المحرر موضوع: تأريخنا يخطه الرجال  (زيارة 711 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رسل جمال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تأريخنا يخطه الرجال
« في: 20:34 12/07/2017 »
تأريخنا يخطه الرجال

رسل جمال

التأريخ بودقة الامم، التي تنصهر بها انجازاتها، لتمتزج تلك الجهود، وتخط بها حروف الحضارة، لكن للتأريخ روايتان الاولى هي ماوصلت لنا، وما خطته ايدي الوراقين، بأمر السلطان وتحت سوط الجلاد!

ان هذه الرواية لطالما كانت ظالمة، لبعض الشخوص التي اختفت بين طيات الزمن، عكس البعض التي تلمعت اسماءهم بالالقاب المزيفة، ونسبت لهم الفتوحات العظيمة، رغم انهم كانوا يستظلون بخيم الدعه، ولم يلفح وجوههم حر وتراب الميدان ابدآ، وهناك جماجم اندثرت وسحقت ولم يذكرها التأريخ بحرف واحد، هم المغمورون، صناع النصر وجند الله بالارض .

اما ارض الواقع فله رواية  ثانية، هكذا هي سطور التاريخ ، ناقصة المعالم دوما، والراوي لا يسرد لنا النصف الاخر من المشهد، فنرى مسرح الاحداث، ولا نعلم ماذا جرى خلف الكواليس.

ان تأريخ العراق سجل ازلي المجد، سرمدي الفخر، ابدي العطاء، تطرزت على صفحاته اسماء، خطت بماء الفخر، لانهم أناس دحروا الطائفية، وسحقوا الفتنة والفرقة، وعبدوا الطريق لاجيال قادمة، نطالب وندعوا ان تكتب تلك الاسماء، ضمن سلسلة احداث التأريخ المعاصر للعراق، كشخصيات شكلت نقاط مضيئة، وسط ركام الفوضى والظلمة.

من منا لا يذكر فتى الاعظمية"عثمان" الذي اسقط اكذوبة الطائفية، اما ذاك النورس الذي راح يتبختر بطريق المجد، فله طود عظيم من العز انه المقاتل الشاعر "علي رشم"،  ولا ننسى الاسد الذي ارعب الموت وهو يرمقه بنظرته الاخيرة، انه ابو بكر الدراجي.

في حين ظهرت لنا في الموصل حدباء جديدة، شامخة وسط هضاب الاخفاقات والخيبات، انه ذلك الساعدي عبد الوهاب، الذي قاد المعركة بقلب اب حاني على اولاده، فأحبه الصغار والكبار، و ادار المعركة باحترافية عالية، شهدت له الاعداء قبل الاصدقاء.

هناك الكثير من تلك القامات المشرفة التي ظهرت، من رحم ارض ملتهبة الاحداث، كانت لهم مواقف مؤثرة ووقفات غيرت مجرى الامور، وشكلت دروس وعبر للاجيال القادمة، قائلة ان البقاء للعراق واهلة الاصلاء، رغم انف الارهاب.