المحرر موضوع: تصريحات ترامب حول قاعدة العديد تعيد قطر إلى نقطة الصفر  (زيارة 919 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
تصريحات ترامب حول قاعدة العديد تعيد قطر إلى نقطة الصفر
الرئيس الأميركي يجدد تذكير القطريين بأنه صاحب القرار المرجعي في الأزمة وأن واشنطن ما تزال تعتبرهم جهة راعية للإرهاب.
العرب اليوم/ عنكاوا كوم [نُشر في 2017/07/16،]

هم يديرون الظهر لقطر
لندن - دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إطلاق تصريحات قوية ودقيقة تجاه قطر ما يجعل رهانها على توظيف ما يبدو من تنوع في الموقف الرسمي الأميركي لفائدتها، واتخاذه كحجة للاستمرار في المناورة في أزمتها مع الدول الأربع، أمرا مستحيلا.

يأتي هذا في الوقت الذي تتمسك فيه الدوحة بأيّ محاولة دبلوماسية يمكن أن تسعفها بتأجيل الأزمة ولو إلى حين، وهو ما يفسّر حماسها لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السبت.

وأعلن ترامب، في أول تعليق رسمي له على مصير قاعدة العديد الأميركية في قطر، أن هناك مجموعة واسعة من الدول مستعدة لاحتضان القوات الأميركية حال نقلها من قطر.

وقال الرئيس الأميركي خلال مقابلة تلفزيونية حول مستقبل القوات الأميركية في قطر “في حال سنكون مضطرين إلى الخروج، ستكون هناك ثمة 10 دول راغبة في بناء قاعدة أخرى لنا، وهي، صدقني، ستتكفل بنفسها الإنفاق على ذلك”.

وجدّد ترامب خلال المقابلة ذاتها موقفه من الأزمة الخليجية الراهنة، قائلا “تمت مراجعة العلاقات معهم (يقصد القطريين كما يبدو) لأنهم كانوا معروفين كجهة تمول الإرهاب، ونحن قلنا لهم لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك”.

ترامب: علينا أن نجوّع الوحش حتى الموت، والوحش هو الإرهاب
وأضاف “علينا أن نجوّع الوحش حتى الموت، والوحش هو الإرهاب، وليس من الممكن أن نسمح بوجود دول غنية تغذّي الوحش”.

واعتبرت أوساط خليجية أن تصريحات الرئيس الأميركي أفشلت، بشكل لا لبس فيه، رهان قطر على دور اللوبي الموالي لها في وزارة الخارجية الأميركية، خاصة بعد تصريحات الوزير ريكس تيلرسون التي أعلن فيها أنه “يتفهم” موقف قطر في الأزمة، وأن ردها على المطالب الـ13 للدول الأربع كان “منطقيا”.

وأشارت هذه الأوساط إلى أن ترامب جدد تذكير القطريين بأنه صاحب القرار المرجعي في هذه الأزمة، وأن واشنطن ما تزال تعتبرهم جهة راعية للإرهاب، وأن عليها أن تكفّ فورا عن ذلك.

ولم يخف الرئيس الأميركي وجود خلاف في مقاربة الأزمة بينه وبين وزيره للخارجية، معتبرا أن “ريكس يقوم بعمل رائع، لكن لدينا معه اختلاف صغير من وجهة نظر اللهجة”.

وتمثل تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة ضغطا إضافيا على قطر التي لم تخف أسفها لفشل زيارة تيلرسون إلى المنطقة وعدم قدرته على الخروج بنتيجة قد تقود إلى تخفيف الضغوط عليها أو تعطيها هامشا من الوقت للتحرك واستثمار الوساطات المختلفة حتى لا تبدو تنازلاتها المرتقبة قد جاءت كأمر واقع.

ويرى متابعون لشؤون الخليج أن تصريحات ترامب عن الاستعداد للانسحاب من قاعدة العديد فيها رسالة تحذير خفية لقطر مفادها أن الولايات المتحدة يمكن أن ترفع عنها غطاء الحماية في أيّ وقت، وأن أهمية القاعدة ليس في وجودها على أراضي قطر وإنما لكونها قاعدة أميركية تعطي الأمان للدوحة وتمنع استهدافها.

وأشاروا إلى أن رسالة ترامب تخفي ردا خفيا على تضخيم الدوحة لوجود القوات التركية على أراضيها، وسط تساؤل: ماذا تقدر القوات التركية أن تفعل لحماية قطر لو انسحب 10 آلاف جندي أميركي بعتادهم من قاعدة العديد؟

وقال الرئيس الأميركي في المقابلة التلفزيونية “في حال سنحتاج إلى قاعدة عسكرية بديلة، ستكون هناك دول أخرى ستبنيها بسرور”.

تصريحات فرنسية تنهي الحياد قبل أي وساطة
ويعتبر المتابعون أن أسلوب قطر في إدارة الأزمة سيقودها إلى الزاوية خاصة أنها لم تبحث عن وساطة جادة هدفها حلّ الأزمة، وإنما عن تصريحات داعمة لموقفها سرعان ما يتم التراجع عنها بعد إعلان فشل الوساطة، وهذا حصل مع زيارات وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وربما ينتهي الأمر كذلك مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي الذي أطلق تصريحات في الدوحة قد تنهي مهمته قبل أن تبدأ في غياب الحياد الذي تشترطه أيّ وساطة.

وحث جون ليف لدوريان على “رفع العقوبات التي تستهدف المواطنين القطريين بسرعة” دون أن يوجه أيّ رسالة تطالب الدوحة بوقف فوري لدعم الإرهاب وتمويله.

وقال لودريان للصحافيين عقب محادثات أجراها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن “فرنسا يجب أن تقوم بدور مسهّل للوساطة” التي تقودها الكويت.

وتقول باريس إن مهمة لودريان تهدف إلى الدعوة لـ”تهدئة سريعة” في الأزمة غير المسبوقة في الخليج. وسيتوجه أيضا إلى السعودية والكويت والإمارات.

وأشار الوزير الفرنسي في هذه السياق إلى أن باريس “قلقة للغاية من التدهور المفاجئ في العلاقات بين قطر والعديد من جيرانها”، مؤكدا أنه يعول على تعزيز التعاون بين فرنسا وقطر “في مجال مكافحة الإرهاب وخصوصا في مكافحة تمويل الإرهاب”.

ورحب وزير الخارجية القطري “بدور فرنسا الداعم للوساطة الكويتية في حلّ الأزمة على أساس الاحترام المتبادل وأحكام القوانين الدولية”، وأشار إلى أن مباحثاته مع نظيره الفرنسي تناولت الظروفَ التي تمر بها دولة قطر حاليا.