب الصلاةْ ...


الغابات التي زرعها الله في الطبيعة تصفرّ عند الشتاءْ
 والغابات التي زرعتها عيناكِ في عينيّ دائماً خضراءْ

هذه يدي اليمنى تتزحلق على شعركِ الطويلْ
كما تتزحلق قطرات المطر على سعفة النخيلْ
وهذه يدي اليسرى تلتفّ حول خصرك الجميلْ
 كالتفاف الأفعى حول الفريسة فإلى أين الرحيلْ


لجسدكِ حالاتٌ لا تُفسَّرُ وأغرب الصفاتْ
يخمدُ أحياناً أو يرشق شراراتْ
يتّحدُ بي كما النار بالجمراتْ
ويطلق كلاما غريب العباراتْ
هل هذا هذيان أم سطور من آياتْ
يعصرني ثمّ يتزحزح عني بغير اعتذاراتْ
 عندئذٍ أُؤيد نظرية العلماء بزحزحة القاراتْ

قبل الشِعرِ كنتِ أنتِ وكان القَلَمُ
 بعد الشِعرِ جئتُ أنا وجاء الأَلَمُ

وجهكِ حديقة نادرة تنمو فيها أطول الأشجارْ
تزحف نحو صحراء وجهي أهلا بأروع جارْ
أتعجّبُ ببركانكِ اللامرئيّ ، كلّ ساعة انفجارْ
وأنظر إلى نفسي ولا أرى  غير كتلة أحجارْ

تعلّمتُ منكِ فنّ العشق والشعر والسحرِ
وصرتُ أمشي حافياً على سطح البحرِ
 ولا أغرق إلا بين سكين ثغركِ والنحرِ

هذا رأسي , ما همّكِ إن كان ثلاثي الأضلاع أو رباعي
وهذا صدري , ما خوفكِ إن شدّكِ إليه بالعنف ذراعي
ألا ترينني مكشوف الوجه , كيف تطالبين بنزع قناعي
 وكيف تقولين من فمي لا يخرج شعرٌ , تخرج أفاعي

اسرعي ولا تكوني كالسلحفاة بطيئهْ
لا تخافي ولا تتردّدي , كوني جريئهْ
أنا معكِ لستُ أبحثُ عن صداقة بريئهْ
ثماري الطريّة تترعرع في كلّ بيئهْ
هذه نفسي أقداحها بالخمر والنار مليئهْ
لا تؤمني إذا قيلت لك يوما مقولة دنيئهْ
عشق الروح عفة وعشق الجسد خطيئهْ ...

هل أكون الرجل الأوحد لديكِ والأوّلْ
كيف تُقنعين عينيك في اختيار الأفضلْ
قد لا أكون جميلاً لكن بكِ أصير أجملْ
هل ستمزّقني شفتاكِ ولا أدري ما أفعلْ
ويكون قراري أن لا أرفض وأن لا أقبلْ
وأقفز حولكِ كالحصان المروّض وأصهلْ
وكلّ ساكن حولنا يتحرّك فجأة ويتزلزلْ
كيف لم أقرأكِ من نظرة , كم كنتُ أهبلْ
 وكم يعجبني أن تجيبي من قبل أن أسألْ ...

إذا كان الاستفتاء - كما يقولون - يُخرجنا من المنطقة الظلّية , أنا لا أعتقد أنه سوف يُدخلنا في المنطقة الضوئية.

همس الماء الصافي في أذن حبيبتي وقال: " ليتني كنتُ عينيكِ "
وتحدّث الورد الأحمر إليها وقال: " ليتني كنتُ شفتيكِ "
ولحّن النسيم الهادىء أغنيته وقال: " أتشرّفُ بلمس وجنتيكِ "
 وجاء دوري لأقول: " ليت قاريء الكفّ يقرأني في خطوط يديكِ " ..

أجسادنا أخشاب تحترق , نسرع إلى إطفائها فنلقي بها إلى نهر جارف لتغرق .

بدأ العقرُ يضرب عقولنا , أفكارنا لا تتناسل .

يا حبيبتي أنا بسببكِ مشحون بالقصائد الغزلية , أخشى أن أنفجر من تلقاء ذاتي فيُقال عني إرهابي ...

يا حبيبتي أنا بسببكِ مشحون بالقصائد الغزلية , أخشى أن أنفجر من تلقاء ذاتي فيُقال عني إرهابي ...


أقلامي مصنوعة من أشجار أهدابكِ , حبرها أمواج عينيكِ ...

فراشاتهم تخرج من الشرانق وتدخل فضاء الحرية , وفراشاتنا تخرج من فضاء الحرية وتدخل الشرانق .

في مقلتيكِ الحزينتين تضيءُ المصابيحُ
 تتلألأ فيهما السماوات وتتعالى التسابيحُ

نظراتكِ أحياناً مفرداتْ
لغتها تمحو كلّ اللغاتْ
ونظراتكِ دوماً طلقاتْ
 تغتالني في الطرقاتْ ...

أيتها القادمة إليّ في هدوء السحابهْ
أمطري فوقي واغسلي تراب الكآبهْ
 لكي يزهر في أحشائي برعم الكتابهْ ...

لا تحزني وأنا أتجمّدُ
ولا تفرحي وأنا أتورّدُ
 في الحالتين فيكِ أتوحّدُ

آخر أخباري يا حبيبتي , أنك لا زلتِ حبيبتي .

شهداؤنا شعراء يكتبون قصائدهم من داخل الحياة

لا تزعجوني هذه الأيام , أنا مشغول برسم خارطة محافظة وهمية سوف تُهدى لي ببالغ السرور.


كيف لا يلفّني الإحباط في هذا الزمن اللعين , سابقاً كنتُ أفرض على عدوّي صهيلي , لاحقاً يفرض عدوّي عليّ نهيقهُ .



أعجوبة أعجوبهْ
حقوقنا مسلوبهْ
قضيتنا مغلوبهْ
قراءتنا مقلوبهْ
مشنقتنا منصوبهْ
سفينتنا مثقوبهْ
وجوهنا مشحوبهْ
وضعيتنا منكوبهْ
 في دولة مركوبهْ



تستلذّين بنسج خيوطكِ حول جسدي كالعناكبْ
وأستلذّ بهذا التسلّط كما القراصنة على مراكبْ
إنطلقي إليّ وخلفكِ تنطلق مواكب بعد مواكبْ
لجمالكِ الحقّ في الوصول مترجّلا أو راكبْ
 أنا ابن هذه الأرض وأنتِ هابطة من الكواكبْ


وصفتُ قامتكِ على هيئة الشجرهْ
فانكسرتْ فوقي في سقطة خطرهْ
رسمتُ وجهكِ على مثال الشمسِ
فاحترقتْ ريشتي في أول اللمسِ
تصوّرتُ شكل عينيكِ كبحيرتينْ
فإذا بهما ترميان بوجهي سمكتين
حسبتُ شفتيكِ تستسلمان كالجلّنارْ
فهاجمتني من اليمين ومن اليسارْ
لما طليتُ فستانكِ بصبغة السماءْ
 إمتعض مني ومنكِ جميع الأنبياءْ


في السابق كنتُ أنهمكُ كالشعراء العرب في علل القوافي واختلال عروض الشِعرِ
 وتناسيتُ كم كان بالأولى أن تتعلّم يدي كيف تنهمك بمشط خيوط الليل بهذا الشَعرِ





يطول شَعركِ كما تطول سعفة النخيلْ
ويشرب لون الشمس من قدح الأصيلْ
يرفرفُ كالحمام ويُسمعني أحلى هديلْ
حروف شَعركِ لغة قراءتها قد تستحيلْ
ماذا سأفعلُ بهذا الشَعر الأنانيّ والبخيلْ
لا يثق بي ولا يتكرّم عليّ حتى بالقليلْ
إقتفيتُ أثره حتى أضاعتْ عيناي السبيلْ
السرّ في شعركِ أنه أجمل من كلّ جميلْ
هو متباه بنفسه مغرور للطاووس سليلْ
يقتل من يشاء ويمشي في جنازة القتيلْ
لشَعركِ أربعة رُسلٍ كما كان للأناجيلْ
رسول يسقيني نهرا وبعدها أبقى غليلْ
رسول يُسعفني بمسحة ويتركني عليلْ
رسول يدفعني للتعلّق برمشكِ الكحيلْ
ورسول يُقنعني ليس لشعرك أيّ مثيلْ
 يرحل الُرسلُ وأُصلبُ جيلاً بعد جيلْ ...

خمس مراحل يمرّ بها الذي يخون أمّته وهي كالآتي:
 من شاردٍ صعلوكْ ، إلى عبدٍ مملوكْ ، إلى حمارٍ منهوكْ ، إلى زبلٍ متروكْ ، إلى ديّوثٍ من....كْ .

يُعجبني فيكِ هذا الإنتشار السريع حولي مثل دوائر الماء ، ومثل دخان السجائر ، ومثل عبق الزهور في الربيع ، ومثل انتشار الطيور الشاردة في سماء وطني .


يتقاطع خطّا الطول والعرض في نقطهْ
 ونتقاطع أنا وأنتِ عشقاً في أروع لقطهْ

آه من أصابعكِ ، كيف تستغلّ الإنفلات الأمني وتلتفُّ حول رقبتي ثمّ ترغمني على الإنفلات .



ربّما تكونين قد نجحتِ في إرهاقي
وبرعتِ من قلبِ زورقي وإغراقي
ودفعتينني للفشل وأن أعلن إخفاقي
ثمّ سددتِ في وجهي مخارج أنفاقي
وتفنّنتِ في دوركِ بإطفائي وإحراقي
ولكن إعلمي يا لهفتي وتاج أشواقي
أنا السماء ، وأنتِ شمسي وإشراقي
 وأنا البحر وأنتِ لؤلؤة في أعماقي


كلّما كتبتُ استقالتي من قصيدة الغزل ، أعود مسرعاً لأشطبها وأكتب على وجنتيكِ استقالتي من الإستقالة .

أيتها الأنثى الضوئية التي أضاءتْ ليلتي كنبراسِ
هل جئتِ من أجل مبدأ الحوار أم مبدأ الإفتراسِ
من أيّ الأبواب دخلتِ ومَن دفعكِ إلى الإندساسِ
ملكتِ عقلي وكلماتي هي منكِ اقتباس في اقتباسِ
 رجاء كوني صريحة معي ، إني أقدم لكِ التماسي

تمرّدتُ على كتاباتي وأنا أقرأ أناشيد عينيكِ
وتحرّرتُ من عقدتي إذ رشفتُ رحيق شفتيكِ
وعدتُ إلى يديّ التي فقدتها قبل ظهور يديكِ
وتورّد بستاني بعدما طبعتِ عليهِ آثار قدميكِ
 وها أنا الحاضر غير أنا الأمس منكِ وإليكِ.

             *                 *                 *

نينوس نيراري   .  حزيران / 29 / 2017



متصل قشو ابراهيم نيروا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4729
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: نيراريات – 63 –
« رد #1 في: 00:05 30/06/2017 »

غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: نيراريات – 63 –
« رد #2 في: 02:45 30/06/2017 »
 روعة في روعة لكل سطر ومقطع ،،
خوفي من بعض الردود الذي سيتهم شاعر الكبير بانه احد أعضاء الحزب الفلاني ،
خوفي من هولاء ليس لاتهامهم شاعرنا الكبير ، خوفي لان كل هذا الإبداع من الجمل سوف يغتزل عند هولاء باتهام واحد ، لان بوصلتهم لا تشير الى الدرب الصحيح لهم ، ولان بوصلتهم ليس من صنع شعبنا ،
الأحداث التاريخية تتكرر ، فهل ياترئ هي صدفة ام مقصودة ،
مؤتمر بروكسل الاول  18-7-1926
مؤتمر بروكسل الثاني 28-6-2017
 المكان نفسه ،،،
اليوم تم السيطرة على جامع النوري في الموصل من قبل الجيش العراقي وهو نفس اليوم الذي اعلن فيه ابو بكر البغدادي خلافته ،
المكان نفسه ،،،،،
تحياتي