المحرر موضوع: السير جون تشيلكوت: بلير 'لم يكن صريحا' بشأن شن الحرب على العراق  (زيارة 824 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
السير جون تشيلكوت: بلير 'لم يكن صريحا' بشأن شن الحرب على العراق
رئيس أركان الجيش العراقي السابق الفريق الركن عبدالواحد شنان آل رباط يرفع دعوى تطالب بمحاكمة بلير ووزراء في حكومته.
العرب/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/07/07]

شن حرب بذرائع كاذبة
لندن - تلقى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ضربة موجهة الخميس، عندما اتهمه السير جون تشيلكوت، رئيس لجنة التحقيق في حرب العراق، بأنه "لم يكن صريحا مع الأمة" بشأن قراراته في الفترة السابقة على قرار الغزو.

في وقت رفع الفريق الركن عبدالواحد شنان آل رباط، رئيس أركان الجيش العراقي السابق دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في بريطانيا طالب فيها بتقديم بلير للمحاكمة.

ومن المرجح أن تقضي شهادة تشيلكوت، الذي تحدث لأول مرة إلى وسائل الإعلام منذ نشر التقرير في يوليو العام الماضي، على كل آمال بلير بالعودة مرة أخرى إلى الساحة السياسية على وقع مفاوضات عسيرة تجري مع دول الاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا من الاتحاد.

وناقش السير جون، في أول لقاء له مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الأسباب التي جعلت بلير يتخذ قراراته.

وقال إن الأدلة التي قدمها بلير للجنة التحقيق كانت "عاطفية صادقة"، لكنه اعتمد على معتقدات ولم يعتمد على حقائق.

وأضاف أن زعيم حزب العمال السابق قدّم حججه لخوض الحرب بناء على تقييمه للظروف، قائلا إن بلير قدم القضية "معتمدا على اعتقاده هو، وليس معتمدا على الحقائق، وعلى ما قالته المعلومات الاستخباراتية الموثوق بها".

وتعني تصريحات تشيلكوت أن بلير اعتمد تحليلا شخصيا لمشهد إقليمي معقد حينها في منطقة الشرق الأوسط، وعلى نزعة انتقامية من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

جون نيكسون: بوش وبلير كانا يقبلان فقط المعلومات التي كانا يرغبان في سماعها
وعلى الفور قال الجنرال تيم كروس، الذي عمل كمستشار عسكري لبلير إبان غزو العراق، إنه "ليس لديّ أيّ مشكلة مع حقيقة أننا في نهاية الأمر تخلصنا من صدام حسين. لقد شاهدت المقابر الجماعية وهي في طور الإعداد في العراق. صدام كان دكتاتورا وحشيا". لكنه لم يتحدث عن مصير العراق بعد سقوط صدام وكيف تحول إلى أفسد دولة في العالم يعيش ما يقارب ربع سكانه في مخيمات المهجرين.

وساهمت العلاقة الشخصية التي جمعت بلير بالرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش في تجاهل حقائق على الأرض تُناقض الخطاب السياسي الذي تبنته البلدان في ذلك الوقت.

وقال مراقب سياسي عراقي يقيم في لندن لـ"العرب" إن "الجانب القانوني في تلك القضية يعيد رسم الحدود بين ما هو سياسي وما هو أخلاقي وهما أمران تم المزج بينهما بطريقة شعبوية حين حاول بلير أن يغلّب العاطفة الشخصية على الواجب الذي تمليه عليه وظيفته كرئيس للوزراء".

وانتهت التحقيقات التي أدرجها "تقرير تشيلكوت" إلى أن توني بلير بالغ في التهديد الذي مثله صدام حسين، وأن احتلال العراق هو "الخيار الأخير" لعلاج القضية كما قدمه للبرلمان، عندما ساند القرار.

وفي كتابه "التحقيق مع الرئيس" يذكر جون نيكسون، المحلل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" الذي تولى التحقيق مع صدام حسين، إن "بوش وبلير لم يكونا مستعدين للاستماع إلى المعلومات الاستخباراتية الصحيحة عن الواقع على الأرض، ولكنهما كانا يقبلان فقط المعلومات التي كانت تحتوي على كلام يرغبان في سماعه".

وساهم تحليل السلوك النفسي الذي ورد في "تقرير تشيلكوت"، بعد تحقيق استغرق سبعة أعوام، في إثارة جدل قاد إلى رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في لندن تطالب باعتقال بلير ومحاسبته على نتائج كارثية أفضى إليها غزو العراق.

ورفع الدعوى على بلير، بالإضافة إلى وزير الخارجية آنذاك جاك سترو ووزير العدل لورد غولدسميث، الفريق الركن عبدالواحد شنان آل رباط رئيس أركان الجيش العراقي السابق.

وقال المراقب السياسي "قيمة تصريحات تشيلكوت تكمن في أنها كانت بمثابة اعتراف بريطاني بحقيقة سبق لمسؤولين أميركيين أن اعترفوا بها، وهي أن تلك الحرب التي أدت إلى إسقاط نظام سياسي وتدمير بلد وافتقدت إلى الغطاء القانوني وشنت بذرائع كاذبة. لم يكن العراق يملك أسلحة دمار شامل ولم يكن هناك ما يثبت علاقته بتنظيم القاعدة".

وأضاف "أن يكون بلير مجرم حرب، وهو ما يسعى إلى الوصول إليه المدّعون عليه، فهو يعني إعادة لكتابة تاريخ تلك الحرب التي كانت بمثابة بداية لقيام شرق أوسط من نوع مختلف".