عنكاوا كوم تستذكر الذكرى الثالثة لحرف النون ووسمه على بيوت مسيحيي الموصل
هل دفع مسيحيو الموصل الجزية لتنظيم داعش وكيف ؟!
الموصل –عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدتمر الذكرى الثالثة لقيام تنظيم الدولة الاسلامية او ما يعرف اختصارا داعش بتوجيه عناصره للقيام بعملية جرد منازل المسيحيين في احياء مدينة الموصل ووسمها بحرف النون كناية عن ما يعرف التنظيم للمكون المسيحي بكونهم نصارى حيث باشروا عمليتهم تهيئة لقيامهم بطرد هذا المكون الاصيل وذلك في منتصف شهر تموز (يوليو ) من العام 2014 مبتدئين بحي السكر احد احياء الجانب الايسر من المدينة فضلا عن مباشرتهم بالتزامن في تلك العملية بعمليات جرد للمنازل المذكورة في حي العربي وكانت العملية تنحصر بوسم حرف النون مع عبارات عقارات الدولة الاسلامية فضلا عن استقصاء معلومات عن عدد افراد الاسرة اذا كانت العائلة تقطن ذلك الدار كما رافق تلك العملية ابلاغ بعض العوائل بشان اخبارها لرؤساء الطوائف المسيحية ممن تركوا المدينة ليلة سقوطها في العاشر من حزيران (يونيو ) من العام المذكوربوجوب حضورهم للاجتماع الذي دعت اليه بعض قيادات التنظيم لغرض ابلاغهم بخيارات التنظيم والتي ابرزها ببيانه الذي اصدره في يوم الخميس الموافق 17 تموز (يوليو ).
وفي ظهيرة هذا اليوم وبعد امتناع رؤساء الطوائف المسيحية عن حضور الاجتماع المذكور اصدر التنظيم بيانا بين فيه بسبب اعراض رؤساء النصارى لحضور الاجتماع لبيان حالهم حيث كان من المقرر ان تعرض عليهم الخيارات الثلاث التي اوردها بيان داعش وهي تخييرهم ما بين اعتناق الاسلام والخيار الثاني اخذ الجزية منهم معرفا اياه بعهد الذمة وثالث الخيارات هو في حالة رفضهم لهذه الخيارات فليس لهم الا السيف وختم البيان بتحديد مدة لجلاء انفسهم فحسب وذلك وذلك في يوم السبت الموافق 19 تموز وفي الساعة الثانية عشر ظهرا من ذلك اليوم لكن التنظيم قلص تلك الفترة بقيام عناصره في صبيحة يوم الجمعة الموافق 18 تموز بتسليب العوائل المسيحية وتهديدها وذلك في نقاط التفتيش التي اقاموها على اطراف المدينة المؤدية الى اقضية الحمدانية وتلكيف فتعرضت العديد من تلك العوائل لسرقة ممتلكاتها ومقتنياتها وحتى سياراتها وكانت تلك المحطة الاولى لتهيئة العوائل المسيحية لدفع الجزية التي ابرزها التنظيم في خياراته الواردة في البيان المشؤوم ولم يكتفي بذلك بل استمر بجرد المنازل المسيحية وافراغها تماما من محتوياتها وتسليبها واقامة العديد من المواقع التي اطلق عليها التنظيم سوق الغنائم لبيع وتداول ممتلكات المسيحيين المنهوبة كما اعلن التنظيم في اوقات سابقة عن اقامته لمزايدات علنية في مقر بلدية الموصل تختص ببيع عقارات المسيحيين قبل ان تنطلق العمليات العسكرية التي استهدفت التنظيم لتنتهي باعلان تحرير الموصل بجانبيها الايمن والايسر وهكذا دفع المسيحيون في مدينة الموصل جزيتهم للتنظيم بطريقة غير مباشرة من خلال استئثار ذلك التنظيم بالممتلكات وقيامه بتخريب وتدمير الحواضر المسيحية خصوصا كاتدرائية مار افرام في حي الشرطة التي تعد اكبر كنائس المدينة حيث شيدت عام 1988 فضلا عن تخريب التنظيم لدير مار كوركيس في حي العربي والذي يعد من ابرز اديرة المدينة واوسعها .
وفيما اضطرت عشرات العوائل المسيحية بعد التحرير للاستقرار بمنازلها المسلوبة والمدنسة خوفا من استغلال بعض العناصر العسكرية لتلك المنازل واتخاذها كمقرات لها كما حدث لمنزلي حيث استغلت قوة تابعة لحرس نينوى وهي الحشد الذي يتزعمه محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي فراغ المنزل لتقوم بالاستقرار فيه لقرابة اكثر من شهرين ومازالت دون ان تنفع محاولات مستشار محافظ نينوى لشؤون المكونات خلال زيارته لتلك القوة وابلاغها بترك المنزل فابت متذرعة بضرورة حضور صاحب المنزل شخصيا من اجل تنفيذ امر الاخلاء الذي تتجاهله..
