المحرر موضوع: في ضوء إنعقاد مؤتمر بروكسل إلى متى نظل نحن "الكلدان السريان الآشوريون" ننفخ في قربة مخرومة؟  (زيارة 1743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في ضوء إنعقاد مؤتمر بروكسل
------------------

إلى متى نظل نحن "الكلدان السريان الآشوريون" ننفخ في قربة مخرومة؟
==============================================
أبرم شبيرا

عنوان هذا الموضوع ليس إلا تذكيرا بما كتبناه سابقا وأكثر من مرة في هذا السياق من أن كل الجهود الفعلية والكلامية والتصريحات والصرخات والبيانات والإستنكارات والإجتماعات... كلها جهود مهدورة وضائعة في غابات ومتاهات الطائفية والحقد والكراهية التي تتحكم وبقوة في جميع مناحي الحياة السياسية والإجتماعية والفكرية لوطننا التاريخي (بيت نهرين) ويصبح شعبنا "الكلداني السرياني الآشوري" خارج سياق الوطن مهمشاً على أبواب الطرد النهائي من أرض الأباء والإجداد محققين بذلك أهداف داعش الإجرامية.

 بمجرد نظرة بسيطة للعقود الأخيرة من تاريخنا وحتى يومنا هذا على الإنتهاكات الظالمة بحق شعبنا  سواء من قبل النظام الطائفي القائم أو القوى المتحكمة في مقدرات البلاد نرى بأن كل الجهود المبذولة من قبل رؤساء كنائسنا وزوعماء أحزابنا وعلى مختلف الأصعدة والمستويات الكنسية والسياسية والقومية  للتعامل مع هذه الإنتهاكات ما هي إلا كالنفخ في قربة مخرومة لا تملك قدرة ولا مقومات القوة والتأثير للخروج من نطاقها المحدد والوصول إلى آذان المتحكمين في مقدرات الوطن، فيما إذا كان لهم فعلاً آذان قابلة لسماع صراخ المظلومين من أبناء شعبنا. أين وصلت صراخ رجال الكنيسة وزعماء أحزابنا وتنظيماتنا القومية وكتابنا ومثقفينا من مظالم بطاقة الهوية اللاوطنية ومسألة منع بيع الخمور وفتاوى قرون الوسطى الهمجية  والتجاوزات على أراضينا التاريخية؟؟؟ أفهل هناك ألتفاته إيجابية من النظام القائم في بغداد وأربيل  تجاه ما يطلبه أبناء شعبنا بكل مؤسساته الكنسية والقومية من أبسط حقوقهم التاريخية في الوطن؟ أفهل هناك في كل العالم يستطيع أن يجزم بأن النظام العراقي ديموقراطي ويحترم حقوق الإقليات الدينية والقومية إحتراماً فعليا لا كلامياً إعلاميا. أليست هذه كلها حروب دونكيشوتية ضد طواحين الهواء الشيطانية، كما سبق وذكرنا ذلك بالتفصيل في موضوع سابق. عندما نطلب حقنا الشرعي في الوطن ونستمر في الصراخ لتحقيقه ولا يسمعها أو لا يأبى لسماعها من يملكون مفاتيح الحل، فهو أهانة وقلة الإحترام لرؤساءنا وزوعماءنا لا بل لشعبنا أجمع... فإلى متى نتحمل هذه الإهانة والإزدراء بالشعب الأصيل لبلاد ما بين النهرين؟

ترى ألا يدرك رؤساء كنائسنا وزوعماء أحزابنا بأن النفخ في قربتهم المخرومة ليس لها صدى لدى الآخرين؟؟؟ إلا يعلم  رؤساء كنائسنا وزعماء أحزابنا بان النظام العراقي والفكر السائد في أخاديده والممارسات السياسية كلها تدور في فلك الطائفية والحقد والكراهية وتكفير الآخر المخلتف. صحيح هو أنه بين فترة وأخرى يخرج عنصر من عناصر النظام الطائفي أو مفكر معمم ويحاول تجميل وترتيش تصريح أو كلام أو "زلة لسان" أو "سوء إستخدام مقطع من حديث شريف" لمعمم آخر تجاه تكفير المسيحيين في العراق ولكن في الواقع الفعلي ما هو إلا كلام في كلام ولا يعكس ما هو في الواقع الفعلي في إنهاء الوجود المسيحي في العراق. في الأيام القليلة الماضية تجادلنا وأختلفنا وتحفظنا على مسألة أجراء الإستفاء العام في إقليم "كردستان" وتساءلنا عن مصيرنا القومي عند قيام الدولة الكوردية، ونحن نعلم كل العلم وفق السياقات التاريخية وتجاربها بأن نتيجة الإستفتاء مضمونة للحاكم، كما سبق وفصلنا عن هذا الموضوع في مناسبة سابقة. واليوم نفس الحال نتجادل ونختلف ونتحفظ على مؤتمر بروكسل ولكن بإعتقادي وبأعتقاد الكثير من الأصدقاء المطلعين بأننا سنخرج  إلى الواقع الفعلي " بدون حمص". فهناك كثير الكثير من التساؤلات عن هذا المؤتمر ومدى إلزامية بيانه أو قراراته الأخيرة وحتى وإن كانت من جهات دولية لها شأناً في تقرير مصير الكثير من المسائل في المنطقة ولكن الحقيقة تبقى نفسها هي الخروج من المولد بدون حمص طالما النفخ مستمر في نفس القربة المخرومة. فحتى البيان النهائي لمؤتمر بروكسل فأنه لا يتعدى عن الكلام المعسول الذي ظل نسمعه طيلة قرن من الزمن.  فكل السياقات التاريخية وتجاربها تؤكد بأننا كنًا دائماً الخاسرين من نتائج مثل هذه المؤتمرات الدولية لا بل مخدوعين بكلمات منمقة غير قادرة على عبور فضاء الكلام إلى محيط الواقع وبالتالي ليس الخروج من المولد بدون حمص فقط بل تراكم المأساة والفواجع على شعبنا أكثر فأكثر وتعاظم الصراعات الداخلية والتخوينات والشتائم بين من شارك في المؤتمر ومن لم يشارك  أو بين من أيده ومن عارضه. الموضوع ليس في مدى جمالية ونمنمية قرارات مؤتمر بروكسل أو غيره بل في مدى إمكانية تطبيقها في حدها الأدنى، وكنائسنا وأحزابنا وتنظيماتنا متخاصة ومختلفة على الصغيرة والكبيرة، فكيف سيكون الحال يوم غد عندما تقر كل الأطراف العربية الشيعية السنية والكوردية والأوربية والأمريكية والروسية بحقنا في سهل نينوى وتعمل بشكل جاد لمساعدتنا في تطبيقه ونحن متخاصمون غير متوحدين أو متفقين على الحد الأدنى. من هنا يجب أن يفهم بأن المسألة لا تخص رفض وإدانة مثل هذا المؤتمر أو تأييده بل الأمر يتركز بالأساس على ما سيترتب على نتائجه من تزايد خصومات وصراعات داخلية بين أبناء أمتنا وزعماءنا الكنسيين والقوميين.

عندما نذهب للحرب ونخوض معركة بدون سلاح فعال فمن المؤكد بأنها ستكون معركة خاسرة لا بل ستزيد من نتائجها المأساوية على مأساتنا التاريخية والمعاصرة خاصة عندما يكون الطرف الآخر من المعركة ذو شأن قوي ويملك أسلحة فتاكة ومختلفة الأصناف من فكرية وسياسية وعسكرية وإقتصادية ونحن نفتقر إفقاراً مدقعاً لكل هذه الأسلحة. فالدبلوماسية والمفاوضات والمؤتمرات كلها الوجه الآخر للحرب ويتطلبها أصناف مختلفة من الأسلحة الفكرية والسياسية والإقتصادية. كيف نصف الذي يدخل معركة... معركة مصيرية... وبدون سلاح غير أن نصفه بالجاهل ... والجاهل هو من لا يتعلم من التجارب ولا يتخبر من التاريخ، أي هو من يتعثر بالحجر مرتين، ولكن نحن نتعثر بالحجر عشرات المرات ولا نتعلم شيئاً من هذه العثرات. في عام 1917 أجتمع في أورمي قادة الآشوريين الكنسيين والعلمانيين مع رجل المخابرات الأول في منطقة الشرق الأوسط البريطاني الكابتن د. ن. غريسي إلى جانب ممثلين من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة لغرض مساعدة الآشوريين وإنقاذهم من المأساة والتشرد والضياع. ويقال بأن الكابتن غريسي وعد الآشوريين بكيان مستقل لهم ولكن أنكره فيما بعد. أجتمع الآشوريون مع هؤلاء وهم جياع ومشردين لا حول لهم ولا قوة يقابلهم ممثلي أكبر دول العالم في تلك الفترة مدججين بكل الأسلحة السياسية والفكرية والعسكرية والإقتصادية خاصة ونحن نعرف مهمة الرجل المخابراتي كالكابتن غريسي وطبيعة عمله في المناورة والتملق والخداع والحيل والكذب من أجل تحقيق مصلحة بلاده لذلك فإن كل الوعود، الشفهية طبعاً، التي قطعها للأشورين كانت خداع ووهم وكذب وكانت نتيجتها تعاظم مأساة الآشوريين وتشردهم. وما كان التشرد في مخيم بعقوبة للاجئين ومذبحة سميل عام 1933 والإنشقاقات التي حدثت بين قادة الآشوريين وأتباعهم إلا نتائج هذه المعارك الخاسرة. والحال لم يكن يختلف بالنسبة للوعود الصادرة من رجال الكنيسة الإنكليكانية في بريطانيا للآشوريين في مساعدتهم وتخليصهم من معاناتهم إلا من حيث الأسلوب القائم على "التعاطف" مع الوضع المأساوي للآشوريين وخاصة على كنيستهم المشرقية ليس حباً بهم وإهتمامهم بأقدم كنيسة في العالم ولا إيماناً بالمسيح بل تشجيعاً لهم للوقوف بوجة المبشرين اللاتين وعدم الإرتماء في أحضان المجموعة الكاثوليكية أو الحيولة دون الميل إلى الأرثوذكسية الروسية وإلى روسيا بالذات. وفي عام 1919-1920 هرع الآشوريون من كل صوب ودرب، من العراق وتركيا والولايات المتحدة إلى مؤتمر فرساي في فرنسا وكل وفد يحمل في جعبته مطاليبه الخاصة وأرادوا مقابلة "بهلوانات" العالم المنتصرون في الحرب والإجتماع بهم والمطالبة بحقوقهم القومية وجيوبهم وعقولهم فارغة لا  قيمة لها في سوق المصالح القومية للدول المنتصرة. لهذا لم يسمح لهم حتى الإقتراب من عتبة قصر فرساي فرجعوا خائبون يلعنون أبو أبو الإستعمار البريطاني والفرنسي ويلقون كل اللوم عليهم من دون أن يبحثوا عن سبب واحد حتى يلقوا اللوم على أنفسهم.

فلو حاولنا المقارنة وليس التشبيه، اؤكد ليس التشبيه، بين وضع شعبنا في تلك الفترة مع وضع اليهود، نرى بأن اليهود في تلك الفترة أستطاعوا وضع حجر الأساس لبناء دولتهم والتخلص من المعاناة التاريخية وتمثل هذا الحجر في وعد بلفور لعام 1917 الذي منحه وزير خارجية بريطانيا مستر آرثر جيمس بلفور. هنا هو التساؤل: لماذا منح الإنكليز مثل هذا الوعد لليهود، وعد مكتوب وموثق وملزم رسميا من قبل الحكومة البريطانية، ولم يمنحوه للآشوريين في نفس تلك الفترة؟؟؟ الجواب بسيط جداً ومعلوم: اليهود كانوا ولا يزال يملكون أقوى أسلحة في العالم: الإقتصاد أو المال و الفكر أو العلم، أما نحن فجيوبنا وعقولنا فارغة تماماً ولا يهتم أحد بالجهلاء والفقراء في دنيا المصالح. ولكي ننظر إلى طرفي معادلة المال والعلم في موضوع منح وعد بلفور لليهود نذكر:
 الأول: كان حاييم وايزمان (1877 – 1952) اليهودي والروسي المولد والبريطاني الجنسية، عالماً فيزياويا مشهوريا تمكن من إكتشاف طريقة تجارية لإنتاج مادة الأسيتون وهي المادة الأساسية التي تستخدم في المتفجرات وصنع الأسلحة وكان رئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية ثم بعد قيام دولة إسرائيل أصبح أول رئيس لها. أستطاع وايزمان أن يستغل إكتشافه العلمي ويساوم الحكومة البريطانية فحصل منها على وعد بلفور مقابل إعطاء بريطانيا سر الإكتشاف.
الثاني: وعد بلفور قدم إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد (1868 – 1937) والمعروف عن عائلة روتشيلد اليهودية بأنها من أغنياء العالم ويقال بأنها تملك نصف ثروة العالم وتعتبر وبحق أمبراطورية الإعلام فتمتلك وسائل إعلامية هائلة ومؤثرة جداً حتى يومنا هذا ويكفي أن نشير إلى سي أن أن  CNN) ) والكثير من الأقمار الصناعية وسيطرة كاملة على عالم السينما في هوليوود، فهيهات لمن ينكر أو يستخف بالمذبحة اليهودية (الهولوكوست) فالويل له وأين المفر من سطوة اليهود فمصيره سيكون كمصير الممثل مارلون براندو.  فمثل هذه القوة الإقتصادية الجبارة كان يرتعب منها أكبر الدول في العالم وتستجيب لمطاليب أصحابها. أعيد وأكرر بأن هذه هي مقارنة بين النجاح الباهر والفشل المفجع فشتان التشبيه بين الحالتين اليهودية والآشورية.

واليوم تتكرر الصورة في الهرولة نحو مؤتمر بروكسل أو الأمتناع عن حضوره ونحن سائرين على نفس الطريق التاريخي المليء بالأحجار والعثرات ومن دون أن نتعلم كيفية إجتيازها، فبالأصل نحن لا نملك أية وسيلة فاعلة تمكننا من إجتياز هذه الأحجار والعثرات وجيوبنا فارغة وعقولنا مكبوسة في جماجمنا لا تثير مطامع الأطراف الأخرى التي تدعي إهتمامها بوضعنا المأساوي. فالتاريخ يخبرنا بأن كل دول العالم لا تورط نفسها في مسائل لا تخدم مصالحها القومية الخاصة، فالقيم الأخلاقية والإيمانية والإنسانية التي يدعي بها بعض السياسيين الغربيين ويحاولون إستخدامها للتعامل مع قضيتنا المأساوية لا مكان لها في سوق العلاقات الدولية. كل هذه الأمور والتجارب التاريخية تجعلنا أن ننظر إلى مؤتمر بروكسل كأنه مؤتمر عام 1917 وأن نجد بعد قرن من الزمن في المستر لارسن أداكسن عضو البرلمان الأوروبي وعراب المؤتمر صورة الكابتن غريسي. ماذا كانت نتائج مؤتمر عام 1917 غير التناطح والإتهامات والتخوين بعد إنتهاء المؤتمر وما أعقبه من مأساة بعقوبة وسميل. ماذا نتوقع من مؤتمر بروكسل عندما يعلن نتائجه غير نفس نتائج عام 1917 من التناطح والإتهامات والتخوينات بين أطراف وتنظيمات وشخصيات أبناء أمتنا. فإذا سايرنا القائلين بأن أحزابنا السياسية ومنظماتنا القومية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة والأنانية وتعتمد على الخداع والمكر والبهلوة وقد يكون هذا سبباً لإنشطار "الزعماء" العلمانيين وتشقق مظلة "تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية إلآشورية" بين مؤيد لحضور مؤتمر بروكسل ومعارض له، ولكن التساؤل المحير هو كيف الحال مع كنائسنا التي يجب أن تكون واحدة كما هو ربنا يسوع المسيح، له المجد، واحد، ولكن الواقع يقول بأن هذا "الواحد" أنشطر إلى شطرين، شطر حضر المؤتمر والآخر غاب عنه. تصورا كيف سيكون حالنا عندما تأتي لحظة تطبيق قرارات مؤتمر بروكسل؟؟ الله يستر!!

يا إلهي... لماذا كل هذا التشاؤم؟؟؟ ولماذا هذا التشبيه بين عامي 1917 و 2017 وبينهم قرن من الزمن؟ الجواب ليس من عندي بل من التاريخ الذي يقول بأنه في عام 1917 أجتمع قادتنا مع "بهلوانات" العالم وهم مشريدين وغارقين في مأساة وفواجع وجيوبهم وعقولهم فارغة وليس لديهم شيئاً للمقايضة. واليوم نفس الأمر والحال يتكرر نجتمع مع "بهلوانات" العالم وشعبنا مشرد وغارق في مأساة وفواجع وجيوبنا وعقولنا فارغة ولا نملك شيئاً للمقايضة في سوق المصالح الدولية. وحتى نكون منصفين بحق شعبنا نقول بأنه إذا كانت جيوبنا فارغة لأنه ليس فينا فرد من أفراد عائلة روتشيلد، أليس إجحافاً بحق شعبنا أن نقول بأن عقولهم فارغة ونحن نعلم بأنه لدينا شخصيات فذة ومثقفة ونحمد الله ونشكره على كثرة مفكريه ومبدعيه وحاملي الشهادات العليا سواء من الأكليريين أو العلمانيين؟ نعم هذا صحيح ولكن الجهل والتخلف الذي نعنيه هنا هو التخلف في الوعي القومي الصحيح الجامع والمعبر بشكل عام عن المصلحة العامة للأمة. في معظم المجتمعات ودول العالم المتحضرة والمتسلحة بالوعي الجمعي الضامن للمصلحة العامة عندما تتعرض لتهديدات خطرة وتحديات مميتة تنسى إختلافاتها وتناقضاتها وحتى نزاعاتها وصراعاتها وتلجاً لتحتمي تحت مظلة المصلحة القومية لتكون القاعدة المركزية، أو القيادة العامة، لشن حروبها ضد هذه التهديات وبسلاح قوي وفعال يتمثل في تضامن الأكتاف وتماسك الأيدي وتلاحم الأفكار وتوحد الجهود من أجل حماية المصلحة القومية، إلا نحن "الكلدان السريان الآشوريون". فعلى الرغم من معرفتنا بمدى خطورة التهديدات المصيرية التي تواجهها أمتنا فإننا باقون وصامدون على إختلافاتنا ونزاعاتنا التي تفتك بالمصلحة القومية وحتى الدينية لأمتنا في العراق.

إذن نقولها وبملئ الفم بأنه بدون الوحدة أو الإتحاد وليس الإندماج بين تنظيماتنا القومية والكنسية... الوحدة بحدودها الدنيا على أسس المصلحة القومية والكنسية العامة... أي بعبارة أخرى، بدون وحدة الخطاب القومي والكنسي القابل لنقله وتوصيله إلى الطرف الآخر بوسائل فعال ومتاحة لا يمكن لأعظم مؤتمرات الدنيا ولا لأكبر دولة في العالم أن تضمن لأمتنا الإستقرار والأمن والرخاء في أرض الأباء والأجداء طالما مثل هذا الإستقرار والأمن والرخاء مفقود في أنفسنا

ما أجمل وما أروع هذه الكلمات العسلية من إتحاد وتضامن ووحدة الخطاب القومي والمصلحة العامة والتفاهم بين كنائسنا ومؤسساتنا القومية التي نتغنى بها ليل نهار والتي تشكل بيت القصيدة في أفكارنا السياسية الطوباوية... نعم طوباوية لأنها كلمات غير قادرة على الخروج من خيالنا وفكرنا إلى الواقع العملي ليس لأننا لا نؤمن بها بل لأننا جهلاء بكل معنى الكلمة في إيجاد الطرق أو الوسائل الممكنة للوصول إليها وتحقيقها على أرض الواقع، جهلاء لأننا لا نعرف بأن تحقيق هذه المفاهيم الجميلة لا تتم إلا بتنازل كل طرف  بشيء من مصلحتة الخاصة لصالح المصلحة العامة حتى تتحقق. في السابق أقترحنا تشكيل المجلس الأعلى لبطاركة كنيسة المشرق في العراق كأعلى هيئة تمثيلية للمسيحيين وعلى الجانب الآخر أقترحنا تشكيل المجلس القومي الأعلى للكلدان السريان الآشوريين من خلال تنازل ولو بشيء بسيط كل طرف من أطراف المسألة ومنها إستقالة "ممثلي" أمتنا في البرلمانين ومن مجلس الوزراء حتى لا نكون جزء من النظام الفاسد وحتى يصدقنا الآخرون بأننا فعلاً شعب مظلوم وحقوقة مجحفة حينذاك تكون مسألة طلب الحماية الدولية أو تطبيق بنود مؤتمر بروكسل مسألة منطقية وواقعية ونكون حينذاك قد أمتلكنا سلاحاً نستطيع دخول الحرب بها... ترىُ أليس من حق القارئ اللبيب أن يقول من خلال قراءة هذا المقترح بأنني فعلآ أحلم حلماً وردياً؟   

للحق أقول كلما أتطرق إلى هذا الموضوع، أي أهمية الوحدة والتفاهم كسبيل لخلاصنا من وضعنا المأساوي يقفز إلى رأسي قول المثلث الرحمات بطريرك الكلدان الأسبق مار روفائيل بيداود "قديس الأمة والكنيسة" عندما قال:
(ليتن خلاص إلا بخوياثا... لا خلاص لنا إلا بالوحدة)


غير متصل Adnan Adam 1966

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2883
  • شهادة الحجر لا يغيرها البشر ، منحوتة للملك سنحاريب
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 شلاما
لنأخذ من نهاية المقالة ، فكيف سنتوحد والغريب يمليء جيوب البعض بالمال ، فكيف سنتوحد والغريب يمليء عقول البعض بأفكاره الجهنمية ،
كان هناك بصيص من ألامل في الوحدة عندما وقعت عشرة أحزاب وتنظيمات شعبنا وعلى أختلاف مراجعهم على ورقة المطالَب التي قدمت للرئاسات الثلاثة في العراق والى حكومة الاقليم ، ولكن وكالعادة تجزأ سبعة منهم ولان المرجعيات لم تكن واحدة ويبدو ان هذا البصيص من ألامل قد نقرأ عليه السلام ،،
مقدرات شعبنا نشاهدها خارج الرطن وتخدم بلدان أخرى ، في الامس أطلاعنا عن ان مؤسس الاقتصاد الصيني والذي كان سبب في أنتعاش الاقتصاد الصيني هو عراقي من أبناء شعبنا واسمه الياس كوركيس ولا زال الصينيون يتغنون به ،، وهناك غيره ولكن ليس بكمية العقول اليهودية ، وقد يكون ان قوة الانبراطورية تحكم على ما يحصل لها في حالة سقوطها ، لا اعرف ان كان هذا احدى أسباب تقدم العقول اليهودية علينا ، عندما تسقط الإمبراطوريات الكبيرة فتكثر السجاجين عليها وتزاد طعناتها ، الشعب اليهودي هاجر او هجر قبل جميع أهل المنطقة وبمن ضمنهم شعبنا وبهجرتهم استفادوا من تعلم خبرات الدول التي يقطنونها ومع أصرارهم على التوحد رغم المأسي التي مرت بهم ، فلهذا نشاهد أن كل علماء اليهود كانوا خارج دولتهم وفي المهجر تم ظهورهم من أمثال ماركسي في المانيا وكذلك أنشتاين وغيرهما ،، ثم اذا حسبنا بان اغلب الشعبي العرقي من الطرف العربي منه هو ذو أصول بابلية آشورية ،وسوف نلاحظ ان هناك منهم من أبدع في المهجر ومنهم على سبيل المثال ، فائز تبوني المصلاوي الذي يعود اليه الفضل في أًختراع علاج بالليزر للعيون ، وباني ومكتشف نفط دولة النرويج هو عراقي ، ولا ننسى زها حديد المهندسة التي أذهلت العالم وحازت على عدة جوائز عالمية ، وهناك شاب عراقي وكان عمره لا يتجاوز السبعة عشر في السويد حين أستطاع ان يحل معادلة رياضية عمرها ثلاثة مئة سنة ، ودّوني جورج الدكتور والذي كان له معلومات وخبرة عن إثارات الحضارات البابلية الاشورية والذي يعتقد انه قد تم اختياله وكذلك المهندسة زها حديد ،
اما بلنسبة لعقولنا السياسية فهي ليست كبيرة ، وهذا عادي ولان شعبنا غير مسيس ، ولو كان مسيس لكان ظهروا لنا ساسة قبل عشرات السنين ولكان أنقذوا مجازر سيفو وسميل وصورية وغيرها ،،
حتى هذا اليوم نحن نتمرد على قادتنا وفي أي محفل كان ، ويبدو ان هذا الارث القاتل يستمر معنا وان لم نعالجه فسوف نبقى مستمرين الى الزوال ، في ألأمس شاهدنا لقاء لاحد خبراء التاريخ والإتاوات في تلفزيون العراقية ويقول ان وضع الثور المجنح على بوابة القصور لملوك اشور كان هو لابعاد الشر من الانقلابات والتمرد التي كانت تحصل في ذاك الزمن وان بوابة عشتار لونها الأزرق والذي يستعمله العراقيين لحد الان هو الاعتقاد بان اللون الأزرق سينهي العين الحاقدة ومنها الانقلابات ،،،
لا تستطيع ان ننهي الحديث دون الإشارة الى الشهيد فريدون اتوريا كسياسي محنك وغيره من شخصيات كثيرة ، والان نشاهد ان الذين مع او من يقف ضد سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية يعترفون بحنكته السياسية ويؤكدون أن قلة في زمان شعبنا ولدوا  هكذا سياسيين ولكن الرجل لم يسلم من التمرد والهجوم عليه من القريب والبعيد ،،
نعم رابي ابرم فكرتك في هذة المقالة  معلومة ومفهومة ومهمة وعلى الذين يعملون لصالح شعبنا في اية موقع كان عليه استنساخ هذة المقالة والوقوف عند نقاط التي طرحها رابي ابرم شبيرا
للتذكير فقط ونشد على نقطة مهمة جاءت في المقالة ان عشرات الموتمرات عقدت لشعبنا دون تحقيق شي ملموس ونود ان نذكر ان حتى مؤتمر الذي عقد في بغداد في الأشهر الاولة لسقوط الدكتاتورية كان حول توحيد تسمية لشعبنا لتستغل الوضع لكسب حقوق لشعبنا ولأنها فرصة وتبنى المؤتمر تسمية موحدة سبق وانقلب عليها المؤتمرون واولهم قادة كنائسنا الذين يقرؤن الإنجيل كل يوم والذي يؤكد بان الشخص الاول الذي يدعو للوحدة وعدم التفرقة هو نبينا ،
اذا هناك قوة جبارة لا تريد الخير لشعبنا وهي نفس القوة التي اجتمعت قبل عشرات ومئات السنين واليوم قد أجتمعت في بروكسل ، وحتى البيان الختامي المختلف لم تلزم به احد ولا الاتخاد الأوربي الذي اجتمع المؤتمرين فيه ،
تحياتي وآسف على طول الرد

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي

الاستاذ والكاتب القومي رابي ابرم شبيرا المحترم
تحية طيبة وبعد
استاذ الكريم اشكاليتنا ومعرفة خلفياتها وابعادها واتجاهاتها، هي الطريق الوحيد لحلها، وانا شخصيا اعتبرها الجزء الاكبر من الحل، فعندنا يخطىء البعض نعتبر مشكلة، ولكن ان يفعل الخطا معتقدا انه الصواب، فهنا تكون المصيبة التي تعني لنا ضياع مفاهيمنا وقيمنا الاصيلة التي هي مدفونة في داخلنا. وعلى كل حال نحن كشعب لابد وان تكون لنا رؤية مستقبلية واضحة، وهذه الرؤية تتبنى على ضرورة معالجة خلل بما يخص حقوقنا ووجودنا على مستوى القومي تمثيلا عادلا ومنصفا في اماكن جغرافيتنا المعروفة في حال استقلال كوردستان هذا اولا. وثانيا انعدام المؤسسات الدستورية والمنهج الرصين ، ولجوء البعض دوما لتهميش والتقليل من شاننا كامة وشعب، وتشويه الحقائق من اجل مصالحهم واهدافهم القومية. وثالثا ـ الجهل وقلة الوعي وانعدام النضج السياسي لدى بعض ساسة الجدد الداخلين للصف القومي والخارجين منه وصلنا الى ما هو نحن عليه. ازمتنا الحقيقية لا تمكن في مراجعة بنية خطابنا القومي في ذاته، رغم اهمية الفهم التنويري له، بوصفه قضية عاجلة وملحة، وانما في مراجعة سياساتنا الخاطئة التي تسلكها احزابنا القومية في الساحة السياسية، فالصراع القائم والتهميش السياسي في كثير من احيانه يرتبط باشكال من الانغلاق  في رؤيتنا وفكرنا،واعتمادنا على منطق الصدفة، وبالتالي خطورته  يودي لا فقط بعملنا السياسي، وانما بوجودنا القومي الى المجهول، لاننا بصراحة في صراع من القوى السياسية الاخرى بكل توجهاتها الدينية والديمقراطية والليبرالية، التي تحاول بشت الطرق ومن خلال سياساتها الغبيثة مصادرة حق شعبنا في الممارسة والتعبير عما يناضل من اجله، وهو الامر الذي نلاحظه ولا زلنا نتلمسه منذ سنوات لحد اليوم من الحكام والساسة والانظمة في الوطن.. استاذ العزيز من كل هذا نحن من نصنع الازمات فيما بيننا ونحن من يفشل الافكار والتقارب فيما يخص قضيتنا.لذلك الازمة الحالية التي نمر بها، وتعيشها قضيتنا القومية هي سياسية بامتياز، وانغلاقنا السياسي هو الذي يفضي الى كل اشكالياتنا، وبالتالي ما يمكن التاكيد عليه قولا واحدا، هو توحيد عملنا وخطابنا الذي يشكل اساس نجاحنا وتقدم قضيتنا نحو الامام.ومن غير ذلك اعتقد نظل ندور في حلقة مفرغة.وختاما علينا ان نعلم جيدا وندرك ان اهم شروط نجاح مسيرتنا القومية، وعلمنا السياسي هو فتح افاق عقولنا وتفكيرنا الناضج، من اجل التعامل مع جميع القضايا والاحداث، بطرق حكيمة وبنظرة واقعية، وايضا علينا ان نفهم الترابط بين اجزاء عملنا القومي والسياسي، لندرك ما يدور في ساحتنا الداخلية، كي تكون مقدمة ضرورية لاتخاذ القرارات الصائبة بما يخص شاننا،وان نحرص على تحقيق اهدافنا بافضل الطرق والنتائج وباقل خسائر وتكاليف، بما لا يتعارض مع مصلحة امتنا العليا، في ضوء معرفة والمام بالمواضيع السياسية وقيم وعواطف الانتماء والارادة في التغيير والاحساس بانه جزء من القضية.  لان الترابط بين عملنا القومي والسياسي واخلاقه، نتيجته سوف يكون ازدهار وتطور، وينمو لدينا الاحساس بالمسؤولية ما يجعلنا نخلص في كل تعاملاتنا، وكل ممارساتنا التي نبتغي من ورائها خدمة امتنا ومصالحها العليا. وتقبل مروري ووجهة نظري والرب يرعى الجميع
هنري سركيس
كركوك