عـنيـنُ الضِّفـاف....
فهد إسحق
قُــرانـا الخـابـوريّة
قُـرّة العيـن .!
عنينُ ضفافٍ ثكلى
ثلَمَتْ أَجْبُـنِ الكادحين ..
زقزقةُ عصافيـرها ..صلاة ٌ
في فجر آمال الصابرين ...
( أبي )
وهو يحرثُ النّهـار
بتنهيدته العميقة
مُزيحاً عن دربه التُّرابي
بِعصـاه الرُّمانية
حجارةً صغيرة
لكي لا يتعثّر بها أحد..
صوتُ المذياع وآذانُ الظّهيـرة
نكهةُ قيلولتِه تحت عريشةِ العِنَبِ
في حوش الدّار ..
المَغيبُ ونواقيسُ
كنائسِ القُـرى المُحيطة
المتواقتة مع دقّاتِ قلبه ..
الدُّكَان الصّغيـرة وصاحِبُها
الذي لا يمُـلُّ مُتمتِمـاً
من ملاحقةِ شقاوتنا
هنا وهناك ...
باقاتٌ من فاتِناتِ القرية
بعُمـر السبعةَ عشر ربيعاً
يتبخترنَ برفقة الغروب
على درب المِشوار
ونظراتُهُنَّ ترفرفُ يُمنةً وشمالاً
لاصطيادِ قلوب الشّباب ..
قطيعُ نجـومٍ السّمـاء
الذي لا يطيبُه إلاّ مرعى
ليالي ريفنا السّاحرة
برفقة الرّاعي القمـرْ .!
شـريطٌ مُـكرّر
لنهـرٍ من السّـنين
لا زالَ يجـري في أعماقي كلّ يومٍ
ويهـدِمُ بتجـاعيـده المتثاقلة
ضِفّـةً من ضفافِ
قلبي .......