المحرر موضوع: الإمارات تنضمّ إلى جهود بسط الاستقرار بمالي من بوابة العمل التنموي  (زيارة 817 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31430
    • مشاهدة الملف الشخصي
الإمارات تنضمّ إلى جهود بسط الاستقرار بمالي من بوابة العمل التنموي
فيما دول أفريقية مجاورة لمالي تعمل بالتعاون مع قوى دولية على إعادة الاستقرار إلى مالي من خلال جهود عسكرية مشتركة، اختارت دولة الإمارات الانضمام لتلك الجهود انطلاقا من أرضيتها المفضّلة التي اعتادت العمل عليها ونالت بفعلها سمعة عالمية؛ أرضية العمل الإنساني ذي الأبعاد التنموية.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/07/05، ]

الجهد الأمني لا يمكنه ملء الفراغ التنموي
أبوظبي - أعلن الثلاثاء في دولة الإمارات العربية المتحدة عن مشروع إنشاء عدد من القرى النموذجية لإيواء الآلاف من النازحين في شمال مالي، وذلك دعما لجهود إعادة الاستقرار لهذا البلد الأفريقي المهمّ والمؤثّر بحكم موقعه في أمن البلدان العربية المجاورة له، لا سيما ليبيا.

وأعيد مؤخّرا تسليط الضوء على الوضع في مالي، مع إعلان فرنسا بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون عن تدشين مرحلة جديدة من جهود مواجهة التنظيمات الإرهابية تقوم على تجميع قوى دول الإقليم ضدّ تلك التنظيمات.

وناقش قادة دول الساحل الخمس، موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، في قمّة عقدوها الأحد الماضي في العاصمة المالية باماكو بحضور الرئيس ماكرون، مشروع إنشاء قوّة إقليمية مشتركة لمكافحة المجموعات الجهادية.

ووعد ماكرون بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لتلك القوة.

واختارت الإمارات الانضمام لجهود إعادة الاستقرار لمالي انطلاقا من ميدان عملها المفضّل الذي اكتسبت فيه خبرة كبيرة ونالت بفضله سمعة عالمية كإحدى أكثر دول العالم إنفاقا على العمل الخيري والإنساني ذي البعد التنموي.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية “وام”، الثلاثاء، إنّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ستنشئ تسع قرى نموذجية لدعم استقرار النازحين في شمال جمهورية مالي.

وشرحت أنّ عدد المستفيدين من هذه القرى سيبلغ قرابة الـ39 ألف شخص، فيما ستبلغ كلفة إنشائها أكثر من مليونين ومئتي ألف درهم.

وتروّج الإمارات لمنظور شامل لمواجهة التطرّف والإرهاب، لا يقتصر على الحلول الأمنية والعسكرية وحدها، لكن يمتد لمعالجة جذور المشكلة من فقر وتهميش وأميّة من خلال التركيز على قطاعات مثل الصحّة والتعليم وإنشاء موارد الرزق.

وشرحت الوكالة أنّ كلّ قرية من تلك المزمع إنشاؤها في مالي تضم مستوصفا ومدرسة وآبار مياه ومسجدا إلى جانب مشاريع إنتاجية صغيرة لتوفير مصدر دخل ثابت للنازحين وتحسين أوضاعهم الاقتصادية.

وشهدت مناطق شمال مالي خلال السنوات الماضية أوضاعا إنسانية صعبة أدت إلى نزوح الآلاف من الأسر بسبب النزاعات والأحداث التي شهدها البلد، وأيضا نتيجة للكوارث الطبيعية المتمثلة في الجفاف والتصحر ما أدى إلى شح الغذاء وانعدام مقومات الحياة.

وسبق لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي أن انخرطت بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية بمالي.

وعززت الهيئة شراكتها مع جمعية الصليب الأحمر المالي ومؤسسة الفاروق لتنفيذ مشروع القرى النموذجية في مناطق كيدال وتمبكتو ودار السلام وعين الرحمة وتيهركي وتكشيمن وادجورة وساميت وأهينا، وأكملت ترتيباتها لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع والتي تضم 5 قرى في أكثر المناطق تجمعا للنازحين.

وقام وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي زار العاصمة المالية مؤخرا بوضع اللمسات الأخيرة على انطلاقة المشروع بالتنسيق مع الشركاء الإنسانيين هناك والسلطات المختصة، وتم بحث السبل الكفيلة بإنجاز مشروع القرى النموذجية بالسرعة التي تتطلبها ظروف النازحين وأوضاعهم الراهنة.

تقارير فرنسية: قطر تستثمر في الجهاديين بشمال مالي وتساعد إسلاميين راديكاليين على نشر الفوضى في البلد
وتعود جهود الهيئة، الإنسانية والتنموية في مالي إلى سنوات خلت حين قادت تحالفا دوليا ضم عددا من المنظمات الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية في البلد من خلال مروحة واسعة من المشاريع شملت الجانب الصحي وركّزت على تحسين صحة الأطفال والأمهات من خلال تخصيص برامج صحية تتمثل في علاج ورعاية الأطفال الأقل من سن خمس سنوات والمصابين بسوء التغذية الحاد والأمهات الحوامل والمرضعات.

واستفاد من المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” حوالي 345 ألفا و600 طفل إلى جانب 80 ألفا من الحوامل.

كما تم تطعيم 95 في المئة من الأطفال ضد الدفتريا والسعال الديكي والكزاز والنزلات المستديمة والتهاب الكبد والحصبة. وشمل المشروع أيضا 80 في المئة من النساء الحوامل ومثلهن من المواليد حديثا.

وفي محور آخر نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع توفير الغذاء وتلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة والحوامل والمرضعات بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وذلك للحد من سوء التغذية ومكافحة الجوع وسط الأطفال والنساء.

واستفاد من المشروع 27 ألفا و800 فرد في تمبكتو وغاو وكيدال. وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي وبلغ مداه الزمني 4 أشهر تم خلالها تأمين الغذاء للفئات والشرائح المستهدفة.

واستهدفت جهود الهيئة تحسين بيئة التعليم في مالي وتعزيز فرص التعليم للأطفال الذين أصبحوا خارج العملية التعليمية بسبب النزوح واللجوء.

ووضعت الهيئة خطة لاستعادة التعليم الابتدائي في منطقتي تمبكتو وغاو بشمال مالي وضمان عملية استمراره، وذلك من خلال أربعة محاور أساسية تتضمن إعادة تأهيل وتجهيز المدارس وتوفير المعدات والمستلزمات الدراسية وتدريب المعلمين وتوعية المجتمعات المحلية هناك بضرورة التعليم والدفع بأبنائهم إلى المدارس.

وتنظر جهات سياسية وإعلامية في بلدان الشمال الأفريقي، إلى الجهود التنموية الإماراتية في مالي، باعتبارها امتدادا لجهود هذه الدولة الخليجية لحفظ الأمن القومي نظرا للتأثير المباشر للأوضاع في مالي على بلدان جوارها العربي.

وكثيرا ما تجري المقارنة بين هذه السياسة الإماراتية وسلوكات دول أخرى على صلة بالجماعات الإرهابية في ليبيا ومالي وغيرهما.

وسبق أن تمّ توجيه اتهامات لقطر بربط صلات بجماعات إرهابية في مالي والدخول في وساطات لأجل تسهيل حصول تلك الجماعات على أموال الفدى في مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تختطفهم وتحتجزهم بهدف الضغط على بلدانهم ومساومتها.

وسبق لصحيفة “ماريان” الفرنسية أن نشرت تقريرا تضمن معلومات عن دعم قطري بالمال والسلاح لإسلاميي شمال مالي حمل عنوان “في مالي.. قطر تستثمر في الجهاديين”، مما ورد فيه “أن هذا البلد المعروف بثرائه وباستثماراته في الرياضة والسياحة في فرنسا يلعب لعبة مربكة في الشمال المالي من خلال دعمه المالي والعسكري للإسلاميين الراديكاليين الذين ينشرون الفوضى في البلد”.