عام 2011 كنت قد نشرت هذا المقال في موقع Karemlash4U و اليوم لا زال اعتقد بجدوى هذا المقال و اعيده لقرائنا الاعزاء
المحافظة ال (19 ) المسيحية أو الحكم الذاتي ((فتنة فاجتنبوها ))
تدور هذه الأيام وبنشاط ملحوظ قضية إنشاء محافظة مسيحية أو حكم ذاتي للمسيحيين . و كل واحد يدلو بلدوه و كل واحد يغني على ليلاه – بعيدا عن السرب الأصيل - و إنا كما يقول المثل – على حس المناجل – بادرت على كتابة هذه الأسطر حسبما يتراى الموضوع أمامي أسوة ببقية الكتاب ممن كتب أو من تحمل مشقات السفر من اجل عقد ندوة لطرح و مناقشة الموضوع .
أرجو أن لا يظن البعض من الوهلة الأولى من قراءة العنوان و يتهمني إنني ضد " المحافظة المسيحية " و يحاول إخراسي و إسكاتي بشتى الطرق و خاصة يتخذ من كوني حاليا – جسديا مغترب – لا يحق لي التدخل بامور المتواجدين على الارض - لكن روحيا مع الأهل في محنتهم و ألامهم و ما أصابهم من تمزيق اجسادهم و جرح قلوبهم , أصابنا نحن أكثر و أدمى قلوبنا و بكل تأكيد كان تأثيره أقسى علينا و شعورنا بالاغتراب و عدم تمكننا الوقوف مع الأهل في توديع الأحبة الشهداء و هم يوارون الثرى خاصة شهداء عائلتنا ال كني و من عام 2003 قدمت شهيدين و أول شهيد هذه العائلة هو الشهيد توما هرمز كني و بعده الأب الشهيد رغيد كني رحمهم الله جميعا و هذا ليس من باب التباهي بشهدائنا و لو يحق لي الاعتزاز والفخر كأي فرد يفتخر به بمجرد انه يعرف الاب الشهيد المرحوم رغيد عزيز كني.
يحلو و أكيد الكلام حلو للبعض أن يتمسك و بكل قوة ببنود الدستور التي تنص و بكل وضوح و تعطي لهم الحق المطلق لإنشاء محافظة في سهل نينوى و الشروط متوفرة يعني الطبخة جاهزة و النعم و مليون نعم لهذا الدستور و الجماعة اقصد من يطالب بهذه المحافظة – طرقوا أبواب جديدة و نسوا إن هناك بنود عديدة و جوهرية تمس حياتهم و لم تُتَطبق للان و لم يطالب بها احد كان الأولى أن يطالبوا بحقوقهم المنصوص عليها بالدستور ويطالبوا بتوفير الحماية الضرورية للمسيحيين و حماية دور عبادتهم و مسلسل هدم كنائسهم و إيقاف مسلسل ذبحهم كالخراف و هم بعيدين عن دائرة المطالبة بأي سلطة و كان المفروض اتخاذ الإجراءات الأمنية الرادعة من أول تهديد لهم و من أول ما كشرت بعض الفئات أنيابها و تريد الفتك بالمسيحيين. و إذا كان إنشاء محافظة – سهل نينوى كفيلة بتوفير كل ما تطلبونه ألان و الخير يعم للجميع – للركبة و يمكن للآذان - فما الذي منعكم من أشاء هذه المحافظة – حفكم الله – حفظا للدماء الزكية التي سالت و حفظا للكنائس التي هدمت و العوائل التي هجرت.؟؟ لماذا أصواتكم بدأت تصدح في هذه الأيام ؟؟؟
من طبيعتنا إذا كنا حقا نتبع كلام مخلصنا يسوع المسيح – له المجد – أن نكون متسامحين و عفا الله عما سلف لكن ما الجديد الذي طرا على وضعهم ؟؟ هل حماية المسيحيين و ضمان حقوقهم مرهون بتوقيعهم – يعني يبصمون بالعشرة – على المحافظة الجديدة ؟؟ و انّ حال انشاء المحافظة الجديدة ستصب عليها - النعم – من كل صوب يعني لبيك يا محافظة - و ستعامل معاملة مميزة أكيد و سيكون لها نصيب الأسد من كل الخدمات يعني كهرباء بدون انقطاع و الماء و الوظائف و الأمان بحيث يرعى الخروف مع الذئب و ستزدهر فيها التجارة و ينمو الاقتصاد و لكن لابد من طرح السؤال الأتي هل تم تحقق ذلك لبقية محافظات القطر حتى يكون لها الأفضلية و تستثنى هذه المحافظة عن بقية المحافظات و تنال حصة الأسد - لا يحتاج الأمر الى تفكير فالجواب سهل و هو هل الحكومة قادرة لتوفير الخدمات اللازمة لبقية المحافظات حتى تعطي مكرمة خاصة للمحافظة الجديدة ؟؟ يقول المثل تطلب من الحافي نعال و من البصير دموع؟؟
لا يهم الامر او الامر غير مهم لاا نريد الخدمات فقد تعودنا على الحر و البرد و العطش و الرعب بما فيه الكفاية – صار عندنا مناعة - ما دام الرعية سوية و يشمل كل العراقيين – حشر مع الناس عيد - لكن الأمر المهم و الأخطر بالنسبة لنا نحن المسيحيين هو ما لنا أن نحشر أنفسنا بين المطرقة و السندان و القضية لا تحتاج توضيح من هو المطرقة و من هو السندان و لو آمنا أن المطرقة و السندان انقلبوا علينا بردا و سلاما تبقى المشاكل الأساسية و المأسوية هي بيننا نعم – منا و فينا - وهذه اخطر كل المشاكل و اكبر تهديد لنا و الأمر لا يحتاج الى إثبات أو توضيح القضية واضحة كوضوح الشمس كل حزب يسعى جاهدا الانفراد بالكراسي لأعضائه و هذا مناف لأبسط المبادئ و القواعد الديمقراطية المحقة فالمفروض أن نائب في البرلمان حال فوزه أن يكون ممثل جميع أبناء العراق أولا و أبناء المنطقة التي فاز فيها و بالعدل و التساوي بغض النظر أن الشخص صوت له أم لم يصوت أو ينتمي الى حزبه أم لا ينتمي لكن للأسف الشديد هذا بعيد كل البعد عن التطبيق و تجربة تعيين رئيس الوقف المسيحي لا زالت أمامنا و تكررت ألان أيضا لتعيين عضو في مجلس قضاء الموصل .
إن كثرة الأحزاب على الساحة " الأشورية " و على الساحة " الكلدانبة " و المعارك الطاحنة بين هذه الأحزاب و كل حزب يحاول ابتلاع و افتراس الأخر و بكل صراحة هذا يدل على عدم النضج السياسي و النهج الديمقراطي الصحيح , أحزاب استنفذت إصباغ الدنيا كلها– يعني تركت القليل لنصبغ بيوتنا و يتحصل بالسوق السوداء - و البقية استنفذته لتخط شعاراتهم الديمقراطية لكن الويل الويل لمن خالفهم بالرأي و قبل مناقشة الأمر بروح ديمقراطية تنزل أصباغ الدنيا السوداء على رأسه و تعلن الحرب عليه حربا شعواء ظالمة و باسم الأمة - الله يرحم هذه الأمة يحلو لنا التباهي بشعرها أي أمجادها و نحن بعيدون عن هذه الأمة --- ولدي سؤال بريء – و الله بريء – امتنا العظيمة الأشورية أو الكلدانية هل كانت ديمقراطية أم دكتاتورية للكشر ؟؟؟
هنا مربط الفرس و هنا السؤال الصعب و هنا مكمن الشر و الفتنة عند ولادة المحافظة و خلق وظائف مرموقة ستقوم حرب شعواء بين هذه الأحزاب تؤدي لتمزيق هذه الأمة شر تمزق و عليه أرجو الابتعاد عن هذا المطلب و لنطلب حاليا توفير الأمن و الطمأنينة و نطلب توفير الخدمات الضرورية التي تفتقر إليها المنطقة من مدارس و مستشفيات و طرق مواصلات و كهرباء و ماء و غيرها من المطالب الجوهرية التي تهم المواطن يوميا فتوفير هذه الخدمات أعظم مكسب و أفضل من المطالبة بمحافظة خاصة .
و أخيرا ما أود إن اختم كلامي هذا عن " المحافظة المسيحية " أو " محافظة سهل نينوى "
و أقول لأخوتي و أحبتي المسيحيين إذا قبلتم بالمحافظة أو لنقل تحقق مطلب البعض و صار لنا محافظة فأرجو أن لا ترضوا أن يطلق عليها محافظة ( 19 ) التي تحمل ذكريات مؤلمة فتلك محافظة مشئومه محافظة الفرع – ( يعني الكوبت ) و لم يحالفها الحظ لان تعود للأصل ( العراق ) و قامت الدنيا و لم تقعد -- نعم قامت 34 دولة كبرى و عظمى بكل ما أوتيت من جيوش جبارة مجهزة بأحدث الطائرات و الدبابات و الأساطيل تساندها الأقمار الصناعية جميعها استخدمت لطرد دولة – زغيرونة – العراق العظيم - من الفرع و كل عراقي لا ينسى الثمن الغالي الذي تكبده من دماء و إلام و ما ذاقه بسبب الحصار الظالم على الشعب العراقي و الشعب العراقي دفن نصف مليون طفل – حسب احصائيات الأمم المتحدة - بسبب قلة الدواء و جراء المقاطعة الجائرة المفروضة من أمريكا و اشقائنا في العروبة و الاسلام و بتأييد و مباركة أبطال المقاومة العراقية – آنذاك - و اليوم حكام العراق. و الله من وراء القصد .و لكم كل الحب و التقدير.
غانم كني