المحرر موضوع: كلمة في الذكرى التاسعة والخمسون لثورة تموز  (زيارة 662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميسون نعيم الرومي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كلمة في الذكرى التاسعة والخمسون لثورة تموز
ميسون نعيم الرومي
تمر  اليوم  ذكرى ثورة تموز ، التي استقبلها الفقراء ، وهلل لها المحرومون
في فترة الفاقة والعوز ، المتفشية في وطن عشعش فيه الإستعمار
 والنظام الشبه الأقطاعي الذي يستغل الفلاحين ويسقيهم المذلة والهوان والجوع والحرمان
والفقر الذي يرفرف بطيفه الثقيل على الشعب المسكين بشكل عام
استقبل الشعب ثورة تموز بفرحة الخلاص ، والحلم بحياة حرة كريمة تذَوَّق إنجازاتها
ومنها :- (الإنسحاب من الأحلاف العسكرية ، إلغاء العلاقات الإقطاعية ، إلغاء قانون حكم العشائر
إصدار قانون الإصلاح الزراعي وإلغاء الإقطاع ، تشريع قانون الأحوال الشخصية ، الذي أعاد الإعتبار للمرأة العراقية التي كانت مسحوقة في جميع الأزمنة ، وأقر القانون مساواتها بالرجل في الميراث ، وشهادتها في المحاكم تعادل شهادة الرجل ، كذلك في تعدد الزوجات لصالح المرأة وبذلك أعادت الثورة للمرأة اعتبارها كإنسانة لها كرامتها ، نشر التعليم ، تحرير النقد العراقي من الكتلة الإستريلينية ، إلغاء الإمتيازات البترولية ، توزيع الأراضي والبيوت على الفقراء) وغيرها الكثير.
فرحة قصيرة وتلقفت ثورة الشعب ، الدول المهيمنه خالقة الأيادي المأجورة ،
فتلاشت احلام شعب موؤدة منذ ولادتها ، في وطن هده الحرمان واضناه البؤس والشقاء.
كان القائد عسكريا ، وسياسيا مستجدا قليل الحيلة والتجربة ، يتخبط في متاهات غير مدروسة ، سرعان ما انحرف عن المسار الصحيح ، ليبعد أنصاره عن المواقع الحساسة ويبقى لقمة سائغة لأعدائه المهيئين لافتراسه ، وبين حيرة مؤيديه المغلوبين على أمرهم .. وقياداتهم التي تخلت عن الجمل بما حمل..
والنتيجة  ضاع الوطن وانتحرت بذرة الحرية والديمقراطية وطحنت ايادي المجرمين
خيرة شبيبة العراق .
ومنذ ذلك الوقت بدأ ترويض الشعب العراقي الحي تدريجيا ، وبطرق مدروسة لئيمة ليصبح مطيعا خائفا مرعوبا ، فسار العراق بخطى حثيثة الى هذا الزمن اللعين
هذا الزمن الذي يعشعش بين اعطافه اليأس والخيبة والضياع المعفر برائحة الدم
 والموشح بطعم الموت والدمار
ليتصدر المبادرة كرسي سلطة مشؤوم يحضن جلاسه الأميين يبهرهم ويوشوش بالخراب والدمار
 والشعب متعب منهوك مهزوز اضنته الويلات والمحن يربي ويحضن اجيالا متعاقبة هدتها الحروب العبثية والحزن الأزلي والقهر والبؤس فاعتاد الطاعة والخذلان ولملمة أشلاء اعزاء واحباب ، سلوته اللطم والبكاء والعويل والسير في مواكب الأحزان لتفريغ الغضب واللالآم
ترى هل سوف يخرج وطننا وشعبنا العزيز من هذه الحلقة المفرغة ...
متى وكيف ؟
-------------------------------------------------------------------------------------
 14 / تموز / 2017
ســــــــــــتوكهولم