المحرر موضوع: الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن الجزء الواحد والخمسون  (زيارة 8033 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإنشقاقات والنكبات التي عصفت بالأمة الكلدانية وكنيستها والمآسي التي حَلَّت بها عِبرَ الزمَن
الجزء الواحد والخمسون
دور العائلة الشمعونية في محاولات اغتيال مناوئيها
« في: 12:19 25/09/2013  »

 ايها القراء الاعزاء لو استثنينا جريمة القتل التي ارتكبت في القوش بحق البطريرك حنانيشوع من قبل عمه بسبب الصراع على الكرسي البطريركي، ولو صرفنا النظر عن جريمة ابادة عائلة نمرود من قبل ابناء عمومتهم في قوجانس،علينا التوقف قليلا عند  جريمة اغتيال الشهيد مارشمعون بنيامين ومن كان وراءها ؟ فلقد كتب بعضُ المدافعين عن سرمة خانم قبل مدة بانه بعد الاستيلاء على قلعة اسماعيل أغا الشكاكي "سمكو" وجدوا فيها رسالة موجهة من الانكليز الى سمكو يطلبون فيها منه ان يغتال قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين وكما يقول المثل (من فمك ادينك ) فهل من المنطقي والمعقول ان سُرمة خانم لم تعلم بهذه الرسالة المزعومة أو لم تصل الى يدها خاصة بعد ان اصبحت هي المسؤولة عن ادارة الامور بعد مقتل شقيقها مار بنيامين ؟ وماذا كانت اجراءآتُها بخصوص هذا الموضوع الخطير ؟ كل الادلة اثبتت انها اخذت عائلتها وعائلة مالك اسماعيل والمقربين اليها والقوة التي بامرة العائلة والتي كان من المفروض ان تكون القوة الاحتياطية لتعزيز جبهة الدفاع عن اورميا واتجهت صوب همدان في نفس الليلة التي ترك فيها اغا بطرس اورميا متوجها نحو ساين قلعة لتلتقي باصدقائها الانكليز في همدان وتبدأ معهم لعبَ دور جديد خال من ضغوطات قداسة البطريرك الشهيد مار بنيامين والتي كانت تصب افكارُه في خدمة الامة وليس في خدمة الانكليز ومن تتبُّعنا للاحداث نجد ان هذه العلاقة القوية لم تُصِبها اية شائبة خلال حياتها والى يوم وفاتها رحمها الله ... لست انا الذي كتب عن الرسالة الانكليزية ولكنني كتبت استنادا على مصادري بانهم وجدوا في القلعة رسالة موجهة من قبل الايرانيين الى سمكو لاغتيال قداسة البطريرك وليس الانكليز ولكن الاخوان في محاولاتهم التبريرية بابعاد التبعية للانكليز اوقعوا انفسهم في فخ اكبر ويمكن للقراء الاعزاء ان يعودوا الى ارشيف المنبر الحر ويقرأوا ما كتبه احدهم عن جريمة اغتيال مار بنيامين.

محاولات الاغتيال في العراق:
1)   لم تكن سبب وفاة اغا مرزا شقيق اغا بطرس وفاةً طبيعية،  حيث إنَّ حرصه على مجابهة اعدائه بروحية المقاتل القائد كان يتوقع اغتياله من قبل عملاء الانكليز وبدفع منهم في اية لحظة! ولهذا السبب كان اثناء عودته من تلكيف ليلا بالسيارة قد حمل مسدسه بيده واضعا اصبعه على الزناد لمواجهة ايِّ موقف طاريءٍ مما ادى الى انطلاق اطلاقة من مسدسه على فخذه نتيجة ارتطام السيارة باحدى الحفر الكبيرة في الطريق، فنتج عنه نزيف شديد تسبب في وفاته... مُنع اغا بطرس من حضور مراسيم دفنه في الموصل فقام ملك خوشابا ومالك خمو البازي وبقية الرؤساء بهذا الواجب لهذا القائد الذي قضى حياته في ساحات المعارك دفاعا عن امته...
2)   محاولة اغتيال ملك خوشابا الاولى سنة 1920:
هذه رسالة الاسقف مارياوآلاها ادرج ترجمتها نصا ( سبق ان نشرت نص الرسالة الاصلية مكتوبة بخط يد سيادته من شيكاغو)
شيكاغو الينويس 19 تشرين الثاني
سيادة ملك خوشابا المحترم
اقدم اشواقي واحتراماتي. وبعد التحية ارجو من الله ان تكونوا وعائلتكم الكريمة بصحة جيدة ..
منذ مدة لم استلم منكم رسالة ولكني اعلم بان سيادتكم مشغول جدا بقضايا الملة.
صديقي العزيز الله يبارك اعمالكم المجيدة لامتكم. حقيقة، ان خدمات عائلتكم الجليلة ومنذ القدم للامة الآثورية لا يمكن ان ينساها اي فرد من هذه الامة. ولكن ماذا اقول لسيدي مارشمعون والشمعونيين الذين لا يحترمون انفسهم ولا ألآخرين أيضاً! وانهم بهذه الطريقة لا يمكنهم ان يحافظوا لا على انفسهم ولا على غيرهم. ومع ذلك فلا تعتقد ايها العزيز بانهم قادرون على اذلالك واذلالي او إذلال الغير، بل انهم يُذلون انفسهم  ويصبحون مسخرة امام الطائفة والعالم. نحن متالمون جدا لما صدر منهم من اعمال عدوانية ضدكم وفي كل قضية، الا ان الله لا يترك الحق ويتمسك بالباطل ابدا. لقد وضعنا انفسنا أمام فوهة المدافع من اجلهم الا انهم مع ذلك تعمى عيونُهم عندما يرون تقديم اقل تقدير او احترام من الملة لنا دون ان يفكروا بان التقدير والاحترام لا يقدم الا لمن يستحقه.  فسيروا أنتم للامام على بركة الله ونحن صامدون معكم حتى الموت وسوف لا نترككم حتى المعول والمجرف (القبر) فلتعمل سرمة خاتون ما تشاء دون تقصير، اذ اننا واعون ولسنا من الاموات. وفي الحقيقة كنا نحب عائلة مارشمعون الا انهم لا يرغبون بذلك. فليفعلوا ما يشاؤون وليبقوا رؤساء ما استطاعوا الى ذلك سبيلا . ان اهالي ماربيشو قد كتبوا ضدكم وضد اغا بطرس كثيراً، وقد جاء لطرفكم شاب اسمُه منصور من هنا لاغتيالكم واغتيال اغا بطرس فعليكم تدبر امره. ان هذه الاعمال التخريبية كلها صادرة من ماريوسف خنانيشو الذي يمثل دور المعارض ضدكم وضد اغا بطرس هناك .
عزيزي ارجو ان تكتبوا بعض الرسائل الى الملة الآثورية الموجودة هنا لانها باجمعها تؤيدكم وتؤيد اغا بطرس ما عدا اهل ماربيشو الذين هم وحدهم يقفون ضدكم، الا اننا سنكسر رقبتهم هنا بعد برهة باذن الله وانتم بدوركم هناك . تحياتي لاغا بطرس .... خادمكم المخلص يوآلاها .....

مؤامرة اغتيال ملك خوشابا الثانية:
مما يجدر ذكره بعد انقلاب مايس 1941 وعودة الانكليز للقبض بيد من حديد على مقاليد الامور في العراق وفرض سيطرتهم التامة على شؤونه الداخلية والخارجية. قاموا برد اعتبار لاصدقائهم والمرتبطين بهم من العرب والاكراد وألآثوريين واعادوا تعيين هؤلاء في المراكز والمناصب الحساسة في الدولة مثل وزارة الداخلية وفي ادارات الالوية خاصة الشمالية منها لتنفيذ سياسة تستهدف ضرب العناصر الوطنية وتفتيت الجبهة الداخلية وبث الفرقة فيها . اما بخصوص اصدقائهم الاثوريين فقد قاموا بنقل مار يوسف خنانيشو بطائرة عسكرية خاصة الى (قبرص) للاجتماع بابن اخته مارشمعون وسرمة خاتون واعادته . بعدها باشر مار يوسف نشاطا ملحوظا في التحرك بعد سبات منذ 1933 مستخدما سيارات الانكليز العسكرية وحمايتهم من الحبانية التي اتخذها مقرا شتويا له متنقلا بين الوية الموصل وكركوك واربيل. وفي موسم الصيف يصعد الى مصيف سر عمادية حيث يعسكر الليفي. وتم تعيين اقاربه في وظائف خاصة في السفارة البريطانية وقنصلياتها. اما الخطوة الثانية فهي دعوة مالك ياقو مالك اسماعيل للعودة من سوريا والتطوع ثانية في قوة الليفي الموضوعة في خدمة الانكليز .  والخطوة الثالثة كانت اتفاق الزعامة الدينية الاثورية في الحبانية مع قيادة وضباط الليفي على اعداد محاولة لاغتيال ملك خوشابا وتصفية رفاقه! فرسموا الخطة وامروا بجمع الاموال من اتباعهم في الحبانية من منتسبي الليفي واختاروا الزمرة المنفذة بزعامة (اسطيفانوس شمعون) الملقب بجورج ابو ماركريت من عشيرة جيلو الصغرى الذي تظاهر بقبول المهمة ووعد بتنفيذها .. وفي دارمارزيا سركيس في بغداد حيث صادف وجود ملك خوشابا الذي جاء من الموصل للعلاج توافد جمع كبير من المواطنين الاثوريين على مقر الاسقف لتهنئته بمناسبة عيد الفصح، وقف جورج في المجلس امام الحاضرين وطلب الاذن بالكلام وقال (اعترف امام الله وامام سيادة الاسقف وامام ملك خوشابا وامامكم بانني مكلفٌ من قبل الزعامة الاثورية في الحبانية باغتيال ملك خوشابا مقابل مبلغ كبير من المال) ثم كشف عن تفاصيل الخطة الموضوعة لذلك واردف قائلاً: (ولكنني بعد الامعان والتفكير في الامر تساءلتُ مع نفسي لماذا اقترف مثل هذا العمل وكيف لي ان اقتل انسانا بارا وصالحا لم نرَ منه الا العمل المخلص والخدمة الصادقة لكل الاثوريين وذا نوايا طيبة اتجاهنا جميعا! وإن فعلت ذلك كيف لي التخلص من غضب التياريين وانتقامهم؟) يقينا ان دماء غزيرة كانت ستراق، وان فتنة اثورية ضارية كانت ستنشب يستحيل التكهن بمداها لو قدر للامر ان يقع. ولكن رد ملك خوشابا لم يكن انفعالبا فلم يقم بشكوى قانونية ضدهم في المحاكم ولو ان اركان الدعوى القضائية متوفرة، ولكنه حاول بهدوء وتعقل متميز اعطاء درس لا ينسى للمسيئين اصحاب النوايا الخبيثة. فكتب لتلك الزمرة المتآمرة رسالة مطولة ذكرهم فيها بكل اعمالهم المخزية التي سببت المآسي والكوارث للاثوريين المساكين والتي يستحقون عليها القتل والموت مرات عديدة لا ان يقتل من كان سببا في خلاص هذه الامة والمحافظةعلى ما تبقى منها . وسالهم هل حقا تجرأون على قتلي الان وعهدي بكم انكم جبناءُ رعاديد في ساحات الوغى تفزعون من النظر الى وجهي وتخافون المرور من على جثتي! فمن اين يا ترى حصلتم على هذه الشجاعة ألآن ؟؟؟؟؟؟


محاولات الاغتيال في سوريا:
من كتاب (النضال الاشوري من اجل البقاء) تاليف مالك لوكوشليمون بداوي التخومي ...
بعد ان استقر الاثوريون الذين هاجروا الى سوريا في منطقة الخابور وجدوا ان الوعود التي كانوا قد سمعوها من العائلة الشمعونية  التي صورت لهم هذه المنطقة كجنة عدن، بدت كجحيم قياسا الى المناطق والقرى الجميلة التي كانوا يسكنونها في العراق والموارد التي كانوا يجنوها من اعمالهم الزراعية وتربية الحيوانات تكفيهم للعيش بكرامة حالهم حال سكنة المنطقة من العرب والاكراد لا بل كانوا افضل حالا منهم، ومن ناحية التسليح ايضا كانوا يشكلون ثقلا دفاعيا لا باس به إذ  في الفترة بين عام 1920 – 1933م لم تجرأ ايٌّ من العشائر الكردية او العربية التحرش بهم. ولهذه الاسباب مجتمعة حاول البعضُ منهم العودة الى قراهم في العراق اما الذين لم يتمكنوا من ذلك، فاصبحت اعينهم مُحدقةً بعصبة الامم التي ربما قد تجد لهم دولة اخرى تقبلهم لينتقلوا الى حال افضل.  وفي هذه الفترة اي منذ 1934 برز خمسة اشخاص ينشطون في هذا الاتجاه وهم (مالك لوكو شليمون التخومي، مالك دانيال، مالك اسماعيل، ليون دنخا الشمعوني، مقصود نيخو، والرئيس شليمون زومايا) وكان نشاطهم هذا مدعوما في البداية من قبل قداسة البطريرك المُقيم في قبرص . الا ان قداسته عاد بعد عدة سنوات ليغير رأيه ويضع العراقيل امام ايِّ توجه للهجرة من الخابور، بعد ان لمس بوجود فائدة مادية كبيرة له في بقائهم غير مُبال بماساتهم (هذا ما سنراه في الرسالتين اللتين ارسلهما قداسته الى اهالي خابور، سانشرهما في الاجزاء المقبلة) .
تهديد مالك لوكو شليمون التخومي بالاغتيال من قبل مجهولين:
في هذا الجو المشحون تلقيت رسالة التهديد بالاغتيال وقد ترجمتها حرفيا مع اخطائها الاملائية والنحوية .....
(مضمون الرسالة) الى لوكو شليمون بداوي التخومي:
قبل اتخاذ ايِّ اجراءٍ، نرغب في تبليغك وعليك الاذعان،  وإلا فإن حياتك ستكون في خطر.
نحن كاتبو هذا الانذار، مجموعة من الشباب الاشوري (الفدائي) الذين لا يهتمون لحياتهم. وبعد دراسة لنشاطاتك لمدة طويلة قد توصلنا الى كونك اول من أثار المشاكل بين الاشوريين، وسيتم اعتبارك المسؤول الاكبر عما سيحدث في المستقبل. عليك تنفيذ الاوامر المحددة التالية:
1)   انت لستَ مالك (رئيس) تخوما كما تُطلق على نفسك حاليا. الرئيس المناسب يجب ان يكون قد حصل على  شهادة بذلك موقعة ومختومة من قبل البطريرك مارشمعون.
2)   عليك مستقبلا طاعة كل الاوامر الصادرة من البطريرك مارشمعون وان تكون مخلصا لاتباعه.
3)   عليك حالا ايقاف جميع نشاطاتك ضد قائدك المعترف به بين جميع الامم والشعب الاشوري.
4)   عليك حالا انهاء كل علاقاتك مع يوسف مالك لكونه خائنا لشعبنا (ويُقصد به يوسف مالك التلكيفي الكاتب المشهور وسكرتير مار شمعون سابقا) .
5)   اذا تجاهلت كلَّ ما ذكر آنفا، فان حياتك ستنتهي في القريب العاجل، لاننا لا نريد ان يكون هناك بطريرك وخوشابا آخر.
(مرسلة من الجمعية السرية).....
هذا بالطبع لم يكن التهديد الاول بالإغتيال ، ولا ان المؤلف وحده قد تعرض لذلك، فالناس في مواقع القيادة الذين اتخذوا قرارات تؤثرعلى حياة وحسن حال الاخرين عليهم توقع بعض ردود الفعل من الناس المتاثرين من ذلك ... ولكنهم حين يلجأون الى الاغتيال فذلك مؤشر على ذوي الشخصية المنحطة والافلاس الاخلاقي ... ولقد تعرض آخرون للاغتيال في العراق سابقا امثال اغا بطرس وملك خوشابا ...
محاولة الاغتيال الثانية:
(يومو قاسم) شخص مصاب بجنون الاضطهاد، تم استخدامه كقاتل لتصفية المناوئين:
ان يومو قاسم المذكور كان يعاني من مشكلة عقلية (جنون الاضطهاد) منذ طفولته، وكان يمتلك مسدسا، فقام النقيب الفرنسي (فيليود) المسؤول العام عن المخيمات الاشورية في الخابور بسحب المسدس منه كاجراء احترازي وسلمه الى (رومي) زوجة شليمون شقيق مالك دانيال ومالك ياقو اولاد مالك اسماعيل لكي لا يتمكن من استخدامه في اوهامه الجنونة. وعندما عادت (رومي) من قبرص بعد زيارتها لشقيقتها سرمة خانم وابن شقيقها مارشمعون اعادت المسدس الى يومو، وتبين انها قد زودته بالتعليمات لما يجب ان يفعل به... الخطر الكامن في وضع سلاح في يد شخص مضطرب عقليا شيء واضح تماما... والاسوا من ذلك، ان الامر لا يتطلب جُهداً في اقناع مثل هذا الشخص للقيام بعمل يفكر به الشخص السوي اكثر من مرة قبل الاقدام عليه او يرفضه مباشرة. اما السيد ليون دنخا الشمعوني كان يعيش لوحده ومن اجل تمضية الوقت تعود على اصطحاب يومو والذهاب في زيارات اجتماعية للجيران، ثمَّ كانا يعودان الى دار ليون في منتصف الليل تقريبا لشرب الشاي معا، ويعود يومو بعد ذلك الى داره...
في يوم من ايام 1937 رافق ليون يومو كعادته وذهبا لزيارة الجيران، ثم عادا الى بيت ليون في الساعة 11:30ليلا وبينما كان ليون متقدما عن يومو وهو مطأطأ الرأس ليتمكن من الدخول من الباب الرئيسي الصغير اطلق يومو النارعلى ليون من الخلف فجأة وبشكل غير متوقع، واخطأت الرصاصة باصابة قلبه بسنتمتر واحد طبقا لتقرير الدكتور (فريشو) الطبيب الذي عالجه في بيروت. ثم هرب يومو من مسرح الجريمة مباشرة بعد ارتكابها وحاول دون جدوى مغادرة سوريا الى العراق ... وبالنسبة الى ليون فقد تم تبليغ النقيب"فيليود"من قبل سكان القرى المحليين فذهب مباشرة لرؤية ليون وحين ادرك خطورة حالته وان حياته معلقة بخيط رفيع طلب النقيب فيليود طائرة بشكل عاجل مرسلة من حلب لنقله الى مستشفى في بيروت من اجل علاجه واجريت له عملية جراحية وتم انقاذ حياته.... وكان ليون يتكلم الفرنسية وقد عمل مترجما لدى النقيب فيليود... وفي نفس ليلة الحادث ذهب النقيب فيليود من تل تمر الى الحسكة وابلغ السلطات في المحافظة عن الجريمة . وطلب اخطار كل البلدات في الجزيرة ليبذلوا الجهد في عدم السماح ليومو للهروب من سوريا... وشوهد يومو بالقرب من احدى القرى في المنطقة، وتمت مطاردته وطُلب منه التوقف لكنه شرع باطلاق النارعلى ملاحقيه فحدث تبادل لاطلاق النار اصيب يومو فيها في فخذه بعد ان استنفذ اطلاقاته فلم يستطيع الهروب بفخذ مكسورة. فتم القاء القبض عليه وتسليمه للسلطات الحكومية... وعندما اخذت افادته عن طريق ترجمة الدكتور يادكار افاد يومو(انه تم تلقينه من قبل رومي قائلة له: هناك خمسة اشخاص يعارضون مارشمعون ويجب القضاءُ عليهم وهؤلاء الاشخاص هم: مالك لوكو ومالك دانيال وليون دنخا الشمعوني ومقصود نيخو والرئيس شليمون زومايا) وثبت في التحقيق، انه كان ليومو شركاء في هذا العمل وقد جاء احدهم واعترف وطلب المغفرة من ضحيته المحددة والذي كان (مالك دانيال ابن مالك اسماعيل شقيق زوج رومي) والذي كان من المفترض اغتياله في تلك الليلة. ولا نريد هنا ذكر اسم القاتل ولا السبب الذي من اجله اراد قتل مالك دانيال الا ان اسمه ليس سرا على ابناء تياري في تل تمر... الله هو القاضي وسيجازي كلَّ واحدٍ حسب اعماله ونواياه وقد اعترف القاتلُ بانه قد وضع مالك دانيال مرتين في مرمى سلاحه ولكنه اصيب بالرعب قبل الضغط على الزناد واضاف بانه شعر وكأنَّ صوتاً ما قد اخبره بعدم فعل ذلك .....انتهى الاقتباس .....

ايها القراء الاعزاء، هنا لنا وقفة اخرى: من خلال قراءة هذه الاحداث المأساوية نجد ان عمة البطريرك رومي شقيقة سرمة خانم ومن العائلة الدينية (المقدسة) والتي من المفروض ان تكون ابعد الناس عن التورط في امور التآمر على القتل، تتآمر على قتل شقيق زوجها واربعةٍ آخرين والسبب الوحيد كان لان هؤلاء الخمسة ارادوا ان يجدوا مخرجا آخر لاهلهم لمُغادرة الخابور، وهذا المخرج كان سيسبب خسارة مادية لهذه العائلة التي كانت تستغل مأساتهم في جني الاموال من اميركا (485 الف دولار) استلمها البطريرك ولم يسلم لاهل خابور منها سوى 1500 دولار اي ان حصة كل فرد لم تتجاوز (20 بنس )... هذا ما ورد في كتيب يوسف مالك التلكيفي السكرتير السابق لقداسة البطريرك واسم الكتيب (الله والحق) الصادر في ايار 1948 الحسكة / سوريا.... وتمر السنون حتى عام 1975 حيث يعود المشهد المأساوي للظهور في هذه العائلة من جديد فيقوم داود بن مالك ياقو شقيق زوج رومي بعملية اغتيال قداسة البطريرك مار ايشاي شمعون ابن شقيق رومي ..... وهكذا بدأت مآسي العائلة الشمعونية بمأساة القوش وانتهت بمأساة كاليفورنيا مرورا بمآسي قوجانس واورميا. وكمسيحيين نقول رحمة الله على كل من قتل وكل ومن توفاه الله. ان كلمة القداسة لها معناها الروحي الخاص بها والذي لاجله تم تقديس تلك الشخصية، ومن الصفات التي تتوفر في القديسين هي المنجزات الانسانية المتميزة والتضحية بالنفس من اجل المعتقد الروحاني والنسك والابتعاد عن الامور التي تدعو الى سفك الدماء والصدق مع الجميع حتى مع الاعداء والتعفف عن جمع الاموال وعدم الاستيلاء على اموال الآخرين (فكيف اذا كانت هذه الاموال هي اموال الفقراء واليتامى والارامل!) إنَّ هذا الامر يسري على كل شعوب العالم باستثناء شعبنا الذي انفرد البعضُ منه الى تقديس من هو ابعد ما يكون عن القداسة ...... فهل الذي يتسبب في مقتل ألآلاف من ابناء شعبه من اجل حصوله على مركز دنيوي يعتبر قديسا؟ وهل مَن يتآمر لاغتيال مناوئيه حتى من اقربائه لا لشيء سوى لانهم حاولوا ان يجدوا مأوى لهم أفضل من سوريا، ولأنَّ ذلك يؤدي الى خسارة مصدر رزق هذا القديس في حالة مُغادرتهم، لذلك حاول منعهم وبقاءَهم في حالة الفقر والعوز ليستطيع عن طريقهم استجداء مبالغ كبيرة  من دولارات المحسنين في اميركا فهل يعتبر هذا قديسا ؟ وهل الذي يتبوأ اكبر مركز ديني في كنيسته يمنعه من الزواج والانجاب يخرق قانون الكنيسة الذي من المفروض عليه حماية هذا القانون فيقوم بالزواج والانجاب وإصدار اوامره لكافة المطارنة والاساقفة للاقتداء به يعتبر قديسا ؟ إنَّها اسئلة تتطلَّب الإجابة فهل ذلك باستطاعة المُرتزقة؟ والى الجزء الثاني والخمسين قريباً.
الشماس د. كوركيس مردو