المحرر موضوع: العبادي يستعجل جني الثمار السياسية من معركة الموصل  (زيارة 750 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31431
    • مشاهدة الملف الشخصي
العبادي يستعجل جني الثمار السياسية من معركة الموصل
معركة الموصل التي ظلت إلى حدود مساء الأربعاء متواصلة في القسم الغربي من المدينة، ليست مجرّد إنجاز عسكري، بل هي أيضا استثمار سياسي يتسابق فرقاء العملية السياسية، وخصوصا من داخل البيت الشيعي، على الظفر به استعدادا لمرحلة عراقية جديدة يتوقّع أن تكون مشحونة بالصراعات ومثقلة بالمزيد من الأزمات.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/07/06،]

انتصار مر
بغداد - استبق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اكتمال معركة الجانب الغربي من مدينة الموصل بشمال البلاد، والتي كانت إلى حدود مساء الأربعاء، لا تزال دائرة بين القوات النظامية ومن بقي من عناصر تنظيم داعش، مهنّئا “أبناء الشعب والمرجعية الدينية العليا وكل المقاتلين الشجعان على تحقيق هذا الانتصار الكبير في مدينة الموصل وإسقاط خرافة داعش”.

وبدا العبادي مستعجلا في جني العائد السياسي من المعركة التي كرّسته “قائدا” منتصرا على التنظيم المتشدّد، بعد أن كانت قد كرّست سلفه على رأس الحكومة ورئيسه في حزب الدعوة الإسلامية، وفي نفس الوقت أحد خصومه السياسيين المتربّصين به، مسؤولا عن سقوط ما يقارب ثلث مساحة العراق بيد التنظيم المتشدّد سنة 2014 وما نجم عن ذلك من مآس للعراقيين ومن خسائر بشرية ومادية جسيمة.

ويريد العبادي الانطلاق بقوّة في مرحلة ما بعد تنظيم داعش في العراق، وأن يتحرّر من سطوة أبناء عائلته السياسية الشيعية المستقوين عليه بالمساندة الإيرانية لهم وبما يمتلكونه من نفوذ سياسي ومالي وقوّة عسكرية متمثّلة في الميليشيات المسلّحة.

ويتوقّع أن تكون تلك المرحلة مشحونة بصراع سياسي شرس على السلطة يخوضه جميع شركاء العملية السياسية من مختلف المكوّنات العرقية والطائفية، ولكنّه سيدور بشكل أساسي بين السياسيين الشيعة الممسكين فعليا بزمام الحكم وبمقدّرات البلاد. كما أنّها ستكون حافلة بأزمات مستفحلة أمنية واقتصادية واجتماعية.

وكلّفت الحرب المتواصلة على تنظيم داعش منذ ثلاث سنوات، العراق المنهك أصلا اقتصاديا وماليا بفعل تراجع أسعار النفط، مبالغ مالية طائلة ورتّبت عليه ديونا ثقيلة.

كما خلّفت دمارا هائلا في البنى التحتية تلخّصه في الفترة الراهنة حالة مدينة الموصل، دون وجود أفق واضح لإعادة الإعمار ومصادر تمويلها.

جهات طائفية تدفع باتجاه تصوير انتصار الموصل كنصر للشيعة على السنة الذين يمثلون "مصدر داعش وحاضنته"
وبالإضافة إلى الملايين من المشرّدين النازحين الذين تركوا كلّ ممتلكاتهم ومصادر رزقهم فرارا من الحرب، سقط عشرات الآلاف من الضحايا بين قتلى وجرحى ومعوّقين، ما يعني أيضا تعاظم أعداد الأرامل واليتامى في العراق.

ودعت جهات سياسية وإعلامية عراقية إلى عدم المبالغة في مظاهر الاحتفال بالنصر على داعش في الموصل “احتراما لذوي القتلى والجرحى”.

كما حذّرت من بروز نزعة ضمن الاحتفالات تحاول إسناد الحرب على داعش لمكوّن معيّن، ووضع مكوّن آخر في موضع المتهم بالإرهاب، في إشارة إلى خطاب طائفي رائج في بعض المنابر الدينية والإعلامية يصوّر سنّة العراق باعتبارهم حاضنة لتنظيم داعش ومصدرا له، فيما الشيعة -وفق الخطاب ذاته- مصدرا لمقاومة التنظيم والانتصار عليه.

وتواصلت الأربعاء معركة القسم الغربي من مدينة الموصل مخلّفة المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين المحاصرين مع داعش في مساحة ضيقة من المدينة القديمة.

وقدّر قائد كبير في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي المسافة التي تفصل قوّاته عن حافة نهر دجلة الذي يشطر الموصل إلى شطرين بالعشرات من الأمتار فقط، حيث لم يتبق للتنظيم المتشدّد سوى جيب صغير مطل على الضفة الغربية لدجلة.

وقال الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي نائب قائد قوات الجهاز الذي يمثل النخبة في الجيش العراقي “تفصلنا 180 مترا عن حافة النهر ونواصل التقدم في منطقة الميدان وسيطرنا على محلة الكوازين ضمن الموصل القديمة في قلب المدينة”.

وأضاف للأناضول “نواصل التقدم في منحدر، حيث الطريق المؤدي للميدان وحافة النهر مع وجود بعض مفارز الإعاقة متمثلة بقناصة تنظيم داعش”.

وتابع “تمكنا أيضا من السيطرة على جامع المصفي ضمن منطقة الكوازين وهو مسجد معروف بقيمته التاريخية”. وأوضح أن “الوصول إلى حافة النهر سيعني أن منطقتي الميدان والشهوان محررتان بالكامل وأن الجهاز قد أنهى المهام الموكلة إليه”.