المحرر موضوع: فشل الارهاب و سقوط الاقنعة  (زيارة 764 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الخالق الفلاح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 772
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فشل الارهاب و سقوط الاقنعة

في هذه المرحلة وبعد بشائر الانتهاء من داعش وتوحد كافة الاطياف والمذاهب العراقية والتي اشتركت في محاربة الارهاب والقضاء على اكثر قيادته في الموصل يجب ان يفهم الجميع ان هناك ضرورة لبناء البلد وان يكون العراقيين في خندق واحد والابتعاد عن المحاصصة والعمل لبناء دولة المؤسسات والبحث عن استراتيجية دولة المكونات وترك الصراعات التي حصلت خلال السنوات الماضية والتي كانت كارثة مست كل كيان الدول وابنائه .
 
 لان المنطق السياسي البديهي الذي يقول إن العدو المشترك يدفع الجميع الى خندق واحد للوقوف امامه  والذي فشل في العراق. فمع بدء اجتياح التنظيم للمدن العراقية لم تستطع القوى العراقية أن تتوحد أمام هذا العدو الذي هدد جوهر الوطن بتاريخه وحضارته .
 
لقد دام احتلال التنظيمات الارهابية  لأجزاءٍ من العراق أطول ممّا تصوّره البعض من السياسيين الطامعين الذين وفروا الغطاء لهذه الزمرة ولم يعترفوا بجرائمهم  وكان الاعتقاد ان الامور تسير وفق احلامهم ،
 
ان هذه القلّة القليلة من المغرر بهم فقط تصوّرت أن الدولة الإسلامية يمكن أن تصمد وأن تواصل حصد قدرٍ من التأييد. لكن اليوم، ونحن في الشهر السابع من العام 2017، أصبح الكثيرون امام الواقع  من كون الجماعات الارهابية  على ابواب الخروج و الزوال وخاصة بعد تحرير الموصل الحدباء عاصمة الخلافة المزعومة لهم .
 
ومن هنا بدأت تحاول ان تجمع شتاتها دون جدوى من خلال الدعوات الى مؤتمرات الوحدة ( الوطنية ) تحت خيمة الطائفة من جديد بعد سقوط الاقنعة وهروبهم من مواجهة الارهاب والتراشق الاعلامي فيما بينهم يعني الفشل المبكر والانقسام بسبب السياسات الاقليمية .
 
بينما عند الاكثرية السائد أنه سيتم طرد هذه الجماعة السلفية-الجهادية بالسرعة نفسها التي دخلت بها المدن والبلدات العراقية وهذا ما نلاحظه من انهيارات بعد ان حوصرت في زاوية محدودة لاتستطيع الخروج منها بذلك اليسر فأما الموت او التسليم .
 
لقد كانت صناعة هذه العصابات  بحسب العديد من صانعي القرار في الغرب بتأييد من ساسة الداخل المرتبطين بهم هو لترسيخ الطائفية التي لايزال يتشدق بها البعض من السياسين لانها اسهل طريقة يمكن من خلالها السيطرة على الشارع بمختلف مذاهبهم.
 
أنّ تحرير الموصل من قبضة داعش، وقبلها معارك تحرير مناطق في محافظات صلاح الدين، ديالى والأنبار، هي سلسلة عمليات عسكرية وطنية صرف بمشاركة قوات من مختلف المكونات ،لان الامتداد الوحشي لداعش، فرض مواجهة عسكرية مؤكدة مع التنظيم الإرهابي، وجعل الخيار العسكري أمرا لابد منه، أنّ الطائفية أخذت كثيراً من الشعب العراقي خلال الأعوام السابقة، وما زال يعاني منها حتى اليوم. يعيد ما يحدث إلى أيادٍ غير عراقية و القوى الخارجية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ودول اقليمية اتخذت من العراق مسرحاً لحروبها وتصفية حساباتها،. صار من اللازم ان يؤمن الجميع بأسس وثوابت واجراءات واضحة تنقذ البلاد من أزمتها المتكررة وتراعي الثوابت الوطنية لان
 
ابناء الشعب بعيدون جداً عن صراعات الارادات الخبيثةو العلاقات بينهم مبنية على التراحم والأخوّة والصداقة والمصاهرة
 
أن حديث العراق الوطني والدولي والاقليمي الحر، يكاد يجمع على أن حلا مستديما لأوضاع البلاد لن يكون غير حل سياسي وطنياً مؤملاً يأخذ بالاعتبار مسارا سلميا بدا العراق بعيدا عنه منذ عقود طويلة، وهو مسار يبدو انه غير  صعب اذا كان العمل علية من قبل  القوى السياسية الحريصة في البلاد واتفقت عليه بمسؤولية . وإلا إن انتهاء معركة الموصل وطرد تنظيم داعش من الأراضي العراقية لا يعنيان مطلقا انتهاء الأزمات السياسية التي بدأت تعصف بالمكونات العراقية الأساسية ما بعد عام 2003.
عبد الخالق الفلاح - كاتب واعلامي

2017-07-15 7:57 GMT+04:30 A Falah <alfalah1954@gmail.com>:
التحرك الامريكي المتأخر لذر الرماد في العيون
ان الازمة الحالية بين دول الخليج الفارسي  كانت متوقعة،انها معركة أخرى، ولن تكون الأخيرة  ، وسقطت كل الاقنعة  في مسلسل الصراع في هذه المنطقة الحساسة . رغم الحملات الإعلامية الشرسة التي سبقتها، وحتى مع الحديث عن ان الكويت تلعب دور الوساطة لاحتواء ألازمة التي تعصف بمجلس التعاون الخليجي، ورغم مساع دولية أخرى لتهدئة الأوضاع إلا أن الدول الخليجية الثلاث ومصر مصرة في إجراءات القطيعة .
يعتبر قرارالمقاطعة  صفحة سوداء في مسيرة هذه الدول، حيث جاء قرار المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق حدودها ومجالها الجوي مع دولة قطر صادما لشعوب المنطقة  التي  كانت تتطلع بشغف كبير إلى مزيد من خطوات التضامن بين دول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التحديات في هذه المرحلة الخطيرة .
وسط التوتر المتصاعد في العلاقات بين هذه الدول ولاسيما بين السعودية وقطرالتي وضعت قواتها "في أعلى درجات التأهب" في مخاوف من تدخل عسكري محتمل عبر حدودها الجنوبية مع الرياض . خاصة بعد ترنح الوساطة الكويتية بين قطر ودول التعاون السعودية وبحرين والامارات واضافة الى مصر . الأزمة الخليجية ولدت  انقساما وتباينا في مواقف الدول العربية والأجنبية ايضاً، فبينما اصطفت بعضها إلى جانب قطر، ومن بينها تركيا والجزائر وأعربت عن تضامنها معها، دعت أخرى إلى تغليب لغة الحوار من أجل التوصل إلى حلول للخلافات، في حين سارعت دول أخرى كالمالديف وموريتانيا الى تضامنت مع الموقف السعودي واما المملكة الاردنية التي خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية  "حيث كانت الدولة الاكثر تضراراً من من هذه الازمة ، تكبدت قطاعات تصديرها خسائر بملايين الدنانير منذ بدايتها و الصادرات البرية الأردنية توقفت بشكل كامل، منذ بدء سريان قرار المقاطعة أو بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي معها.
 كان هناك 3 سيناريوهات معدة امام الموقف القطري من قبل دول المقاطعة ، الأول أن تتراجع قطر عن موقفها وتظهر نوعا جديدا من السياسة حتى تثبت أنها دولة متناغمة مع المجتمع الدولي، والثاني بعدم الاستقواء بدول خارجية، والثالث أن يحدث زخم داخلي وتسخين من القيادات وعبث بدولة قطر وتهديد بمواطنيها.إلا انها رفضت القاء الشروط عليها بما يمس سيادتها واستقلالها.
وقد استدعت قطر 16 دبابة طراز "ليوبارد" من مخازنها في الدوحة. كما ان وزارة الدفاع القطرية سبق وان بعثت رسالة إلى الحكومات السعودية والإماراتية والبحرينية، في 5 يونيو/ حزيران ، وذكرت فيها بأنها ستطلق النار على أي سفن تدخل مياهها من هذه الدول الثلاثة . تاريخ الدول الخليجية مشبع بالانقلابات السياسية المدعومة في أغلبها من الدول الكبرى وحسب مصالحها وتديرها دول في المنطقة  وعلى رأسها السعودية والإمارات، ويبدو أن الأيام القادمة ستعيد تكرار هذا المشهد من جديد، فعلى خلفية التوترات الدبلوماسية المشتعلة بين قطر والدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين، وبعد فشل الوساطة الكويتية في حل النزاعات بين الطرفين، تأتي التكهنات بحدوث انقلاب اخر بعد سلسلة الانقلابات الماضية .
ويبدو أن أمريكا قد خططت لتغيير بعض حكام الدول الخليجية واحداث انقلابات على خلفية زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى المنطقة بالذات المملكة العربية السعودية قبل اسابيع ، وذلك بعد أن أصبحت الخطوات والتحركات السياسية لبعض هذه الدول غير مُرضية للنظام الأمريكي الجديد والذي  يحاول فرض هيمنته على هذه الدول وربطها بعقود مالية تستنزف قدراتها مستقبلاً .وما زيارة وزير الخارجية الامريكي ركس تليرسون للكويت وقطر لتخفيف شدة الصراع كما يدعي ليسى إلا  لذر الرماد في العيون  وتعتيم الرؤى وهو المستفيد الأول لأن البعض في هذه المرحلة يطلب ودها، وهذا معناه صفقات أسلحة أكبر، ومشاريع أكثر وتمويل خليجي أكبر
عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي