شهداء النور
مار إيث ألاها النوهدري
خير لي أن أموت لأحياالى الأبد،،،من أحيا لأموت الى الأبد
قبل أكثر من سته عشر قرنا تفوه بهذه الكلمات الخالده ،شماس مملوء بالايمان المسيحي،شجاع غيور ،وهو يتلقىأنواع العذاب،أثناءالأضطهادالكبيرالذي شنه
الأمبراطورالفارسي شابور الثاني ضد المسيحين من سنة 339الى 379 ذهب ضحيته ما يقارب 16ألف شهيد هم الذين عرفت أسمائهم،أما الأخرين الذين سبقوهم الى المجد فلا أحد يعرفهم بالتاكيد.يعجز القلم عن وصف معاناتهم التي قدموها في سبيل ايمانهم،أتطرق الى الشماس الشهيد القديس مار إيث الاها النوهدري شفيع مدينة دهوك تلقى أنواع العذاب على يد الحاكم الفارسي"أذركركشيد"الوثني من أجل أيمانه القويم بالاله الواحد،ولد عام 315 م في منطقة نوهدرا ودرس في مدرستها الشهيرة،كان شماسا ووشي به لدى الملك ،فكبل بالسلاسل وسيق الى اربيل في السنة السابعة والثلاثين من سنين الأضطهاد التي أستمرت أربعين سنة ، وتصفه المصادرالتاريخية بأنه كان طليق اللسان، شديد للهجة،مضطربا بحب الله،فتم أحضاره أمام الحاكم وطلب منه السجود للشمس وعبادة النار المجوسية،فاجابه القديس "اني لاأسجد للشمس لأنها ليست ألها ،بل هي خليقة الله التي أقامها لخدمةالأنسان،ولاأستبدل ألهنا الخالق بألهتكم المخلوقة واننا سنكون عبرة حسنة لجميع الصادقين،ولما رفض تم نقله الى منطقته نوهدرا والى موقع قريب من مدينة دهوك وربطوه في موقع مرتفع على تلة عالية وتم رجمه حتى فارق الحياة وكان ذلك في اليوم الرابع لعيد القيامه المجيد واقيم بعد ذلك دير للقديس وكانت توجد مدرسة كبيرة بالقرب من الديريسكنهاعدد كبير من الرهبان،وفي عام 1929 قام
المرحوم والمربي الكبير الخوري يوسف بهرو ببناء مزارإيث الاها وتم بناء كاتدرائية بأسم القديس شامخة يعلوها صليب المخلص تم أفتتاحها بتاريخ16/12/1991 بجانبها مطرانية الكلدان ثم مدرسة وقاعة للتعليم المسيحي،بنيت الكاتدرائية بجهود مثمرة من قبل الأباء الروحانين والهيئه الأدارية للخورنة والمدرسة بجهود مشكورة من قبل مركز أخوية المحبة، وتم أصدار كتاب عن القديس الشهيد من قبل المحامي أفرام فضيل البهرو،جزاكم الله خيرا أبناء نوهدرا الأوفياء لشفيعكم مار إيث الاها الذي رعاكم طوال هذه المسيرة الطويلة من الحياة المليئة بالمخاطر،يحتفل الشعب المؤمن في دهوك بعيد شفيعهم الأول يقع في 15كانون الأول وهو ذكرى إعتقاله، والثاني يصادف يوم الاربعاء الذي يلي عيد القيامه المجيد وهو يوم إستشهاده،يحتفلون بالشيرا،حيث يقام احتفال ديني يزاحمون أهالي دهوك مشاركة الأحتفال الكبيرويتم ذكر حياته واستشهاده ومعجزاته وعجائبه ويشاركون بوجبة طعام جماعية تجمعهم هذه المناسبة الدينية وتزيد أواصر المحبة بينهم والتعلق بشفيعهم ويشعرون بانهم أبناء ألله قام القديس بمعجزات وعجائب اصبحت حديث المؤمنين مما زاد تمسكهم بشفيعهم ليس المسيحين فقط بل أخواننا المسلمين واليزيدين يطلبون طلباتهم وتلبى ثم يقدمون النذور للقديس هكذا نرى تحقق ما توقعه إيث الاها فقد كتب له الحياة لأنه طلب الموت ليحيا ،أما الذي طلب الحياة شابور فقد مات وطواه النسيان، الغاية من إستذكار سيرة الشهداء والقديسين لتكون لنا غذاء روحيا وأمثلة جليلة للتمسك بالمبادىء السامية مهما إقتضى ذلك من التضحيات ولاسيما أثناء الصعوبات ونحن واثقون مما قاله المخلص " ها أنا معكم طوال الأيام حتى أنقضاء الدهر سيرافقنا كل مراحل الحياة الى ان يبلغ بنا الى مشاركة المجد مع جميع الشهداءوالقديسين الذين ثبتوا الأيمان ،مما يتوجب على الرعاة والمدبرين والشمامسة أن يتمثلوا بما جاء برسالة رسول الأمم الموجهة الى تيموثاوس الأولى بتأدية خدمتهم بكل تواضع ، وأن نقتدي بسيرةالقديسين والشهداء لتأدية الخدمة وفق الأيمان المسيحي،هنيئا لأهالي نوهدرا الكرام بشفيعهم فهو يعيش بفكرهم وقلوبهم صغارا وكبارا وسوف يظل معهم جيلآ بعد جيل والى الأبد ، وهنيئا لكافة قرانا الحبيبة بقديسيهم اللذين يحرسونهم ويتشفعون أليهم
أيها القديس الجليل ، كنت صغيرا ارتاح بقربك ،كنت معينا لي في مسيرة حياتي ،حفظت حياتي طوال خدمتي العسكرية إيماني بك كان قويا مستندا بايمانك بالله الأوحد،كنت أحتفظ بصليب المخلص في قلبي وضميري وقطعة صغيرة من هيكلك المقدس قد وضعها في حقيبتي ابني فادي الذي يحمل اسمك المقدس في العماذ وكنا قد طلبناه من قداستك، كان إيماني قويا بأنك تشفع لي لدى الأب السماوي عيدآ سعيدآ ياأحبائي أهالي نوهدرا , وانتم تحتفلون بعيد القديس الشفيع مار إيث الاها طالبين من الرب بشفاعته ان يعم الامن والسلام ربوع عراقنا الحبيب بهذه القيامه المجيدة والله الموفق
محب النور الشماس- حنا يونان حنا / تورنتو- كندا
